عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-10, 06:22 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تمض دقيقتان على وجود الفتاتين في المكتبة حتى دخل روك ببرودته وأعتداده بنفسه كالعادة, وأتجه بسرعة نحو خزانة الكتب المثبتة التي وقفت عندها الفتاتان , وكانت كيم قد سألت عن الكتب التي طلبها بارت , فأبلغت أنه من الممكن أن تكون قد وصلت , لكنها ما تزال مشغولة , ووعدت الموظفة بأن تعطيها الجواب الأكيد بعد عشر أو خمس عشرة دقيقة, وفي تلك األأثناء بحثت كيم بين الرفوف لمساعدة سوزان في أيجاد مبتغاها , وقالت سوزان بيأس وهي ترى التغير في تعبير وجه كيم:
" لماذا لا ينظمون المكتبة بصورة أدق؟".
ثم أدارت رأسها , وحيت روك بأبتسامة:
" مرحبا يا روك , لماذا أبتعدت عن أشجارك الغالية في هذا الوقت من النهار؟".
ركز روك بصره على وجه سوزان الجميل قبل أن يحوّل أنتباهه الى كيم , التي أحمرت خجلا عندما رفع حاجبيه قليلا.
لقد أنتبه الى أنها لم تقصر شعرها على نحو ملحوظ ... وربما كان يتساءل عن الدافع الى قرارها , لكنه في أي حال لم يعلق على الأمر , فسرت كيم ,وقال متجاهلا سؤال سوزان:
" عم تبحثان؟ هل تريدان كتابا للطهي أم كتبا للأدارة المنزلية؟".
وبان المرح في عينيه عندما لاح الغضب في وجنتي سوزان:
" كلا".
ورددت كيم بتأثر يفوق تأثرها:
" كلا".
ولم تتمالك نفسها من القول وهي تحمل كتاب الحياكة الذي رفعته عن الرف:
" هل يمكن أن يشوقك هذا الكتاب؟".
وظهر على الغلاف طفل صغير ملفوف بشال أبيض أنيق,ثم أضافت كيم برقة:
" هل تعلم أن الرجال يحيكون الصوف أيضا؟ وقد سمعت أن ذلك مفيد للأعصاب".
فضحكت سوزان , وخف التوتر , وخاب أمل كيم في أن تعرف أذا كانت قد أحرزت أنتصارا عليه أو لا وكل ما عرفته هو أن عينيه الرماديتين القاسيتين أضاءتا , فأفترضت أنها لو كانت مع روك بمفردهما لجرت مشادة جديدة بينهما , ثم رفعت سوزان نظرها الى وجه روك الوسيم:
" عن أي نوع من الكتب تبحث يا روك؟".
وأتضح لكيم تأثر سوزان بروك وأنشدادها اليه , وأن كانت تحاول أخفاء الأمر بمرحها في الحديث.
"رواية خفيفة , فأنا أشعر بميل , بل بحاجة للأسترخاء".
ثم تفرّس في الرفوف المجاورة :
" هل لديك ما تقترحين يا سوزان؟".
فهزت رأسها:
" ليس لدي وقت للقراءة لكثرة مشاغلي في المزرعة".
هز روك كتفيه وأتجه نحو مجموعة كتب أخرى , وأدارت كيم ظهرها اليه , ثم سألت سوزان فجأة بعد أن وجدت كتابا عن قطب الحياكة ظهرت على غلافه صورة لكنزة.
" هل يصلح هذا؟ ألم تقولي أن السترة لوالدك؟ أظنه سيفرح بأرتداء مثل هذه السترة".
فتحت سوزان الكتاب وأضافت:
" أن حياكتها سهلة , وهي جميلة".
ثم نظرت الى ساعتها :
" آسفة يا كيم , لا أعتقد أنني سأبقى معك مدة أطول".
" حسنا , سأعرف في غضون خمس دقائق أذا كتب بارت قد وصلت".
ما كادت سوزان تغادر المكتبة , حتى عاد روك الى المكان الذي وقفت فيه كيم , وأعطاها كتابا قبلته قبل أن تعرف أن عليها محاذرة مكرهة , وقال بينما أفتر ثغره عن أبتسامة:
" ظننت أن هذا سيكون نافعا لك".
ركزت نظرها على العنوان:
" كتاب الدلفين لآداب الحديث والسلوك العامة".
لم تستطع أن تقول أكثر من :
" أنك.... مقيت ولا تطاق".
" أظنك ستفرحين للغاية لو قذفته في وجهي".
" ربما, ولكن, نظرا لأستحالة هذا الأمر في مكان عام , فسوف أرجعه اليك , آملة أن تقرأه بنفسك يا سيد لنتون وتستوعب النصائح الوجيهة التي أؤكد لك أن الكاتب يسديها لك ولأمثالك".
ولشد ما دهشت عندما رأته يضحك , فهي لم تتمنّ ذلك , وأنما تمنت أن تراع غاضبا خصوصا بعدما تذكرت قوله مرة وقد أغاظها الى أبعد الحدود بملاحظاته الجارحة : ( أن المرأة هي الطرف الوحيد الذي يغيّر موضوع الحديث لأتفه الأسباب) وسألته عندئذ أذا كان لا يغضب , فنفى , ومنذ تلك اللحظة أصبح هدف كيم الضمني أثبات خطأه.
قبل روك الكتاب , وقال فيما تناوله من يدها المرتجفة :
" كيم, لتجنب الوقوع في مشاداة كلامية هنا , ما رأيك في أعلان هدنة لمدة ربع ساعة أو نحوها بينما تتناولين شاي بعد الظهر معي؟".
حدقت كيم اليه وقد دهشت لخلو نبرته من التهكم والتحدي المألوفين ,والحقيقة أن صوته عبر عن قدرة في الأقناع لا يمكن تجاهلها ,ووجدت نفسها تقول:
" أشكرك يا سيد لنتون.......".
وتوقفت عن الكلام عندما رفع أصبعه بسرعة كأنه يوبخها:
" روك... أظننا أتفقنا على التقيّد برغبة بارت المبهمة والقاضية بأستعمال أسمينا".
"المبهمة......".
التمع في عيني روك تعبير غريب للغاية وهو ينطق بهذه الكلمة , وأعترفت كيم بعد صمت قصير:
" أجد صعوبة في مناداتك رر.....روك لكثرة مشاجراتنا وعدم أظهارنا المودة لبعضنا".
أجابها والتهكم يشع في عينيه:
" كم ظهر أسمي رائعا عندما تلفظت به, وبالمناسبة, لا أظن عبارة (مشاجرة) معبرة على نحو كاف".
تركت كلماته وملامحه أثرا غريبا على مشاعرها ,وتسارع نبضها.
سخر منها ثانية , غير أنها تعجبت لعدم شعورها بالأستياء أو بالرغبة للرد عليه هذه المرة , بل طرقت موضوعا جديدا:
" الحقيقة أنني جئت الى هنا لأخذ بعض الكتب لبارت , والموظفة تحاول أن ترى أذا كانت قد وصلت".
"متى طلبت تلك الكتب؟ الأرجح أنها لم تصل ,وفي أي حال , أي نوع من الكتب هي؟".
أجابته كيم فيما رأته يعبس ويهز رأسه:
" أحدها عن أخضرار الطبيعة في جنوب أفريقيا , أما الآخر , فلا أعرف موضوعه لأنني لم أرافق بارت حين حضر لطلب الكتب".
ثم نظرت الى الموظفة التي خرجت من الغرفة الواقعة خلف المكتب , وأومأت الموظفة بيدها معتذرة لعدم وصول الكتب , وختمت حديثها بالقول:
" هل تحضرين الى المدينة في الأسبوع المقبل؟".
" أجل , يمكنني المجيء ".
" ربما وصلت الكتب يوم الخميس أو الجمعة امقبلين".
ولما خرجا من المكتبة الى الشارع , قال روك:
"بأمكاني أعارة بارت كتابا حول الأخضرار الطبيعي , زوريني في البيت وأنت في طريقك الى مسكن كاتانيا حتى أعطيك أياه".
"أشكرك , وسيمتن بارت لبادرتك".
ثم دخلا مقهى , فطلب روك أبريق شاي وبعض الحلوى , فحضر الطلب على الفور , وسكبت كيم الشاي , ثم نظرت الى طبق الكعك , الذي أختار منه روك كعكة فيما أختارت هي كعكة غطيت بالقشدة , فسألها:
" ألا تخشين السمنة؟".
وتنقلت عيناه بين أجزاء جسمها , التي أمكنه رؤيتها من مقعده المقابل لها خلف منضدة منخفضة في أحدى زوايا المقهى , وقد ظللتها شجرة نخل زرعت في أناء ضاق عليها مع أستمرار نموها , فأجابت وهي تقطع الكعكة بشوكتها:
" أنني محظوظة".
لم ينبس روك بكلمة , بل نظر اليها وقد أرتسم على وجهه تعبير غريب ليس فيه شيء من السخرية أو التكبر , لم تواجه مثل هذا الشعور الجديد المتغّير الذي ترك آثترا غريبة عليها , فشعرت أنها لم تعد قادرة على التخلص من طيفه بسهولة كالسابق , ودفعها هذا الأعتراف الى العبوس والسعي لتحليل مشاعرها , والأستنتاج الذي طلعت به من بحثها هو حقيقة أنزعاجها – وهذا أقل ما يقال – من روك الجالس قبالتها والذي يركز بصره عليها , وللمرة الأولى فقدت الثقة بنفسها أثناء حضوره , فهي حتى الآن تتعامل معه معاملة الند للند مع أنها لم تشعر لحظة بنشوة الأنتصار الفعلي.. ولطالما تمكنت من الرد على عباراته فور التفوه بها , لكنها الآن... وأسفت وهي تحس أن هدنتهما خير , فجأة قال روك:
" أنك غارقة في اتفكير , هل تفكرين بكتاب بارت؟".
بدا كمن يحاول أستجوابها , فتعجبت كيم للأمر.
" كلا , الحقيقة أنني طرحت على نفسي سؤالا وحاولت الأجابة عنه , وقد حضرني الجواب الآن".
فرمقها روك بنظرة متفحصة:
" هذا لغز, أليس كذلك؟".
ضحكت ضحكة خفيفة, وأجابت من دون تردد:
" لا يمكنني أن أخبرك بكل ما فكرت فيه , غير أنني أستطيع أن أقول بعضا منه".
" أذن , سأرضى باليسير من كرمك".
وعلى رغم سخريته , لم تحس كيم بالفزع أو اليأس:
" الحقيقة أنني تساءلت عن السبب الكامن وراء تغير شعورك ومزاجك يا سيد .... رو ... روك".
رفع حاجبيه:
" تغير في في شعوري ؟ عليك بمزيد من التوضيح".
" لقد تخليت عن شعورك بالتفوق مما جعلني لا أشعر بأنني أنثى ضعيفة محتقرة , ومستعبدة".
عرفت كيم لماذا نطقت بمثل هذه الكلمات , لم يكن ذلك لرغبة في مجادلته , وهو الذي أبتسم قليلا:
" ها؟ أذن أنت من ذوات المخالب , أليس كذلك؟ تذكري يا كيم أن السخرية لا تناسبك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس