عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-10, 02:50 PM   #50

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفتيات ربطن مناديلهن الملونة حول وجوههن , ما عدا كولبي التي سقط منديلها عن وجهها , فلم تقم بحركة واحدة لأعادته , كانت مستغرقة تماما في التحدي القائم بين الرجل والحصان.
دارت من أمهر الفرسان فعلا , يتوقع رد فعل الفرس حتى قبل أن يقوم بها , مرونته ورشاقته وصلابته لا يمكن أن يضاهيها أمهر الفرسان المعروفين بقدرتهم على ترويض أكثر الجياد تمردا .
كان دارت يجلس مستقيما على سرجه , وهو يحاول أن يرغم الحصان المتعب على القيام بحركات أسرع , ترهقه وتجبره لى الأستسلام , وفعلا خفف الجواد من رفساته القوية التي يمكن أن تقضي أحداها بسهولة على حياة أي رجل يستخف بها , تدريجيا هدأ فأخذ دارت يتحدث اليه بهدوء وحنان وهو يربت على عنقه المبلل بالعرق , وأنتهت المعركة.
أقتربت روشيل من السور فور نزول دارت عن جواده , كان وجهها ألأسمر الجذاب يشع أعجابا.
" كنت رائعا يا دارت ".
وقف ينظر اليها بشرود , ووجهه الوسيم لا يعبر ن أي شيء ".
" لا أحب هذا العمل يا روشيل , لكنه ضروري".
ورأت كولبي روشيل تلف ذراعها حول ذراع دارت , فأشاحت بوجهها وهي تحاول أن تكبت هذا الأحساس المفاجىء والغريب الذي أنتابها وجعلها تشعر بمزيج من الغضب والحزن , وسمعت ضحكات روشيل ترن على بعد أمتار قليلة منها, فقررت أن تتجاهل الأمر , بيللا تنتظرها في المنزل , من الأفضل أن تركز أفكارها حاليا على العمل , في الصباح طلبت منها عمتها أن ترسل برقية تهنئة لأحدى قريباتها في مدينة أديلابيد , وذلك بمناسبة عيد ميلادها.
أغتسلت كولبي من الغبار العالق بها , قبل أن تذهب الى المكتب الصغير حيث وضع جهاز الأرسال ,كانت الغرفة صغيرة مليئة بخرائط كبيرة تمثل القناة ومقاطعة كوينزلاند , وجنوب أستراليا , والمناطق الشمالية , الجدران كانت غارقة في سيل من رماح واللوحات البدائية , ووراء المكتب الكبير تدلى جلد تمساح أنعكس عليه ضوء النهار المتسلل من النافذة العريضة , أبتسمت كولبي بحنين وهي تحدق الى جلد الحيوان الميت , أصطاده دارت في مزرعة عمه , الواقعة في المناطق الشمالية , أصطاده في الثانية عشرة من العمر , وأصر العم سيروس على أرجاع الجلد معه الى كنغارا ,وفور وصوله الى البيت الكبير أستغل الحيوان الميت ليدبر لرئيس عماله مقلبا يشهده كل من في المزرعة ,
وفي أحدى الأمسيات , وبينما كان رئيس العمال عائدا الى منزله من سهرة متأخرة , رأى الرجل أمام بابه تمساحا يتربص به , أصابه الهلع وكاد يمطر الجلد بوابل من الرصاص لولا تدخل بعض العمال الذين وضعهم سيروس كينغ هناك لمراقبة المشهد المضحك ,وعندما هدأ رئيس العمال أخيرا أكد أن هذه الحادثة سرقت من عمره عشر سنوات , وضحكت كولبي كما كانت تفعل دائما كلما وقع نظرها على الجلد , سكان المزرعة ما يزالون يتندرون حتى اليوم بالقلب.
وأجتازت كولبي الغرفة لتجلس أمام جهاز الأرسال ,وعندما وضعته على الموجة التي تريد , سمعت صوت رجل يقول:
"أذا لم يكن هناك من نداء طبي أتركوا المجال للرسائل الآتية من مزارع : ر.ج . ب. و. ج. ك. و. ي.ل.م.و.ك.ج.ر".
فأجابه صوت أمرأة : (هيا يا جيم) , وعرفت كولبي صوت نولا ريتشموند , جارتهم من مزرعة ريتشموند التي يشار اليها بأحرف ر. ج. ب. وقرأ الرجل برقية حب طويلة وصلتها من زوجها الموجود حاليا في أديلابيد في رحلة عمل , حاولت كولبي أن لا تسمع الكلمات , من المضحك حقا , أن تشعر في هذه المناطق النائية , أنك أقرب الى جارك الذي تفصله عنك مئات الأميال , مما لو كنت تجاوره في شقة في المدينة.
ومرت ساعات الصباح بسرعة ,وكولبي تستمع الى مشاكل المزارع الكبرى المتفرقة في هذه المنطقة الشاسعة , رؤساء عمال يطلبون موافقة رؤسائهم الغائبين على أمر ما , أمهات ترسلن برقيات حزينة تطلبن فيها من بناتهن العودة الى المنزل بعد أجازة طالت في المدينة , ومشاكل عائلية تحل على الهواء , وتخلل كل هذه الرسائل نداء طبي من أم تستنجد بالطبيب المتجول لمعالجة طفلها المريض .
وتنبهت كولبي فور سماعها لأشارة كنغارا , أي أحرف ك. ج. ر. أرسلت البرقية التي تريد وأقفلت الجهاز.
وقفت ونظرت حولها بأهتمام قبل أن تتوجه الى مكتب دارت المجاور لغرفة الأرسال ,حرّم أبن عمها دخول مملكته الخاصة هذه على كل أفراد لعائلة , ولم يستثني روشيل من القاعدة , وكم تشبهه هذه الغرفة! ينبع منها أنطباع بالقوة. كان من الواضح أنها تخص رجلا , على أحد الجدران كان هناك رسم زيتي كبير للعم سيروس , يحمل بصمات وشخصية الفنان الذي رسم العمة راشيل , أي صاحب اللوحة المعلقة في غرفة الجلوس.
وتسلقت عينا كولبي القامة الطويلة البارزة العضلات , كان العم سيروس شديد الوسامة , في عينيه وفمه تعبير ينم عن شيء من القسوة والتسلط , وجهه يدل على أنسان أنشأ لنفسه أمبراطورية صغيرة في منطقة نائية .... رجل عرف كيف يجري الصفقات وينفذها , العم سيروس يشبه والدها , لكن تعبير الوجه كان يختلف تماما , والدها كان أكثر رقة وحنانا.
في يوم من الأيام سيعلق رسم دارت هنا أيضا , لكن أين سيضعون رسم روشيل ؟ ما من شك أنها الزوجة المناسبة لرجل من آل كينغ , أرتعشت كولبي برغم حرارة الغرفة , دارت أيضا سيكون زوجا ممتازا , وسامته الجذابة التي توحي بالكثير من الرجولية , أكتسبها عن عائلة والدته , لكن طابع آل كينغ المميز كان واضحا في شخصيته وتصرفاته.
لكن ماذا عن روشيل ؟ تبا لروشيل لاحظت أنها كانت تتكلم بصوت عال , ضحكت لأنفعالها وخرجت من الغرفة على رؤوس أصابعها تلاحقها نظرات العم سيروس.
في الرواق الساعة تشير الى الحادية عشرة , ما زال أمامها ما يكفي من الوقت لتلحق بدارت وبن ,كان يعملان في الحظائر على ترويض ما تبقى من الخيول البرية , رآها دارت مقبلة , فأقترب لملاقاتها.
" بن أختار الفرس الصغيرة لبوكا , أنها حيوان أصيل , العجوز يعرف كيف يختار الجواد الأصيل , لا أحد يضاهيه في هذا المجال".
" ولا حتى دارتلاند كينغ العظيم ؟ كنت أعتقد أن لك شهرة واسعة في هذا المجال".
أبتسم لها وأخذ يتابع محاولات بن لترويض الفرس الصغيرة ,وألتفت فجأة الى كولبي ليسألها بأهتمام:
" كنت أول من غادر الحظيرة هذا الصباح , ألم تعجبك الطريقة التي روضت بها الحصان الأبيض؟".
أراد مداعبتها , لكنها أجابته بجدية لم يكن يتوقعها منها :
" لا أعرف , يحزنني حقا رؤية أي كان يحاول تحطيم حرية كائن حي".
لمعت عيناه كقطعتي فضة وهو يحاول أن ينفي التهمة عنه:
"لم أحاول تحطيمها , أنا لا أحطم الخيول , أنا........".
قاطعته كولبي ساخرة ,وهي تحاول أن تقلد طريقته في الكلام:
" أعرف يا سيد دارت , تريد تدريبها على أصول التعامل مع الأنسان ,وأنت ماهر يا سيد دارت".
" أعتقد يا آنسة كينغ أنك أنت بحاجة لمن يعلمك أصول التعامل مع الناس".
" أكون شاكرة لك لو قمت أنت بهذه المهمة يا أستاذ دارت".
وكاد الحوار يتحول الى مشاداة عنيفة , لولا أقتراب بو الذي رفع قبعته ليحيي كولبي بأبتسامة عريضة:
" صباح الخير آنسة كولبي".
وألتفت الى دارت يسأله بجدية:
" هل أنت مشغول يا سيدي؟".
" لا يا بن ,ما بك؟".
" أحتاج لمساعدتك , لا أستطيع السيطرة على الفرس , يبدو أنها حديدية الأرادة".
" حسنا يا بن , علينا أولا محاصرتها في زاوية محددة , كولبي أنزلي عن السور , وأبتعدي قليلا عن الحظيرة".
وأحست كولبي بشخص ما يقف وراءها:
" أهلا بوكا , جئت لترى فرسك , أليس كذلك؟".
أجابت عينا بوكا حتى قبل أن يتفوه بكلمة واحدة :
" نعم , كم هي جميلة ... فرسي!".
وألتفت اليه جده محذرا:
" لا تقترب من الحظيرة يا صغيري , أرجوك أن تبقى قرب الآنسة كولبي , أنها ليست فرسك بعد".
وأمسك بوكا بيد كولبي , وعيناه لا تفارقان الفرس السوداء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس