عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-10, 01:47 PM   #37

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

9

فتح النافذه بهدوء ..إنها الساعة الحادية عشر ليلا ..حجرة باثاث راقي ..إنها احدى حجر الفندق الذي استاجره والده في عمان ..حجرة له مع زوجته ..حجرة لغزوان واخرى لليلى ..الكل قد خلد إلى سريره إلا غزوان ..إنه يشعر بصعوبة في التنفس وكأن شيء في داخلها يمنعه من هذا ....غدا سيجري العملية بعد ان قضوا اسبوع بين المستشفى واجراء الفحوصات وبين الفندق وقد تخللته جولات بسيطة في المنطقة ..كان هو لا يرغب بهذا لكن ليلى ارغمته على هذا ....شيء منه لترويح عن النفس وشيء ترى هذه العاصمة التي لم تزرها من قبل ..كانت مكتظة بالمارة حتى صبيا استوقفهم عارضا بضاعة يحملها بين يديه ..مجموعة من الوشاحات صغيره الحجم ناعمة النسيج ومختلفة الالون .لم يكن غزوان مهتم بالامر لكن ليلى بلى ..ذاكرة انه من الجميل ان تقتني شيء حتى وان كان بسيط يذكرها بمكان زارته ..ابتسم هو لهذه الفكرة البسيطة واصر عليها اقتناء وشاح ترغب به ..لكنها فضلت ان يختار هو لها ..وكان الوشاح ذو اللون الاحمر هو اختياره ..اهداه إياها ثم هموا بالذهاب إلى المدرج الروماني ..كان كل شيء هناك اثري وجميل ..وقد رغبت ان تلتقط عدة صور لكنها لم تحمل كاميرا ..بالتاكيد فمن المفترض ان تكون السفرة للعلاج لا اكثر ..لكن ان تزيدها جولات بسيطة شيء رائع بالنسبة لها لكن بالنسبة له شيء متعب لكنه ذهب معها لسبب واحد هو انه قد شعر برغبتها إلى مشاهدة شيء لم تحلم برؤيته يوما وربما لن تسمح لها الحياة فرصة اخرى ..أنه كريم معها ..وقد قضى وقت لا باس به برفقتها في ذلك المكان ..هو قد زارها من قبل ..قبل الحادثة ..لكنه لم يمتنع من زيارته مرة اخرى وهو بهذا الحال رغم المعارضة التي ابدته والدتها ..بحجة قلقها عليه فما كان منها إلا ان تكون بصحبتهما مع زوجها ..رشيد محمود ..شعر إنهما يراقبانه وبالذات ليلى التي بدت قريبة جدا منه ..فقد كانت تحدثه باستمرارعلى ما تقع عيناها عليه ولم تكف عن انتقاد المارة من السياح ..وقد كان يضحك حينها ..فقد بدت كالطفلة التي تبتهج من رؤية الاشياء الجديدة امامها ..لم تكن متصنعة او يبدو عليها العنفوان لترسم لها صورة في مخيلته ..فقط كانت ليلى كما هي ..فتاة عرفت معنى الحرمان وهي قد تسعد بابسط الاشياء ..ربما هي تملك شيء من السذاجة ..لكنها بسيطة ولم تكن تطلب الكثير من الحياة ..لكن هل يمكن ان تقع في غرامه ؟...سؤال ظل يتردد في مخيلته دون جواب .
كل شيء وارد لكن هذا السؤال ..لا ..لا يمكن هذا ..إنها مجرد ممرضة ..إنها لا تصل الى ما يملكه من الجمال والمال والعائله ...وماذا عن والديه ؟...إنهما بالتاكيد سيسخران منها اذا شعرا ما تكنه في قلبها من احاسيس تجاه ولدهم المدلل ..لكن ماذا عنه ..أنهما مختلفان كثيرا ..هي قد عانت في حياتها وعرفت معنى ان تملك دينارا ..اما هو لا يعرف معنى ان يمتلك الف دينار ..هي لم تحلم الحصول على رجل مثله ..وهو.. ربما يحلم بالحصول على ما تفوقها جمال ومال باميال لا بدرجات ..مصير كل علاقة غير متكافئة الفشل ..عادت وكررت هذه الجملة وهي تعود إلى سريرها محاولة ان تغفو ..كان جواب سؤال غزوان يتردد في مخيلتها في ذات الوقت ..بعد ان واجهت ارق جعلها تنام في وقت متاخر وتستيقض متاخره في الصباح التالي ..قد نست المنبه ..لم تستيقظ هي ..بل ايقظها غزوان ..فقد طرق الباب ولم يجد منها جواب ..فتح الباب غير ابه لما ستكون عليه من هندام ..ففي كل الاحوال هو لا يبصر ..
-" ايتها الكسوله ..انهضي "
-" غزوان ..يا الهي كم الساعة ؟..اوه ..لقد نسيت المنبه ودوائك " .
-" لن اموت اذا تاخرت عنه ساعة " ..قالها وهو يقترب من سريرها في حين هي قد همت بخفة واقفه على قدماها من الجانب المقابل له ..كانت ترتدي جلابيه قصيره وعريضه ..وشعرها الاسود المتموج غير مرتب من اثر تقلبها اثناء النوم ..وربما لو شاهدها غزوان بما هي عليه من حال ربما لجلس يضحك ساخرا مما هي عليه ..هذا ما فكرت فيه وهي تسرع إلى الدرج ..اخرجت حباية بيضاء من شريط سلفوني بعد ان سكبت الماء في قدح زجاج من قنينة كانت موضوعة على طاولة قريبة من السرير..
-" اشعر بسعادة كبيرة ..فاليوم مساءا ساجري العملية وفي الغد سابصر باذن الله " ..قالها وابتسامة عريضة مرسومة على شفتيه ..فقد اجرى الفحوص والتحليلات التي اكدت انه العملية ستكون ناجحة بعون الله وقد حدد الدكتور جمال عز موعد العملية في الساعة الثانية مساءا وسيرفعها في اليوم التالي ..
-" سعيدة لاجلك " ..قالتها بصوت بارد لم يالفه ..إنها تعلم سينتهي عملها ما ان يبصر ..عندها ستعود إلى عالمها الذي تركته قبل شهران ..عالم دون غزوان ..ربما سيبدو وجودها بقربه كحلم يذهب مع صباح اليوم التالي لعودتها ..إلى بيتها البائس ..مع جدتها المراءة الفقيرة ...وعملها في المستشفى الخاص ..بين الاطفال الخدج والمرضى الذين اهلكتهم الحياة بامراض مختلفة ..ستدفن نفسها من جديد ...هذا ما شعرت به ..فمعرفتها بغزوان ودخولها إلى عالمه كان كفرصة اعطتها الحياة لتعرف معنى اخر لم تدركه من قبل ..عالم على الوجه الاخر لعالمها ..حيث الجمال ..الثراء ..وعدم الخوف من الغد .
-" اتعلمين ماهو اكثر شيء يسعدني ؟" قالها بصوت هادئ وهو يجلس على طرف من سريرها بهدوء .
-" ما هو ؟"
-" الن تحزري ؟"
-" حسنا ..دعني افكر ...ان ترى السيارة الجديدة " ..فقد اشترى له والده سيارة جديدة بدل السيارة التي تحطمت في الحادثة .
-" لا "
-" أذن ؟ "
- " ساخبرك لاحقا .."
-" كما تشاء " ..لم تبدي اصرارا وقد شعر بهذا ...لكن يا ترى ما هو الشيء الذي يسعده ..لابد انه شيء يتعلق بها ..إنها اصبحت قريبة منه كثيرا ..حتى انه قد اخبرها بعض من اسراره وتفاهاته وقد ضحكت معه احيانا وتاثرت احيانا اخرى ..
حانت الساعة الثانية مساءا ..وقفت بجانبه تمسك انبوبة الاوكسجين الموضوعة على مجرى التنفسي له وكانت تحدثه حتى غفى ..كان يسمع صوتها وفرحة تغمر قلبه ..إنها معه في اصعب مواقف تمر عليه وهو سيبلغ الثامن والعشرون من عمره بعد اسبوع ..بالتاكيد ستكون من المدعويين ..صوتها دافى وحنون ..أنها تختلف كثيرا عن الاخريات التي عرفهن ..إنها مميزة ..ليلى ...

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس