عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-10, 01:31 PM   #99

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

28
حجرة باثاث منسق حيث لون شرشف السرير الازرق المماثل لستائر مصممة بشكل جميل منسدلة على نافذة تحجب ضوء القمر من مد ضياءه الى الحجرة ..كانت ليلى ممددة على السرير وهي مرتدية هندام نوم من الستان على شكل (بيجاما ) بلون بني فاتح مع قميص بذات اللون غير انه زهور بلون الفوشيا تخللت نسيجه بدقة ..اغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث هذا اليوم ...ربما إنها صدفة او ربما القدر ابا ان يتركها دون ان تلتقي بغزوان دون ان يتعرف عليها ...انه وسيم جدا ..ونظرات عينيه ساحرة لكن مع بريق حزن يملائها ...ماذا حدث له طوال مدة ابتعادها عنه ..أشياء كثيرة تجهلها عن حالها ..حاولت ابعاده عن تفكيرها مرارا وتكرارا ..وكانت اشدها عند سفرها إلى الامارات ..كانت وحيدة ..دون اهل ..دون حبيب ..دون صديق ..الغربة ..هي ما شعرت فيه ..واحساس الحرمان يملائها ..ما زالت تذكر لحظة حطت قدماها مطار دبي ..الحزن هو ما كان يعتصر قلبها ..حتى إنها فكرت في العودة ..ولكن شيء ما منعها ..شيء دفعها الى محاولة اخماد احاسيسها تجاه من تركتهم وراءها ..وغزوان الذي تركته دون ان تسمع كلمة وداعا منه ..ربما هو قالها ولم تسمعها حينها او ربما الصدمة جعلت من لسانه يمسك عن قولها ..طرقت الباب بخفة ..نهضت وهي تحاول ترتيب شعرها المنسدل على كتفيها ..وهي تسمح لدخول الحجرة من طرق بابها ..انه عصام ...كانت ملامح جاده وكأن في جعبته كلام كثير يرود افصاحها له ..هي علمت سبب قدومه في هذا الوقت المتاخر ..أنه لا يستطيع النوم دون ان يتحدثا عن ما حدث هذا اليوم ...فهو ما ان اوصلها إلى المنزل حتى تعذر عن مرافقتها إلى دخول البيت بحجة ان له موعد مع احد اصدقاءه في حين انه كان يود الاختلاء مع نفسه خارجا ...في مكان بعيدة لعله يجد متنفس عن الغضب الذي اعتراه لحظة رؤية غزوان .
-" ليلى ..ماالذي شعرتي لحظة رؤية غزوان ؟" ..إنها قد اخبرته سلفا عن ما كانت تكنه لغزوان .
-" لا اعلم "..قالتها وملامح الحيرة تملى وجهها الشاحب ..فهي لم تتناول وجبة العشاء مع اهله بعذر إنها متعبة ..إنها في دوامة الماضي .
-"ليلى عندما طلب منك الزواج .لم اسألك إن كنت ما تزالين تكنين لغزوان شيء من العاطفة ..في الحقيقة ..كنت أظنه من الماضي الذي كنت تهربين منه ..فلم اعر للموضوع اهمية ..لكن الان بلى ...يهمني هذا ..يهمني ان اعرف عن حقيقية ما تشعري نحو غزوان ..وعن ما تشعري نحوي ".
-" غزوان كان هو الحلم ..الذي تمنية يوما ..لكنه في الوقت ذاته العالم المتناقض لي .. نحن من عالمين مختلفين ..."
-" بالتاكيد إنتما كذلك .." قاطعها وابتسامة سريعة قد اشرقت على ملامح وجهها دون ان يتركها تكمل ما كانت تنوي قوله " لكني ما زلت احن لهذا الحلم " ..كانت تود ان تكون صريحة معه لكنه اضاف قائلا " ..كما ذكرتي سابقا هو لا يعرف معنى الحرمان ..الطموح ..انه نقيض لعالمك ..أنه لا يعرف معنى التعب لوصول غاية ما ..انه ولد وملعقة من الذهب في فمه ..في حين إنك عانيت الكثير لتصلي ما وصلتي اليه وهو بدوره لن يدرك هذا ابدا ..انا سعيدا انك تدركين هذا ..والان علينا ان نحاول نسيان ما حدث اليوم ونفكر ان بعد ايام سيكون زواجنا ..علينا ان نعد لهذا جيدا ..هل وضعت قائمة اسماء الذين تودين دعوتهم إلى الحفل ؟ " ..قالها وقد اظهر بهجة ونشاط لم تعتاده ليلى التي كان صمت منها تقابله ..فما قالها جعلها تكف عن الفصح ما تشعر به لكنها حاولت مبادلته ابتسامة خفيفة مجيبة "..ليس بعد ؟ " .
-" حسنا ..الوقت يداهمنا عزيزتي ..لم يبقى إلا اسبوعان على موعد عقد القرآن ولا نغفل عن اجرائات طلب الاجازة من المستشفى " ..
-" حسنا ".
-" بعد اسبوعان سنكون زوجان .." قالها مبتسم وهو يقترب منها حتى باتت المسافة الفصلة بينهما قدمين ..شعرت ان قلبها بدء يخفق بشده.. انه ينوي معانقتها او ربما تقبيلها ..وهذا شيء غير جائز في مخيلتها ..لكنه يحبها ..ويتوق إلى احتضانها باسرع وقت ممكن ..وكم من مرة داهمة هذا احساس لكنه امسك نفسه لاجلها ..أنه يعلم إنها لا تحبذا هذا ولن يعجبها ..لكنه الان بحاجة إلى هذا ..بحاجة إلى معانقتها لعله يشعر بالامان الذي افتقده من رؤية غزوان ..
-" ان شاء الله " ..قالتها وهي تهم بالابتعاد عنه عدة خطوات ..اخذ يتنهد بعمق وفكرة انها لن تقاوم احساسه يوما بعد ان يكونان زوجان ...وقريبا هذا ..قريبا جدا ..لذا عليه الصبرا .
-" يبدو عليك التعب ..ساترك تخلدين غلى النوم فغدا العمل ينتظرنا في المستشفى وبعده مسائل متعلقة بالحفل ..ليلة سعيدة " ..
-" ليلة سعيده ".
29
-" الو ..فرح ..أنا ليلى " ..
-" ليلى ! ..لحظة... أي ليلى تقصدين " .
-" استيقضي ايتها الحمقاء ..منذ متى وانت بهذا الحال "
-" أي حال ؟"
-"فقدان الذاكرة " .
-" او ليلى ...ما الذي جعلك تتذكريني في هذا الوقت المتاخر " ..إنها الساعة الواحدة صباحا ..قالتها فرح وهي تنهض من سريرها ..لابد من شيء طارى حدث لكي تتصل بها ليلى .
-" لقد رايت غزاون " ..قالتها بصوت خافت وحزين ..إنها بحاجة إلى ان تفصح عن ما تشعره لاحد لربما تخرج من دوامة الافكار التي اجتاحتها .
-" حقا !" ..إنها لم تنسى غزوان ..حتى انها ما زالت تحتفظ برقم هاتفه .
-" لقد رايت برفقة والدته وشقيقته في احد محلات الالبسه " .
-" وهل عرفك ؟"
-" لا اظن هذا " .
-" بالتاكيد ..فهو لم يراك سوى مرة واحدة ..وايضا كان مظهرك يختلف عن الان كثيرا ..مهلا وهل راه عصام ايضا ".
-" نعم .."
-" هيا اخبريني ما كانت ردة فعله ".
-" يبدو انه كان قلقا ..لكنه بخير الان " .
-" انت ؟"
-" لا اعلم ..رؤيته ايقضت بي مشاعر خلت إنني قد محيتها " ..قالتها بصوت باكي
-" ليلى الحب لا يمكن ان يمحى ...إنك تحبين غزوان ..وهذه حقيقة لا يمكننك تجاهلها او الغض عنها ".
-" وما فائدة هذا الحب إن كانت نهايته السعيدة مستحيلة " .
-" الحب لا يعرف المستحيل " .
-" هذا إن كان من كلا الطرفان " .
-" وهل انت اكيده ان غزوان لا يحبك " .
-" نعم ..لانه ببساطة لم يبحث عني ..ولو فعل لوجدني " .
-" هذا يعني إنك كنت بانتظاره ..ليلى لقد هربتي ولم تعطي غزاون فرصة ان يستوعب ما كان يعتريه حيناها ...القيت كلمة الوداع دون ان تسمعي ردها منه ..كنت انانية ...نعم كنت كذلك .. " .
- " لست كذلك ..لكني واقعيه ..نحن مختلفان كثيرا ...وانا لا اصل الى الشيء البسيط من ان يطمح هو به .. " .
-" وعصام ! "
-" أنه يحبني ..ونحن متشابهان في اشياء كثيرة حتى طموحنا "
-" حسنا ..هنينا لك ...والان كيف تريدين ان اساعدك الان ان كنت واثقة من كلامك هذا " .
-" كنت بحاجة الى ان احد ما يسمعني لا اكثر ..حسنا ليلة سعيدة " ..قالتها وهي تمسح الدموع المنهمرة على وجنتيها وقد ظهر بريق التصميم على السير بخطا ثابته إل ما قد خططت له من قبل ..العمل والزواج من عصام
-" ليلة سعيدة " ..اجابتها فرح بصوت اسف وهي تشهد ان صديقتها المقربة قد تقدم على اكبر خطأ في حياتها ربما ...فهل ستقف عاجزة عن الحراك ...

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس