عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-10, 08:28 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


في اليوم التالي أمتطت كيم صهوة حصانها , وأجتازت الحقول المحيطة بمسكن كاتانيا بأتجاه ممر منعزل يقطع الغابة ويؤدي الى قرية أفريقية , وأنتصبت عن يمينها الجبال التي تنحدر حتى تصبح تلالا خزفية , كان بالأمكان رؤية مجرى الجدول المتعرج ينحرف بعيدا وقد أحاطت بضفتيه الأشجار , أما أشعة الشمس المحرقة , فسطعت بقسوة , لكن كيم بدأت تألف الحرارة ,ولم تعد تزعجها كثيرا في هذه الأيام ,وغالبا ما نهضت في الصباح الباكر مدفوعة بالرغبة لمعاينة مشهد شروق الشمس الأخاذ حيث تنتشر الأشعة القرمزية في الأفق بشكل مروحة معلنة أرتفاع كرة الذهب الضاربة الى الحمرة , والخضراء البنفسجية , والشروق سريع تمتلىء معه السماء في دقائق بالنور تعكسه على المروج والغابات الكئيبة الموجشة , وعند الساعة الحادية عشرة أصبح بأمكانها ممارسة رياضة ركوب الخيل التي تستغرق منها ساعة في العادة ,نظرت الى الساعة , فوجدتها الثانية عشرة ألا ربعا , الغداء يقدم عند الثانية عشرة والنصف , أستدارت وعادت مسرعة , وضاقت حدقتاها على رغم أنها أرتدت نظارات سوداء ,وكانت قد وصلت الى البيت تقريبا عندما رأت روك يقف ويراقب عماله يوقعون شجرة ماهوغاني ضخمة وقد أرتدى قميصا مخططا وبنطالا كحليا , كان رجل قفار طويل القامة مفتول العضلات متميزا بين أفراد جنسه.
ولما رآها حيّاها بعدم أكتراث , فأطرقت وتابعت سيرها نحو مسكن كاتانيا حيث جلس بارت على الشرفة محتضنا مسند كراسته , وأرتسمت على وجهه أبتسامة سريعة فيما رأى كيم تضع سامي في الأصطبل وتتسلق الدرجات مسرعة وقد أشرق وجهها نضارة بعد تمرين ركوب الخيل , وأنسدل شعرها يلامس كتفيها , ثم نزعت كيم نظاراتها لتضعها على الطاولة ,وقالت وكأنها تجيب على سؤاله:
" كانت رحلتي ممتعة , أشكرك يا عزيزتي على شرائك سامي لي".
" أسعدني ذلك كثيرا يا كيم ".
" هل لديك بعض الملاحظات لأطبعها بعد الغداء ؟".
أجابها وهو يعبس فجأة:
" القليل , عملي أصبح شاقا".
" ماذا....؟ الكتابة أو البحث؟".
" كلاهما , ربما كان الأفضل أن أتقاعد , فقد حققت أرباحا كبيرة".
وتساءلت أذا كان صوتها ينم عما راودها من مخاوف:
" تتقاعد؟ أنك لم تذكر شيئا عن هذا الموضوع من قبل".
"لم يخطر لي شيء مثل هذا من قبل, ولكنني وأنا أجلس هنا اليوم أتعب في كتابة ملاحظاتي وأشقى لأجد الكلمات المناسبة... كنت دائما أقول أنه متى أصبح عملي شاقا سوف أتخلى عنه".
"وهل أصبح عملك شاقا فعلا؟".
"للغاية يا كيم".
" لا عليك , فليكن هذا يوم عطلة , وسيكون الغد مختلفا".
" كلا يا عزيزتي , ليس بهذه السرعة على الأقل".
" ما رأيك بأجازة أستجمام ؟. بأمكاننا أن نذهب الى شاطىء البحر".
"سوف أقضي فترة أستجمام يا كيم , ولكن هنا في البيت".
أنزعجت كيم لأنها طوال معرفتها ببارت رأت فيه الحماسة والأندفاع للعمل , وظنت أنه لا بد يعاني من أعتلال فيصحته حتى يشعر بالكسل وعدم الأكتراث.
وصل روك بعد الظهر محضرا بعض المجلات التي وعد بأعارتها لبارت , وهي تتعلق بموضوع الحياة في القفار الأفريقية وتتضمن مقالات حول الجلوس بصحبة بارت:
"مرحبا يا انسة مايسون. هل كانت رحلتك ممتعة هذا الصباح؟"
"جدا اشكرك يا سيد لنتون"
قطّب بارت جبينه بعصبية وهو ينقل بصره من كيم الى روك الواقف بجانب الباب وهو ينتظر أن تجلس كيم أولا:
" جميع الناس هنا يستخدمون أسماءهم الأولى , وأظن أنني قلت ذلك من قبل".
أبتسم روك ساخرا ليفاجىء كيم بقوله:
" لعله يجب أن نخضع لرغبة بارت الذي يبدو مصرا على رأيه".
حدقت اليه وقد تغير لون وجهها:
" أذا.... أذا كان كان هذا ما تريده يا سيد لنتون...".
أضاءت عيناه الرماديتان مرحا:
" هذا ما يريده بارت يا آنسة مايسون".
عندئذ طقطق بارت بلسانه غاضبا:
" أستحلفكما بالله أن تتوقفا عن هذه البلاهات , فماذا دهاك يا كيم حتى تتبرمين مللا وتحمرين خجلا وكأنك مرتبكة؟".
وقاطع روك بارت بتهذيب :
" أنها نرتبكة فعلا , وأرجو أن تأخذ كلامي على محمل الجد , فستنقضي أسابيع طويلة قبل أن تلفظ أسمي بدون أن يتغير لونها وتطرف جفونها....".
فصاحت في وجهه , ثم نظرت اليه مباشرة وقالت بصوت عال:
" كفاك سخفا , روك , أنظر , هل بدا علي الخجل ؟ أو هل طرفت جفوني؟".
"كلا يا كيم ,ولكن فقدت السيطرة على أعصابك- كالعادة".
بيد أن بارت قاطعه وقد ظهر عليه الأنزعاج , ثم حدق اليه وهو يقول:
" حسنا , تجاوزنا هذه العقبة , وأرجو أن تتوقفا الآن عن مشاحناتكما, فأنتما تبدوان أسوأ من الأطفال المتخاصمين , وأرجو أن تقول لي أذا كان هنالك من سبب للطعن بمزاج كيم".
أجاب روك:
"كلا , لا سبب على الأطلاق".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس