عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-10, 02:02 PM   #7

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

سأكمل تنزيل الرواية ...


الجزء الرابع

طرقت الباب على سُهى و هي تصيح :" سُهى الغداء "
و اتجهت ناحية غرفة حُسين و طرقت الباب قائلة :" حُسين الغداء "
هنا جاءها صوته :" سميرة ! أدخلي "
فتحت الباب ببطء و رأته و هو مستلقي على سريره و ينظر لها بعينين ناعستين كئيبتين .. تاملته باهتمام بالغ .. شعره الأسود الكثيف الناعم .. بشرته البيضاء المائلة إلى الاحمرار .. شفتيه الحمراوتين .. لحيته الخفيفة .. عينيه الكئيبتين ..
همس قائلاً :
" أيمكنك جلب الغداء هنا ؟! "
اقتربت منه و وضعت كفها على جبينه قائلة :" الحمى ازدادت يا أستاذ حُسين يجب أن تراجع الطبيب "
نظر لها بذات النظرة ثم قال :" لستُ في حال جيدة للخروج من المنزل "
" لا بأس ساعتني بك و غدأ سيأتي الطبيب الجديد للمدينة .. سوف أستدعيه .."
ثم ابتسمت له بلطف :" سأجلب طعام الغداء الآن "
و غادرت و هو يراقبها و يبتسم تدريجياً .. بالرغم من الذكريات التعيسة التي مرت بخلده فأنها و بعنفوانها و طريقة حديثها الرائعة سحرته .. و أنسته تلك الذكرى اللعينة !
--
باشرت صباح بتناول طعامها و هي تخاطب سميرة الآتية :" سميرة ، انتظرتك لتقومي باستخراج البلح من السمك لنا "
نظرت سميرة لسهى و حبيب و هما لم يباشرا بتناول حصتهما و كانت قد عودتهم أن تقوم باستخراج البلح من السمك بنفسها .. كانت متعودة أن تدلل الجميع .. اقتربت و هي تحمل الطبق الخاص لحُسين قائلة :
" اعذروني و لكن المستأجر الجديد مريض يجدر بي العناية به "
نظر حبيب طويلاً لها و هي تبتعد .. كان يريد أن يذهب لحُسين و يطمئن عليه و لكن .. لا يريد أن يفجر براكين خامدة منذ زمن..
--
اعتدل و هو يراها تدخل الغرفة تحمل صينية تحوي طبق أرز و طبق سمك مقلي و طبق سلطة و كوب عصير ..
ابتسم و هو يأخذ الصينية من يديها و يضعها في حجره ثم يرفع رأسه لها و يبتسم :" أشكرك "
ابتسمت هي و جلست على مقربة و قامت باستخراج البلح من الأسماك و وضعها في صحنه فوق الرز .. نظر لها و ضحك :" تشعرينني أني طفل "
ضحكت هي بدورها و قالت :" أحب أن أفعل ذلك للجميع .. "
و قالت و هي تراه يبدأ بتناول طعامه :" هل أعجبك ؟ "
ابتسم لها :" جداً .. "
فتابعت عملها باستخراج البلح و هي تقول :" في أي جامعة درست ؟"
" في الجامعة الحكومية في المدينة .. "
تنهدت هي و هي تقول :" أتعلم ؟ أحلم أن أدرس و أعمل بوظيفة كوظيفتك "
قال باهتمام :" و لماذا؟! ألستِ مرتاحة بعملكِ هنا ؟!! "
هزّت رأسها سلبياً قائلة :" أشعر أني أمية .. "
ابتسم فضحكت هي بنعومة و عفوية و قالت :" لا تسخر مني ولكني حقاً أشعر أني لم أنجز شيئاً في حياتي"
تأملها مبتسماً و هو يعجب بها أكثر فأكثر .. بنعومتها و حبها لخدمة من هم حولها ..
خاطبها :" هل تناولتِ غداءك ؟"
هزّت رأسها سلبياً و قالت :" أتناوله و أنا أنتشل الصحون من المائدة "
ابتسم طويلاً و هو يراقبها ..
--
صباح اليوم التالي استيقظت سميرة من نومها على طرق الباب.. ردت :" مـن ؟! "
" أنا طاهر .. المستأجر الجديد يود مقابلتك "
" حسناً .. "
نهضت من سريرها مسرعة و ارتدت خماراً زهري اللون ثم انتعلت شبشبها و خرجت من غرفتها مسرعة و هي تبحث بعينيها عن المستأجر الجديد..
اقتربت للصالة حيث كان يجلس و يدخن .. كان رجلاً يخطو بعمره للأربعين ..يبدو ثرياً من أناقة البذلة و جودة السيجارة .. التفت لها و نهض مرحباً ..
ابتسمت له و جلست على الكرسي المقابل قائلة :" أنتَ السيد عبد الوهاب كمال ؟! "
" نعم .. "
و تفحص المنزل بعينيه قائلاً :" سيدة سميرة يبدو أن منزلك راقي للغاية "
ابتسمت بحرج و قالت :" أنا لستُ سيدة بل آنسة "
نظر لها بسرعة مندهشاً .. فسميرة أقل شيء يقال عنها ، فائقة الجمال ! .. ابتسم :" عذراً "
فابتسمت هي بدورها :" لا بأس ، هل نتناقش في موضوع تكلفة الايجار ؟! "
" نعـم "
--
يبدو أن السيد عبد الوهاب ارتاح نفسياً من المنزل و من غرفته المُعطرة المزينة بالزهور ..ذلك رفع معنويات سميرة كثيـراً .. تذكرت أن تذهب للاطمئنان على حُسين .. حالته كانت سيئة .. تركت الجميع على مائدة الافطار و حملت صينية تحوي أطباق خاصة لحُسين ..
بمجرد أن اقتربت من الغرفة سمعت صوت تقيؤ لفت انتباه الجميع .. و قال العم طاهر :" من هذا ؟! "
سارعت سميرة بفتح الباب و اقتربت من حُسين الذي بدت على وجهه ملامح الإرهاق بعد أن تقيأ على الفراش .. وضعت الصينية جانباً و شمرت عن ذراعيها قائلة بقلق :" هل أنت بخير ؟! "
لم يرد بل رمى برأسه على الوسادة و أغمض عينيه ..هنا دخل العم طاهر و قال :" ماذا جرى ؟ "
فتح حُسين عينيه فكانت أمامه صورة مضبضبة غير واضحة من فرط ارهاقه .. لكنه شعر بتواجد الجميع .. حيث قالت صباح :" المسكين ! "
و قالت سُهى و هي تقترب :" إن هذا الشاب منذ أن أتى للمنزل يبدو في حالة سيئة "
كان حبيب يقف يتأمل ابن خالته بأسى .. بينما أزاحت سميرة الغطاء الملوث و حملته إلى سلة الغسيل .. اقترب العم طاهر من حُسين و قال مخاطباً سميرة التي أسرعت بإخراج غطاء نظيف من الخزانة .. :
" منذ متى و هو على هذا الحال؟ "
و وضع كفه على جبين حُسين الملتهب بالحرارة .. و أتمم :" أنه في حال لا يُسكت عنها يا سميرة ! "
تنهدت سميرة و هي تفرش الغطاء الجديد على جسد حُسين و تربت على كتفه قائلة :
" سوف أستدعي الطبيب عصر هذا اليوم "
قال حبيب على الفور :" و لماذا العصر ؟!! لماذا ليس الآن .. الرجل في حالة سيئة "
هنا دخل السيد عبد الوهاب بهيبته لما رأى التجمع و قال :" هل من خطب ؟ "
تنهد حبيب و خرج قائلاً :" سأذهب لاستدعاء الطبيب "
و خرج حبيب فقالت سميرة تخاطب الجميع :" هلاَ خرجتم لأنه يحتاج للراحة"
خرجت صباح و سُهى و تأمل عبد الوهاب سميرة و هي تباشر بعملها في تمريض حُسين .. ثم غادر مع العم طاهر .. و راحت سميرة تبحث عن منديل قماشي راحت تغمره في الماء ثم عصرته جيداً .. و وضعته على جبين حُسين الذي بالكاد يتنفس .. فتح عينيه ببطء و قد ميّز رائحة عطرها البسيطة .. نهضت هي و قالت بصوتٍ يشبه الهمس :" أستاذ حُسين ، إذ احتجت أية مساعدة سأكون قريبة جداً و سأتفقدك من حين لآخر .. و قريباً سيأتي الطبيب .."
--
عـاد حبيب فطلت عليه سميرة و هي تغسل الملابس :" أين الطبيب يا حبيب ؟! "
زفر الآخر :" أنه مشغول بمرضاه و أخبرني أنه ما إن ينتهي سوف يأتي و أعطيته عنوان المنزل "
و نظر بعينيه لغرفة حُسين و قرر أن يذهب للاطمئنان عليه .. طرق الباب بلطف .. و فتحه .. اقترب قليلاً قليلاً .. و هو يرى حُسين يرمقه بعينين زائغتين .. و قد اختفى لون شفتيه ..
وقف حبيب يرمق ابن خالته و يتذكر أيام الطفولة البريئة و المشاكسات .. قبل أن تقع الفاجعة .. التي شتتت الجميع .. بينما كان حُسين يتأمل حبيب و بداخله حقد دفين تراكم على مر السنين ..


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس