عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-10, 07:41 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- زيارة منزله
تأمل بارت بعض الأوراق التي أخرجها من ملفه , وظهر الأنزعاج على وجهه بينما أنتظرت كيم وهي تحمل الكراسة في يدها أن يتابع ما كان يمليه عليها ,وفجأة هز رأسه وقال كأنه يحدث نفسه:
" هذا محزن للغاية".
لقد بدأ في الأسبوعين الأخيرين يتحدث الى نفسه , وأعترف ضاحكا أنه أزداد غرابة مع مرور الأيام ,وقلقت كيم أكثر فأكثر مع كل التأكيدات القائلة بأن لا خطر يتهدد صحته , وأخبرها بارت أن الطبيب نصحه بالراحة والأسترخاء بعد أن فحصه على أنفراد في غرفة نومه وذلك أنه يعمل ساعات طوالا على حد قول الطبيب , عندئذ أعترض بارت على الطبيب:
" كل الكتّاب يعملون طويلا , كم يكره الأنسان أن يوقف عمله عندما تتزاحم الأفكار المفيدة في رأسه".
"عليك أن تتوقف ’ هذا كل ما يمكنني أن أقوله لك".
ثم ألتفت الطبيب الى كيم وقد ظنها أبنة بارت :
" هل ستضمنين محافظته على ساعات عمل معينة لا تتجاوز الخمس أو الست ساعات كحد أقصى؟".
أجابت كيم وهي تشك قليلا بصدق جوابها , لأنها علمت خلال ثماني سنوات من عملها مع بارت أنه عنيد:
" سأحاول".
ثم نقل الطبيب عينيه الى بارت... وحملت نظراته تحذيرا شديدا , ألا أن كيم أطمأنت بعد أن قال الطبيب لدى خروجه:
" لا تقلقي , لأن صحته ستتحسن أن هو أتبع الأرشادات".
وتحدثت كيم الى روك , ملاحظة الجمود في قسمات وجهه عندما طلبت اليه أن يساعدها في جهودها لمنع بارت عن العمل المضني , ووعددها بأن يحدثه في الأمر , مما جعل كيم تثق بصدقة.
سألت كيم بارت , وهو يتطلع الى الورقة التي أخرجها من ملفه دون أن يزيد على ما قاله:
" ما هو الأمر المحزن؟".
" أنني أقرأ بعض الأرقام المتعلقة بحيوانات جنوب أفريقيا , هل تعلمين أن عدد الفيلة التي تعيش في غابة كنيسنا لم يزد على عشرة في العام 1973؟".
هزت كيم رأسها عابسة:
" عشرة فقط؟ هل ستنقرض هذه الفيلة؟".
" لا شك أن كثيرا من الحيوانات ستنقرض نتيجة أبعادها عن مواطنها الطبيعية , فعلى سبيل المثال , لا يوجد ذكر بالغ في قطيع فيلة آدو".
برقت مقلتاها بالدموع:
" لماذا يقتل الناس الحيوانات؟ أنا لا أستطيع أن أفهم ماذا يجني الأنسان من تصويب البندقية على حيوان بري آمن".
"وكذلك أنا, لكنني أفترض أن ذلك تعبير عن رغبة القتل".
"لعلك تعلم أن بعض فصائل البقر الوحشي أنقرضت".
هز بارت رأسه بحزن:
" قرأت عن هذه الحيوانات مرة أخرى منذ بضعة أيم , هل تظنين أن الأنسان سيترفع عن هذا العمل؟ أقول بكل أسف ,كلا, فكثير من الناس يجدون متعة في تعليق رؤوس الحيوانات كتذكارات على جدران منازلهم".
رؤوس حيوانات محنطة , أقشعرت كيم بأشمئزاز , أنها لا تستطيع رؤية هذه الحيوانات والتفكير بأنها حرمت الحياة لأجل أرضاء الأهواء ,وهمست ,وقد أغرورقت عيناها بالدمع:
ط الأنسان مجرم يفتك بكل ما حوله".
ورأى بارت أن من الواجب القضاء على كآبتها , فأستعاد حيويته,وأقترح عليها أكمال الفصل المتعلق بالعصافير ,وقال:
" هل دونت ما قلته عن عصافير السكر الطويلة الذيل؟".
أطرقت كيم وهي تتابع تدوين ما يمليه بارت عليها , ثم أتمت طباعة الم الى الملاحظات التي دونتها بطريقة الأختزال ,وكان عليها أن تعيد تنقيح وطباعة عشر صفحات من الفصل السابق , ألا أن بارت حضر الى مكتبها قبل أن تباشر عملها هذا ,وطلب منها الذهاب الى المكتب وهو يبتسم بلطف كالعادة:
" عدت مجددا الى طلب بعض الكتب , التي يمكن أن لا تكون قد وصلت وذلك عكس ما أتمنى , لا تسرعي في العودة ألا أذا رغبت في ذلك ,بل أذهبي الى السوق وأبتاعي لنفسك ثوبا جديدا وعطرا".
بادلت كيم بارت الأبتسام , وركزت بصرها ,وركزت بصرها على وجهه بحب شديد مدة طويلة , كان بطبيعته شفافا ,وعرفت أنه يرغب في أهدائها الثوب أو العطر اللذين أشار اليهما , ألا أنه حجم عن تقديم أعلان رغبته لعلمه بصدق تحمسها للأستقلال المادي , وكعادتها تساءلت أذا لم يكن من الأنانية تبني هذا الموقف أتجاه بارت الذي ينظر اليها كأبنة أكثر منها موظفة ,ورحب , وهو العازب الذي لا أقارب له, بمجيء كيم الى بيته وأقامتها معه , وطالما ردد أن ذلك كان أفضل عمل في حياته.
قالت بأندفاع , وهي تشعر أنه ليس من الخطأ أن تكذب على بارت كذبة بيضاء قد تسعده.
" سأبحث عن الثوب , على أنني سأنتظر حتى أشتري العطر , فعيد الميلاد ليس ببعيد وعليّ ألا أبدد نقودي".
" هل تقصدين أن العطر الذي تحبينه باهظ الثمن بالنسبة اليك حاليا؟".
" أجل , هذا صحيح".
" أذن, دعيني أشتريه لك".
كان كمن يتوسل اليها , فأبتسمت له أبتسامة مرحة مشرقة:
"" أشكرك يا بارت , سأدعك تشتريه لي".
أضاء وجه فرحا بفضل الكذبة البيضاء ,وقال:
" سألح عليك بطلب شيء واحد هو أستعمالك العطر بسخاء!".
" أشعر دائما أن العطر غال الى حد لا يسمح لي بتبذيره".
" لا تخافي , فهو لن يضيع".
" أنه أحدى الكماليات التي يجب على المرء أن يحتفظ بها للمناسبات الخاصة يا بارت".
" لا تقولي ذلك , فعندما تفرغ الزجاجة , بأمكانك أن تشتري زجاجة أخرى".
ثم دفع اليها شكا مفتوحا , وطلب منها أن تشتري عطرها المفضل مهما غلا ثمنه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس