عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-07, 12:18 AM   #4

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث 

" لا!" انفجرت فجأة سامنثا ." لايوجد مال كافٍ في العالم يقنعني بالزواج من دوغ . إنك لاتستطيعين عمل ذلك ."
ضحكت السيدة آردن ." سامنثا ، سامنثا. لاأطلب منك الزواج منه ، لأنك ستقودينه لإرتكاب جريمة في الشهر الأول."
" أنا أقوده ! ماذا لو قادني هو لذلك ؟"
" إنه أسهل لي أن أفعل ذلك ." قال لها دوغ.
تدخلت السيدة آردن ." سامنثا ، إنك سريعة التأثر بدوغ."
" ألا تذكرين عناده وصلابة رأيه ..."
" لاتنسي أيضاً الثقة بالنفس والذكاء."
قاطعت سامنثا تقييم دوغ الهازئ ." وأنا أرفض أن أجعل من نفسي أنثى غبية لأشبع غرورك."
" انثى !" صرخ دوغ ." ماذا تعرفين عن صفتك كأنثى ؟ إنها أكثر من مجرد شعر طويل ورداء جذاب لتكوني أنثى حقيقة." أطفال . ضربت السيدة آردن على الطاولة بملعقة الشاي . " إنه من غير الضروري أن تعرضا علي كيف أنكما غير متلائمين . سامنثا تريد زوجاً يقدم لها مميزات جيدة ، وليس شخصاً يحولها إلى ماليست هي عليه . وكذلك بالنسبة لدوغ ..."
" إنه بحاجة إلى شقراء تركع أمام قدميه وتنظر بشغف إلى عينيه وتحضر له حذاءه." اتسعت عينا سامنثا وهزت رأسها موافقة ." هذا هو اأمر . ولهذا فغن دوغ بحاجة لأن يبعد تفكيره عن ليندا ." ونظرت بابتسامة غير ودية .
لوت السيدة آردن شفتيها ." ليس بامكانك ضربها الآن ، يا دوغ . إني متعبة جداً ولاأستطيع مسح الدماء عن الأرض."
ابتسم دوغ للسيدة آردن ." تعرفين ، يا لوسي . إن فكرة سامنثا ليست بعيدة . إنما يمكنك تدريبها لتكون متحضرة ومطيعة . إنها بحاجة إلى دروس مكثفة لتصبح أكثر إطاعة لأي رجل ، لكن بالنسبة لك ، يا حبيبتي ، لوسي ، فإني أقبل منك القيام بذلك ."
" مع كل مايثيره حديثك عن الوطنية من اشمئزاز ... لا يفاجأ أحد بما يقوله شخص مثلك ، ولكن ..." التفتت سامنثا إلى والدتها " ... لا أستطيع تصديق أنك فعلاً تتوقعين مني أن أضع نفسي هناك ... فقط لأن دوغ ليس ناضجاً بما فيه الكفاية ليتصرف كأوزة ملتعاة من الحب."
" انتظري حتى تصبحي أماً ، يا سامنثا ، عندها تدركين أن الأمهات يذهبن إلى أبعد من ذلك من أجل سعادة أولادهن ."
ثم وقفت ." كما أوقع منك ، فقد توقعت ماكنت دائماً أتوقعه . إنك سوف تتصرفين بإحترام مع الآخرين ." وضعت السيدة آردن يدها على كتف سامنثا ." إنك لم تخيبي أملي حتى الآن . والآن حان وقت نومي ، فاعذراني . تأكدي ، يا سامنثا من إقفال الباب بعد أن يغادر دوغ." قالت سامنثا بمجرد خروج والدتها :" إنه مغادر الآن ."
صب دوغ لنفسه فنجاناً آخر من الشاي قائلاً:" لا ، إنه لن يذهب . إنك غاضبة لأن والدتك عرفتك على حقيقتك . علي القول ، يا آنسة سامنثا آردن ، إنك واقفة على رأس المشكلة . فبإمكانك الاختيار بين أن تكوني عنزة غبية أو أن تكوني حبيبة قلبي."
" لا أدري لماذا عليَّ أن أتحمل العقاب فقط لأنك تتصرف كطفل كبير سرقت منه لعبته ."
" السيدات يعترضن كثيراً." رجع دوغ إلى الوراء في كرسيه ." إنك أنتِ التي تزحف إلى الفراش مع رجل بلا وعي لتحصلي على حيويته . كيف لي أن أعرف ما حصل فعلاً؟"
أوقفت أنفاسها استنتاجاته الفاضحة ." على الرغم من تفكيرك البذيء ... كن متأكداً أنني في المرة القادمة عندما تمر بهذه الحالة سأتركك للمجهول."
" أهو أسوأ من المجهول الذي وضعتني فيه الآن ؟"
" هل أنا من وضعك فيه ! أجب على ذلك . إنني لست الشخص الذي أزعج الجمهور في المربع الليلة الماضية بالوصف التفصيلي لما أريد أن أفعله بصدر ليندا . لست الشخص الذي ..."
هزها دوغ ." اصمتي وإلا سأحملك على ذلك . ولن تعجبك طريقتي عند ذاك . أتفهمين ؟"
" إنك لا تخيفني ."
" هذه مشكلتك الدائمة لا شيء يخيفك . إنك لا تتراجعين أبداً . إسمعيني الآن ، أيتها الآنسة الصغيرة ." وشد شعرها من الخلف فأجبرها على رفع رأسها والنظر إليه ." سواء أعجبك هذا أم لا ، فمنذ هذه اللحظة ، نحن مخطوبان إذ أن هذه هي المرة الأةلى التي تطلب مني والدتك خدمة . وقد وافقت ، مع أو دون تعاونك . إن دافيد شقيقي ، بينما أنت تودين المجازفة بسعادته لمجرد النكاية بي ، لن أدعك تفعلين ذلك ."
فأجابت سامنثا :" لن أفعل ."
" إني سعيد لسماعي ذلك . هل بإمكاني أن أقبلك ؟"
" لا، أنا ..." تجمدت وقد قطع فمه الصلب إعتراضها .
أمسكت ذراعيه بيديها تدفعه بعيداً ، ولكن ، بدلاً من ذلك ، وجدت نفسها متعلقة بهما . وأخذت تصرفاته معها تضعف مقاومتها . وبدأت يده ترطب الأجواء حتى جعلها ألعوبة أمامه ، لايصدر عنها أي اعتراض أو مقاومة لما يقوم به . ثم نظرت في عينيه فرأت وميض النصر الذي أحرزه عليها .
قال دوغ :" حسناً... لقد أدركت الآن سبب اعتراضك على الإدعاء أننا خطيبان . إنك خائفة ."
رفعت سامنثا جفنيها ." خائفة مم؟"
ضغط على شفتيها بأصبعه ." مما حدث عندما قبلتك ."


" لاتكن غبياً." ودفعت لمسته المحرقة ." إنه القرن العشرون . النساء لا يغمى عليهن عندما يقبلن أحد . إن تخطيطك ممتاز . وطبيعي أن استمتع بتقبيلك . إنه تمرين جيد ، إذا لم يكن شيئاً آخر."
ضاقت عينا دوغ ." إذن علي التأكد من أنه سيكون لديك الكثير من التمارين أثناء خطوبتنا."
" لن نكون مخطوبين . إنها فكرة غبية وأنا ..."
" لاتتسببي بالقضاء على سعادة دافيد ."
" هذا ليس صحيحاً !"
" اثبتيه."
" ليس عليّ إثبات أي شيء لك . إني لست الشخص الذي يقف عائقاً أمام سعادة دافيد لأني لست رجلاً لأتقبل الخسارة . إنك غبي ..." أطلقت سيلاً من الكلمات ، ثم أخذت نفساً عميقاً. " وأكرهك من صميم قلبي."
" هذا حسن ، إني مسرور لسماع ذلك ." وقف دوغ عند الباب الخلفي ويده على المقبض ." سيكون شيئاً مزعجاً ، ومخجلاً في الوقت نفسه إذا وقعت في حبي بينما ندعي أننا مخطوبان."
قاومت سامنثا نفسها لكي لا ترد عليه وهي أغلقت الباب خلفه . لقد تركته يقول الكلمة الأخيرة . لم يمضِ ِ عليها شهر وهي في المنزل ليضعها دوغ في ورطة لا تحتمل ، سواء عملت كما يريد أم تصرفت العكس . إذا كان شهماً فإنه سيترك ليندا وشأنها . سيتركها ... يتركها... أقفلت الباب بضربة قوية. كان هذا هو الجواب . قد يغادر دوغ المدينة ، ونظرت إلى غرفته المظلمة ستطلب منه ذلك في الصباح.
" لاأعلم لماذا لا تترك المدينة. إنه مجرد عناد منك . بإمكانك الذهاب ... في رحلة صيد أو أي شيء آخر."
ونظرت في أنحاء غرفة دوغ .
فقال ساخراً:" لاأريد الذهاب في رحلة صيد أ أي شيء آخر."
" هل لأنها فكرتي؟"
" بل لأن لدي خططاً أخرى لهذا الشتاء."
" هذا صحيح . لقد خططت للمكوث هنا والتحديق طويلاً بزوجة دافيد . إنه حب حقيقي."
نظر دوغ من أحد جوانب الاستديو الذي كان فيه ." إنني لست مجبوراً على شرح أموري لك ، إنما لوحاتي محجوزة للشهر القادم ، ومن الصعوبة أن ألغيها."

" بالطبع . كيف يمكنني أن أنسى ؟ أعتقد أن جميع المساهمين هم من النساء."
" لِمَ تفترضين ذلك؟"
فقالت وهي تضع رجلاً فوق رجل رافضة الكرسي الذي يقدمه دوغ لزواره فقط :" بسبب بعض الأسباب الغريبة تنجذب النساء نحوك . لو لم أكن أعرفك لاعترفت بذلك الشعور الخارجي ، إنك تبدو وسيماً إذا كانت المرأة ترغب بالشكل الجميل إنك طويل القامة عريض المنكبين نحيل الخصر . قوي ، شعرك دائماً منسدل على وجهك يتوسل لامرأة أن تمشطه. عينان زرقاوان رماديتان في غرفة النوم ..."
"ليستا كذلك."
لاحظت سامنثا الإرتباك في وجنتيه مع الإرتياح ." إنهما كذلك . عينان تبعثان الحرارة ، وروح التحدي في المرأة . " إنك دوغلاس باتون كلايبورن المشهور بالصور الطبيعية غير العادية . لقد أرسلت لي والدتي تلك الصور المنشورة في المجلة . إن هذا يجعل حياتك تبدو غريبة وساحرة . أستطيع رؤيتك ، بعد يوم طويل ، واقفاً تحت الشمس في طريقك إلى خيمتك ، والأرض مغطاة بسجادة شرقية ، ثم تذهب إلى حوض الاستحمام لتحتسي الشراب بينما إحدى الجميلات المحليات تدلّك ظهرك."
" لا أعتقد أن المجلة تتضمن شيئاً كهذا ."
" لا؟ إنها صورة لك وظهرك إلى الكاميرا وأنت تلتقط صورة لأسد . هل طلب منك المصور أن تنفخ عضلاتك قبل أ يلتقط الصورة؟"
" لابد أنك درست الصورة بعناية ."
" بصعوبة . إنما ليس هذا هو الموضوع . الموضوع هو ..."
" لأنك تبحثين عن القشور . الخطبة المؤقتة لاتخدع بشكل كافٍ لمنع الأذى."
" لو أنك تصرفت كرجل لما كان ثمة حاجة للخداع."
وضع دوغ بعض الريش في الصندوق واقفله . نظر إليها بتمعن ." هل هذا يتداخل مع علاقاتك الشخصية ؟"
فقالت :" ليس ذلك من شأنك."
" تعنين لا. من المحتمل أن الأمر لا يستغرق وقتاً طويلاً ، بالنسبة لكثير من الرجال ، ليكتشفوا أن جاذبيتك وعناقك الخارجي يغذيان قلباً قاسياً وروحاً متوحشة ." كان كلامه يدل على رغبته في إغضابها لكنها لن تدعه يصل إلى ذلك .

" هل مازلت حاقداً علي لأني كنت أغلبك دائماً في التنس؟" ونقرت بأصابعها على الكرسي." أو سباق التزلج الذي كنت تريد أن تكون فيه ، دوماً ، منافسي؟"
" تعرفين أنك تغشين . تمرين عبر الانحناء بدلاً من بقائك في خط مستقيم ؟"
" لقد قلت بنفسك ن الرابح من يصل أولاً إلى خط النهاية . ولم البقاء في خط مستقيم ؟"
فقال :" أعتقد أنه كان غباءً مني أن أتوقع منك أن تلعبي بشكل صحيح . إنني أهزم دائماً أمامك حيث أنك لاتهتمين بمن أو بما يعترضك في طريقك ، وذلك في سبيل التفوق عليّ وليذهب إلى الجحيم دافيد أو والدتك أو ليندا." قال ذلك وهو يغلق الباب وراءها بعنف.
وأتى الشعور بالذنب ، بعد ذلك ، من وراء إدراك سامنثا أنها ورطت دوغ ، دون شعور منها . إنه يتصرف كطفل كبير ثم يتوقع منها أ تطلق سراحه . حسناً لن تفعل ذلك . ولكن رجلاً في الثلاثين ، من المفروض فيه أن يكون قادراً على حلِّ مشاكله الخاصة.
بقي دوغ لمدة أسبوع بعيداً عنها ، كان ذلك ضرورياً في نظره. إن ظلم سامنثا له يجب أن تعلم به والدتها.
أثناء جلوسهما إلى المائدة لتناول اإفطار ، صباح اليوم التالي ، دفع سكوت والدتها سامنثا لمزيد من الدفاع عن نفسها ." لا أرى كيف يمكنك التفكير في أنني أنانية لأنني رفضت الإدعاء بأني أحب دوغ . أعتقد أن الفكرة بأكملها في مصلحة دافيد . لقد ربح ليندا . يبدو أنك ، ودوغ تفكران بذلك ، فقط لأن دافيد قد يكتشف أن دوغ يحب ليندا ، وقد يظن أن ليندا كانت غير مخلصة له ."
فرشت السيدة آردن الغطاء على المائدة وهي تقول :" الثقة شيء يتم إكتسابه عبر السنين بين الزوجين . لا أعتقد أن دافيد سيعاقب ليندا لخيانتها . لكني لا أعتقد أن قلب دوغ المحطم يستطيع أن يلقي ظلاً على سعادتهما."
" ليس لدوغ قلب ليتحطم. إضافة إلى أنه أفضل من دون ليندا . إنها ليست من نوعه . كان دافيد يريها المقالات التي كتبها دوغ عن صحراء سونوران ، وكل ماكان في استطاعتها فعله هو أن تنظر إلى صور الأفاعي . أتعلمين أن دوغ ذهب خلال هذه الأسابيع إلى الصحراء ... الأيام الصعبة والليالي الباردة مع الحشرات . إنني أحب ليندا ، بلإضافة

إلى كل ذلك ، ولكن هل باستطاعتك رؤيتها خارج هذا الإطار ؟ رأيتها تعيش في خيمة وتستحم في بركة ماء؟"
" لاتكوني عمياء عن جمال ليندا . لو كانت ليندا تحب دوغ ... وهي لاتحبه ، فالسؤال إذاً كيف كانت ستحب الصحراء؟"
" لست الشخص الذي يجب تطعيمه ضد العمى لمجرد رؤيته الجمال." ووضعت سامنثا الأطباق التي كانت تحملها ." إن دوغ ينجذب دائماً نحو النساء منبهراً بجمالهن ويكون أعمى فلا يراهن على حقيقتهن."
ركزت السيدة آردن انظارها على الغطاء الأزرق أمامها ."ماذا يشبه ذلك؟"
سكتت سامنثا برهة ثم قالت ." هل رأيت مرة وردة جميلة حقيقية وانحنيت لاستنشاقها ولم يكن لها شذا؟ هكذا يتصرف دوغ مع النساء . فهو يختار الشكل دون أي شيء آخر."
ضحكت الأم ." تعنين بذلك أن ليندا ليس لها رائحة ."
هزت سامنثا رأسها ." ليندا وردة من الطراز القديم ذات أريج خرافي ." نظرت إلى والدتها ." ربما لهذا تفضل دافيد على دوغ ؟"
فقالت الأم :" إنه يأخذ وقتاً ليشم الوردة ؟ اضحكي إذا أردت ، لكن نعم . فدافيد يبذل قصارى جهده لكي يحدد ما تقوم ليندا به . أتذكر عندما أحضر دافيد دوغ إلى هنا لأول مرة . كان مظهر دوغ الخارجي يبدو مؤدباً وصدوقاً ، لكني اكتشفت بعد ذلك أنه يستخدم ذلك كحيلة لايهام الناس.واستغرب ، غالباً ، ما إذا كانت تربيته هي السبب في ذلك . فقد كان الأبن الوحيد لوالد مشغول دائماً بالقوات الحربية . ووالدة نذرت نفسها لخدمة زوجها ... وهكذا ترك دوغ ليكوّن نفسه بنفسه . وأتصور ذلك عندما كان والدك مشغولاً بالمزرعة ، إذ أتذكر كيف حاول الناس خداعك . وربما حصل ذلك لأن قلة من الناس يستطيعون الإقتراب من دوغ الحقيقي . إنه قليلاً ما يتحدث عن نفسه."
فصاحت سامنثا :" دوغ؟ إنني أستطيع قراءته ككتاب مفتوح."
" هل تستطيعين ؟ ربما." وتناولت الأم منديلاً آخر.
" دافيد." هتفت سامنثا وهي تسرع عبر الغرفة لتعانق أخيها وزوجته ." لقد عدتما باكراً."
فقالت ليندا:" قررنا أننا بحاجة إلى يوم راحة هنا قبل العودة للعمل."
وأضاف دافيد :" ما تعنيه حقيقة . هو أن عيني بحاجة للراحة من مناظر النساء شبه العاريات والتنانير القصيرة المتمايلة."
فقالت سامنثا :" تبدوان رائعين . يبدو على وجه دافيد الراحة والاطمئنان على الرغم من مظهره الخارجي ، وأنفه المحروق من الشمس. يبدو واضحاً أن ليندا تنعم بحبه . كيف كانت هاواي؟"
تكلمت السيدة آردن أولاً:" دعوني أنادي دوغ وأخبره أنكما عدتما . ثم تحدثنا جميعنا معاً." وتركت الغرفة.
فقال دافيد :" إن دوغ يتأخر في عمله . لقد رأيت الضوء في الاستديو عندما مررنا . اعتقدت أنه هنا ." ونظر إلى سامنثا .
تنفست سامنثا بعمق وهي تعد نفسها لتوضح لدافيد الأمر وكيف أنه أساء فهم ما جرى بينها وبين دوغ ولكن ، حين بدا أن ليندا انزعجت عند ذكر اسم دوغ ، وبهتت إشراقتها.
فجأة أدركت سامنثا أن عليها الموافقة على الخدعة المقترحة من والدتها ومن دوغ ، فابتلعت ريقها بصعوبة ، وابتسمت لشقيقها ابتسامة ضعيفة ، وقالت :" إني أبتعد عن حجرته مرة واحدة على الأقل يومياً."
" فكري بذلك يا حبيبتي ..." ووضع يده على ذراع زوجته " ... إن دوغ يُروَّض . وبواسطة سامنثا دون سائر الناس . باردة هي من تستطيع ذلك . ألا تعتقدين ذلك؟"
فابتسمت ليندا " ربما ، وربما على هؤلاء الشقراوات أن يتنحين جانباً حتى تنتهي سامنثا من مهمتها."
ضحك دافيد ." حسناً ، لقد انتهت الآن." ونظر إلى سامنثا .
" أنت ودوغ عليكما ربط العقدة قريباً. إني أستطيع وصف الزواج كمعهد جيد."
" إذا لم يكن ذلك زفافاً جديداً." قالت السيدة آردن ذلك بصوت قوي . وهي تعود إلى غرفة الطعام . " إنه يحاول تزويج أصدقائه المثقفين؟"
" إذاً ، هم جميعاً مثيرون للشفقة مثله ." كان دوغ واقفاً خلفها ." إبريق الشاي على النار في المطبخ."
احتشد الجميع وراءه. اللحظت التالية كانت محمومة، وكل منهم يتكلم وحده تطايرت الأسئلة والأجوبة في المطبخ ، عن الرحلة ، الفندق ، الطقس، الطعام، الجزيرة. لقد استقر العروسان في جزيرة ماوي التي تشتهر بالحيتان، والأزهار المثيرة ، والشواطئ الرملية ومشاهدٍ تسحر الألباب. تراءى لسامنثا ، في بعض الأحيان ، أنها أمضت نصف حياتها حول طاولة هذا المطبخ تتحدث مع عائلتها.
كان دافيد يتحدث عندما اكتشفت فجأة ، أن القلوب كانت أقل سعادة مما حاولت أن تبدو من وراء كل هذا الضحك.

تفحصت الوجوه حولها ، كان دافيد مبتهجاً يكثر من تحريك يديه أثناء كلامه بينما السيدة آردن تضحك لوصفه.
لكن سامنثا لاحظت نظرات والدتها دائماً كانت تتجه نحو دوغ . أما ليندا كانت تبتسم لدافيد ، حبها له كان واضحاً على وجهها ، لكن سامنثا شعرت بأن ليندا لم تكن مرتاحة.
حولت سامنثا أنظارها إلى دوغ الذي كان جالساً على الكرسي بجانبها ، ويداه على ظهر الكرسي. وحبست أنفاسها ... كان يراقب ليندا عن قصد ، وعلى وجهه تعابير وجه طفل يقف أمام محل للبوظة ولا يملك قرشاً في جيبه. ركلته سامنثا من تحت الطاولة . إنك تضع أصابعك في المكان الخاطئ ثانية . تمتمت على خلفية ضحكات الآخرين.
نظر إليها دوغ وهو يحك ساقه ." يوماً ما ستدفعيني إلى فعل شيء ما."
" إنك تقول ذلك منذ اثنتي عشرة سنة." أخذتنفساً عميقاً وأضافت :" إذا كنا خاطبين ولو بطريقة غير رسمية ، فعليك اتباع الصواب منذ البداية . لن استسلم للغباء بينما أقدم لك خدمة ، لذا توقف عن التحديق بليندا . وعند انتهاء هذا الوضع سيتضح للجميع أن ذلك كان متفقاً عليه . أرفض أن أترك أحداً يعتقد أنك تنبذني."
نظر دوغ إليها لمدة دقيقة قبل أن يقول :" حسناً . والآن؟"
" كيف لي أن أعرف ؟ أني لست قارع المزمار المتعدد الألوان لمدينة بريكنريدج مع صورة النسوة اللاتي يزحفن وراءه بلا عقل."
أمسك بواحدة من خصلات شعرها . ولفها حول أصبعه .
" الغيرة؟"
" ليس تماماً."
" سأكون مسروراً لإعطائك دروساً خصوصية في التصوير."
"لا ، شكراً." كانت سامنثا تعرف نظرة التهديد التي رافقت صوته المنخفض حتى لا يسمع أحد ، ولكنها لم تستطع منع تدفق الحرارة في رقبتها ." إني لا أحب الكاميرات."
" لم أفكر بأكثر من التعري."
أغمضت سامنثا عينيها لهذا العرض الوقح قبل أن تدرك أن دوغ يحاول إثارتها . أغلقت جفونها وقالت :" وإذا قلت نعم ؟"
" سأكون كالنار . إنني أتذكر كل هذه الحركات التي علمك إياها دافيد حيث أن مواعيدك كانت دقيقة."
نظرت سامنثا إليه بإحتقار." ماذا عن تصوراتك ؟ المصور الذي يغامر بالخطر بحثاً عن الحقيقة وعن معنى الحياة."



المقالة التي أنت مغرم بها أوضحت شيئاً قليلاً ، لكنها لم تقل ذلك.
نظرت في عينيه اللتين كانت تأمل أن تكونا عاطفيتين ، وقالت :" جوّالة جريء، يهيم في الأرض يبحث دائماً عن التعلم، بشرته برونزية وعضلاته تخفق ... " قطبت حاجبيها ." بالتأكيد تخفق أليس ذلك صحيحاً؟"
ابتسم دوغ رغماً عنه ."لِِمَ لم أضعك في كيس وأرميك في النهر الأزرق عندما قابلتك منذ اثنتي عشرة سنة؟"
" لإنك لم تستطع الامساك بي ."
" ربما لم أكن أريد الإمساك بك ."
شعرت سامنثا بالغثيان للحساسية في نبرة صوته.
" هل هي محادثة خاصة أم بإمكان أي أحد المشاركة ؟"
قال دافيد ذلك متدخلاً بينهما ويداه على كتفيهما.
نظرت سامنثابارتياح . لابد أن دوغ أحس أن دافيد كان يقف هناك ويتصرف لمصلحته . الغضب والاهتياج الذي حصل لها من سلوك دوغ ، جعلها تحس على الفور بالرغبة في الرد عليه ." شكراً لوجود أخي الأكبر . إني بحاجة لنصيحتك . دوغ يريد تصويري عارية." أضافت ، وقد فتح دافيد فمه :" هذا سيعلم دوغلاس كلايبورن ليمارس ألعابه معي."
لكن ، يا عزيزتي . أخذ دوغ يدها في يده " ... تعرفين أني مازلت أحترمك في الصباح ." لوى شفتيه عندما نظرت سامنثا إليه بعدم تصديق واضح . قطب دافيد حاجبيه ولكن قبل أن يقول شيئاً، أضاف دوغ :" منذ متى أنت بحاجة للإختباء خلف شقيقك الأكبر، يا سامنثا؟ ظننت أنك قادرة على إدارة معاركك الخاصة؟"
فردت سامنثا :" أستطيع أن أغلبك ... لكن ليس ويداي موثوقتان خلف ظهري."
ابتسم دوغ وتقابلت نظراتهما ." الفكرة لها احتمالات تحريضيه."
رفع دافيد يديه ." إني رجل متزوج ، ولا أستطيع التدخل في حرب خرقاء بينكما."
ضحك دوغ ." إني بدأت أعتقد أن من يتزوج شقيقتك يستحق أشد العقاب."
ربت دافيد على كتفه ." تقدم بشجاعة يا رجل ."
غادر دافيد وليندا بعد قليل . ورافقتهما السيدة آردن .
وقفت سامنثا لتتبعهما ، لكن دوغ اعترض طريقها . وعيناه لا تفارقان وجهها ." ماذا غيّر عقلك ؟"
" لاشيء كما قلت . إني لا أهتم برأيك بي مهما كان ؟"
ضاقت عيناه واقترب منها وحبسها بين جسده وبين الحائط " ألا يجب أن نفعل شيئاً لنختم مساومتنا؟"سألها بصوت متهدج.
" إذا كان لابد من ذلك ." فتنهدت لتخفي بذلك نبضاتها التي تسارعت فجأة. أغمضت عينيها ورفعت وجهها ." هيا تابع ."
" هل دائماً تغمضين عينيك عندما تهزين يديك؟"
فتحت جفنيها مستمتعة بصوته ." فقط عندما أساوم الشيطان." قالت ذلك متجاهلة النظرة الضاحكة في عينيه . ورفعت يديها.
ابتسم دوغ ." أحب فكرتك أكثر." رفع يدها وقبل راحة يدها . قلت أن بإمكانك التمرن.
أرجعت سامنثا يدها ." عنيت أن تقبيلي هو جيد لك . من الواضح أنك أنت الذي يحتاج للعمل في تخصصه ما كنا في هذه الورطة."
كانت عيناه تضحكان. التفتت بعيداً ." الآن وقد تصافينا بإمكاني أن أقول لك تصبحين على خير . إني متأكد أن ليس لديك رغبة أكثر من ذلك لتمضية لحظة أخرى إضافية في صحبة الآخرين." قال ذلك وهو يغلق الباب.

كان مفروضاً في سامنثا أن تكون محتاطة لهذا الأمر ، لكن عقلها بقي مرتبطاً بتلك الليلة . فقد نجحت ، على الأقل ، في تحويل دوغ . ولكن ، إلى متى تستطيع المخاطرة عندما يكون في نفس الغرفة مع ليندا ؟ بينما أقرت بذلك ، كان دوغ يذهب إلى أبعد من ذلك . أمها كانت قلقة . وليندا منزعجة . الوحيد الذي لايعرف شيئاً عن مشاعر دوغ نحو ليندا كان دافيد . ويجب أن يبقى كذلك . إن دوغ سبب هذه المشكلة التي يعاني منها كل واحد منهم.
يجب أن يدفع دوغ ثمن هذه المشاكل التي يسببها ، فكرت سامنثا بذلك وقد وضعت قلمها على الطاولة ، ووضعت ذقنها بين يديها . إن دوغ يستخدمها لتغطية مشاعره الحقيقية . ماهي الفرصة الملائمة لقلب الطاولة على رأسه ؟
بإمكانها أن تكون شوكة في خاصرته حتى لا تكون لديه فرصة للتفكير بحبه المفقود . الجميل في خطتها هو أن دوغ لا يستطيع عمل أي شيء لذلك . إنه بحاجة إليها.

" دع امرأة تبتسم ، تعرف إذ ذاك . أن هناك رجلاً ما يعاني من المشاكل."
نظرت سامنثا بدهشة إلى الرجل ذي الشعر الرمادي الذي يبتسم خلف طاولة الاستعلامات . متى دخل ؟ وداخلها شعور سريع من الإدراك وهي تعتذر لعدم انتباهها له.
"حسناً. أرى أنك مشغولة ." وظهرت ابتسامة على وجهه أحست بها مألوفة . وظهر ضيق في عينيه الزرقاوين. " لدي حجز . كلايبورن."
" إنك ، بالطبع ، عم دوغ . كنا نتوقع قدومك." راقبته ملياً .
" مونتغمري د.كلايبورن . دوغ يناديك دائماً عم آيك . صعقها الإسم وابتلعت ابتسامة ." آمل أن ليس لديك أخوات."
ضحك ." أمي لم تجرؤ على ذلك . وجدّ دوغ كان جندياً . وهكذا . وقد سمى أولاده أسماء أبطال عسكريين . دوغلاس ماك آرثر ، جورج باتون المارشال الإنكليزي مونتغمري . دوايت ايزنهاور . شقيقي دوغلاس توفي في إحدى المعارك مثل والدنا على الرغم من أنه انتسب إلى اكاديمية القوات الجوية بدلاً من وست بوينت مثل والدنا وجدنا وهكذا. أخواي الآخران في الجيش وأولادهما في الجيش وفي القوات الجوية . أنا ودوغ نمثل الصفحة السوداء في العائة." أعاد قلمه بعناية إلى جيب قميصه.
" إن دوغ كابن لي." دون أن ينظر إلى سامنثا . أضاف :" ماتت زوجتي منذ وقت طويل بالسرطان . ولكنها لم تحتل مكانة دوغ ."
رسمت سامنثا ابتسامة على وجهها ." جميل أ نراك . لقد كلمنا دوغ عنك كثيراً." آيك كلايبورن تفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها . كان هناك نظرة فضولية في عينيه ، لكنها تستغرب أن يكون قد فاته9 أية تفصيلات عنها.
طأطأ رأسه بارتياح ." لابد أنك سامنثا."
" لماذا يجب أن أكون؟"
ضحك " لقد وصفك ابن أخي بما فيه الكفاية . الشعر الأشقر المحمر . وهذا الوجه الذي يشبه القلب. دعيني أرى . كيف وصفها. عيننان تتكلمان ووجه معبر حتى لو كان الفم مغلقاً ..."
نزل دوغ وعانق عمه ." إنك شخص فاسد . اعتقدت أني رأيتك تخرج من تلك العربة الحمراء . ذهبت إلى الغرفة التي خصصتها لك لوسي ولكني لم أرك . كان علي أن أعرف أن سامنثا تغازلك."
أدار عمه ظهره بتأثر ." على العكس ، يا ولدي . ماذا يشغل الرجال الموجودين هنا حتى يتركوا امرأة رائعة مثلها حرة ؟"
" الارتفاع الشاهق لابد أنه أثر على تفكيرك ."
فقال دوغ محذراً :" من الأفضل لك الانتباه ، يا أيك . إن في استطاعة سامنثا أن تأكلك على الفطور."
"ربما كانت أشجع منك."
تبادل آيك النظرات مع ابن شقيقه وكأنهما يتبادلان التحدي ." حسناً حسناً ، حسناً." قال بنعومة.
لقد صدمته إشارة عمه . قال وقد تغير صوته فجأة :" لم أعنِ سامنثا."
فسألته سامنثا :" لم تعنني بماذا؟"
نظر إليها دوغ وإلى عمه في الوقت نفسه ." لقد ذكرت ليندا في لحظة ضعف."
" ليندا ؟" تساءل آيك.
" زوجة أخي الجديدة ." أجابت سامنثا.
سادت لحظة صمت ثم قال آيك كلايبورن :" أوه ، عزيزتي . كان ذلك عملاً أخرق."
فقال دوغ بخشونة :" أخرق أكثر مما تصور. إني الآن خطيب سامنثا بشكل غير رسمي."
" تهاني." وقطب آيك حاجبيه.
" أعتقد . إذا كانت حقيقة ، أم لم تكن ، فيجب المواساة."
قال له دوغ.
نظر عمه بارتباك ." إنك وسامنثا مخطوبان ، ولستما مخطوبين . لابد أني أكبر مما أظن لأني لم أستوعب شيئاً مما تقول."
مالت سامنثا على الطاولة ورمقت عم دوغ بابتسامة كبيرة . وابتدأت تقول بصوت واثق:" الحقيقة المحزنة أن ..."
فقال دوغ وهو يحمل حقائب عمه :" اصمتي ، يا سامنثا . هيا ساشرحها لك . في غرفتك." وألقى إلى سامنثا نظرة حاقدة . " من دون مساعدة."
رجع دوغ وحيداً بعد دقائق قليلة ، وقبل أن تتفوه سامنثا بكلمة قال :" لاأريد مناقشة الموضوع."
" حسناً." أشغلت نفسها بدفتر عملها.
" صديق لي دفعني إلى أن آخذ ابنته إلى الصف . وكانت ليندا المعلمة ."
قالت سامنثا دون أن ترفع رأسها." حسناً."
" كان من الطبيعي أن أصرف الأولاد بأقصى سرعة ممكنة ثم أجر معلمتهم إلى الغابات حيث يمكنني ممارسة حب مجنون وحار معها."
ردة فعل سامنثا كانت لنبرة صوته وليس لكلماته .
" اعتقدت أنك لاتريد مناقشة ذلك ." وضعت قلمها ووضعت مرفقها على الطاولة، حسناً ... إني جاهزة . أخبرني قصتك الحزينة . أعدك أن أبكي بحماس في كل الأماكن المناسبة وأشعر بالأسف عليك كما تفعل أنت ."
" هل تمزقين أجنحة الفراشات أيضاً؟"
" أنا آسفة . هل هو يعني أن سامنثا تقهر دوغ الصغير."
مال دوغ على الطاولة . ووجهه يبعد عن وجهها قليلاً.
" في أحد هذه الأيام سيأخذ دوغ الصغير بثأره تماماً."
" إني مرتعبة ." قالت بازدراء.
" إنك لست كذلك . بل يجب أ تكوني . إذا كان هناك خطة عسكرية واحدة تعلمتها من والدي فهي كيف تغلب الأعداء."
ورفع رأسه.
" هاي ، يا صغيري . ضع قبلاتك بعيداً عن ابنتي.


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس