عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-07, 11:03 PM   #3

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني

سقط دوغ بقوة على الكرسي . كان الرعب يملأ عينيه وهو يحدق بسامنثا. " هل اعتديت عليك الليلة الماضة ؟"
غطى وجهه بيديه متأوهاً . " أوه ، لا ، لا أستطيع تصديق ذلك ." نظر إلى الأعلى والألم مرسوم على وجهه ." إنك على حق . بالطبع سوف نتزوج . إن ذلك أقل ما يمكنني عمله ."
وهز رأسه ." أنا آسف . أعرف أن هذا لا يساعد كثيراً..."
تنهدت سامنثا ساخطة وهي تجلس . وفكرت في أن ترك الأمور له سيجعله يستنتج الشيء الذي لم تقله ." هذه سخافة ، ليس عليك أن تتزوجني . إنك لست من ذلك النوع من المعتدين ."
سأل وهو يحدق بكوبه :" ماهي الأنواع الأخرى الموجودة ؟"
"إنك قبلتني فقط عدة مرات." ورسمت خطوطاً صغيرة بأصبعها على الطاولة ." إنه ليس ما فعلته ، ولكن لماذا فعلته."
رفع رأسه ." هل تهتمين بإيضاح الأمر لي؟" سأل ذلك بلهجة حادة .
" ليس تماماً ، لكني أعتقد أن ذلك أفضل . إنك اعتقدت أنني ليندا."
ضاقت عيناه." ليندا؟"
" لقد تكلمت كثيراً ، وكثيراً عنها الليلة الماضية ."
ولم تستطع سامنثا مواجهة نظراته ." لقد تحدثت عن مقدار جمالها و ..." أخذت نفساً عميقاً ." ... وكيف أنك تريد أن تكون عشيقها ..."
"حسناً." وقف دوغ بحزم ومشى نحو الباب المفتوح إلى الشرفة . الستائر مفتوحة ، والثلوج تغطي جانبي الطريق وأشعة الشمس تقبل هذه الثلوج عند الصباح . كانت الثلوج تنبسط على الجبال والغابات . وفي هذا الصباح الباكر كانت ماتزال الجبال منظراً طبيعياً خاصاً بالطيور والحيوانات وبعد قليل يأتي المتزلجون وتنبعث الصرخات ، هذا بينما تتصاعد ألحان الأرغن هنا وهناك

" أظن أنك تعتقدين أنها مزحة جيدة ." قال لها دوغ دون أن يلتفت إليها . كانت البذلة التي نام بها ، مجعدة وكانت قدماه ما تزالان في جواربه ، لكن ثيابه لم تستطع أن تخفي جسمه الصلب النحيف.
هزت سامنثا رأسها . " لم أكن أقصد الضحك."
" لِمَ لا ؟ فالتفت إليها أعتقد أنك اغتنمت فرصة كهذه لتجعليني غبياً."
" إنك لست بحاجة لهذا . على كل حال ، إنه ليس تماماً كملاءات سريرك القصيرة أو سحب قبضة الباب.
ضحك دوغ . " أو وضع الدود في حذائي."
وأطلقت ضحكة قصيرة :" نسيت هذا . ولم أفكر في أني نسيت النظرة على وجهك ."
مرر دوغ أصابعه على شعره البني المجعد . وقال بلهجة خلت من العاطفة :" كنت دائماً طفلة مزعجة . لكني لم أفكر قط في أنك كنت قاسية ."
" شكراً لهذه الكلمات اللطيفة . هل هذا يعني أنك سوف تغفر لي خبثي ؟"
وأضافت بصوت يملأه الحسد :" إني أدين لك لإخفائك مشاعرك عن دافيد . إنه لطف منك ولن أنسى لك ذلك."
" ما الذي يجعلك تعتقدين أني كنت لطيفاً مع دافيد ؟" مشى عبر الغرفة وأمسك بذقنها ، وأجبرها على النظر إليه ." لا أريد شفقتك أبداً . لذا أخرجي هذه النظرة من عينيك."
ابتعدت عنه ." لن أضيع وقتي آسفة عليك ، من ناحية أخرى ، ليندا ليست من نموذجك."
" من المفروض الآن أن أستمع إلى نصائح من محرومة من الحب ." وضع كرسياً قريباً منها وجلس يحرك قدميه .
" حسناً، تابعي . ماذا تقترحين على أستاذ غارق من رأسه إلى أخمص قدميه في حب زوجة أفضل صديق له ؟"
" ابحث عن شخص آخر . شخص غير مرتبط."
" إنها فكرة لم تخطر لي على بال؟"
" لقد فعلت." تمتمت سامنثا ساخرة ." إننا مخطوبان ، تذكر ." كانت ردة فعل دوغ بعض الشتائم اللاذعة التي جعلتها تضحك . عندما وقف ومشى نحو غرفة نوم دافيد توقفت نهائياً عن الضحك . مشت عبر الغرفة واعترضت طريقه . " ماذا تريد أن تفعل؟"
" سأخبر دافيد بالحقيقة."
" هذا غير ممكن . إن الأمور معقدة جداً . إنه يميل إلى تصور أنه يوجد أشياء أكثر مما أخبرناه ، ومن ثم كل شيء عن ليندا سيظهر ، وأنت
تعرف أنك لاتريده أن يعرف . وسوف يعرف دافيد إذا ما اكتشف شعورك ، إنك تميل لإلغاء الزفاف بكامله ، حتى لو كان لايريد أن يؤخره أو يلغيه . لو كنت صديقه حقاً ، لكان ينبغي عليك إبقاء فمك مقفلاً ومتابعة هذه اللعبة . ما الضرر في ذلك ؟ لقد جعلت دافيد يعدني بأن لا يخبر أحداً . علينا فقط الادعاء اليوم ، وبعدها سوف يرحل . وعندما يعود من هاواي ، فسوف نخبره أننا قد غيرنا راينا."
أمسك دوغ بيديها ليزيحها من طريقه.
" أعتقد أني سمعتكما تتهامسان . ماذا يجري هنا؟" تكلم دافيد من وراء سامنثا . لم تسمع بابه يفتح.
أرسلت نظرة توسل إلى دوغ ، وقالت :" إن دوغ مصمم على عدم إبقاء موضوعنا سراً . إنه يريد إخبار العالم الآن بدلاً من الانتظار للغد ، ولكني لا أعتقد أنه سيكون عملاً يعجب ليندا ."
وقف دافيد بجانبها وربت على ظهر دوغ وهو يمر ." إني معك . أصرخ بها من أعالي الجبال . هذا ماشعرت به عندما وافقت ليندا ."
أحست سامنثا بدوغ يتسمر في مكانه ، وبأصابعه تشتد حول ذراعها . قالت بسرعة :" حسناً ، افعل ما تريد . ليس من المناسب ، إذا أراد احد الخطيبين القيام بعمل صغير أن لا يوافقه الآخر في الواقع ، إذا كلن دوغ مصمماً ." قاومت النظر إليه ."...فإني سأعلن خطوبتي الآن على الفور ."
شدها دوغ نحو جسده الصلب ." أوه ، لا ." قال بنعومة . " إنك لن تفعلي ذلك بهذه بسهولة ."
أحنى رأسه وغطى فمها . لم تستطع معارضته ودافيد واقف هناك . وفي الواقع استغل دوغ الموقف ، ودفع نفسه للقيام بهذا العمل في محاولة منه لإضهار رجولته المسيطرة .
كانت سامنثا تريد إيقافه عند حده لكن ، بدلاً من ذلك ، كانت مجبرة على مجاراته في اللعبة . أرخت جسدها ومالت نحوه ، ويداها حول رقبته . رفع دوغ يديه وغطى وجهها وأصابعه تداعب خصلات شعرها محاولاً ، بذلك ، إثارة مشاعرها ولم تكن هي ترغب في إثارته ، إنها فقط تود الابتعاد . ولكن ، بدلاً من ذلك ، أكملت ما بدأ به دوغ وقد انتابها شعور متتابع من البهجة سرى في جسدها . لقد نسيت دافيد ولم تعد تفكر بسوى رغبة قوية ، ضاغطة ... أبعد دوغ جسده عنها ونظرت إليه بارتباك . لكن وجهه لم يخبرها بشيء .
سعل دافيد من ورائهما . " حسناً أعتقد أن هذا يحدد ذلك . "
قال لهما وبدا الارتياح في صوته ." السؤال الآن هو ، هل أعلن ذلك أم لا ؟"
" لا." لم تستطع سامنثا إخفاء نظرات المناشدة في عينيها .
شد دوغ على يدها ." حسناً دع سامنثا تفغل ما يحلو لها هذه المرة ." مشى دافيد نحو المطبخ ، وأخفض دوغ صوته ، يريد إسماعها وحدها ." إنه شيء مثير للأسى إذ لم أكن في كامل وعيي الليلة الماضية . لأدرك قيمة ما فقدته ."
كافحت سامنثا للتحرر من قبضته ." نعم شيء مثير للأسى ، لأنك الآن قد حصلت على القبلة الوحيدة مني لتبقى في ذاكرتك بقية حياتك."
"لايهمني ذلك." وظهرت ابتسامة غير سعيدة على فمه " بالمناسبة ، من الذي داس ، منا ، على الفرامل ؟"
نظرت إليه سامنثا بعبوس واستغراب ." تقصد عندما تعطلت العربة؟"
" لا. في سريري الليلة الماضية . قلت إننا كنا نتبادل المشاعر فيما بيننا . كان واضحاً الآن أنك كنت راغبة في الاستمرار بذلك طوال الليل."
" إني لا ..."
" إذاً كيف لي أن أعرف ذلك ، الليلة الماضية ؟" فتح معطفها ، واسترق دوغ نظرة إلى ملابسها الداخلية قبل أن ينظر في وجهها. " هل أنت متأكدة أننا لم نفعل ؟"
فقالت بصوت عال:" نعم." رفع حاجبه بشك من هذا الرفض ، ودون تفكير ، خرجتمن الغرفة وهي تقول له :" إنك تشعر بالنعاس." وتبعتها ضحكته المدوية خارج الباب.
ابتسم الكاهن ." بإمكانك تقبيل عروسك." تورد وجه سامنثا وهي تتذكر قبلة دوغ هذا الصباح. وألقت نظرة عفوية نحوه . غاص قلبها لرؤية الهم على وجه دوغ ، لكن الغضب سرعان ما حل محل العاطفة. يجب أن لاتسمح لدوغ بالوقوف بين دافيد وليندا. وأسقطت سامنثا ، تعمداً منها باقة الزهور من بين يديها . وتجاهلت الضحكات المكتومة المنبعثة من ورائها.
انحنت إلى الأسفل لإلتقاط الزهور ، وهي تراقب دوغ من طرف عينيها . وكما أملت ، فقد نجحت في لفت انتباهه عن العروسين.
وقفت ، ورمقته بنظرة خجلة ، وأضافت ابتسامة ماكرة مصطنعة . فلمعت عينا دوغ متوعدة بالعقاب أيظنها خائفة منه؟ ياله من متعجرف إن غضبه يساوي غباءها . كيف سمحت له بالاعتقاد أن استغراقه في النوم الليلة الماضية قد بتر عواطفهما ؟ إنه لن يدعها تنسى ذلك . والذي خرب علاقتهما بالكامل ... كفاحه الدائم لأن يكون هوالأفضل وكذلك ليكون
المتقدم على دافيد . وصلت ليندا إلى باقة هور زفافها ورمقت سامنثا بابتسامة. لقد كانت زوجة شقيقها عروساً فاتنة ذات شعر أشقر يلتف حول ذقنها وينسدل على عظام وجنتيها . كانت طويلة ، وعيناها رماديتان ، تشعان بالسعادة ، وبنفس مستوى عيني زوجها الزرقاوين . عرض دوغ ذراعه على سامنثا وتبعا العروسين . حبها لشقيقها وسعادتها به ، ملآ قلبها . الفرق بين عمرهما هو ست سنوات ، لكنهما كانا متشابهين كان لديهما نفس الذقن والأنف والفم الواسع . لكن شعر دافيد كان خفيفاً ولا يحمل احمرار شعر سامنثا . وتحب أمهما ان تقول إن دافيد كان يتصرف كرجل ناضج فهو منظم ومريح في معاملاته.
والدتها تحب أن تقول إن أفراد عائلة آردن خلقوا قصار القامة فطول سامنثا يبلغ متراً ونصف المتر ، وهي تحس بأنها قزم أمام قامة دوغ الفارغة . إن باستطاعتها اللاحساس بعضلاته المتوترة في ذراعه من خلال بذلته الصوفية ، وتعرف أنه يفكر بالمرأة التي يتبعها وهي عروس . المرأة التي ليس له الحق في أن يحبها . شدت ذراعه بقوة . قائلة بنبرة عذبة :" أتمنى لو أزلت نظرة الاشمئزاز من على وجهك."
علق دوغ يدها بين ذراعه وجسده ." وأنا أتمنى ..." وبدا صوته وديعاً. " ... يوماً ما ، سيعلمك أحدٌ ما ، كيفية التصرف."
تكلمت سامنثا من طرف فمها وهي تبتسم لصديق قديم :" على الأقل أتمنى أن لا يأتي البرق ويجبر أخي دافيد على الموت."
توقف دوغ خطوة ، وصرخ :" لا. إنك تتمنين أن يقتلني أنا ." وقبل أن تستنكر ، أضاف :" ربما ذلك بسبب جسدي البارد الذي يقلبك رأساً على عقب."
حاولت التحرر من قبضته المشدودة ." دعنا نقل إني أفضلها . ومن السهل جداً تجاهلها."
" هل هذا يعني أنك وجدت جسدي الحي لا يقاوم؟" فشد على ذراعها.
طأطأت سامنثا رأسها :" الكلمة كريهة." ووقفا رغماً عنهما للمصور في نهاية الجناح.
أمسك دوغ بها كالقطة الشرسة ." إذا كنت تعتقدين أني كريه ، فكيف ، إذن ، تقبلين الرجل الذي لا تحبين؟"
فقالت هامسة :" ربما لأن أخي كان يراقبنا."
"هذا صحيخ . علينا أن لاندع دافيد يكتشف الحقيقة . بإمكانك الاعتماد علي." وبدا الاخلاص في صوته.
نظرت سامنثا إليه بارتياب. النظرة البريئة في وجهه أدهشتها ، لكن الغضب في عينيه حذرها . دوغ يحتقرها لاكتشافها سره. لكنه تأخر . وهو مصمم على أن يجعلها تدفع الثمن.
استمرت معركتهما بعد الظهر . معركة صامتة ، بحيث أن الخصمين فقط يعلمان أن المعركة دائرة بينهما.
حدق دوغ بمكان الاستلام في مكتب الاستعلامات . وضع يده على خصرها وأنزلها على وركها بعاطفة حميمة . فحدقت سامنثا به.
رمقها بابتسامة بريئة ." دافيد يراقبنا ." قالها هامساً.
بدلت سامنثا نظرة الغضب بابتسامة ." احتفظ بيديك لنفسك."
ابتسم دوغ لها." إن دافيد يعرفني جيداً وعلي إقناعه بذلك ."
" تعني أنه يعرف أنك منحرف؟"
رفع مرفقه إلى جانبها." سيدة جرافي ... لا أعتقد أنك قابلت شقيقة دافيد ، سامنثا آردن . سام ، سيدة جرافي . انتقلت إلى هنا من تكساس العام الماضي واشترت مخزن الهدايا من تيد بلوز."
كشفت المرأة الكبيرة عن ابتسامة جذابة لسامنثا ." لقد أخبرتني والدتك عن عملك في سويسرا . إنك شجاعة جداً لتعبري نصف العالم بنفسك." لفتت نظرها نحو دوغ . " علينا التأكد من بقائها هنا الآن لإنها بيننا ."
" لست متأكداً من أن سامنثا ترغب بالبقاء في بريكنريدج." قال دوغ وهو يلوح باتجاه السيدة جارفي .
"ولد غبي." قالت له . " لو كنت أصغر بعشر سنوات لكنت أريتك كيف يمكن ذلك ." ثم تحركت من حوله .
" عشرون سنة." تمتمت سامنثا ، وقد ملت من ألعابه السخيفة . لم تستغرب كيف أن ليندا فضلت دافيد على دوغ.
" لاأستطيع تصديق كيف أنك تعمل دليلاً لهذه المرأة العجوز . إنك لم تضبط دافيد غارقاً إلى هذا المستوى ."
قبل أن يجيبها ، أتى دافيد وليندا ووقفا بجانبهما ." من الأفضل مراقبة دوغلاس ، يا عزيزتي . إن السيدة جارفي تتهيأ لإمساكك و ..." وابتسم دافيد لسامنثا . " ... ودوغ غارق في نظراتها."
فقال لها دوغ :" تحذيرك أتى متأخراً جداً . لقد نظرت إلى سامنثا وبامكان المرء رؤية أجراس الزمان تقرع في ذهنها."
فضحك دافيد :" لقد قلت دائماً إن السيدة جارفي لها رؤية ثانية ."
قهقهت ليندا ." أليست قبعتها الفاضحة غريبة ؟ أخبرها دافيد أنه لو رآها بها قبل أن يتزوج ، لتزوجها بدلاً مني."
رفضت سامنثا بإصرار النظر إلى دوغ . أحاطها هو بذراعه ودفعها نحو صدره وبدأ يداعب معدتها بيده ، لقد أحرقتها حرارة يده عبر ردائها . استجمعت كل قوة إرادتها لتبقى هادئة دون أن تضرب دوغ بحذائها . إنه لا يحب أن تقارنه بدافيد ، وهو الآن يتابع لعبته بوجود دافيد . ولكن ، إذا أساء اللعب فستفعل هي ذلك . " لم أقبل العريس بعد." وقفت بعيداً عن ارتباك دوغ ، عانقت دافيد بحماس وقبلته . والتفتت تبتسم لدوغ ." ألا تريد تقبيل العروس؟"
رمقها بنظرة مميتة ، ووضع يديه على كتفي ليندا وابتسم لها قبل أن يقبلها قبلة باردة على وجنتها ." إنه يبدو من الغباء أن أقبلك بشكل أفضل بينما أصبح معك الأفضل وهو دافيد . لكني أفعل."
رمقته ليندا بنظرة باهتة . " شكراً لك ." كانت شاحبة الوجه.
ارتجف قلب سامنثا جزعاً . ليندا تعرف أن دوغ غارق في حبها . أسرعت تنظر إلى دافيد ... كان يضحك من بعض حركات دوغ . إنه لا يعرف . التفتت سامنثا نحو ليندا زوجة شقيقها الجديدة كانت هذه تحدق بها بشحوب . أحست سامنثا بوجهها يتوهج . لقد اشتبهت ليندا بأن القبلة قد صممت عن قصد . واعتقدت أن سامنثا فعلتها لتربكها . ابتلعت سامنثا ريقها بصعوبة وأسرعت في الكلام ." إني آسفة لأن شقيقتك لم تحضر الزفاف ."
وأتى صوت ليندا بارداً :" لن تسامح جيل نفسها لأنها أصيبت بمرض الجدري وهي يانعة في سن الثالثة والعشرين . بقد كان لطفاً منك أن تحلي محلها في اللحظة الأخيرة."
فقالت سامنثا :" إن حظي كان جيداً ، فالثوب كان مقاسي باستثناء انه كان يجب تقصيره . وهذا لا يهم .كنت عروساً رائعة بحيث كان بإمكاني أن أرتدي أي شيء دون أن يلحظ ذلك أحد . أخذت سامنثا يدي ليندا بيديها ." ... أريد إخبارك كم أنا سعيدة لأن دافيد أغرم بك ، وأتمنى أن نصبح أصدقاء."
إخلاص سامنثا الواضح بدد الفتور . وعانقتها ليندا ." أنا متأكدة من أننا سنكون كذلك . شقيقة دافيد ذات شخصية متفردة . في الحقيقة ، كنت مضطربة عندما قابلتك .. هل هناك شيءٌ لا تستطيعين فعله."
وأجاب دوغ ودافيد بصوت واحد :" الغناء."
نظرت ليندا إليهما ." هل هي نكتة عائلية؟"
فأجاب دوغ :" تدركين ذلك عند الوقوف خلفها ..."
وأضاف دافيد :" والاستماع إليها في الحمام."
فقالت سامنثا مهددة :" من الأفضل لكما السكوت أو سأغني لضيوفك ."
تصنع دافيد الارتعاش :" لا . لا . ليس ذلك . دوغ بما أنك أفضل رجل ، إنه دورك لحماية العريس من كل الشياطين . اذهب واقفل فم سامنثا بالطعام." وظهرت ابتسامة عريضة على وجهه ." إني متأكد أن لديك طريقة ما لإبقائها صامتة ."
وبيد غير مرحب بها ، أحاط بخصر سامنثا وقادتها نحو زاوية لا يوجد أحد فيها ." أين ... ماذا تفعل ؟"
" ما يتوقعه أخوك مني . تقبيلك." وأحاطها دوغ كالسجينة.
" هذا ما تعتقده ." حاولت رفع ذراعه عن خصرها ." إنك فقط تحاول إثارتي لأني جعلتك تقبل ليندا ."
وقال لها :" ما الأمر ؟ أليست اللعبة مسلية جداً عندما تكونين الهدف ؟" شخصياً ، لدي ما يكفي من الأوقات الفارغة . وصوب نحوها نظرة غاضبة .
لقد ذهب بعيداً. فتحت سامنثا فمها للاعتذار ، لكن ذلك جاء متأخراً فقد ضمها دوغ نحو صدره وهو مثبت يديه حول خصرها . في الوقت ذاته أسرعت بإزاحة رأسها رافضة التجاوب معه . ضحك دوغ ودفعها نحو الجدار بحيث أصبح بإمكانه السيطرة عليها بيد واحدة بينما داعبت يده الأخرى حنجرتها . وضع إبهامه على أسفل رقبتها .
أحس بنبضها يتسارع ، قال لها دوغ :" أخائفة من أن تثوري ؟"
" إنك لا تخيفني ."
" إذا لم يكن خوفاً فلابد أنه شيء آخر ." وضع يده حول رقبتها قبل أن تتطور العلاقة بينهما.
حاولت سامنثا طرد الإحساس المتصاعد " كف عن ذلك ." شد دوغ بيده على ذراعها ." لماذا؟ إننا تقريباً مخطوبان . ودفعها ملصقاً إياها بالجدار :" الرجل يحب أن يعرف هل باستطاعته إثارة المرأة التي سوف يتزوجها ."
هذه اإشارة غير البارعة جعلتها ترفع رأسها ." إني لست ..." كان عليها تذكر مبلغ انحرافه فلم يعطها مجالاً لتوضيح رأيها . واندمجت أنفاسهما وتصعدت من ورائهما أصوات الموسيقى من القاعة . واختلط شدا بشرتيهما وأريج الزهور كل ذلك نشر حولهما جواً من رائحة المسك . عميقة مثيرة ، وقد سيطرت شفتاه على الموقف . كان كعادته مسيطراً على مشاعرها . وبعد قليل كان عليه أن يحررها بعد أن سحق كل مقاومة لديها.
رفع رأسه ." هل هذا كافٍ؟"
حاولت سامنثا إنكار تأثيره عليها ." ماذا ستفعل إذا قلت لا ؟"
ضحك ضحكة خافتة ." إني لا أستطيع جعلك تصرخين ، هل أستطيع ذلك ؟"
أزال مزاجه خيوط العنكبوت التي أوقعتها في الشرك.
وأغلقت أهدابها لتخفي عاصفة من الشعور ، من الرغبة التي أثارها دوغ ، لقد فاق بذلك ، غيره من الرجال أحست بالراحة لأنه لم يأخذ جوابها على محمل الجد . وأسفت للمشاعر التي أثيرت بسهولة والتي كانت كاذبة . وهذه المشاعر التي كانت مبنية على أسس واهية . وأخيراً، شعرت بالذنب وأيضاً بعدم الرضا لجرها لنفسها سلسلة الأحداث هذه لأنها أظهرت معرفتها بسر دوغ المؤلم ." إني آسفة ، لإجبارك على تقبيل ليندا ، كان ذلك قساوة غير مقبولة . إني لا ألومك على غضبك."
" اللعنة ، لا تعتذري."
رفعت رأسها لتحدق به ." لم لا؟"
" لأني أكره هذه الخدعة الصغيرة عندما ترتعش شفتك السفلى ، لقد فعلتها عندما أتيت بيتكم مع دافيد منذ اثنتي عشرة سنة ، ومازلت تفعلينها منذ ذلك الوقت . إنك نتنة وفاسدة وستذهبين إلى أي مكان لتحصلي على ماتريدينه أو بالتحديد للثأر ، ولكن ، عندما قررت أنك غير قابلة للإصلاح بتاتاً ، بدا شيء بداخلك يدعوك للإنتباه إلى سلوكك ، فاعتذرت . وهذا الارتعاش المحزن يترك في نفسي دائماً شعوراً مزعجاً."
" إذاً انها تعمل ، أليس كذلك؟"
أطلق ضحكة قوية ." هذا ما اعتقدته في البداية . لابد أن هناك خدعة محكمة للسيطرة على ضحاياك، لكني أدركت بعد ذلك أنك أخلصت التوبة . علي أن أعرف أن أي شخص يِمِت لوالدتك وشقيقك بصلة ، لايمكن أن يكون سيئاً كلياً."
" إني متأكدة من أن والتي وشقيقي سوف يسران برأيك الجيد بهما."
أمسك ذقنها بيده ورفع رأسها ." هذا أفضل بكثير مما توقعته من سامنثا المتغطرسة ." وأرسل رعشة قوية ." التوبة تعيد الارتياح لعظامي."
فقالت سامنثا:" هل تدرك أنك اعطيتني سلاحاً."
فابتسم دوغ :" لا. لم أفعل. لقد درست هذا الاعتذار المرتعش لمدة اثني عشر عاماً، وهناك شيء واحد أنا متأكد منه تماماً." سحب منديلاً من جيبه ." هل هناك أي أحمر شفاه على وجهي؟" عندما هزت رأسها قال لها :" وأنت لايوجد أثر لأحمر الشفاه عليك . اذهبي واصلحي وجهك." فتحت فمها لتعترض على تدخله في أمورها الشخصية ليبادرها بابتسامة وقحة:" إلا إذا أردت أن أقبلك ثانية."
عندما عادت سامنثا إلى مكتب الاستعلامات كان دافيد وليندا يستعدان لقطع كعكة الزفاف . كان دوغ واقفاً عند جدار بعيد يراقب الموقف وابتسامة ظاهرة على وجهه. المناسبات تخلو من المشاكل عادة وكان دوغ مستعمتعاً كلياً بالمشهد . كانت سامنثا أكثر معرفة ، كذلك دافيد . شقت طريقها بين الجمع باتجاه دوغ ووضعت يدها بيده.
" مسكين . الكلب الصغير يفقد عظامه؟"
وكانت ابتسامته عريضة." عندما تحدث معجزة ، عندها تصدقين رجلاً."
"هذا تحسن واضح؟" أدارت وجهها نحوه." إنه مدهش ما سيفعله قليل من التبرج."
" لقد توصلت إلى حقيقة مفادها أنك وصلت إلى سن النضوج في الرابعة والعشرين." ونظر إلى وجهها قليلاً.
" تبدين بنفس الوجه القديم بالنسبة لي."
كشفت عن أسنانها بابتسامة." إنه إطراء."
" أعرف أكثر من أن أمدحك." وكانت ابتسامته مشرقة كابتسامتها." تذكري الوقت الذي أخبرتك فيه أني اعتقدت أنك أذكى من صديقتك ... ماذا كان اسمها؟"
"تيفاني."
فقال:" لقد ملأت سريري بمكعبات الثلج."
" وعلى الرغم من ذلك، تذكرت عندما كنت مستقيلاً ففي كل مرة تأتي تيفاني كنت أنت وشقيقك تعملان مابوسعكما لتسليتها كان ذلك الوجه الجميل مثيراً للرثاء ، أسنان جميلة وخصلات شقراء طويلة بشيء من التجعد وفم مليء بالمعادن ، وهل كانت ذكية أم لا؟"
"أولاد الكلية ينقادون وراء رغباتهم."
"لم تكوني بنت كلية إذاً. كنت في الثالثة والعشرين."
"منذ سبع سنوات." رفع ذقنها ." الفتاة التي كانت تلعب ألعاباً صبيانية تتحول إلى هذا المنحى . من كان يتوقع أن تلك البنت تصبح رائعة ؟ مرر إبهامه على شفتها السفلى ." لا شيء آخر."
هزت سامنثا رأسها من قبضته ." ماذا تريد؟ متى كنت تدعي اللطف؟ أنا أعرف أنك تلاطفني لتطلب مني خدمة."
لوى دوغ شفتيه بتعجب ." التغير عجيب ؛ أليس كذلك ؟ سنتان في أوروبا أضفتا عليك بريقاً خاصاً ، لكنك من الداخل مازلت سامنثا القديمة."
"وما الخطأ في سامنثا القديمة؟"
" كانت مؤذية ، وألماً في العنق ، وطفلاً مزعجاً."
فقالت له :" آه ، عدنا إلى الأطراء الذي أعرفه عنك ."
أحاطت يداه بعنقها ." مازلت ألماً في العنق ، لكن مع اختلاف بسيط . إن فمك المغل بالتكبر كان يغريني لأن أغسله بالصابون . أما الآن فهو يغريني بأن يجعلني أفعل شيئاً مختلفاً به ."
تسارعت أنفاسها وازدادت نبضاتها لتبعد ضغط إبهامه عن حنجرتها." أعتقد أن عليك محاربة الإغراء."
" لاأستطيع تذكر متى اتبعت اقتراحك آخر مرة لكني أشك أن ذلك حدث في هذه الفترة ." وظهرت على شفتيه ابتسامة لم تبلغ عينيه.
"أنا لاأتباهى بذلك ." قالت له وهي تجهد نفسها.
" تذكر كم من المرات أدى تجاهلك لاقتراحاتي إلى مشاكل حصلت معك؛ مثل المرة التي أصررت فيها على ذرع الطريق جيئة وذهاباً فتعطلت السيارة ، أو المرة التي ظننت أن بإمكانك اصطياد السلمون من دون شبكة ، أو حين أخبرتك أن العطر الذي أحضرته لك خليلتك كان لاسعاً، أو حين ..."
ضغط دوغ بيده على فمها ." كفى . لقد
أقنعتني الليلة الماضية أنه كان علي أن ألين وأتساهل ، إذ كان بإمكاني أن أتصور ولو للحظة أن هاتين الشفتين تبدوان ناعمتين وعذبتين . إني أفضل تقيبل سمكة مبللة."
" لقد أشرت دائماً أن بعضاً من الشقراوات اللواتي عرفتهن كن مبللات." والتفتت حيث نودي باسمها.
كان دافيد يشير من خارج الغرفة ." إن ليندا جاهزة لتنثر زهور الزفاف!"
الشيء الآخر الذي عرفته سامنثا أنها كانت ممسكة بباقة رائعة من الزنبق الأبيض والزهور بينما الضيوف يصفقون.
ابتسم دافيد ونظرة الرضا على وجه ليندا التي أخبرت سامنثا أن الزهور التي نثرتها قد وصلت إليها . وقد أخبر دافيد ليندا أن دوغ وسامنثا مخطوبان . وتساءلت عمن أخبره أيضاً. ونظرت إلى أمها وسط الزحام ، فطأطأت السيدة آردن باستحسان. بينما أغلقت سامنثا عينيها بيأس.
"إذا كان هذا يعني أنك ستكونين العروس التالية. فأعتقد أن بريكنريدج متجهة لأن تمتلئ بالخادمات المسنّات." وعلقت كلمات الاستهزاء في أذنيها.
تركت هذه الكلمات أثراً سيئاً في نفسها ولم تجد ما تجابه به سخرية دوغ سوى حملقة ضعيفة."
مرت ساعات طويلة بعد رحيل العروسين لقضاء شهر العسل، وقبل أن تصبح سامنثا وحيدة مع والدتها.
جلست السيدة آردن على كرسي أمام طاولة المطبخ وقبلت بامتنان كوب شاي قدمته سامنثا لها." كان زفافاً رائعاً. أسفي الوحيد كان عدم وجود الآن ليرى زواج دافيد."
" أعتقد أن والدي سيوافق مستحسناً." قالت لها سامنثا.
ابتسمت والدتها ." لقد كنت مضيفة شرف جميلة بلأمس فقط كنت ابنة الثانية عشرة سنة وكان دوغ يضايقك وكنت أنت تنتقمين."
" والدتي . اليوم ..."
لكن اليدة آردن قطعت أي توضيح ." لقد كان لطفاً منك إبقاء دوغ منشغلاً حتى لايفكر بليندا . لم أكن متأكدة أنه سيتقبل الموقف."
لهثت سامنثا ." هل أخبرك دوغ ؟ على كل حال لم أفعل ذلك لأجله."
" أعرف . إن دافيد كان دائماًَ معك . كنت شديدة الولع بوالدك ، وبعد موته استعضت عنه بدافيد . ثم أتى دوغ فاستأت من مشاركته لك في دافيد . أعتقد أن ليندا كانت مقتنعة قليلاً بأنك مستاءة منها. إني مسرورة لأنك تحبينها."
" قال دوغ إني نتنة فاسدة."
" حسناً ، لست نتنة ." قالت لها والدتها بحنان.
" والدتي ! من المفروض أن تكوني بجانبي."
وسمعت طرقاً مفاجئاً على الباب ينبئ بوصول دوغ.
" أعرف أنك تجلسين في المطبخ كعادتك تتحدثين طوال اليوم."
فقالت السيدة آردن ." كما كنا نفعل دائماً عند عودتك أنت ودافيد من الكلية ." صب دوغ لنفسه فنجاناً من الشاي. إنها تعمل جيداً وعروسانا الجدد لابد أنهما قطعا منتصف الطريق إلى هاواي.
وعند مروره من أمام السيدة آردن أمسكته وعانقته سريعاً." شكراً لك."
ربت على كتفها وجلس." إنك ترحبين بي . لماذا؟"
" لأنك لم تخرب يوم زفاف دافيد." وأخذ دوغ رشفة من فنجانه ." وأنت إيضاً؟ كان علي أن أعرف أن سامنثا لابد من أن تنشر الأخبار في كل المدينة أن ليندا تركتني من أجل دافيد . إنها لن تترك فرصة يمكنها بها إظهاري بمظهر الغبي."
فقالت السيدة آردن :" لاتلم سامنثا. اصغ إلي . بعد اثنتي عشرة سنة ، أعرفك جيداً . لقد راقبتك إذ كنت معجباً بليندا منذ اللحظة التي قابلتها . لقد
أحضرتها إلى هنا للعشاء وكأنك تنظر إلى لوحة رائعة . والآن فإنك تحس أن دافيد سرق لعبتك المفضلة ." أعطته السيدة آردن طبقاً من الطعام .
" وتعتقد أنك جرخت مدى العمر. لكن الحقيقة أن كبرياءك قد مست فقط وسوف تكتشف ذلك."
" لم أدرك من قبل كم أن سامنثا تؤثر عليك." قال لها دوغ بصرامة.
" إذا كنت تعني الأحاسيس المشتركة ، فإن لديها ذلك ، ولكنها قليلاً ماتختار استعمالها ." ووقفت السيدة آردن ... ووضعت يدها على ذراع دوغ ." الناس الذين يحبونك يخبرونك الحقيقة إذا طرحت كل هذه الأشياء التي تجعلك تشعر بالمرارة . لديك الكثير لتقدمه للمرأة ، المرأة المناسبة لك."
فسألها دوغ مبتسماً:" أتخبرينني أن هناك سمكاً آخر في البحر؟"
" أستطيع إخبارك أنني ... " عادت السيدة ىردن للجلوس على كرسيها "... لاأرى أية حاجة منذ أن أصبحت مبدئياً خطيباً لسامنثا . تذكر؟ دافيد أخبرني بما حدث."
"أمي!" وقفت سامنثا على قدميها ." لم يحصل شيء . دافيد استنتج ذلك ، وكان ... كان أسهل أن أجاريه بدلاً من أن أشرح له . إنك تعرفين جيداً أنه لايوجد شيء بيني وبين دوغ . هذا كل ماحدث."
أشارت السدة آردن إلى سامنثا بالعودة إلى كرسيها .
" دافيد أخبرني عن الدواء والشراب . إني أعرفك وأعرف دوغ جيداً كما أنني أعرف البقية . وإذا لم يكن دافيد قد أحس فجأة بصدمة الأخ الأكبر لكان ، نفسه ، قد طرد تلك الفكرة أيضاً."
فقال دوغ :" إذاً لايوجد سبب لمتابعة الخطوبة لوقت أطول."
" لم أقل ذلك ." قالت السيدة آردن ." أعتقد أنه يوجد سبب."
نظر إليها دوغ ." إنها ليست مثلك غريبة الأطوار، يالوسي ."
حدقت به السيدة آردن عبر الطاولة بعينين باردتين . " إنها ليست غرابة أطوار لأم تكافح من أجل سعادة أولادها."
" أنا وسامنثا ؟ لابد أنك تمزحين."
" كنت أفكر بأكثر من سعادة دافيد . كما كنت أدافع عن سامنثا أيضاً . لاأريده أن يعاني لأن ..."
فقاطعها دوغ :" دافيد أفضل صديق لي . لايمكنك تصور ... لم أفعل شيئاً لإيذائه."
" إنك لم تقصد ذلك ." قالت السيدة آردن ببطء وأضافت :" ألا ترى أن العكس صحيح ؟ إذا أحس دافيد بأنه يؤذيك ... عندما يصحو دافيد وتتبدد
الغيوم من حوله ، أتعتقد أنه لن يلاحظ كيف تحوم حول زوجته بشكل غير مريح ؟ وسيستغرب عما قد يكون بينك وبين ليندا ؟ وسيستغرب أيضا عن ليندا؟"
" لايوجد شيء بيننا . لم يكن هناك وقت . ليندا قابلت دافيد قبل حصول أي شيء . وإذا كان دافيد يحب ليندا ..."
" دافيد يحب ليندا ويحبك أيضاً. هل ستجعله يختاربينكما؟" استغربت سامنثا لأنها لم ترَ والدتها تتحدث مع دوغ على هذا النحو من قبل . يبدو أن الغضب يتزايد بينهما ، بينما دوغ يبدو كأنه ضرب بحجر.
" إنك تعرف أني على حق ، يادوغ ." وتحول صوت لوسي آردن إلى مناشدة ." إني لاأسأل عن شيء معلن . إنه مجرد خدعة صغيرة . إني لا أطلب كثيراً ، أليس كذلك؟" ولما لم يجب دوغ ، أضافت :" سيكون ذلك لفترة قصيرة لحين نسيانك ليندا ."
فسأل دوغ بجفاء :" وكأنها شكل سيء من أشكال العصبية ؟" وتابع وعلى وجهه ابتسامة مائلة ." حسناً، لقد ربحت ، يالوسي . اعتبريني خطيباً لسامنثا."


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس