عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-10, 03:10 PM   #63

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

18
نظرت إلى الساعة إنها السادسة وعشرون دقيقة مساءا ..بعد اربعون دقيقة سياتي سائق التاكسي ليقلها إلى المطار ..عادت تتاكد من محتويات حقيبتها الكبيرة التي تظم ملابسها وبعض من محتوياتها الشخصية ..صورة لوالديها ..صورة جدتها وهي برفقتها ..صورتها منذ الضغر ..طفلة سمراء يصل عمرها اربعة اعوام تقريبا تحمل باحدى يديها ( غزل البنات ) بلون الفوشيا وقد بان لونه على فمها والاجزاء المحيطة به التي كانوا بتماس معه ..تبسمت بشفافيه وهي تنظر إليها ..ما اجمل ان يكون المرء صبي لا يعرف معنى المسؤليات ومصاعب الحياة التي لا نعرف إن كانا نحن من نتمرد عليها ام هي من تتمرد لتكشر عن انياب لها تمزق الكثير من قطع من حلوى امنياتنا و احلامنا وتكشف لنا واقع يرفضه اكثرنا لكن ليس من هناك حيلة .لابد لنا بالاستمرار شئنا ام ابينا ..سمعت طرق باب خفيف ..إنها فرح جاءت تودعها هذا ما ظنته في البدء لكنها كانت تحمل معها خبر اخر .
-" ليلى قد اتصل غزوان بي يخبرني انه جاء في الموعد لكنه تاخر بسبب زحمة الطرق وانه لم يجدك ..قد بدء صوته يأس ..هل ستذهبين دون توديعه ؟"
-" فرح ..إنا تعبه ..وكلامك عن غزوان يتعبني اكثر ..انا تعبة من جهل ما ينتظرني في العالم الجديد الذي سأخوضه ولا اريد ان اعلم ما سيكون الحال عليه بعد ذهابي " ..قالتها وهي تفتح جواز السفر وهي تنظر إلى الفيزا التي تمنحها تصريح الدخول إلى الامارات .
-" لا تذهبي ..هنا عملك ..واناس يحبوك ..الغربة ليست بالشيء السهل ..ستكوني وحيدة ..في عالم غريب لم تعتادي عليه ..دون جار بجوارك ..دون صديق يفهمك ..دون غزو,,, ".
-" لا تكملي ارجوك ...كل ما قلته صحيح لكن بشأن غزوان لا يمكن ...لا يمكن قبول فكرة ان شيء قد يحصل بيننا ..انه من عالم اخر..لسنا متكافئين ..إن بقيت لن اجد نفسي ..لاني لم اعد انا كما كنت بل اخرى ..مليئة بالحسرة وربما الحسد ..لا اريد هذا ..افضل السفر واكتشاف مدى قدرتي على التطور والتغير ..ربما لن تفهميني الان ..لكن عندما نلتقي مرة اخرى بعد اعوام باذن الله... ستفهميني ".
-" اتمنى هذا .." اجابتها وهي تهم لاحتضانها .." ..لكن لما لا تودعيه حتى عبر الهاتف ..إلا يستحق هذا " .
-" حسنا " ..قالتها باستسلام لفرح التي همت باخراج جوالها من حقيبتها محاولة الاتصال به ...
19
-" الو .." ..قالها بصوت مضطرب وكأنه قد علم سلفا باتصال قادم ..
-" مساء الخير غزوان " .
-" مساء الخير ليلى ..أنا اسف لاني لم احضر في تمام الوقت المحدد بسبب ذلك الحادث اللعين " ..قالها بتأسف يضم بين طياته غيض .
-" حسنا .."
-" جعلتك تنتظرين تحت المطر.. " ..قالها ثم جاء صوت عطسة وكأنه على وشك الاصابة بزكام ..قد كان نصف ساعة هو ايضا تحت المطريبحث عنها ."..كنت أأمل ان اراك ..ما زلت احمل تلك الامنية ؟" .
-" بعض الاماني قد لا تتحقق ..ربما تحتاج وقت لتحقيقها ..اشهر ..اعوام " .
-" ماذا عن دقائق " ..قالها وهو يخفي بسمة خفيفة لم تشعر بها من صوته .
-" ربما .."..صمتت لحضات ثم بادرت تضيف باستغراب " ماذا تقصد ؟ "..قالتها مخمنة شيء وهي تنظر إلى فرح التي كانت جالسة بترقب .
-" انا اقف قبالة باب دارك.. " ..قالها بعزيمة دون تردد وكأن بصوته يطلق شرارة نحو الافق ...ساد صمت من جانبها على اثر وقع المفاجئة التي اخبرها .." ..ألن تستقبليني ؟ ".
-" أوه ..حسنا ..بالتاكيد" ..اغلقت الهاتف واثار المفاجئة ما زالت على وجهها ..لكن اضيف عليه ملامح القلق .
-" أنه هنا .." ..قالتها وهي تشهد بسمة ماكرة تظهره فرح .." انه جاء معك ..أليس كذلك ؟" .
-" نعم ..قد هاتفني طالبا مساعدتي ..ولم اجد القدرة على رفض طلبه " ..أنه غزوان رشيد.. ومن الصعب ان يرفض له طلب .
اسرعت نحو الباب بعد ان تمعنت نفسها في المرآة ,,تبدو انيقة معطف الاسود يعادل كلفته ما يقارب نصف راتب شهري تتقاضاه ..تنورة وجزمة طويلة ( بوت ) بذات اللون غير ان بلوزة السوداء الذي كانت مرتديتها قبل ساعتين عند الجسر قد غيرته باخر يضم نقش بخرز لماعه ..كان شعرها قد جمعته بماسكة شعر سوداء خلف الراس ..وجه دون مساحيق التجميل ..إنها في فترة الحداد ..
كان هو بدوره ينتظر خروجها ..فتحت الباب الحديدي البسيط ..إنها تسكن في حي فقير .." مرحبا " ..قالتها وهي تحاول جاهدة رسم بسمة مختفية ..تامل وجهها وهو يبدلها التحية ..
-" كيف حالك ؟ " قالها متلعثما محاولا ان يكون دبوماسيا في سؤاله ..غير انها ذكية وقد فهمت بريق عينيه الرصاصيتين ..أنه في طور الصدمة ...من المستحيل تلك الفتاة التي رسمها في مخيلته تكون هي ..ليلى ..الفتاة التي كانت ممرضته مدة تزيد عن ثلاثة اشهر ..اختفت دون وداع ..بحث عنها مطولا ...حتى حانت اللحظة ليجدها أمام عينيه ..لكنها بصورة مختلفة ..ليست جميلة كما خال ..إنها فتاة عادية او ربما اقل ..ليس من هناك شيء فيها مميز كما تصور ..
-"بخير " ..قالتها ثم ساد صمت لحضات ليقطعه صوت منبه التاكسي الذي جاء يقلها إلى المطار .." حسنا علي اخراج حقائبي .." قالتها وألم كبير يعتصر قلبها من ردة فعله الذي حاولت مرارا وتكرار تهيئة نفسها لهذا الموقف ,لكنها لم تخاله انه اكثر صعوبة ..دخلت مسرعة محاولة امساك دموعها ..ساعدتها فرح التي لم تعلق على شيء ..وضع السائق الحقائب في صندوق السيارة وغزوان كان ما يزال واقفا مسمرا دون ان يبدي اي تعليق ..مسكين ..الصدمة كبير! ..
-" مع السلامه " قالتها وهي تنظر إلى وجهه كإنها تحاول ان تلتقط صورة له وحفظها في مخيلتها ربما إلى لقاء اخر..أو إلى الابد ..
ودعها وما يزال حاملا الوشاح الاحمر الذي كان ينوي اعادته لها ..لكنه قد غفل عنه وهو يراها تبتعد بالتاكسي لتغيب عن ناظره وهو على وقفته كل التائه الذي اصابه خبر جعله مشتت ..نحن لا نرى انفسنا إلا بالمرآة او بعيون الناس لكن ان صورنا على شكل فلم متحرك ربما لادركنا مدى عجزنا رغم إننا نتفاخر في داخلنا.

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس