عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-10, 05:41 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أحضرت الخادمة طعام الفطور ووضعت طبق البيض والمرتديللا أمام السيد هاردي , أما روث فلم تأكل سوى قطعة من التوست وعصير الفواكه , خيّم الصمت ,وكانت روث تتساءل كيف يتسنى له أن يحتفظ برشاقته وهو يتناول هذه الكميات من الطعام , ودهنت قطعة التوست بقليل من الزبدة وبدأت بأحتساء القهوة حين قطع السيد هاردي حبل الصمت عندما علّق :
" لم تعد تعجبني القهوة هنا بالمقارنة مع القهوة التي أتناولها في فنزويللا , فالقهوة هناك ممتازة".
" هل يوجد مزارع بن في فنزويللا؟".
" نعم , ولكن البرازيل قريبة جدا منا , والبن البرازيلي أجود بن في العالم".
" هذا صحيح, هل زرت البرازيل؟".
" عدة مرات".
أخرج السيد هاردي علبة التبغ من جيبه ,وبدأ يلف سيكارة لنفسه , ثم نظر الى روث وقال لها:
" آسف ليس معي غير هذا النوع من الدخان".
" شكرا أنا لا أدخن".
وأخذ السيد هاردي يدخن السيكارة , وروث ترقبه بشغف , أعجبت بلون عينيه الرماديتين وأهدابهما الطويلة وأحست بمشاعر غريبة تنتابها فأضطربت وأخذت تحدثه محاولة أخفاء تلك المشاعر قائلة:
" أعتقد أنك زرت معظم بلاد أميركا الجنوبية؟".
" نعم , زرت معظم تلك البلاد , ولا أزال أرغب في زيارة الباقي , أنها بلاد عاصرت حضارات متعددة وأنا أجد تاريخها ممتعا جدا".
" ولكن عملك لا يتعلق بالتاريخ".
أجابها مبتسما:
" نعم هذا صحيح , عملي يتعلق بمقومات الحضارة الحديثة جدا , ولكن هذا لا يمنع من أن أدلف الى الماضي بين الحين والآخر".
وأعترفت روث قائلة:
" مع الأسف , كل ما أتذكره عن فنزويللا هو كيف سميت بهذا الأسم , فعندما أكتشفها كريستوفر كولمبس ووجد الهنود يعيشون في الأكواخ العائمة في الماء أعلن بأنها ذكّرته بمدينة البندقية".
نفض السيد هاردي سيكارته وأجابها:
" نعم , أن كريستوفر كولمبس أكتشف أميركا ,ولكن هناك رجل أسباني آخر هو أولنزو أوخيدو أكتشف بحيرة مراكيبو , وهو الذي رأى أكواخ الهنود العائمة في الماء فدعاها فينيس الصغيرة أو فنزويللا كما تدعى اليوم , وهل تدرين أن مستوطنين أسبان في جميع أنحاء أميريكا الجنوبية أستوطنوا كوباخا على ساحل فنزويللا؟".
ورددت روث الأسم ببطء قائلة:
" كوباخا؟ أنه أسم موسيقي جميل".
" أنها مركز لأستخراج اللؤلؤ حاليا ".
" نعم ولكنه ليس بالعمل الهين , وأين تعمل أنت , وكيف تبدو تلك المنطقة؟ هل هناك زراعة وهل هناك غابات أستوائية؟".
وأخذ نفسا من سيكارته وقال:
" نعم , هناك بعض الغابات الأستوائية على الساحل الجنوبي للبحيرة, ولكن المنطقة ليست منطقة رومانسية كما تتصورين فهناك الأمطار التي ترتفع في بعض المناطق الى أكثر من ثمانية بوصات , عدا عن الرطوبة القاتلة والحرارة التي تصل أحيانا الى 50 درجة مئوية ".
" ولكنك تسكن هناك".
" ولكنني لا أسكن في الغابات الأستوائية , فأنا أعمل بعض الوقت في مراكيبو نفسها وهي ثاني مدينة في فنزويللا , حيث ناطحات السحاب والمكاتب المبنية من الطوب وتكثر فيها مشاكل المرور".
" يخيّل الي أنها منطقة ممتعة".
أستمتعت روث بمحادثة السيد هاردي أذ أنه حدّثها عن بلاد تختلف حضارتها عن تلك التي عرفتها والتي زارتها مع والدها , لقد زارت معظم بلدان أوروبا والولايات المتحدة , ولكن خيّل اليها أن هذه البلاد غريبة وممتعة.
أخذ باتريك ينظر اليها متفحصا وجهها الجميل الأسمر لبضع دقائق , أحست روث خلالها بالخجل المشوب بالسعادة , ثم أمسك علبة التبغ ليلف لنفسه سيكارة وسألها:
" هل تسكنين في لندن يا آنسة فاريل؟".
" نعم".
" هل ستعودين اليوم؟".
"بعد الظهر , لقد أتفقت مع جوليا على أن نركب الخيل هذا الصباح , هل تحب ركوب الخيل يا سيد هاردي؟".
" كنت أستمتع كثيرا بركوب الخيل".
" أذن لماذا لا تأتي معنا؟".
وقفت روث تتأهب للذهاب , بينما كان السيد هاردي يفكر بأن يقبل دعوتها أم لا ثم أجابها مبتسما:
" أعتقد أن جوليا لن توافقك على هذا الأقتراح".
" هل هذا يهمك".
" أظن أنه يهمني , على فكرة أخبريني كيف كان فصل الشتاء هذا العام؟ لقد توقعت أن أجد الثلوج تغطي الأرض , والمياه متجمدة , والأمطار غزيرة , ليس لديك فكرة كم أن هذه الأشياء ممتعة للقادم من البلاد الحارة".
كانت روث مضطربة تشد على قبضتي يديها محاولة أخفاء أضطرابها , متسائلة كيف جعلها هذا الأنسن تشعر بأنها فتاة ساذجة بلا خبرة ولا تجارب ,بعكس الشبان الذين تقابلهم عادة والذين يشعرونها دوما بجمالها وروعتها , فما السبب الذي دعا باتريك هاردي ليعاملها بقلة أكتراث؟ أهي الحياة الصعبة التي يعيشها في فنزويللا هي التي علّمته ألا يكترث لصداقة الجنس اللطيف؟
أخبرتها جوليا بأنه يكرس كل وقته لعمله ,هل هذا صحيح؟ أم أن هناك أمرأة أخرى في مراكسييو تنتظره , ولكن هذه الفكرة الأخيرة أفزعت روث , ولم تتقبلها ....وندت عنها حركة لا شعورية بعدم الرضى مما لفت أنتباهه فسألها:
" وماذا لو أنني شعرت بالأستياء؟".
" سأعتذر لك بالطبع".
شعرت روث بأنه يهزأ منها , وقبل أن تحاول الرد عليه , حضرت الخادمة لترفع الطعام عن المائدة فسألتها روث:
" هل أستيقظت الآنسة جوليا من النوم , لأننا سنذهب لركوب الخيل؟".
" أخذت لها طعام الفطور الى غرفتها ووجدتها مريضة ... ولا أعتقد أنه بأمكانها ركوب الخيل هذا الصباح".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس