عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-10, 10:14 PM   #4

saranomy
 
الصورة الرمزية saranomy

? العضوٌ??? » 24201
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 988
?  نُقآطِيْ » saranomy will become famous soon enough
افتراضي

ازداد عمق عبوس الاسمر وقال بوقاحة : لا .. لست ابنة عمى . نحن لسنا قريبين 0
استدار وبدا يمشى مبتعدا .. لكن روى ضحك لها بلطف وركض ليلحق بابن عمه .. بعد بضع لحظات بدات مايسى تلحق بهما بثبات وتصميم ، وهى تدس يدين مشدودتين فى جيبى بنطلونها . وابتسمت وهى تتذكر كل هذا ، واكملت : كان روى سهل المعشر ولايزال .. لكننى كنت اجعل لانس يغضب ، واصبحنا عدوين لدودين .. كنت اكره كونى فتاة ، واحب ان اقوم بمغامرات خطيرة ، وكان لانس يعانى الامرين ليعيدنى حية ! كانت مايسى لاتزال تبتسم للذكرى وهى تحمل صينية الشاى الى الغرفة التى يستخدمها لانس مكتبا له .. دقت الباب ودفعت نفسها بالصينية الى الداخل ، ثم اغلقت الباب خلفها بكعب قدمها 0
انتظرت لحظة ، لتعتاد عينيها العتمة .. كان لانس جالسا وراء منضدته يقرا رسالة ومصباح منفرد يلقى بضوئه .. وتمتم دون ان يرفع راسه : شكرا انسة براوننغ 0
لابد انه كان فى مناسبة مهمة ، فقد كان يرتدى بذلة سهرة ولو ان ربطة العنق كانت الان مفكوكة ، والزر الاعلى للقميص مفكوك بدوره والسترة معلقة على ظهر كرسى0
نظرت مايسى الى الرجل الذى عرفته طويلا بفضول .. لابد انه فى الثالثة والثلاثين من عمره .. صبت الشاى واكملت التفكير ان لانس شخص يلاحظه المرء فورا .. كان له جبهة جبهة ال بلايوود العريضة والانف الطويل المستقيم ، وعظام الوجنتين العريضتين وخط فك قوى مربع مطبوع الذقن بشق مميز .. هادئ ، بارد ، ازرق العينين . وفم نبيل بشفة عليا رقيقة ووجه صارم ، انه اكثر من وسيم . على وجه العموم ، هو شخص خاص لديه سيطرة كاملة على نفسه .. حتى الان مازال فى داخل مايسى دافع لامتحان مدى سيطرته على نفسه حتى اقصى الحدود .. لكن هذا بسبب ان نظرته الغامضة كانت تدفعها الى الجنون .. كانت تعرف تماما ان وراء هذا القناع الهادئ المهذب قوة شرسة . وبكل تاكيد كان تهذيبه وقدرته على التحمل وتصرفاته اللامبالية نحوها ، اسلحة صعب ان تتغلب عليها 0
ربما حان الوقت الان لمعرفة ما الذى يدفعه الى الامام ، اذا قبل مساعدتها ، فسيعملان معا ويعيشان معا مقربين ... اذا ، وقبل مساعدتها ؟ ... فهناك امكانية كبيرة ان ترفض !
وهى تاخذ فنجان الى المنضدة ادركت انها كانت تعامل لانس كأمرمسلم به .. بدت معرفتها به الليلة اكثر حدة ، واكثر ادراكا ... اعطى النضوج عمقا اكثر لقسماته ، واعترفت على مضض ان روايات روى عنه كقاتل نساء ، يمكن تصديقها بسهولة .. صحيح ان روى انسان طيب المعشر ، سلس الحديث ، الا ان غرامياته عاصفة فاضحة 0
وضعت الفنجان على الطاولة ، ولاحظت ، وقد وقع نور المصباح الخفيف على وجهه ، الندب الصغير فوق عينه اليمنى حيث اصابته مايسى يوما بمضرب بايسبول كانت تلوحه فى الهواء وصرعته فاقد الوعى 0
عند سماعه قعقعة الخزف ، رفع نظره قائلا مرة اخرى : شكرا لك ...
وتابع يقول وعيناه تعودان الى القراءة : ... اهناك شئ يجب ان اعرفه ؟
سرعان ما سجل دماغه شيئا ، وارتفع راسه بحدة وعيناه تسودان دهشة ، بينما تصاعدت لطختا لون احمر الى خديه .. لكنه لم يسمح لهذه الصدمة سوى بلحظة ثم عاد الى بروده قائلا : مرحبا .. حمراء .. الى ماذا ادين بهذا الشرف ؟ اخشى الاسوا0
لم تنجح يوما فى حمله على ان يترك لقبها التهكمى حمراء منذ ايام الطفولة . وكان استخدام الالقاب محببا للصبيان .. وزاد التصاق الاسم بها حين جربت نوعا من الصباغ على امل ان تحصل على لون شعر امها الاحمر البنى . وحدثت الكارثة ، واضطرت الى العيش مع لون احمر مائل الى الارجوانى ، فوشيا تقريبا ، استغرق اسابيع ليزول .. ولم يكن طبيعتها الاختباء واظهرته بوقاحة ، مقاتلة اى شخص يسخر منها . واحيانا كان لانس يضطر ان ينقذها ، وينتهى به الامر الى مقاتلة خصومها .. وبينما كانت تنمو طفلة هزيلة الى مراهقة نحيلة جذابة ، واصبح الصبيان اقل ميلا للمزاح المزعج معها ما عدا لانس ، الذى استمر ، ولايزال ، يناديها بالحمراء . كان روى الوحيد الذى واساها خلال محنة الشعر الفوشيا الى درجة انه ادعى ان اللون يناسبها ...
ردت مايسى بهدوء : هذا ظلم منك .. مرحبا لانس . لا استطيع ان اتذكر ما اذا كنت تاخذ السكر مع القهوة 0
ووضعت وعاء السكر قرب الفنجان 0
دفع لانس كرسيه الى الوراء ووقف ، يضئ مصباحا اخر وهو يتقدم .. ظنته مايسى سيعانقها مرحبا ، لكنه وضع يديه على كتفيها وقربها الى دائرة النور : تبدين بصحة جيدة حمراء .. ظننتك فى اميركا 0
وانزل يديه عن كتفيها 0
لو كان روى او وايد ، لكانت نالت العناق منهما .. فى يوم ما ، لانس بلايوود ، سوف اخترق تحفظك اللعين الذى بنيته من حولك لمجرد النكاية !
ردت : لقد عدت منذ يومين .. فانا ملاك الرحمة 0
ورفعت نفسها اليه تقبل خده .. احسته يتصلب ويتراجع قليلا يهز كتفيه .. وماذا كانت تتوقع 0
-لقد ظننت بك الكثير من الظنون فيما مضى حمراء ، لكننى لااذكر اننى رايتك فى دور ملاك من قبل 0
ردت بلطف : هناك دائما المرة الاولى 0
عادت الى الصينية تاخذ فنجانها ثم جلست فى مقعد قريب .. وسالت بصوت كئيب : الا تعتقد اننى ملاك رحمة حين ركضت ثلاثة اميال لطلب العون بعد ان كسرت ساقك فى واريل كايف ؟
رد بجفاء : بالطبع تلك غلطتك بعد ان ضعت فى تلك المغاور اللعينة ...
-ربما كنت سببا فى انك كنت فى ذلك المكان فى ذلك الوقت بالذات ، لكننى لا اذكر اننى انا من دفعك من فوق الصخور 0
قال بلطف : لماذا لم اقتلك وانت طفلة .. لست ادرى . ماذا تفعلين هنا حمراء ؟ واين هى الانسة براوننغ ؟
سالت والتانيب العميق فى صوتها : الست مسرورا برؤيتى ؟
نظر اليها مفكرا : سعادتى برفقتك لا يشوبها سوى الدمار التى تليها عادة 0
ضحكت : اه ... هيا الان لانس .. كان هذا منذ سنوات مضت . الا تستطيع ان ترى انى فتاة متعلمة مسؤولة وفى الثامنة والعشرين ؟ الاخرون ينظرون الى هكذا 0


saranomy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس