عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-10, 09:16 AM   #41

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي


10
استفاق غزوان من المخدر الذي كان تحت تاثيره اثناء العملية وما سبقها بساعة تقريبا ..كان جسده تعب بعض الشيء من اثر نحول بسيط الذي جعله يكون تحت سيطرة النوم لعدة ساعات ..لكنه استفاق من جديد في المساء ..كان هدوء تام في الحجره ..ورائحة المعقم تملى المكان ..وبرودة المكيف الهوائي تشعر المرء برغبة للنوم ..لكن هناك رغبة اقوى في داخله تجعله يود ان لا يستسلم من جديد الى النوم ..رغبة في معرفة ما آلت اليه العملية من نتائج ..فهو يحمل شيء من الخوف رغم ما طمأنه الطبيب قبل اجرائها ومن جهة اخرى يحمل شوق لرؤية الإنسانة التي تمثل له الملاك في أيامه العصيبة وفي الوقت الذي كانت هي تحمل كلمة الوداع له وللأيام التي أمضتها معه فواجبها ينتهى مع نجاح العملية . . كان هو ممددا على سريره يسبح في فضاء افكاره..وفجاءة سمع ليلى بصوتها الهادى الحنون وهي تتكلم مع الطبيب الذي جاء قبل برهة ليطمئن عليه ويسدي النصح ...أنها ملاكه الحارس ..هذا ما بات يشعر به ..تبسم من هذا الاحساس ..وشعر بشيء من الطمأنية ..ومع خروج الطبيب علق قائلا بقلب يملئه البهجة:-
-" أذن في الغد سيرفع عن عيني الضمادت " .
-" نعم . . هذا ما قاله الطبيب ".
-" وأنت ما قولك ؟ "..
-" أقول بالتأكيد . .سأكون سعيدة بعودة بصرك إن شاء الله".
-" أتمنى ذلك . . وأتمنى أن يكون وجهك هو أول وجه أره " . . قالها وعلى ثغره إبتسامة شفافة تنبع من سعادة تغمر قلبه.
-" لماذا ؟ . . لماذا تريد رؤية وجهي ؟".
-" لأني أحتفظ بصورة لك في مخيلتي وأود التأكد إن كانت تشبهك أم لا "..أخذ وقت حتى اجابها ..وكأنه يحاول تجميع افكاره ..هناك امر يخفيفه عنها ..
أقتربت منه محاولا تغطيته بالملأة جيدا، لكنه أمسك يدها بخفة فستطردته قائلة وهي تسحب يدها برتباك مجيبة بصوت يحمل في نبراته إحتجاج وغضب " سأوفر لك عناء ذلك وأقول لك كن أكيدا إني لست أشبهها . . ". .ساد الصمت لحظات حتى سمع صوت مفتاح الباب وهو يفتح يرافقه صوتها قائلا " ليلة سعيدة " . . أنا أسف هذا ما قاله ولكن ربما الوقت قد داهمه وهو يسمع الباب وهي تغلق . .لكنه كان أكيدا أنه في الغد سيقدم لها إعتذاره ...لكنه مع صباح اليوم التالي كانا و والديه ..فاتن ..ورشيد ..يجالسانه حجرته ..كاناه يحدثانه عن طفولته وعن مواقف كثيره ..ضحكوا ..تسالوا ..كانوا معا دون ليلى ..ربما هي تعبة وقد ذهبت الى النوم ..ربما قد سهرت بقربي خوفا من مساعدة اطلبها ..كم هي رائعة ..هذا ما كان يجول في خاطر غزوان ..حتى جاء صوت طرق الباب ..خال في البداية إن الطارق قد يكون هي ..لكن كان توقعه في غير محله فقد جاء الطبيب يطمئن عليه ..وقد تبادل الحديث مع رشيد محمود ..في حين كانت فاتن بدت متفائلة من حديث الطبيب الذي صرح انه مع مساء اليوم سوف يرفع الضمادات عن عيني غزوان ...الذي كان الاخير مبتسما من سماع هذا ..سيستعيد بصره ..وسيرى ليلى ..صاحبة الصوت الدافى ..والجسد الرشيق ..والوجه الذي رسمه غاية في الجمال ..أنه جميل ولم يعرف غير الجميلين ..هذا ما اعتاد عليه منذ الصغر ..او ربما ما عودته فاتن عليه .
11
كانت الساعة الثامنة مساءا عندما جاء دكتور جمال في زيارة لغزوان وهو عازما على فتح الضمادات عن عينيه ..فاتن ورشيد كانا بقربه ..وممرضه ليست ليلى ..فصوتها ليس كصوت ملاكه ..تسأل عنها مرارا وتكرار . فمنذ الصباح لم تزره حتى هذه اللحضة ..لكن الجواب ..في المستشفى حالة طوارئ وهم بحاجة إلى مسعفون ..وقد لبت المساعدة بعد اخذ الاذن ..في الختام استسلم من مسالة إنها لم تكن بقربه في الوقت الذي تمنى ان تكون هي اول صاحبه وجهه يود ان يراه بعد رفع الضماد ..
بدت ابتسامة كبيرة وهو يرى والدته بعد اضطراب بسيط في الرويا استمر دقائق بسيطه ....احتضنته والدته وفرحة كبيره تغمر قلبها ..فقد عاد طفلها المدلل إلى سابق عهده ..يبصر الاشياء الجميلة حوله ..وهو بعينيه الرصاصيتين الساحرتين ..ثم اقبل عليه والده يحتضنه وابتسامة كبيره تطوف على ملامح وجهه الذي بدء عليه الهيبة والوقار ..
-" يا الهي ..كيف اصبح شكلي !!" ..قالها مبتسما وهو ينظر إلى وجهه عبر المرآة ..فقد نمت لحيه شقراء غطت ذقنه لتزيد من مظهره سحر مع شاربيه الخفيفين وشعره الذي طال بعض الشيء عما كان من قبل .
-" ما زالت جميل عزيزي " ..قالتها والدته وهي تحتضنه من جديد .." ..ما أسعدني ..على الاتصال بسمر واخبارها عن نجاح العمليه "قالتها وهي تخرج الهاتف الجوال من حقيبتها السوداء الكبيره .
-" شكرا لك دكتور " ..قالها غزوان وهو يمد يديه محاولا مصافحا دكتور جمال .
-"تهانيينا " .
- " ممنون لك دكتور على المجهود الرائع " ..قالها محمود رشيد .
-" تهانيينا ..واي مضاعفات حتى وان كانت بسيطة ارجوا ابلاغي عنها "
-" أيمكن ان يخرج من المستشفى الان "
-" بالتاكيد ..لكن عليه الابتعاد عن الاضواء القوية لعدة ايام إن امكن .".قالها دكتور جمال مبتسما وهو يشمل بنظره رشيد وغزوان ..ثم انصرف مودعا إياهم فقد انتهى عمله بعد استعادة غزوان بصره .
-" ماذا عن ليلى ؟" ..قالها غزوان وهو يهم بالنهوض من سريره وقد ساعدته والدته بجلب ملابسه ..
-"حسنا ..قد عادت إلى العراق " ..قالتها وهي تبدي بسمه صفراء ..فهي تخشى ان يكون وقع الخبر عليه مؤثر لان اي خبر سيء قد يودي احباط في معنوياته المرتفعة وغياب بسمته التي افتقدتها اشهر كثيره ..
-" لماذا ؟ ..ولماذا لم تودعني ؟"
-" حدث طارىء ..فقد اتصل دكتور فؤاد بوالدك يخبره ان جدة ليلى تحتضر ومن الطبيعي ان تكون ليلى بجانبها ...وما ان اخبرها والدك بالامر حتى ذهبت مسرعة الى تاكيد الحجز والعودة الى البلد " .
-" مؤسف ..كان الله في عونها ..متى نعود الى العراق "
-" بعد يومين " ..اجابه والده وهو يحاول اجراء اتصال ليطمئن عن سير عمله في غيابه .
-" لماذا الانتظار ؟"
-" ما زلت متعب يا ولدي ..ولابد من ان تاخذ قسط من الراحه " .
-" ابي لم اجري عمليه قلب ..إنها عين ..ارغب بالذهاب غدا "
-" ولم العجله " قالتها فاتن وهي ظهر شيء من الانزعاج على ملامح وجهها الحليبي .
-" لان اريد الاطمئنان على ليلى ..إنها وحيده ..ولابد انها بحاجة لي ".
كان يرتدي حذائه ولم يلمح نظرات الاستغراب التي تبادلها والديه وهما يسمعان ما يرددها من خوف بشان ليلى ..تلك الممرضة التي لم يراها بعد حتى الان ..ما سر تعلقه بها ..أيمكن انه اعجب بها او ربما يكن شيء من الحب لها ..لا يمكن هذا إنها ليست بمستواه ..انها لاتملك مقومات الجمال إلا الشيء البسيط منه ..إنها مجرد ممرضه ..هذا ما فكرا بها رشيد وفاتن وهما يتوجهان نحو المطار في صباح اليوم التالي ..إنهما نفذا ما طلبه غزوان ..او يرغبان في معرفة أي نهاية قد يصل به غزوان وهو يشاهد ليلى بعينيه ..ربما سيسخر من نفسه ..ربما سيظن انه قد اعطى لها اهميه لم تستحقها ..كانت هذه فكرة فاتن الساخره ..لكن المفاجئة التي كانت بانتظار جميعهم إن ليلى قدمت اجازة مفتوحة الاجل فور حضورها الذي وجدت انها قد وصلت متاخره فجدتها قد رحلت إلى العالم الاخر دون ان تراها تاركة إياها وحيدة ..بعد ان كانت يتيمة الابوين اصبحت يتيمة الاهل ..

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس