عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-07, 08:00 PM   #7

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

*~ الفصل الرابع ~*
نظرت سامنثا من وراء وجه دوغ المدهوش ، فبهرها البريق المتسرب من الباب المفتوح ولكن كان بإمكانها التعرف على الصوت ." آندي ماذا تفعل هنا ؟"
" أفتش عن رفيقتي المفضلة في التزلج . هل ثمة شيء أحسن من ذلك ؟"
عانق آندي بارلو سامنثا ، متخطياً طاولة المحاسبة ، ودار بها في أرجاء الردهة ، وهو لايعلم أن دوغ يحدق بهما.
" ألم أقل لك أنني سوف أراك قريباً ، ياصغيرتي؟"
أجابت وهي تحبس أنفاسها :" اتركني ، أيها المجنون."
" أعطني قبلة كبيرة أولاً حتى أدرك كم افتقدتني."
" لا. لاقبلات . كما أني لم أفتقدك قط."
" عندما تحرك ليحملها من جديد ، قالت له:" حسناً لقد افتقدتك في الواقع قليلاً." لكنه كان من الخطأ منحه فرصة ملائمة . فأحاطها بذراعيه محاولاً تقبيلها بشدة على الرغم من مقاومتها . إلا أنها استطاعت الإفلات من قبضته ، معتبرة ذلك عملاً أخرق.
"حسناً." قال دوغ وهو يتكئ على طاولة المحاسبة :" لا أستغرب معارضتك بإصرار على خطوبتنا."
سألها آندي بنظرات محرجة :" هل أنتما مخطوبان ."
" كلا." أجابت سامنثا :" في الواقع أجل . ولكن الأمر معقد بعض الشيء."
حدقت بدوغ قائلة :" ألم تتأخر عن شيء ما؟"
"آه نعم ، إني ذاهب لتناول الغداء مع آيك."
" ها أنا ذا يا بني." دوى صوت آيك كلايبورن وهو ينزل السلالم ." أعتذر جعلتك تنتظر."
فأجاب دوغ :" لاداعي للأسف . إن ساما كانت على وشك أن تقدمني لصديقها."
" كلا لم أكن لأفعل ذلك." ردت عليه ساما.
مد آندي يده لمصافحة عم دوغ ." إني آندي بارلو."
صافحه آيك مقدماً نفسه . وقبل أن يسأله دوغ : " هل تربطك صلة بستيفن بارلو صاحب شركة بارلو .. إنك تشبهه كثيراً."
هز آندي رأسه قائلاً :" إنه والدي." قال ذلك بخجل وابتسامته المشرقة لاتفارق وجهه." وتابع :" لقد تركت جمع المال لأبي وشقيقي فرايزر ، ومهمتي هي انفاق هذا المال."
فسأله دوغ:" كيف تعرفت على ساما؟"
فردت سامنثا:" وما شأنك في ذلك؟"
فقال آندي :" التزلج هوايتي ، والتقيتها في منحدرات جبال جونغ فرو . وعندما أخبرتني أنها تعمل في فندق في لوتر برونن انتقلت مباشرة إلى هناك."
فقالت سامنثا على الفور :" إلى الفندق."
فقال لها آندي :" لم تكن فكرتي بل فكرتك. وبسبب سوء أحوالي المادية فإني أعمل هنا في أي نوع من العمل لكسب المال."
فتح الباب الأمامي ودخلت منه نسمة باردة. وأطل منه وجه امرأة سمراء، بدا عليها الإنزعاج القوي . وقالت :" آندي ، إننا جائعون هيا أسرع !
" سأتبعك حالاً ، يا صغيرتي ." أغلقت الباب وراءها ، والتفت آندي إلى سامنثا بوجه مكتئب ." إنك لاترضين بأن أكون وحيداً ، أليس كذلك."
فقالت ضاحكة :" لقد فقدت الأمل . من تكون ؟ ابنة أحد الصناعيين العالميين ، أم نجمة سينمائية ، أم بطلة تزلج؟"
" لقد جرحتني . إنها بريس وهي فتاة لطيفة للغاية . يملك والدها فندقاً صغيراً في فايل ، حيث نقيم . إنها بريسي أقل من ساعة من هنا ، لذا
سوف أعود." ونظر إلى دوغ وقال لها ، متحدياً :" غداً." وشد سامنثا إليه ." سآخذك الساعة الثامنة والنصف للتزلج . وبإمكاننا التحدث بشأن خطوبتك."
" التاسعة والنصف." قالت له سامنثا بينما إشارة من يده وهو يخرج أفهمتها أنه قد سمعها.
" أرى أن توقيت زيارتي جاء ملائماً." مال آيك كلايبورن مبتسماً لسامنثا ." لم يخبرني دوغ أن الفندق يؤمن الضيافة مثل الإفطار ، تابع وهو يحدق بدوغ ." سأنتظرك في السيارة ، يا بني."
فور إغلاق آيك للباب، قال دوغ لسامنثا :" يبدو أنك تعلمت أشياء إضافية أخرى غير إدارة الفندق."
" لم أكن أعيش في كهف . إذا كان هذا ماترمي إليه ، وهذا ليس من شأنك."
" لا أدري ولكن بصفتي خطيبك..."
" آه لا . إنك تضغط علي ، ولن أكون خطيبتك مهما كلف الأمر . تذكر أني فقط ألعب لعبتك مدعية أني أريد ذلك. ويمكنني الانسحاب متى شئت . واعتقد أنه حان الوقت لاطلاع دافيد على الحقيقة."
" لأجل هذا الشخص ؟ انتظري حتى يعرف أخوك أن من يحوم حول شقيقته هو أنسان مستهتر ."
" أنا واثقة من أن الأمر يشكل صدمة لك . لكن لن أختار أصدقائي على النحو الذي تريده أنت أو أخي ..." اتكأت على طاولة المكتب وتابعت :" ... أظن أن عمك يتضور جوعاً."
اقترب دوغ منها واضعاً يده على كتفها وقال:" هل تحاولين التخلص مني حتى يتسنى لك الاختلاء بنفسك ."
أفلتت منه ، لماذا أفعل ذلك؟"
"لتتساءلي عما يجري بين الأميرة المستاءة وخليلك الثري روميو."
"ليس خليلي ."
" لو سألتني ..."
" لن أفعل ذلك ."
" عليك تعلم بعض الأشياء من بيرسي المستاءة . أراهن أنها تعرف كيف تجعل الرجل يمارس رجولته."
" لاأريد رجلاً غير واثق من نفسه ، حتى يتوجب علي التصرف كالبلهاء وحتى لا أجعله يشعر بالقلق."
أجاب دوغ بلا مبالاة :" إنه مجرد اقتراح . أعتقد أنك حقيقة تريدين شخصية أليكس هذه ..."
" اسمه آندي . كما تعرف ذلك جيداً . ولو كنت أريده لقبلت عرضه بالزواج منه مرات متعددة. والآن إذا لم يبق لديك شئ ..."
" كلا ، لا شيء. كنت فقط أثبت لنفسي أن الأمور تجري على مايرام." لم تشأ أن تستوضحه وهو يهم بالخروج . ولم تكن تريد أن تجيبه ، ولكنها سألته :" حسناً. ما الأمور التي تجري على مايرام؟"
كانت الابتسامة التي ارتسمت على وجهه تعبر عن رضاه عن نفسه." في استطاعتي جعلك دوماً تتكلمين بما أريد معرفته. كل ما علي هو ازعاجك وتوجيه الأسئلة المناسبة .عند ذلك لاتقاومين فرصة وضعي في المكان المناسب."
قطبت سامنثا حاجبيها عندما كان دوغ يهم بالخروج ، فلم يرها . إن دوغ لايعرف مكانه إذا لم توقفه عند حده.
نزلت السيدة آردن تحمل سلة غسيل ." أعتقد أني سمعت أصوات رجال."
" إنك على حق . لقد وصل عم دوغ." حملت سامنثا السلة الثقيلة عن والدتها ." لقد ذهب دوغ معه للغداء."
" هذا لطف منه . أعتقد أن دافيد سينظم إليهما." عندما سألت دوغ عما يفعله عمه ، قال إنه لابد أنه يشتري السلع بأسعارباهظة. إنه يرأس الآن مؤتمراً إقليمياً يعالج موضوع الصفقات المهمة . وحيث أن شركة دافيد تشرف على إدارة الملكية المشتركة فإن دافيد صغير لكنه نشيط ومجتهد. أعطت الوالدة ابنتها بعض الأكياس البلاستيكية لتضع الملاآت والمناشف فيها لإرسالها إلى المصبغة.
" أعتقد أن دوغ سيخبر عمه بما يريد معرفته."
ضحكت الأم قائلة :" أشك في أن المعلومات عن أفضل الأماكن لتصوير مجموعات بيكاس الثمينة للسيد كلايبورن."
" مجموعة بيكاس."
" أجل تلك الحيوانات الصغيرة التي تعيش في الأراضي القاحلة."
" أعرفها . ولكن ما سبب تصوير دوغ لها؟"
" إنه يكتب مقالات لمجلة متخصصة بالحياة الطبيعية ، اطلبي منه أن يريك الصور ... كم كان صبوراً. فهذه الحيوانات عند احساسها بأي خطر تنقل الخبر لبعضها البعض فتختفي جميعها . إنها تجمع بعض الأعشاب وتخزنها في أكوام صغيرة تحت الصخور."
" إنك موسوعة متنقلة عن البيكاس."
ابتسمت الأم." يمكن أن يكون حماس دوغ معدياً . لقد نصب خيمة أثناء الصيف الماضي وأمضى عدة أسابيع مع مجموعة التقاها عند جيرمان باس ، ووافقوا أخيراً على وجوده بينهم . ونتيجة ذلك كانت صوراً رائعة."
ربطت سامنثا الكيس الأخير ونهضت ." إنه أمر مضحك أن يشترك دوغ في تصوير الطبيعة . إني أتوقع منه أن يكون مديراً لمصرف ، أو محامياً أو سياسياً."
" لماذا؟"
" لاأعرف ، ربما لأنه يبدو دائماً واثقاً من نفسه . إنه من النوع الذي يتمتع بتوجيه الناس وفرض أوامره عليهم لدرجة أنهم يهابونه."
هزت السيدة آردن رأسها قائلة :" أجد أنك تقسين على دوغ . بالتأكيد إنه واثق من نفسه إنه لايحتاج لمن يقول له ذلك . وعلى الانسان أن يجرب قضاء وقت بين أحضان الطبيعة وحيداً كما فعل هو."
" لقد نسيت أنه لايسمح لأحد بأن ينتقد أبناءك."
مسحت الأم وجه ابنتها قائلة :" لكن ، ياصغيرتي ، أعترف أن في امكاني الاعتماد عليك لاخراج دوغ من دوامته."
" إنني لا أفعل ذلك لأجله بل لأجل دافيد وليندا." وقطبت حاجبيها وتابعت :" ما أن يحاول دوغ استغلال طبيعتي الهادئة حتى أنسحب."
" سامنثا آردن ، ليس دوغ من النوع الذي يمكن أن يستغل."
" ليس هذا قصدي . إنني لست متأكدة . أعني أن يتصرف وكأن من حقه أن يحدد لي ما أفعله ، وأين أذهب ، ومن أقابل."
نظرت أمها إليها بفضول ." هل أفهم من هذا أنه قام فعلاً بشيء من هذا القبيل؟"
" حاول ذلك . لكني أوقفته عند حده . قد يكون آندي صديقاً حميماً فقط، ولكن ذلك ليس من شأنه."
" من آندي؟"
" آندي بارلو ، التقيته في لوتر برونن الشتاء الماضي."
" آه . تذكرته . إنه شاب لطيف . أتقد أنه هنا ليمارس التزلج." سألت وفي عينيها نظرة تساؤل وشك.
قالت سامنثا برزانة :" لاشيء غير ذلك ؟ إنه يقيم مع أصدقائه في فايل."
" هذا حسن . هل أفهم أن دوغ التقى آندي ولم يوافق على كونه صديقك."
" دعاه بالمستهتر . لم يؤثر آندي كثيراً على دوغ."
" ربما فعل ذلك . لأن آندي جذاب والطابع الذي في ذقنه أيضاً . كما أن طبعه المتهور المصحوب بابتسامة صبيانية قد يؤثر على دوغ."
" إنه صغير بعض الشيء بالنسبة لك ، يا أماه."
" لكنه ليس صغيراً جداً لدرجة تجعله يشعر قليلاً بالغيرة."
" لماذا بحق الله عليه آن يغار من آندي . إذا كان دوغ يغار من أحد فيجب أن يغار من دافيد."
" إنك على حق . تناولت أمها السلة الفارغة ، إن الأمر يبدو مسلياً ، أليس كذلك؟ إن علاقة دوغ بدافيد ما زالت كما هي على الرغم من كونه غارقاً في حب ليندا."
توقفت السيدة آردن عند منتصف الدرج ." ربما تعتقدين أن الغيرة تقتله، لذا يشوب علاقتهما بعض التوتر."
" إنك من يعتقد أن في امكان دوغ اخفاء مشاعره . لكني لا أوافقك الرأي . فهو ، عندما ينظر إلى ليندا ، تبدو على وجهه تلك النظرة المتعطشة . إنه أمر يثير اإشمئزاز." وسكتت برهة ثم استطردت :" أتساءل عما يعني أن يكون المرء يملك جمالاً كجمال ليندا."
" إنه أمر غير مريح كما أعتقد . فالمسألة كأن تكوني ثرية وتتساءلي عند ذلك هل الشخص مهتم بمالك ومظهرك أكثر من اهتمامه بشخصيتك ؟ على كل حال ... ليس من الصعب أن يفتتن المرء بك . ومطاردة آندي لك تؤكد قولي."
لم ترغب سامنثا في إسكات والدتها ، فهي تعتبر من ملاحقة آندي لها انه لايجذبه سوى التجاهل وحب التزلج.
حدقت سامنثا في المرآة فوق طاولةالاستقبال . كان شعرها مجعداً ، ذقنها دقيق التكوين ، فمها واسع ، أنفها عادي . إنها تفاصيل يصعب مقارنتها بتفاصيل وجه ليندا الرائعة.
" أيتها المرآة . أيتها المرآة على الحائط ...
وقع هذه الكلمات أيقظها من هذا التقييم الزائف فالتفتت مدهوشة لترى دوغ يدخل الردهة حاملاً مزلاجين ." ماذا تفعل هنا؟"
" أستعد للذهاب معك ومع بارلو للتلج . أليس من المفروض أن تلتقيه اليوم في التاسعة والنصف؟"
" لا أتذكر أن أحداً سيذهب للزلج معنا."
" ربما نسيت أن تفعلي ذلك ."
قطبت سامنثا حاجبيها واعتبرت ذلك تدخلاً من قبله في خططها لمجرد إثارة غيظها ." كلا لم أنسَ ، وأنت تدرك ذلك . إني ذاهبة للتزلج مع آندي _ كلانا فقط _ وإن كنت تعتقد أني سأتحمل مطاردتك لي ، فأنت مجنون."
" لاتعتقدي ذلك . لأنني بصفتي خطيبك ، يمكنني منعك من إقامة علاقة مع رجال آخرين."
إنه ليس بحاجة للإدعاء بأن مايقومان بتمثيله يعطيه الحق بإملاء الأوامر عليها ." وما أفعله ليس من شأنك ، إنني أذهب حيث أشاء ومع من أرغب . وإذا لم يعجبك ذلك فإن الأمر سيان بالنسبة لي . على كل حال لا أريد متابعة هذا الدور ."
" هكذا إذن . إنك تتحكمين بي جيداً . ليس علي أن أفخر بك ... لقد سخرت مني بما فيه الكفاية . إن اهتمامك المؤثر بدافيد ..." تجمدت نظراته " إن امتناعك عن متابعة الخطة هو تصرف ذكي . لدرجة أني نسيت مع من أتعامل."
" لا أدري عم تتكلم ؟"
" لاتقومي بدور البريئة . أنت من خطط لكل هذا . لقد كنت أعمى القلب فلم أدرك أن هذا سيحصل يوماً ما . لقد دفعتني لأقنع دافيد وكل شخص في المدينة أنني غارق في حبك ، وما أن وصل بارلو الذي كنت لا تشكين بقدومه ، حتى خططت للتخلص مني علناً ، وبأسرع وقت ممكن . وهكذا تسجلين هدفاً آخر لصالح سامنثا . ولكن، لسوء الحظ ، إن أكثر شيء يسعدني هو عدم رؤيتك مجدداً . لقد وعدت والدتك ، وسأفسخ خطوبتنا . بمساعدتك أنت."
حدقت سامنثا به ولم تصدق ماسمعت ." إنك أحمق انسان رأيته في حياتي . هل تعتقد حقاً...؟"
" لا أعتقد ، بل متأكد أن عليّ تذكر يوم أقنعتني بزرع القطيفة خارج باب المطبخ لمفاجأة والدتك . حسناً لقد فاجأتها . خاصة أن الجميع باستثنائي كان يعلم حساسيتها ضد الأشياء التافهة."
" كان ذلك منذ تسع سنوات."
" بعض الأشياء لا تتغير ، أليس كذلك؟"
" أنت لم تتغير أبداً ، بالطبع. إنك بغيض وعنيد كما كنت دائماً ، تحب أن يتم كل شيء كما تريد . دوغلاس كلايبورن : أيها الديكتاتور التافه. إن السبب الوحيد الذي لأجله أردت الذهاب للتزلج هو جعلك تدرك أن خطبتك لي لاتعطيك الحق في تغيير حياتي . ليس لدي أية نية لخرق اتفاقنا . سأبقى مخطوبة . لك حتى ترهقني هذه الخطوة . ومن المحتمل أن تفعل بي ذلك ." تناولت بذلة التزلج وحملت مزلاجيها.
" حسناً. اعتبر نفسك قادماً."
" صحيح بحق الشيطان ، إني قادم." تبعها عبر الباب.
" يمكنك الاحتفاظ بنقمتك لشخص أكثر سذاجة . إنك لست غاضبة لأني أسأت الحكم عليك ، بل لأنني أفسدت متعتك."
تناولت المزلاجين وربطتهما على سطح سيارته.
" إن إفساد رحلتي هو هاجسك." أغلقت باب السيارة بعنف. ربطت حزام الأمان . ساد الصمت طوال الطريق الموصل إلى منطقة التزلج . وما إن غادرا الموقف . حتى توقفت سامنثا ، والتفتت نحو دوغ لتوضح له أمراً أخيراً.
" إذا حاولت أن تجعل من نفسك سخرية بقيامك بدور الحبيب الغيور ، فهذا ليس من شأني ولكن لاتنتظر أن أشرح لأندي سبب مطاردتك لنا." وكان الضحك جوابه الوحيد . التفتت إليه فوجدته ينظر إلى جميع الاتجاهات وابتسامته جعلتها تدرك أن لاشيء يزعجه . أدارت له ظهرها ، وانتابها شعور بالهزيمة. كان آندي منتظراً عند قاعدة بيك ناين. وتقف بيرسي بجانبه في بذلة تزلج بلون الزهر تناسب جسمها تماماً.
قال دوغ بهدوء :" عظيم جداً. يبدو أن يومنا سيكون ممتعاً أكثر مما توقعت."
وصولهما إلى مكان الانتظار منع سامنثا من إجابة دوغ بالطريقة التي يستحقها. بدلاً من ذلك ابتسمت وحيت الجميع ." هاي."
قبلها آندي بسرعة على وجنتها ." هاي." كانت نظرته إلى دوغ تحمل الإستياء واإذعان. " سامنثا هذه بيرسيلا دنفرز . لم تسمح لي الفرصة بالأمس لأن أقوم بالتعارف بينكما." كما قدم بيرسي لدوغ . أضاف :" إن باقي أعضاء الفرقة يتزلجون في فايل اليوم ، وشعرت بأن بيرسي ستكون وحيدة فدعوتها للإنضمام إلينا." وقد تجنب آندي نظرات سامنثا إليه.
" كلما كان العدد أكبر كان المرح أكثر ." قال دوغ وهو يسأل سامنثا :" ألم تكوني تريدين قول ذلك."
" كلا." ووضعت قبعتها على رأسها.
" لا تهتمي لها ، يا بيرسي . إنها سيئة الخلق دائماً في الصباح."
نظرت بيرسي متسائلة :" هل أنتما صديقان قديمان أو ما شابه؟"
فأجاب دوغ موافقاً:" ما شابه ذلك . إننا مخطوبان."
" أوه . أوه !" توجهت بيرسي بالكلام إلى دوغ ." ساما مخطوبة ، لم أكن أعلم ذلك . هذا أمر رائع . تهانيَّ."
" شكراً . إنني شاب محظوظ ، حتى الآن لايمكنني تصديق ذلك." شعّت ابتسامة منه كبريق الماس. وأضاف بكل صدق. " منذ سنة لم أكن أتصور أنني وسامنثا يمكن أن نصبح عاشقين. قد يصعب عليك تصديق أن سامنثا
كانت الشابة الأكثر فساداً في المدينة . لو تعلمين كم تلفهت لإثارتها حتى سقطت أسنانها."
اتسعت ابتسامة بيرسي." إن هذا لايبدو عاطفياً."
ومضت عينا دوغ ." إنه جوهر العاطفة . إنه سهم الحب غير المتوقع . لقد سبق أن اعتبرت سامنثا أكبر شخص مزعج في العالم ." وأخفض صوته ونظر إلى السماء." هكذا كانت ، شعرها غير منظم بسبب النوم ، عيناها تناشدان ، جسدها شبه عارٍ ويداها العاريتان تحيطان بي ..."
" كنت أرتدي معطفاً." أجابت سامنثا باشمئزاز. وهي تحاول أن تضع عصا التزلج على عنقه.
ومن غير أن يعتذر ضحك دوغ ." هكذا كنت إذاً."
وتناول آندي مزلاجيه ." هل سنتكلم أم سنتزلج؟"
عند المصعد توقف دوغ وقال :" اصعدي ، يا سامنثا مع آندي ، إني متأكد أنه متلهف لسماع أخبارك."
وقبل أن تتمكن من المناقشة توجهت بها كرسي المصعد وإلى جانبها آندي نحو الجبال . تنفست بعمق وقالت :" تبدو بيرسي لطيفة."
" لاتبدو عليك الغيرة ." آندي عصا التزلج بيد ووضع يده الأخرى على الكرسي ." حدثيني عن خطوبتك هذه، ثمة شيء غريب في الموضوع." فكرت سامنثا أن تطلع آندي على حقيقة خطوبتها من دوغ ولكن شخصين يتزلجان أخافا غراباً فطار وتبعته العاصفير . إن آندي يطاردها منذ كانا في سويسرا . إنها معجبة به لكنها لاتحبه . والخطوبة من دوغ قد تساعدها على التخلص منه . وإخباره الحقيقة قد يخيب ظنها . فاكتفت بالقول " لا أفهم ما تعنيه."
" لا تفهمين." أخذ يداعب خصلة من شعرها تتدلى تحت القبعة ." إذا كان دوغ غارقاً في حبك فماذا يفعل مع بيرسي وراءنا؟"
" سمعته يقول إنه قد تكون لدينا أشياء نريد التحدث فيها معاً." حتى بالنسبة لها فإن قرار دوغ كان مثيراً للشك . خاصة عندما صمم على المجيء بهدف إعطاء مصداقية لخطوبتهما الزائفة . ولكن ماذا يرمي من ملاحظاته الوقحة؟
" إنه بلا شك يراقبك دائماً."
لم تقاوم سامنثا فكرة النظر إلى الوراء . وعلى الرغم من المسافة الكبيرة بينهما وقد بدا دوغ مسروراً. كان عليها أن تدرك أنه ليس سوى أحمق . من الصعب عليها إخبار آندي بذلك " لم نعلن خطوبتنا منذ وقت طويل."
نظر آندي إليها نظرة شك ، ولكن بما أنهما كانا على وشك الوصول لم يقل شيئاً.
تزلج دوغ وبيرسي إلى أن وصلا إلى قمة القاعدة.
كان التزلج هو التسلية المفضلة لسامنثا . إن يوماً من أيام الشتاء الباردة يكون جميلاً وممزوجاً بالمهارة والانتصار ، بفضل التدريب الطويل ، يثير فيها النشاط والانتعاش . هذا في الأيام العادية . أما اليوم فهو مثير للاشمئزاز . لم يكن اللوم عليها بل على دوغ . وصعب عليها توضيح أن ما كان يقوم به دوغ إنما يقصد من ورائه إثارتها.
إن تصرف دوغ كان مخداعاً ، عندما كان دوغ وآندي يتنافسان في التزلج ، أعجب دوغ بمهارة آندي ، وود أن يشرح له كيف استطاع هزيمته. وكان واضحاً أن بيرسي غارقة في حب آندي ولم تهتم لفكرة التنافس مع سامنثا.
كان دوغ يحاول إخفاء أي عمل أحمق ويعامل بيرسي كأخت صغيرة وينهال عليها بالإطراء. وسرعان ما أعجب آندي وبيرسي بابتسامة دوغ وروح النكتة التي يتمتع بها واعتبرت سامنثا أن روح النكتة هذه هي لتي تغيظها.
وكانت تشك في داخلها في أن دوغ ، على الرغم من ابتسامته وإعجابه ، كان يسخر منهم ، ويخفي الضحكة الماكرة لسامنثا . ولإحساسها العميق بالفشل وإساءة التصرف ، أخذت سامنثا نفساً عميقاً بعد أن استراحت وصادف مرور ولدين يتزلجان وكانت تسمع صراخهما المرح يلاحقها عند مكان استراحتها تحت الشمس، والأرانب تترك آثار أقدامها على الثلج ، وسنجاب يحدق بهما ... من شجرة الصنوبر القريبة . ثرثرت بيرسي بجانبها بكلام خارج عن الموضوع ، الثياب الألعاب ، التسلية ، المطاعم ... برقة طبيعية تسرق الأنظار.
وقالت بيرسي :" إنهما يجعلان من التزلج أمراً سهلاً. إن الأمر شبيه بمشاهدة نجمي سينما . إنهما طويلا القامة جميلا المظهر . ألا تحبين الرجل الذي تظهر عليه الرجولة . ويكون قوي البنية والجسم ، ونحيل البدن ورياضياً؟"
ارتعشت قبل أن تلتفت إلى سامنثا ." لابد ان كلاهما رائع في معاملة المرأة . أيهما أفضل؟"
حدقت سامنثا بها غير مصدقة ماتسمعه ، وانضم إليهما دوغ وآندي فجأة . اكتفت من هذه السخافات . وقالت :" إني ذاهبة لحجز طاولة للغداء.إني جائعة ." ودون أن تنتظر جواباً انطلقت وهي تتزلج نحو المطعم.


سمعت سامنثا صوت بيرسي تقول :" إن سامنثا متزلجة رائعة ، أليس كذلك ؟ إنها تتزلج كالرجال."
كان وقع هذا الإطراء ثقيلاً على سامنثا التي شعرت بأن فخذيها أصبحتا تشبهات فخذي الرجال، أحست بأنها مصارعة.
تناول الجميع الطعام في المطعم. وأحست سامنثا بأن بيرسي تراقبها. لابد أ ذلك بسبب التلميحات المهينة التي التي أدلى بها دوغ عنها ، مما جعلها تفكر على هذا النحو.
" الآن وقد شعرنا جميعاً بالدفء من منكم جاهز لجولة الخبير من نورث فايس أوف بيك ناين؟" سأل آندي وهو ينظر نظرة تحدٍ إلى دوغ.
فأجاب دوغ :" يبدو الأمر جيداً بالنسبة لي."
أجابت بيرسي :" أنا لاأستطيع . لقد اكتفيت . أفضل السير في بريكنريدج وشراء بعض الحاجيات."
استدار آندي نحو سامنثا التي قالت :" أنا لن أكون معكما . لدي بعض الأعمال أريد القيام بها بعد الظهر." كانت تعتقد أنهما يخططان لمباراة . ولاتريد أن تشاهدهما.
" أعتقد أنك ذهبت للتزلج اليوم." قال آيك كلايبورن وهو يسير في الهواء المنعش.
" لقد فعلت ذلك في الصباح . وعدت لأن لدي بعض الأعمال هنا لأقوم بها."
فقال بصوت يخفي شيئاً من الخيبة :" آوه."
" هل بإمكاني إسداء خدمة لك ، سيد كلايبورن؟"
" نادني آيك . كنت أرغب بفنجان من الشاي."
" بالتأكيد . كل ما تحتاجه موجود في الردهة. أخدم نفسك بنفسك."
عاد آيك بعد دقائق ، وأخذ يحوم حول المكتب ." في الواقع كنت أتساءل إذا كان لديك الكثير من الأعمال ، إذ لا أرغب بتناول الشاي وحيداً."
لم يكن في استطاعتها مساعدته ، لكنها ردت على ابتسامته التي تشبه ، بدرجة كبيرة ، ابتسامة دوغ." في الواقع لست مشغولة كثيراً."
جلسا إلى المائدة وعليها صور الأصدقاء ، لتناول الشاي ." لقد قابلت زوجة دافيد اليوم." قال آيك ، وهو ينظر إلى إحدى الأحاجي بين يديه ." امرأة جميلة . لاأستغرب أن ابن شقيقي كان معجباً بها إلى هذا الحد . نحن آل كلايبورن نتذوق الجمال دائماً."
ركزت سامنثا على الأحجية ." إنك تقول بأن دوغ كان معجباً بها ، وكأنه لن يقع في غرامها فعلاً."
" كما أدركت . أن دوغلاس كان يتأمل جمالها عن بعد ، بينما دخل دافيد بينهما وأحبها وهذا لايعني أن دوغ وقع في غرامها. وأنا متأكد من أنه لم يكافح من أجلها."
فقالت سامنثا :" إنه ودافيد أصدقاء."
" إن هذا الأمر لم يوقف أخاك ، أليس كذلك؟"
" حسناً." قال آيك وهو يشعر بالانتصار لتمكنه من وضع قطعة في مكانها . " من الممكن أن تكوني على حق . أنا لا أعرف الجميع كما تعرفينهم . لكن يبدو لي ... أن دافيد أكثر وعياً بينكم ، باستثناء أمك بالطبع." جرب القطعة الأخرى وتابع :" أرى أنها مشغولة كثيراً ، ولا تستطيع مجالسة ضيوفها."
" إن أمي تعتبر هذا الأمر أهم وأمتع شيء . ولكنها الآن في الخارج تتسوق بعض الحاجيات."
" اخبريني قليلاً عن كيفية دخول عائلتك في العمل الفندقي."
" تدرب جدي آردن مع حراس الجبال في مخيم هايل بقرب ليدفيل خلال الحرب العالمية الثانية . وبعد الحرب أحضر العائل إلى هنا لقضاء العطلة . في أواخر الستينات سئِم والدي حياة المدينة فانتقل مع أمي إلى مدينة بريكنريدج . أحبت أمي هذا البيت فاشتراه والدي ، ولأنه كان كبيراً جداً عليهم ، أخذا يؤجران بعض الغرف ويقدمان الفطور. توسعت منطقة التزلج ونمت مدينة بريكنريدج وكبر معها هذا الفندق وتطور إلى أن اكتشف أبي الفيكتوري الثاني ونقله إلى هنا كما هو بعد استصلاحه."
" قال لي دوغ بأن والدك مات لوقوعه عن السطح."
فأردفت قائلة :" كان يعمل على سطح البيت الجديد."
" إن والدتك امرأة رائعة إذ استطاعت إدارة هذا المكان إضافة إلى تربية طفلين."
" قالت دائماً بأنه لم يكن لديها الخيار ، ولكن بعد أن كبرت أدركت كم هي مهمة هذه الأشياء بالنسبة لها." أضافت :" إن أمي مكافحة."
" إنها بالتأكيد من أولئك الذين يقول فيهم المثل . إن العمل يبقي الإنسان شاباً. لم أصدق أبداً أن لديها ولدين شابين . هل هي إهانة لو قلت لك بأنك تشبهين والدتك ، لكنها تتمتع بقوة وفيرة اكتسبتها على طول السنين."
" حسناً . يجب أن أكون كذلك . إن معظم الرجال لا يأخذونني جانباً ليحدثوني عن والدتي."
ضحك آيك ." أستطيع تصديق ذلك . إنه لمن السهل أن أدرك لماذا يخيم بارلو الفقير على باب منزلكم."


" إنه لمن الصعب وصف آندي بالفقير ."
" إني لا أعني الفقر المادي . كلانا يدرك أن بارلو يضيع وقته . فالرجل الذي ليس له هدف سوى تمضية الوقت قد يسخر منك أخيراً."
" إنك تعرفني جيداً."
" دوغ وأنا كنا دائماً أوفياء." أجاب على الفور قبل أن يتحدث عن رحلاته إلى أوروبا . كان آيك يضحك على إحدى رحلات سامنثا إلى ألمانيا والتي كانت مليئة بالمخاطر الفكاهية عندما عاد دوغ.
" إن هذا كثير بالنسبة للأعمال الكثيرة التي عليك القيام بها."
قال دوغ ذلك وهو يخص سامنثا بالنظر ثم دخل الغرفة وصب لنفسه كوباً من الشاي.
تمدد آيك على الكرسي وهو يقول :" إنها تعمل . لقد أخبرتها سابقاً أن ما يتوجب عليها القيام به هو مجالستي بعد ظهر اليوم . أين بارلو ؟ هل رميته من أعلى الجبل؟"
قال دوغ :" كانت حبيبته الأخرى بانتظاره بعد إنتهائنا ، وقد ذهبنا إلى المدينة لتناول الطعام وشراء الحاجيات."
" حبيبته الأخرى ؟ علي أن أقول ذلك لبارلو ... فهو لم يطل الإنتظار معك. عليك أن تتعلم منه بعض الدروس." حدق آيك بعيني دوغ وقال :" لاتدعنا في هذا الوقت نؤثر عليك . إني متأكد أن لديك بعض الأعمال."
وضع دوغ فنجانه وقال :" أرجو أن تعذراني ..."
قاطعه آيك قائلاً:" بالتأكيد ، ياولدي . بالتأكيد."
لنتظرت سامنثا خروجه . ورفعت وجهها ضاحكة . وقالت :" أخبرني قليلاً عن العيش في المخاطر . لم أصدق أن دوغ يحتمل هذا المزاح بالقول له ليأخذ بعض الدروس من آندي . إنه لا يسمح لأحد بأن يكلمه بهذه الطريقة . أخبرني ماهو السر."
" لايوجد سر . إنه فقط يحترم النصيحة الصادرة من قريبه العجوز."
نظرت إليه قائلة :" لنضع مسألة العمر جانباً . ما الذي كنت ترمي إليه من إغاظة دوغ ؟"
نظر آيك إليها ببراءة ." لا أحبذ فكرة معاشرة النساء الجميلات."
ولسوء الحظ عاد دوغ وسامنثا تضحك . فاستنتج أنها كانت تسخر منه ، والأسوأ من ذلك أنه عاد لاخبار عمه أن شخصاً يريد محادثته على الهاتف ، فخرج آيك تاركاً إياها وحدها مع دوغ.
فسألها متهكماً:" إنك تتمتعين بوقتك أليس كذلك؟"
" من دون شك ." أجابت مبتهجة ." لايمكنني تصديق كم عمك ساحر." حملت أواني الشاي وتوجهت إلى المطبخ.
" على عكسي تماماً . أعتقد أن هذا ما تعنينه ." قال دوغ وهو يتبعها نحو المطبخ.
وضعت سامنثا أواني الشاي في غسالة الصحون ، وتمكنت بصعوبة من أن تقول له :" حسناً ..." هز دوغ رأسه .
" يا لعمي المسكين . لو أنه يدرك نصف ما أعرفه عنك . لكن لاتقلقلي فأنا لا أنوي اطلاعه."
" لماذا ؟ هل يخشى دوغ الصغير أن لايصدق عمه ؟" قالت وهي تقفل باب غسالة الصحون.
" أعرف أنه لن يصدقني. بقد شهدت مرات عديدة الطريقة التي تؤثرين من خلالها في القلوب. لدرجة أن الآخرين يشعرون بأنك ملاك." وضع يداً على الأخرى وأضاف :" ولكن لسوء الحظ فإن هذا لا ينفع معي."
" لكن توجد إغراءات لا تقاوم." واتجهت سامنثا إلى دوغ تحاول تسوية قميصه بنعومة ، ووجهت إليه نظرة إغراء وقالت :" ألا تريدني أن أقوم بذلك ؟"


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس