عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-10, 07:56 PM   #6

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

2
حجرة نوم كبيرة مكيفة ذات سرير يتسع لشخصين بشرشف يماثل لون الستائرالزرقاء ..وعلى أحدى الطاولات التي تقع على كلا جانبيه كان جهاز الحاسبة المحمولة يعمل وهو يصدر منه موسيقى هادئه ..في جو معطر بعطر الياسمين ..وباضاءة خافته ..وفي احد الاركان كنبة مخملية بلون بني يميل إلى الاصفرار احتلها شاب طويل القامة مكتنز العضلات ببشرة بيضاء ذو شعر يميل إلى الاشقرار ..انه غزوان رشيد ..أخذ يتنهد ببطأ تاركا راسه متكأ في حضان الكنبة مغمضا عينيه وقد غطى وجهه باحدى كفيه ..افكار كثيره قد اجتاحته وصور قبل الحادثة اخذت تتكرر مرارا في مخيلته ..فتاة جميلة بجنيز ازرق وتشيرت اصفر وشعر طويل يصل إلى خصرها النحيف ..نادي رياضي ..لعبة التنس ..مسبح ..وسيارة بطراز حديث ..مكابح السيارة لا تعمل او ربما تعاطيه مسكر قد اثر عليه ..حادثة ..اصطدام سيارته بسيارة اخرى ..فقدان الوعي ...وفجأءة سمع صوت .طرق الباب الذي انتشله من سلسة افكاره .. ابعد يديه عن وجهه كاشفا عن ملامح وسيمة ..وعينان رصاصية ذات عكوره خفيفه كأن دموعا قد تشكلت واقفة دون ان تنزل على وجنتيه ..
-"من هناك " ..قالها بصوت ضجر حاد .
-" انا سمر .." قالتها وهي تفتح الباب ..إنها شابة في العشرينيات ..رشيقة طويلة بشعر يميل إلى الاشقرار يصل إلى كتفيها ..إنها شقيقته ..
-" ماذا تريدين ؟" قالها بتأفف وما زال صوته فيه نبرة الضجر ..
-" لقد اشتقت لك ..اود التحدث معك ؟" قالتها بصوت باسم ومحاولة اخفاء شعور الانزعاج من طريقة كلامه ..فهي لم تعتاد على هذا من قبل ..فقد كان باسم خلوق ..لا تغادر البسمة شفاه ..فكاهي في احيان واخرى جاد ..لكنه بعد الحادثة قد تغير .لم يعد كما كان ..اصبح متشائم ..يملىء الحزن قلبه وقد انعكست على ملامح وجهه الذي اصبح شاحبا بعد ان كان يملئه حياة ومرح ..
-" لكن لا اريد هذا ..هيا اتركيني ..اريد الجلوس وحيدا "
-" لماذا ..!! لماذا تريد ان تعتزل ..ألم يكيفك كل تلك الاسابيع التي مضت جالس لوحدك !!" .
-" اتركيني ..هيا اتركيني " قالها بصراخا جاعلا منها تخرج وسيل من الدموع تجتاح وجنتيها الممتلئتين ..إنه من الصعب ان تشهد شقيقها بهذا الحال ..استوقفتها امراه ناهزت العقد الخامس ..رشيقة القوام ..بشعر قصير الاشقر ..وقد ظهر على ملامح وجهها استغرابا من مشاهدة دموع سمر المنهمر من عينيها العسليه الت ورثتها منها ..
-" لم تبكين حبيبتي ؟" قالتها وهي تهم بالاقتراب منها .
-" غزوان ..حاله يؤلمني يا امي " ..قالتها وهي تهم باتجاه احضان والدتها ( فاتن ) ..إنها والدة غزوان وسمر .. امراءة عرفت الترف منذ صغرها ..فقد كان والدها سفير العراق في هولندا سابقا وقد حصلت على الجنسية الهولندية هناك ..وبعد عودتها إلى العراق في الثامنة عشر التحقت بكلية الادارة والاقتصاد وهناك تعرفت على ( رشيد محمود ) عندما كان شابا وسيما مملوء بالحياة والطموح ..تعارف ..أعجاب ..حب توج بالاتباط ..وثمره غزوان وسمر ..
-" حاله مؤلم ولكن لا تنسي ان الاطباء اعطوا امل لستعاده بصره " .
وبينما كانت فاتن تتحدث مع ابنتها سمر داهمهم صوت رجولي خشن ملقيا التحيه ثم اعقبها مضيفا " لقد اتصل دكتور فؤاد طالبا السائق غدا ليقل الممرضه التي اوكل لها مهمة العناية بغزوان "..انه والد غزوان ..رشيد محمود ..رجل طموح ذكي ..ساعده والده كثيرا في شق الحياة ليصبح ما هو عليه ..رجل اعمال ثري باسم معروف ..
-" هذا جيد ..فنحن وام جميل مهما كنا لا نستطيع ان ناخذ دور الممرضه " ..أنهم عائله مترفة ..يعيشون في منزل مساحته الف متر ..حديقة شاسعة ..مسبح ..وبناء فخم من يضم صالة الضيوف ومطبخ كبير وحجر نوم موثثة بافخم الاثاث ..وقد توزعت قطع اثريه بينه فهي هوايه من هوايات فاتن في جمع هكذا قطع ..اضافة إلى اللوحات المختلفة التي احتلت اجزاء من الجدران العاليه ..أنه بيت فخم بما يضمه وقد يخال الزائر لهم من النظرة الاولى انه في متحف من الهيئة التي يبدو عليها من الرقي ..هكذا هو بيت غزوان رشيد ..وهذا ما خالته بالضبط ليلى وهي تترجل من السيارة الفخمة التي اقلتها هنا ..أخذت عيناها تتنقل بسرعة بين الحديقة التي تزينت إحدى اطرافها بشجيرات الياس بتشكيل فني جميل وبين نافورة من البرونز توسطتها على هيئة انثى تحمل وعاء يسكب الماء على صحن كبير..وتحيطه شتلات من زهور مختلفة الالون ..أخذت تخطو بخطأ متردده وقلب يدق بسرعه وهي تدق باب خشبي من الصاج توسط بناء فخم ..وما هي برهة حتى فتحت الباب من قبل امراه كبيرة السن وقد ظهرت بعض خصال شعرها الفضي بين طيات وشاح ابيض كانت تضعه على راسها ..إنها ام جميل ..ومن الوهلة الاولى ظنت ليلى إنها صاحبة هذا المنزل الفخم رغم إن مظهرها لا يبدي هذا ..تبادلتا التحيه بابتسامه خفيفه ومن ثم تبعت ليلى خطوات ام جميل التي قادتها الاخيره إلى صالة كبيرة باثاث فخم وستائر بتشكيلة راقيه ..غير ان ليلى ايقنت ان ظنها كان مخطأ عندما شاهدت فاتن جالسة على احدى الكنبات المخملية التي توزعت في الصاله الممتلى بقطع مختلفة الاحجام بين سنادين فخاريه تميل بلون احمر كلون الكنبات والستائر وقد تشكلت عليها صورا لزهورجميلة ..وبين منضدات زجاجية ملونه على هيئة زهرة كبيره تحمل سطح زجاجي املس لماع ..كل شيء مرتب ونسق ..لقد اختارته فاتن بكل دقة ..
-" مرحبا " ..قالتها ليلى بصوت هادى باسم .
-" اهلا ..ما اسمك ؟" قالتها فاتن وقد ظهر على وجهها ملامح بارده ..إن فيها شيء من التعجرف ..وقد شعرت به ليلى التي اجابتها فاصحه عن اسمها وما هي برهة حتى قادتها فاتن إلى سلم عريض يتوسط المنزل وبينما كانت ليلى تخطو خطواتها عليه كانت يداها تتلمس سياجه المصنوع من الخيزران والمصقول بشكل يعطي مظهر وملمس ناعم ..انه منزل قد تراه ليلى في التلفاز لكن ان تراه في الحقيقه هذا شيء لم تتصوره ..
اخذت تتبع خطواتها حتى وصلت إلى باب خشبي طرقتها فاتن بخفه ثم باشرت بفتحتها وهي تدعوها إلى الدخول ..إنها حجرة غزوان ..

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس