عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-10, 02:18 PM   #52

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

14
( اسمر يا اسمراني ..مين اسك عليه لو ترضى بهواني بردو انته ليه )
-" ألن تكف عن سماع هذه الأغنية ؟" . . قالها رجل في مقتبل الشباب وهو يضغط على مفتاح التوقف لبرنامج حاسوبي لتشغيل الاغاني في حاسبة محموله موضوعه على طاولة صغيرة مجاورة لسرير جميل في حجرة ذات أثاث أنيق .
-"إنها اغنية ليلى المفضله ...هيا اعد في تشغيلها ودعني بسلام " . . قالها شاب أخر ممددا على السرير حنطي البشرة ذو شعر أشقر ولحية خفيفة دام على نموها مدة دون أن يحلقها . . أنه غزوان رشيد . .
-" كيف أدع صديق العمر في هذه المشكلة دون أن أساعده في تخطيها ". . أنه مصطفى حسين . . صديق غزوان منذ الطفولة والصبا وكذلك الشباب والده برفسور في العلوم السياسية .
-" إن كنت تريد مساعدتي . . فأنت تعرف الطريق ".
-" تقصد إيجادها . . أليس كذلك ؟"
-" بالتأكيد . . فانا لا أنفك عن التفكير في أمرها . .فنسيانها أمر صعب جدا ".
-" كيف يكون أمر صعب وأنت لم ترى وجهها حتى ".
-" لا أعرف ".
-" ولكني متأكد . . إنك أن رأيتها ستغير وجهة نظرك وفكرة نسيانها ستكون أسهل مما تتصور ". . قالها وهو يقترب منه وفي عينيه بريق لم يألفه غزوان من قبل .
-" هيا قل ..ماذا لديك لتكون متأكد بهذا الشكل ؟ " . . قالها غزوان وهو يهم بالنهوض وملامح التسأئل في عينيه الرصاصيتين .
-" لقد عادت "
-" تقصد . . ليلى! . . عادت . . منذ متى ؟ . . وما أدراك ؟". . قالها وهو ينهض وقد اظهر لهفة بابتسامة عريضة .
-" عادت منذ الأمس إلى عملها . .قد أتصل بي مسؤول الموظفين الذي تركت له هاتفي ليتصل بي أن علم شئ عنها . . وقد ذهبت لرؤيتها من بعيد دون أن تشعر "
-" حقا لا أصدق . . " قالها وهو يقف على قدميه ثم اخذ يغدو ذهابا وأيابا وهو لا يصدق ما يطرق مسمعه . . ". . علي أن أعد نفسي للقائها اليوم بأسرع وقت . . " قالها وهو ينظر إلى المرآة .
-" مهلك هل نسيت إن الدوم قد إنتهى في هذه الساعة ".
-" لم تخبرني حينها . . أو تأتي مبكرا ".
-" في الحقيقة كان الفضول ينتابني لرؤيتها وهذا عقاب مني لك . . لأنك كنت تمنعني من زيارتك أثناء فترة مكوثك في المشفى ولم يتسنى لي فرصة رؤية محبوبتك . . وفي الحقيقة قد كنت مشغولا منذ الصباح ولم يتسنى لي مهاتفتك حتى " .
-" حسنا . . المهم الآن إنها قد عادت . . أشعر إن قلبي يكاد يخرج من مكانه ". . قالها وهو يسمع قهقه مصطفى عندما اطرق مسمعه قوله ". . ما الذي يجعلك تضحك بهذا الشكل ؟!".
-" حسنا أنا أسف ايها العاشق . . ولكن كلامك يضحكني . . " قالها ثم بدء على وجه علامة الجد مضيفا " . . ليس من هناك شيء جميل في تلك الفتاة يجعل قلبك يخرج من مكانه . . إنها ليست كما تتصورها . . إنها لا تملك غيرالقدر القليل من الجمال"
-" مهما تكن عليه . . لن يغير هذا من إصراري في رؤيتها ".
15

مع اشراقة صباح اليوم التالي هم غزوان يعد نفسه للقاء ليلى ..تأنق بما يملكه من هندام انيق ليبدو اكثر وسامة مما هو عليه ..وهو لم ينسى حلق لحيته وتخيف شاربيه ..انه شاب يملك مقومات الوسامة التي كانت محط انظار العوائل المقربة منه ..لكنه لم يقتنع بفكرة الارتباط بعد ..فهل دخول ليلى حياته يعني اعادة التفكيربشان هذا ؟؟؟
أسرعت فتاة سمراء البشرة كستنائية الشعر قصيرة القوام ..إنها فرح ..صديقة ليلى ..نحو حجرة الممرضات متسائلة بصوت مرتفع .."أين ليلى ؟؟"..أجابتها إحداهن أظنها في الطابق الثالث في ردهة الخدج (ردهة حديثي الولادة ).
أخذت فرح على عاتقها ..المشيء السريع للوصول إلى ليلى ومع اقترابها لحجرة الباب فاذا بها تتفاجى بغزوان رشيد يقف قريبا من باب الردهة يحيل نظره نحو مختلف الجهات كأنه يحاول البحث عن شخص ما ..أنه بالتاكيد يبحث عن ليلى..لكن هل هو سبقها في إيجادها أم لا ؟
"صباح الخير . "..قالها غزوان ممعن نحو ملامح فرح المضطربة .
"صباح الخير . " قالتها وهي تحاول استنشاق قدر أكبر من الهواء لتخفي اضطرابها من جهة والاسئلة التي تدور في مخيلتها .
-" هل لي بخدمة ."
-" تفضل "
-" لقد علمت في الامس ان ليلى قد رجعت إلى عملها ..وبعد قدومي إلى المشفى وسؤالي عنها علمت إنها من المفروض تواجدها في هذه الردهة حاليا ..فهل بإمكانك مساعدتي في معرفة اين هي ..فكما تعرفين لا يمكنني التعرف عليها إلا من صوتها ربما ..أضافة ان في هذه الردهة توجد عدة ممرضات ..فهل يمكننا الدخول معا وتشخيصها لي ؟"
-" حسنا ..لا باس " ..قالتها .مصطنعة ابتسامة خفيفة رغم شحوم وجهها ..إنها في موقف لا يحسد عليه.
ٍفي الوقت الذي كانت تتجول فرح برفقة غزوان رشيد بحث عن ليلى ..كانت الاخيرة قريب من طفل حديث الولادة تهم بوضعه في حاضنته ..وعلى وجهها إبتسامة شفافة رغم شعور خفي يخبرها بالانصراف بسرعة ..فبعد التفكير بشان قبولها في منظمة اطباء بلا حدود وجدت ان الحياة تعطيها الفرص لتغير واقعها الذي اصبح اكثر رماديا بدخول غزوان رشيد إليه ..فقد كانت قريبة ما تكون راضية بما هي عليه ولكن بعد معرفتها له أصبحت تجد من نفسها مجرد نكرة لا تصل بالانوثة بشيء .
وما أن وضعت الطفل في حاضنته اقتربت إحدى الممرضات من خلفها تهمس في اذنها " ليلى ..غزوان رشيد في الردهة مع فرح وهما يحاولان ايجادك " ..أمرها أصبح علنا يتهامس به كل المقربون من الممرضات وحتى بعض الاطباء .
" يا اللهي ..ماذا افعل .؟ " قالتها ملتفة تحوها وفي عينها حيرة وارتباك ..
" إن كنتي تريدين الخروج من الردهة فيمكنك من باب الطوارى ..ويمكنني تولي مسؤلياتك لهذا اليوم " قالتها الممرضة وفي عينيها بريق يمزج عن حيلة وحسد .
" فكرة سديدة ..اشكرك من قلبي ".
أسرعت منصرفة من الردهة وقلبها يخفق بشده ...إنها ليست مستعده للقائه بعد ....ليست مستعده للقاء غزوان رشيد ..الشاب الذي تود لقاءة والتحدث معه أي ممرضة أخرى او حتى فتاة .
,ولكن هل انصرافها عن الردهة واتباعها باب الطوارى قد يوقف غزوان عما يرغب به ؟؟..رؤيتها ؟؟؟

اقتربت" سعاد" الممرضة التي تحدثت مع ليلى بوصول الزائر الذي يريد رؤيتها من غزوان رشيد وهي تلقي التحية على فرح وعلى وجهها إبتسامة ماكرة ..لكن فرح سرعان ما سئلتها عن مكان ليلى فبادرتها بالجواب
-" لقد علمت ليلى بحضور السيد غزوان ..لكنها انصرفت مسرعة مؤكلة علي واجبها في رعاية الطفل في الحاضنة رقم 4 " ..قالتها وفي عينيها حسد وخبث .
-" هل انتي متاكده ؟" قالتها فرح وملامح وجهها مضطرب ..فما قالته سعاد هو شيء يشوه من صورة ليلى في مخيلة غزوان .الذي أستطرد ملتفت نحو فرح وعلى وجهه ملامح توزعت بين الغضب والحيرة " هل يمكننا التحدث معا في كافتريا المشفى الان ..من فضلك " .
-" بكل تأكيد " قالتها فرح وفي قلبها امل ان تصحح من الموقف الذي قد يسوء أكثر.
وفي كافتريا توزعت كراسيها تحت مضلات على ارض عشبية جلست فرح مع غزوان رشيد الذي كان صامتا طوال سيرهما نحو المكان المنشود .
-" ..لماذا ليلى تفعل ذلك ؟؟ لماذا هي في حالة هرب مستمر مني ؟؟هل احزنتها في شيء ؟؟ارجوك أخبريني "..قالها غزوان بصوت هادى وفي عينيه بريق الخيبة .
-" قبل ان اجيبك هل تسمح لي بسؤالك عن سبب اصرارك في رؤيتها ؟؟..ما حقيقة مشاعرك نحوها ؟..هل هذا بدافع الفضول ام .."
-" لا اعلم ..." ..قالها وقد بدت الحيرة في عينيه التي كانت فرح تحاول الابتعاد عن النظر اليها ..انها اسرتين.
- " ..كل الذي اريده هو رؤيتها ..هل هذا كثير !" .
-" حسنا ..ساحاول التكلم معها ..وأمل ان تلتقيان قبل ان تسافر "
-" عفوا !..اي ..أي سفر! .."
-" لقد انظمت إلى جمعية اطباء بلا حدود ..وستسافرإلى دبي لاجراء المقابلة وغيرها من الامور..اظنه بعد غد " .
-" وماذا عن عملها هنا ؟"
-" انه يومها الاخير "
-"لا ..لا يمكنها تركي هكذا دون لقاء " انه عنيد
-" اطمئن ساتكلم معها " .
-" تفضلي هذا رقمي ..سنبقى على اتصال أليس كذلك ؟" ..
-" بالتاكيد "

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس