عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-10, 02:12 PM   #92

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

25
رجل بشعر اسود داكن وعينان فاحصتان وبسمة خفيفة رسمت بدقة على ملامح وجهه الرجولي ذو العينان السوداوتين المحدقة إلى فتاة ترتدي جينز مع قميص احمروقد وضعت عدساتها الشمسية الحمراء كالطوق على شعرها الاشقر وقد رسمت ابتسامة خفيفة على وجهها الذي بدأ متفائل ...
-" ليلى عماد ! " ..قالها وهو يتفحص صورتها التي كانت على الجواز ..أنه ضابط يعمل في مطار بغداد .. إنها قد عادت إلى العراق بعد غياب دام اكثر من عام ..لكن لم تكن وحدها كما غادرت بل برفقة شاب اسمر البشرة , متوسط القامة , ذو ملامح تدل على شيء من الطيبة الممزوجة بالرقي ..أنه دكتور عصام ..عادا معا بعد ان قضيا فترة التدريب في الامارات والان هما قد التحقا بالعمل في العراق وربما سيغادران في اي وقت تجد المنظمة ضرورة انتقالهما إلى مكان اخر ..دولة اخرى بحاجة إلىرعاية طبية ...
-" نعم " ..اجابت الضابط وابتسامة خفيفة على ثغرها ..وهو تنظر إلى عدسة كاميرة صغيرة في مقدمة الحاجز الزجاجي الذي كان يفصلها عن الضابط
-" تبدين مختلفة عن الصورة " ..قالها وعيناها فاحصتان لملامح وجهها ..إنها اصبحت مختلفة بالفعل ..لون الشعر ..الحاجب الذي اصبح من ( تاتو ) ومساحيق التجميل ..
-" صحيح .." ...تفحص اوراقها القانونية ..كل شيء سليم ..
-" مرحبا بعودتك إلى الوطن " قالها وهو يختم على الجواز تاشيرة الدخول .
-" شكرا " ..تقدمت بخطأ ثابته متوجهة نحو صالة كبيرة حيث تصل حقائبها عبر ممر متحرك ..وما هي لحضات حتى التحق بها عصام ..وضع كلا منهما حقائبهما على عجلة حديدية وما ان وصلا الى صالة انتظار المسافرين حتى اقبل عليهما امراة ناهزت الخمسون ورجل اشيب الشعر ..والدي عصام ..وشاب في الثامنة عشر وفتاة في العشرون ..إنهما شقيقا عصام ..قد جائوا جميعا لاستقبال عصام وخطيبته ..ليلى... التي كان جوابها ..نعم .
26
-" مرحبا فرح ..كيف حالك عزيزتي ؟" قالتها ليلى التي جاءت لزيارة صديقتها فرح في المستشفى الذي كانت تعمل يه سابقا ..
التفت فرح إلى الخلف لتجد ليلى على ما تغيرت عليه ..امعنت النظر الى مظهرها اولا ثم الى وجهها .لم تعرفها من الوهلة الاولى لكن فجاءة صرخت بصوت متأثر .
-" ليلى !!! ..يا الهي ..أمعقول أنه انت !!!" ...
-" نعم " اجابتها ليلى وقد رسمت ضحكة كبيرة على شفتيها التي كان احمر الشفاه مرسوم بدقة عليها ..وما هي حتى تعانقا معا والفرحة تملى قلبيهما من هذا اللقاء الذي كان فراقة اكثر من عام ..إنهما صديقتان منذ فترة الدراسة ..
-" يا الهي ..لم اعرفك ..هذا الهندي حقا فنان " ..أنها تقصد راجمون ..فطوال هذا العام كانا على اتصال وقد اخبرتها ليلى بشأن راجمون وما بذل من جهد لتغير مظهرها ..اضافة إلى علاقتها مع عصام
-" وانت كما لم تتغيري ابدا غير شعرك الذي اصبح اقصر مما كان عليه سابقا " .
-" صحيح ..متى وصلت الى بغداد ..,لماذا لم تخبرين ؟"
-" وصلت قبل يومين ولم اخبرك لاني وودت ان اعمل مفاجئة لك ..واظنني قد نجحت "
-" بالتاكيد ..حضورك وما انت عليه هو مفاجئة كبيرة ..ولكن اين تسكنين الان ؟ " . ..لم يعد البيت الصغير الذي كانت تسكنه ليلى مع جدتها المتوفاة ملكا لها فقد تركت استأجاره مع مغادرتها البلد .
-" حاليا اسكن مع اهل عصام " ..
-" ماذا !! لكنكما مازلتما مخطوبان فقط " .
-" نعم ..لكنه رفض ان استاجر بيت ..خاصة وانا وحيدة الان .. ثم انني لا اعيش معه منفردان ..انا اعيش مع اهله ..فلا تجعلي من مخيلتك المجنونة تذهب بعيده " ..قالتها بأبتسامة وهي تخمن ما داخل مخيلة فرح .
-" حسنا ..ومتى موعد عقد القران ؟" .
-" قريبا ..لكن اولا علينا الالتحاق بالعمل وتثبيت حضورنا ..ثم علي شراء بعض الاغراض لاجل عقد القران وحفل الزواج ..لانهما سيكونا في اليوم ذاته " .
-" عزيزتي اتمنى لك حياة سعيدة " قالتها فرج وهي تهم بمعانقة ليلى مرة اخرى .
-" حسنا علي الانصراف الان وسنبقى على اتصال ..".
27
على جانب شارع عام في العاصمة بغداد في منطقة راقيه باسواقها التجارية ومحلاتها للالبسة وغيرها من المقتنيات الثمينة توقفت سيارة مارسيدس سوداء اللون ..ترجل منها شاب أشقر الشعر يرتدي جينز مع قميص رصاصي يبرز عضلات جسده المفتوله وقوامة الجذاب وقد اضافت نظارته السوداء التي يرتديها مظهرا يخال الناظرانه شخصية مهمة لا يمكن تجاهلها وما هي برهة حتى نزلت من السيارة سيدة شقراء تجاوزت العقد الرابع بهندام راقي ثم تبعتها فتاة شابة ذات شعر طويل توزعت خصاله بين اللون الاشقر والكستنائي وهي مرتدية جينز مع بلوزة حمراء بنسيج ناعم ...أنهما غزوان ووالدته فاتن وسمر شقيقته..إنهما في جولة لشراء ملابس جديده ..فسمر قد خطبت من زميل لها في الجامعة وبعد عدة أيام سيكون حفل زواجها ..وغزوان عليه شراء ملابس رسمية جديدة لغرض هذه المناسبة ..وبالتاكيد فاتن هي من رافقته كما اعتاد منذ طفولته ..هي صاحبة ذوق راقي وبالاخص حفل ابنتها الذي لابد ان يكون غزوان اكثر وسامة في الحفل عن اقرانه من الشباب ..لم يعارض غزوان يوما من فكرة ان تبدي والدته رايه في هندامه او شرائها له ذلك لثقته العاليه بذوقها ومعرفتها ما يناسبه ..إنها امراءة ليست بسيطة ..إنها تتابع مجلات المودة وتعرف ما هو جديد ومناسب ليرتديه افراد عائلتها .
مضى ساعة كاملة وهم يتجولون من محل ازياء الى اخر فيها اقتنوا بعض الفساتين والجزم حتى دخلوا إلى محل لازياء رجالية بنيه شراء بدلة رسمية لغزوان ..اخذت فاتن تنظر إلى بعض البدلات الموجوده حتى اعجبتها واحده بلون رصاصي غامق ..ربما ستكون جميلة مع قميص اسود وربطة عنق رصاصية اقل غمقا ..حملها غزوان معه إلى حجرة تبديل الملابس وما هي برهة حتى خرج مرتديه وابتسامة خفيفة تلوح على وجهه وفي اثناء هذا الوقت كان قد دخل الى المحل رجل في الثلاثينيات مع شابة ترتدي بنطلون بني اللون مع قميص اخضر وقد وضعت شريط من الستان بذات اللون كطوق على شعرها الاشقروهي مرتديه جزمة صيفيه بكعب عالي تضم قطعة من احجار الكرستال المتلالى ..إنهما عصام وليلى ..انهما يتسوقان ايضا وعصام ينوي شراء بدلة له ايضا لحفل زواجه من ليلى ..إنها الصدفة التي تكون من غير موعد تجمع غزوان وليلى التي بدئت تتفحص بدلات الرسمية بنية اقتناء واحدة لعصام تكون على ذوقها ..وما هي لحضات حتى اطرق مسمعها اغنية " اجمل احساس في الكون " لاليسا ...هدوء اجتاحها محمل بذكريات ماضيه ..غزوان وهي ..في شرفته المطلة على الحديقة الشاسعة المنسقة بشكل جميل ..إنها ذات الاغنية التي تحدث عنها ..إنها ذات الاغنية الي يهواها ..هي ستتزوج من عصام مع اعجاب له لكن ليس حب كما تحدثا هما عنه ..ولوهة فكرت ربما انه يعيش قصة حب الان وفجاءة اطرق مسمعها صوت انثوي قائلا " واو غزوان تبدو اكثر وسامة مع هذا اللون من البدلة "...غزوان ..ان اسمه يطرق مسمعه ..أيمكن ان يكون هو غزوان ذاته لا غيره هنا ..في ذات المحل ..التفت الى الخلف لتجد المفاجئة التي لم تكن تخالها يوما ..أنه هو ..انه غزوان ..انه لم يتغير ..مازال وسيما ..لا أنه اصبح اكثر وسامة عما كان عليه وكأن عام مضى عليه جعله يصقل اكثر وربما ينضج لتكون ملامحه وسيمة اكثر ..تأملته وعيناها لا تصدق ما تبصر امامه ..وكأن العالم اصبح محصورا عليه فقط ..كان هو قد غفل بعض الوقت عن المتواجدين مع كلمات الاغنية ..انه تذكر من كانت على ذاكرته ولم تفارقه يوما ..ليلى ..أنه يحبها دون ان يعلم ..انه بحاجة إلى شيء يوقضه من غفلته ..ويجعل من العاشق ان يهم بحثا عن محبوبته ...أنه يعلم ان ليلى من الصعب الابتعاد عنها ..وقد جرب هذا وما زال ..لكن لابد من قوة تجعله يكسر هذا البعد ليذهب باحثا عنها ..جاء صوت سمر مرددا اسمه عدة مرات حتى انتشلته من ذكرياته ليحط على ارض الواقع .." هيا غزوان ..ما رايك ..كلانا قد اعجبتنا البدله ".
-" إنها جميلة " ..اجابها بعد ان التفت إلى مرآة طويلة ذات اطار خشبي كانت قريبة منه ..وما هي لحضات حتى لمح عبر المرآة شابة تنظر إليه بصمت ..وتلاقت مستوى ناظرهما ..أنها ليلى ..
-" ليلى ..ما رايك في هذه البدلة اليست جميلة ؟" قالها عصام وهويمسك بدلة سوداء ذات نسيج لماع ملفت انتباه ليلى نحوه و لكن ما ان راى ملامح وجهها الشاحب من اثر المفاجئة التي قادها القدر لها حتى نظر إلى الجهة التي كانت ممعنة النظر اليها ..حيث شاب اشقر قرب شابة وامراة في العقد الرابع ..ذو عينان رصاصيتان ..انه غزوان ..هذا ما تاكد منه وهو يمعن النظر أليه بعد ان تقابلت اعينهما ..هو بعنيه الفاحصتين وغزوان بعينيه المستغربة من نظرات تلك الشابة الشقراء والرجل الذي برفقتها ..انه يجهل هويتهما ...يجهل هوية ليلى التي لم يميزها ..هو لم ينسى ملامح وجهها الشاحب الذي راه مرة واحدة فقط قبل اكثر من عام ..لكنها الان ليست كما في السابق ..وهذا شيء لم يخاله يوما ..ولم يخال ان الصدفة التي تقودها إليه دون ان يتعرف عليها ..
-" ليلى دعينا نخرج ؟" قاله عصام وقد ارجع البدلة الى مكانها السابق وقد ظهر شيء من الامتعاظ على وجهه رغم انه حاول اخفاءه ..الغيرة هي ما شعر به ..فقد ادرك انه الرجل ذاته الذي كانت تكن ليلى مشاعر عاطفية تجاه ..غزوان ..انه يفوقه جمالا ..وسامة ..شباب ..وثراء ..لكنه في النهاية.. ماضي ليلى..لكن المستقبل هو ..هو سيكون زوجها بعد عدة ايام ..ولن يقف غزوان عقبة امامه ..حاول تكرار هذه الفكرة وهو يقود سيارته برفقة ليلى عودة الى المنزل ..كان الصمت هو رفيقهما الثالث ...هي لم تحاول ان تبدي اي كلمة ..فذكريات الماضي عادت لها من جديد لتاخذها من عالمها الان ..وهو لا يريد ان يثير زوبعة من الافكار او الغيرة التي ربما تقوده إلى غضب لا يحمد عقباه ..ومع احساسه بهذا بدء وكأنه يمتلك ليلى وكإنها إنسان ليس لها حق التراجع عن قرار قد اخذته سلفا ..ربما الانانية او الغيرة هو ما يشعره ..

يتبع لقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس