عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-10, 07:21 AM   #32

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

7
حجرة نوم باثاث فخم وستائر راقيه ذهبيه اللون تماثل لون شرشف السرير ..إنها حجرة رشيد محمود وزوجته فاتن .
-" لقد اتصلت اليوم بدكتور جمال عز ..اخصائي العيون في مستشفى عبد الهادي للعيون في عمان وقد حدد موعد لاجراء كشف على عيني غزوان "..قالها رشيد لفاتن
-" هذا جيد ..متى الموعد ؟" ..اجابته وهي تنظر أليه عبر انعكاس المرآة التي تجلس امامها وهي تصفف شعرها الذهبي الذي يصل إلى كتفيها .
-" بعد خمسة ايام ..وقد اخبرت غزوان بهذا الامر لكنه فاجئني بطلب غريب " .
-" ما هو ؟"
-" الممرضة ليلى ..انه يريد ان ترافقه الى عمان " .
-" هذا جيد ..ستعتني به اثناء سفره ..وما الغريب في طلبه " .
-" لم يبدولي الامر كذلك ..اشعرانه بدء متعلق بها " ..مضى ستة اسابيع على دخول ليلى هذا المنزل كممرضة لغزوان ..وقد تطورت علاقتهما اكثر ليكونا اصدقاء يتحدثان في مختلف المواضيع حتى انهما يتمازحان احيانا وقد يتحدثان في مواضيع جدية احيانا اخرى ..وقد كان رشيد محق في احساسه فقد تعلق غزوان بليلى ..فهي المتنفس الوحيد الذي اصبح امامه وهو في محنته ..انها ترافقه في معظم الوقات ..يتحدثان ويضحكان ..كلاهما شعر باهمية الاخر ..وقد زاد الامر بغزوان انه وجد ليلى تختلف عن الاخريات من الفتيات التي صادقهن من قبل ..إن هناك شيء مميز فيها ..صوتها ينبع عن حنان رغم ان فيه شيء من القسوة التي قد بصمتها الحياة فيها لتصقلها فتاة ذات ارادة وتصميم ..فضلا عن ثقة كبيرة لا يعرف سرها بعد ..ربما من جمالها الذي لم يراه بعد كما خال ..وقد صرح هذا ليلى التي قابلته بسخريه ظاهره ..إنها تعلم من هي ..مجرد ممرضة امام شاب يملك كل شيء ..اضافة ان عائلته لم ترحب بعلاقة اكثر من ما هي عليه الان ..إنها انسانة واقعية تدفن احلامها تحت وسادة دون ترك ذكرى لها مع الوقت ..لتبدو كرماد تناثر مع ريح قويه في صحراء لا يهطل المطر عليها يوما ..وتاتي دوامات تاخذها إلى بعيد ..بعيد ..لتصحوا كما هي دون حلم ..او امنية قد تكون مؤجلة .
-" إنها مجرد ممرضه ..وبالتاكيد ولدي ليس احمق ليعجب بها ..ومن جانب اخر هو لم يرى شكلها او مظهرها " ..إنها امراة تملك شيء من الغرور والتسلط ..وقد اعتاد زوجها واولادها هذا ..فهي ابنة سفير سابق وقد تربت على الدلال والترف ..
-" امل هذا ..لكن الحب عندما يأتي لا يعرف حدود او مظهر " ..قالها وهو يقترب منها ناظرا لها عبر المراة ..أنه محق ..الحب عندما ياتي يرفع الفواصل بين الجمل ويشل حركة الحروف ..يغيرها كما يشاء ويبني كلمات جديده لمعاني اكبر مما يتصوره البشرلكن يعرفها العشاق فقط ..فهل غزوان على وشك ان يجتاحه الحب في غفلة عنه ويغير عالمه المرتب والذي خططه له والديه..كل شيء جائز في الحياة وليس هناك من مستحيل.
8
بدء الجو غائما بعض الشيء ان فصل الصيف على نهايته ..ومع انقضاءه تبدء الاشجار بنزع هندامها الاخضر لتبدي عارية يائسه كانها بانتظارالغيث ليغتسلها بقطراته المنهمره ..صوت (اليسا ) الهادي كان يتردد في سيارة حديثة الطراز سوداء اللون وهي تسير على جسرالشهداء كان رجل في نهاية الثلاثينات يقلها وقد جلس في الخلف شاب انيق الهندام وسيم الملامح وبجواره فتاة بسيطة المظهر وعلى وجهها ملامح بائسة ..إنهما غزوان وليلى .إنهما عائدان من المستشفى الخاص بعد اجراء بعض من الفحوصات التي طلبها جمال عز..
-" ابو وسام ..توقف هنا من فضلك " ..قالتها ليلى للسائق جاعله من غزوان يلتفت بإتجاه صوتها وعلى ملامح وجهه سؤال لماذا التوقف .." غزوان ..هلا ترجلت من السيارة قليلا " ..قالتها بعد ان نفذ ابو وسام طلبها ليقف على الجسر متخذا موقف جانبي لا يوثر على المارة ...
-" لماذا ..ماذا هناك ؟ .."
-" ستعلم قريبا ..ولكن هيا لنخرج " ..هم بالخروج من السيارة وقد ساعدته بذلك وهي تقوده على السياج الحديدي الذي يحد الجسر من بدايته إلى نهايته وقد توزعت اعمدة حديدية تحمل في اعلاها فوانيس تماثل لون طلاء العامود الاسود ..
توقفا قرب السياج الحديدي وقد وضعا ايديهما عليه .." ..الجو رائع ومياه دجلة تنساب بسلاسة تنطلق كما تنطلق الطيور التي بدئت تهاجر..هل تشتم شيء من الرائحة " ,
-" نعم اشتم رائحة دخان السيارات المنطلقة على الجسر "..
-" غزوان كفاك سخريه ..ركز قليلا وحاول ان تعتمد على خاصية الشم جيدا " .
-"حسنا .." لحضات مرت ..هو يحدق نحو الافق البعيد الذي لا يبصره وهي تناولت النظر إلى مياة دجلة الجارية دون توقف والى بعض خصال شعره التي بدت تتحرك بعض الشيء مع الرياح القادمة مع النهر .." ..بدءت اشم رائحة المياة التي تحمل زفرة بسيطة .."
-" ممتاز ..ماذا ايضا "
-" اشعر بهواء رطب كانه يلامس شعري " .
-" ماذا ايضا "
-" اشعر ان الزمن يكاد يكون بطيء في حركته ..وكأنه يريد التوقف هنا .." .
-" جميل جدا ..بدئت تكون فيلسوف " .
-" كفاك سخريه انتِ .انا جاد ..اشعر ان الحياة قصيرة ..ولحضات السعادة فيها قليلة ".
-" ربما ..ولكن في النهاية لابد لنا ان نسير ..الجسر ثابت رغم مرور الزمن عليه رغم ان المياة تتحرك اسفله ...تذهب موجة وتاتي موجه اخرى وهو شامخ ..لكن لن يبقى الحال هكذا ..لابد له ان يصبح عجوزا يوما ما .ويحاولون ترميمه من حين إلى اخر ..
لكن المياة لن تتوقف يوما ..فعليك ان تختار ..اتفضل ان تكون تلك المياة في سيرها ..اما ذلك الجسر الذي يطل عليها وهو يقف دون حراك ..إنها مسالة اختيار ماذا تريد ان تكون ..اتذكر حينما اخبرتك أني قد اصبت بالعمى من قبل ؟".
-" نعم .اذكر "
-" في الحقيقة العمى الذي كنت اقصده هو مجرد تعبير مجازي ..كنت ابصر لكن دون تميز الجيد من غيرها ..كنت مراهقة حينها لا تبصر حقيقة الاشياء التي تراها لان كنت انظر فقط الظلام ..نظرا لما وجهته من وفاة والداي ..كانت نظرة عمياء للحياة ..إنظر إليها ببؤس ويأس ..لكن مع الوقت علمت ، أنه ربما قدري ولابد من الاستسلام له ومحاوله ايجاد بصيص من النور فيه ".
كان صمت من جانبه ..لم يحدثه احدا من قبل في هكذا موضوع ..اخذ يتذكر عالمه قبل الحادثة ..لم يكن شيء مهم فيه ..او ربما شيء مفيد .ربما تخرجه ونيل شهادة البكلوريوس هو الامر الوحيد الجيد ..لكن ماذا بعد ..لقد قضى بعده خمسة اعوام ..كالجسر قد يطل على من حوله يسيرون نحو هدف يسعون اليه ..لكنه ثابت لا حراك ..ما هدفه في الحياة؟ ..ماذا يريد ؟..حاول البحث في اعماق قلبه وهو ممددا على سريره ..كل شيء يريده يناله .والديه لم يحرمها من شيء ..لكن كل شيء هم قدماه له ..لكن ماذا قدمه هو لنفسه ..نزوات غراميه مع مختلف الفتيات ..شرب حتى الثماله احيانا ..رحلات في دول مختلفه ..ماذا يريد بعد ؟ ..ماذا ينقصه بعد ؟...سؤال بدء يتردد في مخيلته دون جواب ..والغد ربما يحمل له اشياء لم يحس لها حساب

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس