عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-10, 03:39 PM   #3

XسلمىX

? العضوٌ??? » 108566
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » XسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond reputeXسلمىX has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثالث
كان يلهث بارتباك و عينيه احمرتا بشكل مريع .. أسرع لحقيبته اليدوية و هو يبحث بتشتت عن حقنة المهدئ .. و كان يحتاج هكذا حقن بطبيعته حيث أنه إذ غضب فأنه يتحول لكائن غريب ..و هو بشخصيته الهادئة نادراً ما يغضب .. راح يبحث عن الحقنة و طرق الباب يدوي رأسه .. قال و هو يرص على أسنانه :
" تفضل "
فتحت سميرة الباب و هي تحمل صينية تحوي فنجان قهوة ، كانت فضولية بما يكفي لكي تستطلع الأمر .. رفع رأسه و نظر لها للحظة ثم عاد يفتش هنا و هناك ..وضعت سميرة الصينية على الطاولة و جلست أمام حُسين و هي تراقبه :" أتحتاج مساعدة "
لم يرد بل أخرج الحقنة من الحقيبة و باشر بتركيبها .. ثم وجهها ناحية باطن ذراعه و سميرة ترمقه بصدمة ..
--
جلس حبيب في الصالة مرتبكاً .. خاف أن يحكي ابن خالته لسميرة كل شيء .. لكن عاد يطمئن نفسه أن ما جرى لا يُحكى على الألسنة ..
بينما كانت سميرة تراقب حُسين و هو يهدئ تدريجياً و ينظر لها من حين لآخر بنظرة ميتة .. همست :
" هل من خطب أستاذ حُسين ؟! "
هزّ رأسه سلبياً :" لا "
شعرت أن حبيب مُخطئ و لكن كيف يتشاجران و هما لم يعرفا بعضهما البعض إلا من ليلة البارحة .. بينما كان حبيب يفكر .. يآه !! هذا هو ابن خالتي حُسين؟!! هذا هو ..كم تغير .. و أصبح رجلاً ..
يا للصدفة الغريبة و المؤلمة !
--
راحت سميرة تجهز الغرفة المجاورة لغرفتها.. استعداداً لقدوم المستأجر الجديد .. بينما كان حُسين يستلقى على سريره على جنبه الأيمن و هو يسترجع تلك الذكرى المروعة ..
رجع بذاكرته للخلف ، حيث كان فتاً لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره .. يعيش في منزل خالته .. و لم يكن أبناء خالته يعطونه أدنى اهتمام و كان هادئاً منذ صِغره .. كان يشارك ابن خالته حبيب غرفته ..
" هيه أنت "
التفت لحبيب الذي يكبره بأربع سنوات .. كانت ملامحه شرسة و هو يغلق الباب بالمفتاح جيداً ثم يقترب بشكل مريب .. كان حُسين في ذلك الوقت يمسك براوية اندمج فيها بشكل كبير و لم يكن منتبهاً لحبيب الذي يرمقه بعينين حادتين ..
" ماذا تريد ؟"
قال ذلك و هو لم يرفع عينيه عن الرواية بينما كان حبيب يتأمله بنظرات مريبة .. اقترب منه و همس :
" اسمع ، دعنا ......."
و صمت فاتحاً المجال لابن خالته للفهم .. بينما كان الآخر غير مركزٍ معه .. حيث قال بانزعاج :
" ماذا ؟! "
تنهد حبيب و جسده يحترق بالشهوات المحرمة التي أثارتها الأفلام الاباحية .. و لم يجد مصباً لهذه الشهوات إلا ابن خالته المميز بشكله ..
كانت الساعة تشير للواحدة ليلاً .. و الجميع يغط في نومٍ عميق .. عاد حبيب يرمق ابن خالته الذي يتجاهله .. فاقترب و جلس على السرير و سحب الرواية و رماها بعيداً ..بينما ظل حُسين يرمق ابن خالته مستغرباً و مستنكراً ..
" ماذا فعلت؟!!! هل أنت مجنون ؟!! "
فوجئ به يقبض على قميصه بقوة و هو يهمس بعنف :" ركز معي يا حيوان "
صُدم حُسين به و همس :" ما بك ؟"
تنهد و اقترب من ابن خالته أكثر و همس بأذنه ببضع كلمات .. كانت كفيلة بأن تحوله لصنم لا يتحرك .. من هول الصدمة و الفاجعة .. همس حُسين :" أعد ما قلت "
ازداد حبيب عصبية و أمسك بذقن حُسين و قال بنبرة تهديدية :" سأفعلها يا حُسين "
و راح يتأمل ملامح الصدمة على وجهه فارتخى صوته بحنان و هو يقول :" نصف ساعة فقط .. دعني أفعل ما أريد و سوف لن أعيدها أبداً .. ارحمني سأموت إن لم أفعلها "
اقترب بوجهه من وجه حُسين الذي يتأمله مصدوماً و مصعوقاً !! راح قلب حُسين يضرب بقوة .. و نهض بشكل مفاجئ للهرب من هذا المتوحش .. فأمسكه بقوة و أعاده للسرير .. و غرق معه في عراك عنيف .. نزف دم من فمه و من رأسه .. و لأن حبيب صاحب البُنية الأقوى فأنه أخرج شريط لاصقاً بدأ بتقييد ابن خالته به .. و حكم فمه جيداً ..
وقف يتأمله و أعمته الشهوة ففعل ما أراد فعله ..
و بعد ساعة كاملة .. أفاق حبيب من شهوته التي أعمته .. ارتدى ملابسه على عجل و هو يتأمل ابن خالته .. كم كره نفسه و الطريق الذي سلكه الذي أوصله لأفكار شاذة عن القيم و الأخلاق و فطرة الانسان .. اقترب ببطء من حُسين المُلقى على السرير على وجهه ..
و دم فمه لازال ينزف في الوسادة .. و هو يغمض عينيه بإرهاق شديد .. و شعره التصق بوجهه من العرق المتصبب .. انحنى و همس بقلق :" حُسين ؟ هل أنت حي ؟"
مد يده و هزه لكي يستفيق من غشوته .. حينها رفع حُسين رأسه ببطء و يديه لازالتا مقيدتان ..نظر لابن خالته بنظرات ميته .. و صوت الرياح في الخارج يشبه صوت الموت و هو يأتي كعاصفة من الجن ..شعر حبيب بالرهبة و الخوف ..و احتضن ابن خالته بقوة خائفاً من نفسه ..
هنا سمع همسه :" ماذا فعلت بي؟!!! "
نظر حبيب لحُسين بندم .. و قال :" ستنسى يا حُسين .."
--
عاد حُسين للواقع ، و هو يشعر بنار متأججة بداخله ..هذه الذكرى جعلته يعاني كثيراً في حياته .. هذه الساعة التي استمتع فيها حبيب على حسابه غيرت الكثير و الكثير .. هذا الشذوذ الذي رآه بعينيه جعله يكره حبيب كرهاً كافياً بتفجير الكرة الأرضية ..
شعر بذلك الانسان الذي تجرد من معنى الانسانية أنه شخص منحط قذر خالي من القيم و الأخلاق .. لا يعرف ديناً و لا يعرف رباً .. ظن حبيب أن تلك الساعة ستُنسى مع الأيام و لكن من ينسى ساعة افتقد فيها رجولته و شرفه ؟!!
بسبب تلك الساعة الملعونة و القُبلات الشاذة التي وزعها حبيب بعشوائية و بدون وعي .. حذف حُسين الكثير من الأمور في حياته ! .. و وضع قوانين صارمة على نفسه كأنه هو المذنب ..
أولها .. حذف مفهوم الزواج من جذوره .. ، ثانياً ، عدم تقبل الصداقات أبداً .. ثالثاً .. عدم التكلم عن الماضي .. و رابعاً و خامساً و سادساً ... و عاشراً ..
كم غيرت تلك الذكرى المشؤومة فيه .. و خطفت الابتسامة من شفتيه .. ظن أنه نسى تلك الذكرى لكن فإن آثارها لازالت باقية ..
--
وقفت صباح ببطنها المنتفخ بجانب سميرة و هما تراقبان العمال يرممان المخزن .. خرج حبيب من غرفته و نظر لسميرة بنظرة طويلة انتبهت لها .. ارتبكت و هي تراه يبتسم لها ثم يقترب قائلاً :
" أتحتاجون مساعدة ؟!"
شعرت سميرة بضيق لكنها قالت بلطف منها :"لا أظن فالعمّال كثر "
و اتجهت للمطبخ قائلة :" سأعد الغداء .."
نظر لها و هي متجهة نحو المطبخ فأسرع ناحيتها ..دخل المطبخ بهدوء و هو يراقبها ترفع خمارها عن شعرها الناعم المرفوع .. عادت تنسق الخمار جهلاً منها لوجود ذلك الرجل و هو يتأملها مبتسماً .. انتظرها حتى تبدأ بعملها .. فتنحنح للدخول .. أدارت برأسها ناحيته .. و حاولت أن تبتسم :
" أتريد شيئاً سيد حبيب ؟ "
أطلق ضحكة مدوية و اقترب منها قائلاً :" أستاذ و سيد و غداً ستقولين دكتور حبيب "
تنهدت و قالت :" و لمَ لا ؟ المهم أن نحترم بعضنا بعضاً "
و راحت تنسق أطباق الطعام على الطاولة .. فقال هو بابتسامة مزعجة:" أريدك أن تدللي اسمي فتقولي .. حبيبي "
فتحت عينيها بصدمة متسمرة لجرأته .. و فكرت ماذا ترد عليه و نار الغضب تسعر بداخلها .. رمقته بحدة و قالت :" اسمع يا أستاذ حبيب .. عليك عدم تخطي الخطوط الحمر فأنا في النهاية لا أقبل بهكذا تجاوزات "
و أشارت للباب قائلة :" و رجاءاً .. لا تشغلني عن عملي"
ابتسم لغضبها المُفاجئ و كم كانت رائعة و هي غاضبة .. و خرج .. فتنهدت هي متقززة من تصرفاته المزعجة .. و فكرت ماذا يقصد من ذلك..
كونها فتاة لم تتزوج و لم يحالفها نصيبها بالرغم من جمالها .. إلا أن افتقادها للشهادة الجامعية و الثانوية و مكوثها الطويل في المنزل هو كان حاجزاً لألا تتزوج ..
كانت كأي فتاة تتمنى الزواج و تكوين أسرة بما أنها وحيدة .. و لكنها الله لم يأتِ بنصيبها بعد .. و لذا فأنها عندما لاحظت اهتمام حبيب بها .. لا تدري لماذا قررت أن تلين في معاملته في المرة القادمة ..


XسلمىX غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس