عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-10, 06:27 PM   #46

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد أن أنتهى دارت من حديثه , نهض ليتصل بجهازه اللاسلكي , وسياة الأتصال الشائعة في هذه المنطقة , بأصحاب المزرعة التالية ليوصيهم بالزائرين , وهم بدورهم سيتصلون بأصدقائهم لتسهيل رحلة آل هاريسون , وهكذا سيكون دائما أحد ما في مكان ما يسهر على سلامتهما , وعندما سيصلان أخيرا الى بلادهما , سيصبح بأمكانهما أخبار أصدقائهما أنهما أجتازا قلب أستراليا الميت بدون خوف أو خطر.
وفي صباح اليوم التالي , وبعد أن تنازلا طعام الفطور , ركب الزوجان سيارتهما , المزودة بكل ما يمكن أن يحتاجانه من مؤونة , وودعا الجميع , وقبل ثوان من تحركهما , أخرجت كيتي هاريسون رأسها من نافذة السيارة لتبتسم لمضيفها قائلة:
" هل تسمح لي؟".
رن صوتها طفوليا خجولا , فأحنى دارت رأسه مبتسما:
" طا لما لا يمانع جون!".
فأسرع الزوج يقول مداعبا:
" هيا , كنت محظوظا لأنني وضعت خاتم الزواج حول أصبعها قبل أن تلتقي بك ".
قبلت كايتي هاريسون خد دارت , وأستلقت في مقعدها والدموع تملأ عينيها , شكرها للمعاملة الطيبة التي تلقتها عبرت عنه بالدموع بعدما عجزت الكلمات عن ذلك.
وزودهما دارت بتعليماته الأخيرة , قبل أن يبتعد عن السيارة وهو يلوح لهما مودعا , تنفست روشيل بأرتياح:
" أخيرا رحلا! هل رأيتم كيف تصرفت؟ كيف تسمح لنفسها بذلك وزوجها جالس بجانبها".
فأجابتها كولبي ساخرة قبل أن تلحق بسوزان وبيللا الى دخل المنزل:
" أليس من الأفضل أن تتصرف كذلك بوجوده بدل أن تنتظر غيابه!".
وألتقت العائلة في غرفة الجلوس , جلس دارت قرب روشيل , وأخذ ينظر الى كولبي التي كانت منشغلة عنه بالضحك وستيفن.
وهمست روشيل بصوت محمل بالمعاني الخفية:
" أنهما يتفقان كثيرا برغم قصر المدة التي مرت على تعارفهما , أعتقد أنه التقارب في السن".
وسمعها ستيفن برغم أستغراقه في الحديث , فلم يتمالك نفسه من التعليق بسخرية:
" كلماتك هذه تدل على قلب طيب يا آنسة تينانت".
وعاد يركز أهتمامه على كولبي.
" أنا معجب بالطريقة التي أعتنيت بها بالسيدة هاريسون يا كولبي , هل تعرفين أنني كنت أحلم بأن أصبح طبيبا في يوم من الأيام , لكن الظروف لم تسمح بذلك".
وأستغلت روشيل هذه العبارة لتنتقم من سخرية ستيفن السابقة بها :
" حسنا فعلت, عودتك عن قرارك أنقذت حياة الكثرين".
روشيل , روشيل , أظهري قليلا من الأحترام للناس ,لن تجدي زوجا بهذه الطريقة".
وعضت روشيل على شفتها السفلى وهي تحترق غيظا , وأنقذ الموقف دخول ميني المفاجىء وهي تحمل باقة من الزهور الصفراء وضعتها في أناء جميل وكان من الممكن أن يمر دخولها هذه المرة على خير , لولا أن لاحظت روشيل تسرب بعض قطرات الماء من أسفل الأناء , فصرخت:
" لا تضعيه على المائدة , ستفسدينها".
أرادت أن تحمي ما تعتقد أنه سيكون لها مستقبلا , صوتها الآمر أخاف ميني , فأسقطت الأناء من يدها كما توقعت كولبي , وتناثر الزجاج المحطم على السجادة , أسرعت كولبي الى ميني تهدىء من روعها.
" عودي الى المطبخ يا ميني , لا تخافي لن يغضب أحد منك لم تكن غلطتك".
وخرجت الفتاة الصغيرة ترتعش خوفا وهي تسمع روشيل تقول بغضب:
" لا أعرف لماذا لا تتخلصون من هذه الفتاة الطائشة , أنها خطر متحرك".
ولم يجبها أحد, أنحنت كولبي تجمع الزهور الصفراء عن الأرض , وفجأة تأوهت بصوت خافت ,وسالت الدماء من قدمها , داست على قطعة زجاج كبيرة أخترقت أحدى فتحات حذائها الصيفي.
وأسرع اليها دارت بعدما لاحظ شحوب لونها ,كان يغمى عليها دائما عند مشاهدة الدم وهي طفلة , رفعها بين ذراعيه بينما كان ستيفن يربط الجرح بمنديله النظيف , وحاول أن يهدىء من روعها :
" آل كينغ كلهم شجعان".
" قلت لك سابقا أن لكل قاعدة أستثناء".
رددتها بضعف وهي تشعر بالأشياء تتمايل حولها , وحاولت السيطرة على نفسها , لماذا تتصرف بهذا السخف!
سألتها روشيل وفي عينيها تأنيب واضح:
" هل تتصرفين دائما بهذا السوء لدى رؤية الدم؟".
" نعم".
هزت كولبي رأسها بضعف وأستراحت على كتف دارت.
" لا تتصرفي كطفلة يا كولبي , سأنظف الجرح , هل تستطيعين تحمل ذلك؟".
أجلسها على المقعد وذهب ليحضر بعض الأسعافات الأولية من غرفة الحمام, نظرت كولبي الى منديل ستيفن المخضب بالدم , وأرغمت نفسها على التصرف كأنسان بالغ ,لم تعد طفلة , وعليها أ تجعل مخاوف طفولتها تتغلب عليها , عضت على شفتيها ,وحاولت التفكير بأمر يسعدها.
وعندما عاد دارت , عرضت عليه روشيل أن تساعده بتضميد الجرح , فرفض مبتسما , عقدت حاجبيها بأستياء وأنصرفت عنهما غاضبة , أنها لن تحب كولبي هذه أبدا , يا لها من طفلة مدللة!
وبدأ دارت بتنظيف الجرح كان عميقا لكنه تمكن من وقف النزيف ,ومن ثم ضمد قدم كولبي بعد أن تأكد من عدم وجود أي بقايا زجاج.
شكرته كولبي معتذرة:
" آسفة لم أتوقع حدوث هذا".
" على المرء أن يتحمل حدوث هذا".
وضحك مداعبا , وفجأة أنحنى عليها ليقبل وجنتها , فأحست كولبي بسعادة لم تعرفها من قبل:
" لماذا فعلت ذلك".
فأجابها ساخرا كعادته:
" ظننت بأنني ربما سأفقدك".
ولم تستطع روشيل البعاد عنهما وهي ترى عن بعد المودة السائدة بينهما :
" عزيزي دارت , ألا تعتقد أنه من الأفضل ألا ترافقنا كولبي في نزهة بعد الظهر , لا أظن أنها تستطيع تحمل الرحلة".
" لن يمنعني أي شيء من مرافقكما".
ونهضت فورا لتثبت قولها , فضحك دارت.
" فتاة شجاعة فعلا! أرتاحي الآن ,علي أولا أن أنجز بعض الأمور".
ووضع يده على كتف روشيل.
" روشيل أنت تعرفين ما سنحتاجه لهذه الرحلة , على فكرة , أتصلي بوالدك وأخبريه أنك ستمددين أقامتك ليومين أو أكثر".
وأشرق وجه روشيل , أما كولبي فأضطربت وخرجت مسرعة الى الشرفة لتداري أنفعالها , الألم لم تعد تشعر به في قدمها وحسب بل أيضا في قلبها , لكنا لن تحاول أن تحلل مشاعرها الآن.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس