عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-10, 03:38 PM   #2

XسلمىX

? العضوٌ??? » 108566
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » XسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني
بمجرد أن غادر العم طاهر رأت سميرة حبيب يرمقها بنظرات عميقة و ابتسامة مخيفة ثم قال :
" أحتاج أن تغسلي ملابسي "
هزت رأسها :" كما تشاء .. فقط ضع الملابس في سلة الغسيل لأقوم بغسلها "
و نهضت مسرعة .. كانت بحاجة لتفقد سُهى من حين لآخر كونها فتاة طائشة تعيش أقصى مراحل جنون المراهقة .. ثم اتجهت لغرفة حُسين .. طرقت الباب فجاءها صوته :" تفضل "
فتحت الباب ببطء و اقتربت مبتسمة من حُسين الذي يعمل على الحاسوب المحمول .. رفع رأسه ناحيتها و ابتسم بدوره فقالت :" أتريدني ان أرتب الغرفة ؟! "
نظر هو للملابس الملقاة هنا و هناك و شعر بالحرج ثم قال و هو يحك شعره :" اعذريني .."
ضحكت بلطف و هي تنحني لالتقاط أحد الأقمصة ثم قالت :" أنه واجبي .. "
" هل أساعدكِ ؟"
التفتت له بدهشة ثم اقتربت قائلة :" قلتُ لك أنه واجبي ! يمكنك التجول في الحديقة ريثما أنتهي من ترتيب غرفتك "
ابتسم و نهض حاملاً حاسوبه المحمول و خرج من الغرفة و هو يراقبها و هي تشمر عن ذراعيها لتبدأ في عملها ..
سميرة إنسانة بسيطة للغاية لم تكمل دراستها الثانوية ..لكنها لطيفة جداً و حساسة و رقيقة أيضاً ..و جميلة للغاية .. شمرت عن ذراعيها الناصعتين البياض و كانت تضع خاتماً ناعماً في اصبعها البنصر ..
نزعت الفراش و راحت ترتبه من جديد .. بينما خرج حبيب من غرفته و صادف حُسين الذي يمشي خارجاً من المنزل .. خاطبه بصوت عالي :" آآ .. يا هذا .. "
استدار له حُسين مقطباً حاجبيه فقال حبيب :" نسيت اسمك "
نظر له الآخر باحتقار شديد و خرج من المنزل .. هنا قفز حاجبا حبيب للأعلى و هو يفكر .. أنه لا يعطيني أدنى اهتمام .. يا ترى لماذا أشعر أني أعرفه .. و أنه شخص مهم بالنسبة لي ؟
مشى و هو ينادي :" سميرة ! .. سميرة "
تنهدت سميرة و هي تسمعه يناديها و كانت في غرفة حُسين .. صاحت :" أنا هنا "
أقبل حبيب و فتح الباب مبتسماً و هو يراها تعمل بجد .. اقترب منها و قال هامساً :" ياهٍ من الصباح الباكر و أنت تعملين ؟ ألا تتعبين ؟! "
نظر له باستياء ثم قالت :" لا أبداً .. هذا واجبي "
فقال حبيب:" سمعت أن ثمة مستأجر جديد سيأتي قريبا "
أخرجت من جيبها قائمة معينة و قالت :" نعم ، أسمه عبد الوهاب كمال .. و سوف أجهز له الغرفة المجاورة لغرفتي "
شعر حبيب بالغيرة ! ثم قال :" هل يمكنني رؤية القائمة ؟"
استغربت سميرة طلبه لكنها ناولته القائمة .. أخذ القائمة و هاله ما رأى ..... !!!!!!!
تسمر مصدوماً !!
عاد لغرفته و هو يمسك برأسه يكاد يغشى عليه .. هوى على السرير و هو يفتح عينيه مصدوماً ثم همس :
"مستحيــــل !!!! مستحيــــــــل ! هل هو هو ذاته ؟! "
--
الساعة شارفت أن تصبح الحادية عشر صُبحاً .. رفع حُسين رأسه من شاشة اللابتوب و هو يرى امرأة تدخل من خلال الباب الرئيسي و يبدو أنها حاملاً .. مشت بصعوبة فرأى سميرة تخرج من المنزل و تسرع ناحيتها لتساعدها .. ابتسم هو لطيبة هذه الفتاة .. دخلت المرأة و أقبلت ناحيته سميرة قائلة :
" لقد انتهيت من ترتيب غرفتك "
ابتسم هو :" هل أتعبتكِ ؟"
ابتسمت هي :" لا أبداً "
و دخلت المنزل و هو يراقبها بناظريه .. نهض حاملاً حاسوبه و دخل المنزل متجهاً لغرفته بينما كان حبيب يتلوى ألما على سريره للذكرى الأليمة المفجعة التي مرت بخلده .. دخل حُسين غرفته و استنشق الرائحة العطرة في الغرفة و رأى التنسيق و الترتيب الانثوي الذواق .. كم سُعد بذلك و هو يرى ملابسه مصفوفة بشكل مرتب داخل الخزانة و السرير كان مرتباً للغاية .. كم افتقد لمسة الأنثى في حياته .. لأنه عاش طويلاً يعتمد على ذاته في كل شيء .. كونه يتيم الأبوين منذ أن كان صغيراً و نشأ في منزل خالته و منذ أن بلغ عمره الثامنة عشر فأنه عاش لوحده ..
ابتسم و هو يتلمس زهور الاقحوان و عرف أن من فعلت ذلك هي فتاة في قمة النعومة و اللطف .. جلس قرب الشرفة و سرح قليلاً فقطع سرحانه صوت طرق الباب..
" تفضل "
هنا دخل حبيب الغرفة و وجهه أسود و عينيه حمراوتين .. همس :" هل تسمح لي بالتكلم معك "
عقد حُسين حاجبيه و استغرب تصرفات هذا الرجل لكنه قال :" تفضل "
اقترب حبيب حتى بلغه و جلس أمامه مباشرة و حملق بوجهه مطولاً و في داخله يقول :" أنه هو ! .. هو ! "
همس :" ما... ما أسمك الكامل ؟! "
تأمله حُسين ثم قال :" حُسين عبد الكريم أحمد .. لمَ؟"
عض حبيب على شفتيه ارتباكاً ثم اقترب بكرسيه من حُسين و نظر له مطولاً :" حُسين ؟!!! لقد تغيرت كثيراً "
هنا بدأ حُسين بالقلق و هو يرى وجه حبيب يتقلص و يتجعد ثم انفجر ببكاء غريب .. فتح حُسين عينيه بصدمة و همس :" ما بك؟!! "
فوجئ بحبيب يحضنه بقوة و يهمس :" أنا .. أنا حبيب ..ابن خالتك "
--
للبرهة الأولى لم يستوعب حُسين الفاجعة التي حلت لكنه و بحركة تلقائية أبعد حبيب عنه بنفور و الذكريات السوداوية تمر بذاكرته فتلهب بداخله ناراً كانت خامدة منذ سنين ..
تأمل وجه ابن خالته و بعض الذكريات المضبضبة الغير واضحة تمر برأسه .. أشار باصبعه ناحية حبيب قائلاً باستنكار :" أنت حبيب الذي ......... ؟!! "
وجه حبيب تحول في عيني حُسين لوجه شيطان قذر مخيف .. و خرج عن هدوئه بصرخة زلزلت المنزل بأسره و أربكت سميرة التي كانت تطهو ..
" أخرج حالاً يا حقير "
تأمل حبيب حُسين الذي يقف مرتبكاً و شبح دموع ترقرق بعينيه ..نهض حبيب و شعر أنه لو ظل أكثر سوف يهجم عليه حُسين و يقتله ..
نهض بألم و همس :" أنا آسف .. كانت مجرد ......"
احمر وجه حُسين و هو يصرخ :" أغرب عن وجهي يا قذر "
خرج حبيب مسرعا و ترامى حُسين على الكرسي و هو يفك زر قميصه العلوي ..تنفس بصعوبة و أغمض عينيه و ذكرى شنيعة تدور برأسه..
ذكرى لطالما قُتل ألف مرة و هو يتذكرها .. نساها طويلاً منذ زمن لكن آثارها لم تذهب .. غيرت فيه كل شيء ... ذكرى حذفت الكثير من إنسايته و مبادئه .. جعلته شخص مجهول .. حتى هو يجهل نفسه ..
وقفت سميرة تراقب حبيب الذي خرج من غرفة حُسين منكس الرأس .. و شعرت أن ثمة أمر جرى ..


XسلمىX غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس