عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-10, 02:22 PM   #70

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

20
-" غزوان ..عليك مراجعة الحسابات هذه جيدا والاتصال بمدير بنك التجاري لابلاغه ان موديل الاثاث لحجرة النوم الذي طلبه وصلت توا من الصين فقد ضقت ذرعا من مهاتفته من حين إلى اخر سائلا عن موعد وصولها "..قالها رشيد محمود لغزوان الذي كان منهمك في مراجعة اوراق كانت امامه على المكتب الذي شغله منذ الصباح الباكر حتى هذه الساعة من المساء .
-" حسنا .ساجري الاتصال..لكن اليس من الافضل ان تبعث الملف بيد سندس بدلا من ان تاتي بنفسك ! " اجابه وهو يتناول ملف كان يحمله رشيد ..
-" لان هناك امر اخر "..قالها رشيد وهو يجلس على كرسي قبالة المكتب الخشبي الذي كان يشغله غزوان .
-" ما هو ؟" اجابه وهو ينظر اليه بعينين تبدو عليها تعب .
-" رحلة الى الهند ..ما رايك ان تذهب الى الهند بدلا مني ومقابلة مسؤولين شركة كرداهيه لاستيراد محصول الارز الهندي لصالح وزارة التجارة ..سيكون الاتفاق حول المسائل المادية ..الكمية ..النوعية ..وموعد التسليم الشحنة " ..انهم يعملون في استيراد كافة المجالات .
-" متى ؟ "
-" هذا الاسبوع ..ويفضل في اسرع وقت ..سابعث سندس تحمل لك الملف الخاص بهذا الشأن ..لا تنسى ان توكد لسندس مسالة الفيزا الى الهند ..شيء اخر ..هل ستذهب عن طريق الامارات ام عمان " ..الامارات ..اسم يذكره بشخص لم ينساه قط ..ليلى ..فقد مرعام على ذهابها الى الامارات ولم يصل له اي شيء عنها ..كان فيها منهمك في العمل ..فحياته لم تعد كما كانت في السابق ..عمل وعمل وقليل من الترفيه برفقة صديقة مصطفى الذي بات وقته فراغه قصير بعد ان تزوج ..قد انقضت مرحله الوقت الذي يضيع سدى لغزوان بعد رحيل ليلى التي كانت لها بصمة في تغير وجهة نظره للحياة خاصة وان والده قد اصيب بازمة قلبيه جعلته يلتزم السرير عدة اسابيع ثم عاد الى العمل لكن بجهد اقل مقابل ان يتسلم ولده بعض من مسؤلياته ..فكان هذا كتحدي لغزوان يثبت انه اهل لهذه المسؤلية ..اشياء كثيرة حدثت في هذا العام جعلت منه شخص اخر ..لم يعد ذلك الشاب الذي لا هدف له في الحياة ..يخرج في الصباح ولا يعود حتى المساء ..يعمل مع والده ويتسلم عدة مسؤليات في الشركة ..منصب نائب المدير العام لشركة ملوك التجارة للتصدير والاستيراد ..احيانا يقتضي عمله الذهاب الى البصرة حيث الميناء عند حدوث مشكلة في اوراق ( الكمرك ) ويراجع ملفات الضرائب ..يكون على اتصال مباشر مع المفوضيين على تسليم البضائع المستوردة الذين يرافقون قافلة الشاحنات الحاملة للبضائع المستوردة من الدول المختلفة ..وقبل شهران كان في الصين يعمل على تجهيز استيراد معامل لتعبئة الغاز لصالح الحكومة العراقيه ..فتجارتهم ذات طابع واسع وامين في مسالة الموصفات المطلوبة ..
-" الامارات " ..اجابه وهو شارد البال .. انه يجهل حتى الان لماذا كان تصرفه بهذا البرود عند لقاءه بها قبل رحيلها ..كان يحمل شوق لرؤية وجهها لكن شيء ما حدث جعله يشعر بعاصفة باردة تجتاح جسده المسمر واقفا ينظر إلى ملاكه الذي كان معجب به شدة الاعجاب ..هذا ما كان ينوي ان يصرح يه قبل رؤيتها تخرج من الباب ..انه معجب بها ..لكن شيء ما شل لسانه عن النطق بحرف واحد ..انها المفاجئة او ربما الصدمة من ان تكون اجمل صوت تردد على مسمعه هي صاحبة جمال عادي لا يلفت الانظار له ..لم تكن هذه ليلى التي حلم بها ورسمها في مخيلته ..لم تكن تلك الصبية التي تلمسها في داخلها وتبسم لها وهو يشعر إنها تخرجه من نوبات الهستيريه التي كانت تصبيه لحضات يأسه وبوسه من فقدان بصره ..ليلى التي تصورها وهو لا يبصر غير ليلى التي راته عيناه ..إنها اخرى ..وكأن الاولى هي جنية جاءت تخرجه من حزنه وتعلمه ان الحياة ليست مضيعة للوقت ..لن هناك يوم سياتي ندرك مدى ان عقولنا صغيره لنفرط بهذا الشيء الجبار الذي قد يقضي علينا إن لم ننتبه له ..بعد رحيلها ..اتجهت انظاره إلى ما تعلمه منها وكأنه يطارد افكارها التي تركته له وذلك الوشاح الاحمر الذي ما زال يحتفظ به ..عدة مرات فكر في الذهاب إلى الامارات والبحث عنها ..لكن لماذا ؟ ..ليخبرها أنه يفتقدها !! ..وماذا بعد !! ..هل يريد ان يكون صديق لها !! ..وماذا بعد !! ..ليس هذا ما يطمح له ..انه يطمح بشيء لا يعرفه حتى الان ..او ربما غافل عنه ..ومع جديته في العمل اتجهت انظار والدته فاتن على عرض فكرة الزواج له ..هناك الكثيرات من حوله ..اقارب ..اصدقاء ..لكنه رفض ..هناك شيء يمنعه ..أنه خوف ان يقوده الزواج الى ما كان عليه سابقا ..فمع الحب او دونه قد نقوم باعمال جنونية ..انه لا يريد ان يخطو هذه الخطوة وهو ليس واثقا من نفسه كل الثقة على مقدرته تحمل هذه المسؤلية ..قد بات يحسب لخطواته جيدا ..
الامارت ..هل يمكن ان الصدفة ان تجمعه مع ليلى ..هذا ما فكر فيه وهو ينهض متجها نحو نافذة مكتبه المطلة على شارع تجاري مكتظ بالناس البعض منهم يعمل على غلق مكاتبهم والاخر بانتظار زبون قادم وهو بانتظار شيء مجهول ..شيء ياتي مع الربيع في مساءه الجميل . ..انه موسم الزهور والحب ..وموسم الذي كان له لقائه مع ملاكه ليلى قبل اكثر من عام .
21
مستشفى كبير بطراز حديث بين زجاج نوافذه المظللة المائلة بلون طلاء الجدران الخارجية الزرقاء وبين حدائقة التي انتشرت في المكان المزينة بمختلف اشجار الزينة المنسقة بينها شجيرات الازهار التي تباينت بالوانها الجذابه التي على طول الشوارع العريضه من البوابة الخارجية للمستشفى حتى باب الاستعلامات والطوارى .إنها مستشفى دبي العام ..حيث تدربت فيه ليلى واكتسبت اعجاب معظم اطباء المنظمة لكفاءتها في العمل وجديتها في مساعدة الاخرين ..فقد اوكلت مهمة الذهاب إلى افغانستان لما تسترعي الظروف من الحاجة الى كادر من الاطباء والممرضين الماهريين وقد كان لها دور اثنى عليه دكتور عصام ..طبيبا ناهز الخامسة والثلاثون عاما ..عراقي مقيم في الامارات ..كان له حظ عاثر في الزواج لينتهي بطلاق بعد اربعة اشهر ..اولى اهتمامه الكامل في مجال تخصصه حتى لقائه بليلى منذ وصولها الى دبي قبل عام والذي شعر بمدى طيبتها وعفويتها ..ارتاح لها بعد تعارف بسيط ومع الايام اصبحا صديقين ..فتح كل منها الاخر قلبه ..تحدثا عن حزن كل منهما ..فرح ..لحضات.. سعادة ..حرمان ..عرف غزوان من حديثها عنه وادرك شيء من ما تحمله ناحيته ..عاطفة ممزوجة بافكار مستحيلة ..الم ..وفراق ..ووحدة كان هو يلعب دور كبير في ابعادها عنها من خلال جعلها ترافقه في عملياته الجراحية حتى انها كانت ترافقه اثناء جولاته ..
-" صدقا هذه الفتاة جميلة " ..قالها بلغة انكليزية غير متقنه رجل ناهز العقد الخامس ..أسمر البشرة ذو شعر فضي يصل الى كتفيه وقد ظهرت تجاعيد بين عينيه الغائرتين وجبينه الذي بدى عليه تقسيمات كثيره من اثر زمن غابر ..
-" اعلم هذا " ..قالها دكتور عصام بصوت مبتسم وهو ينظر إلى ليلى التي كانت تقيس ضغط دم هذا الرجل الممدد على السرير .
-" انت بحاجة إلى لمسات بسيطة وتصبحي اجمل " ..تصبحي أجمل !!!.. الاجدر به قول تصبحي جميله لانها لا تملك هذه الصفة التي نسبها لها .
-" حقا ..وكيف تكون هذه اللمسات ؟؟" ..قالتها بصوت مبتسم وهي تقوم بمراقبة جهازضغط الدم له..إنها تنظر إلى المسالة بصورة هزليه غير جادة ..
-" انه عملي ..وانا لا اكشف سري لاحد " ..قالها وهو يرفع حاجباه وكانه يتباها ..أنه رجل هندي يعمل في وكالة ملكات الجمال في الهند ..يعد الفتيات المترشحات لاسلوب التقديم والاتكيت من حيث السير وطريقة الاكل وامور كثيرة فضلا على انه دائما ما كان في بحث دئوب عن الجمال الذي قد يتلمسه في وجه بريء بملامح انثوية هادئة ..وهذا ما وجده في ليلى ..جمال مخفي لكنه بحاجة إلى فنان ليبرزه بعد انتظار طويل .
-" حسنا عزيزي لا انوي ان اسرق لك سرك ..لكني سادعك تسرح مع خيالك كيف يمكن ان اكون مع لمساتك " ..قالتها بشيء من الفكاهة ..ما زالت هي غير جادة ..
-" صدقا انا لا مازح " قالها وهو محدق في عيناها النرجسيتبن الناعسه ..مما جعلها تفكر في الامر بشيء من الجدية .
-" حسنا سيد راجمون ..عندما تصبح بصحة افضل سنرى كيف ستكون لمساتك "
..قالتها بشيء من التحدي الذي الفه ..وهو بدوره يعشق التحدي الذي يجعل من مخيلته تسرح بعيدا حيث الماس الذي يصقل ليظهر بريقه الساحر للأعين ..وهذا بالضبط ما عزم عليه من تحويل تلك اليرقة المدعوة ليلى إلى فراشة تزهو بسحر لم يالفة الذي عرفها من قبل .
-" عزيزتي صحتي اصبحت ممتازه والدكتور ربما غدا يسمح لخروجي او ربما بعده " ...

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس