عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-10, 02:04 PM   #9

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء السادس

نهضت سميرة من فورها و هي تسمع صراخ قوي ..و خرجت دون أن ترتدي الحجاب .. و كان شعرها طويلاً ناعماً كثيفاً .. اتجهت فوراً لمصدر الصوت و كانت غرفة صباح ..و تجاهلت حبيب الذي خرج من غرفته و وقف يتأملها مطولاً ..
فتحت باب غرفة صباح فوراً ..و اقتربت منها و هي تتوجع و تضغط على بطنها و حبات العرق تملأ جبينها ..صرخت بها :
" صباح ؟ هل ستلدين ؟! "
صرخت الأخرى :" نعم .. أشعر بأني سألد الآن الآن يا سميرة .. "
ارتبكت سميرة و سارعت بجلب عباءة صباح و حجابها.. و خرجت مسرعة من الغرفة و هي تصرخ بحبيب الذي يقف حائراً :" حبيب جهز نفسك لتوصلنا للمشفى "
رمقها مطولاً و همس :" لكني لا أملك سيارة أنسيتي يا سميرة "
ضربت سميرة جبينها هامسة :" أوه نسيت .. "
ثم قالت :" استعمل سيارة السيد عبد الوهاب أو حُسين .. تصرف يا حبيب "
و نست أنها تقف دون الحجاب .. فأسرعت لداخل الغرفة تساعد صباح على ارتداء العباءة .. بينما استيقظت سُهى من نومها منزعجة من ذلك الصُراخ .. و فزع الطفلين من النوم أيضاً ..
اتجه حبيب نحو غرفة السيد عبد الوهاب و طرق الباب بشكل متكرر و قوي.. فزع عبد الوهاب من نومه و نهض مرتاعاً .. قد ظن أن مكروهاً أصاب ابنيه .. فتح الباب و وقف متسمراً ..يتأمل ملامح القلق على وجه حبيب .. قال عبد الوهاب :
" ما الذي جرى ؟! "
تنهد حبيب و قال :" نحتاج سيارتك .. السيدة صباح ستلد و يجب أن أوصلها للمشفى "
زفر عبد الوهاب براحة ثم قال بحدة :" و لماذا تطرق الباب بقوة ؟! .. للأسف سيارتي لن تستطيع سياقتها لاسلوبها المتطور "
و صفع الباب في وجه حبيب باسلوب وقح ..فوقف الآخر مشتعلاً بغيظه و صرخ :
" أيها ....."
و حاول أن يكتم غيظه و هو يتجه لغرفة حُسين .. دخلها و وقف لبرهة يتأمل الهدوء المسيطر على الغرفة و وضع حُسين الذي لم يتغير .. أسرع حبيب بالتفتيش في الأدراج عن مفتاح السيارة و صوت سميرة يأتيه فيربكه أكثر :
" حبيب .. حبيب "
أخيراً وجد المفتاح في جيب المعطف .. أخذه و سارع بالخروج من الغرفة ليرى السيدة صباح بالكاد تستطيع الوقوف متكأة على كتف سميرة ..
--
انطلق بالسيارة يتخطى الطرقات بسرعة لا تصدق ..و صباح تجلس في المقعد الخلفي و تصرخ بكل ما أوتي لها من قوة .. هي أرملة فقدت زوجها .. و لأنها وحيدة في هذه المدينة فإنها تعيش في غرفة ايجار ..
راحت سميرة تربت على كتفها و تطمئنها .. حتى وصلوا للمشفى ..
--
على مقاعد الانتظار ، كانت تجلس سميرة عاقدة ذراعيها أمام صدرها و نست أمر الطفلين الذين تكفلت بالعناية بهما ..و كل فكرها منصب بأمر ولادة صباح ..
في الجانب الآخر كان يقف حبيب و يرمقها بين الحين و الآخر .. حتى اقترب منها هامساً :
" هل أنتِ متعبة يا سميرة ؟! "
هزّت رأسها سلبياً .. فجلس بجوارها و هو يتأملها و ابتسم :" كان منظرك لطيفاً و أنتِ تزجرين بي "
نظرت له من طرف عينها فأتمم :" أتعلميـن ؟!! "
و مد يده ليمسح بها على كفها فارتجفت و أبعدت يدها على الفور .. فقال مبتسماً :" أني .."
و قرب وجهه حيث أذنها بينما كانت ترتعد خوفاً و هو يهمس :" أني أعشقكِ "
نهضت من فورها هامسة :" احترم نفسك "
و مشت و أطرافها مرتجفة و قلبها يقرع بقوة ..فنهض مسرعاً و أمسك بكتفيها فتجمدت كلياً .. فابتسم و همس :" هل أخطأت يا سميرة ؟! أني معذور بعشق جوهرة نادرة و ثمينة مثلك "
و أدار بها لتواجهه وجهاً لوجه و هي تفتح عينيها ذهولاً لجرأته .. قال منفعلاً :
" أعشقك .. أحبك .. أهواكِ .. كم أنا متيم بك .. أني ...."
فوجئ بها تهمس بعصبية :" اخرس .. "
و دفعته بكلتا يديها بتوتر و ابتعدت ..
عند الساعة الرابعة صباحاً تعود سميرة و حبيب .. و قد تركا صباح في المشفى تعاني آلام الولادة .. نفرت سميرة من حبيب و جرأته و لكن .. عندما استلقت على السرير و فكرت مجدداً .. وجدت نفسها تميل له قليلا.. فلم يفعل ذلك إلا من حب صادق و إعجاب حقيقي .. حاول التمهيد له ..
--
استيقظت سميرة صباح اليوم التالي بنشاط كعادتها .. أيقظت الطفلين لمدارسهما و ساعدتهما على إرتداء ملابسهما .. وضعت الفطور على المائدة و راحت توقظ الجميع .. حتى وصلت لغرفة السيد عبد الوهاب .. طرقت الباب و هي تحمل فطوراً خاص به فأجابها :" تفضلي "
فتحت الباب و على وجهها ابتسامة لطيفة و هي تراه يجلس على سريره بخمول .. وضعت الصينية على المنضدة و قالت :" صباح الخير سيد عبد الوهاب "
ابتسم هو :" صباح النور يا سميرة .. ما هو حال تلك المرأة الحامل ؟"
ابتسمت سميرة :" لقد نقلناها البارحة للمشفى و تركانها إلى أن تلد و سأتصل بعد قليل لأسألهم عنها "
هزّ رأسه قائلاً :" جيد ! و اعذروني لأني لم أقدم سيارتي لأنها جديدة و مرتفعة الثمن و اسلوبها متطور على حبيب "
قال ذلك بشيء من التفاخر و الغرور مما جعل سميرة تغضب .. هزّت رأسها قائلة :" لا بأس "
و خرجت من الغرفة فوراً ناحية غرفة حبيب ..طرقت الباب فوجدت الباب ينفتح و يظهر حبيب و ابتسامته العريضة ، و كأنه ينتظر طرقها على الباب ..
همس :" أحلى صباح على أحلى سميرة "
فتحت عينيها مستغربة و همست :" ننتظرك على الفطور "
و مشت مسرعة ناحية غرفة حُسين لتتفقده إذ كان استيقظ من المُخدر أم لا .. فتحت الباب من دون طرق و كانت متوقعة أن ترى حُسين نائم .. إثر المُخدر ..و لكنها رأته يخرج من الحمام و هو يجفف شعره بالفوطة مرتدياً الروب ..
شعرت بالحرج عندما نظر لها فكيف دخلت من دون إذن .. حاولت أن تخفي حرجها و هي تبتسم بسعادة :
" أستاذ حُسين ؟!!!! هل تعافيت ؟!!!! "
ابتسم بالكاد و جلس على السرير و هو يهز رأسه :" على ما يبدو .. و لكن السعال و الزكام .... "
قاطعته سميرة و هي تقترب مبتسمة :" السُعال و الزُكام يعالجهما الدواء .. "
و حملت مجموعة الأدوية الموضوعة على المنضدة و اتجهت ناحيته قائلة :" عليك تناول هذه الأدوية حسب توقيتها .. و الآن يجب أن تتناول هذه الأقراص "
ابتسم لها ابتسامة هادئة و قال بصوتٍ مبحوح :" حسناً "
" بعد أن تتناول الأقراص ، يجب أن تأتي للمطبخ لتناول الفطور .. نحن ننتظرك"
--
جلست سميرة حول مائدة الطعام مع الجميع .. ففوجئت بحبيب يقول بنفور :" اسمعي يا سميرة ! .."
رفعت رأسها ناحية حبيب و سُهى تراقب الوضع .. فقال متمماً :" في المرة القادمة دعي السيد عبد الوهاب يتناول طعامه معنا فلا شيء يمنع ذلك أفهمتِ ؟!! "
رفعت سميرة حاجبيها بدهشة و انفجرت سهى ضحكاً .. مما أثار غضب حبيب أكثر بينما كان العم طاهر يبتسم بصمت ..
" سميرة !!! لن أقبل بإهانات ذلك المغرور الغير مباشرة بعد الآن .."
تنهدت سميرة و انتبهت على تواجد أبناء السيد عبد الوهاب .. و تركيزهما القوي على مجرى الحديث .. حينها جاؤهما صوت حُسين الهادئ و هو يُقبل مرتدياً ملابس قطنية خاصة بالنوم .. و يبدو أنه لن يذهب للعمل اليوم أيضاً ..
" صباح الخير "
التفت له الجميع و ابتسمت سُهى بخجل و هي تعبث بشعرها و رد العم طاهر بحماس :" صباح النور يا وسيم "
ابتسم حُسين و نهض حبيب من مقعده و حضن حُسين بقوة الذي تلاشت ابتسامته .. لاحظت سميرة ملامح الضيق على وجهه و تسائلت مجدداً .. ما هذا الشخص العدائي ؟ و لماذا لا يطيق حبيب ؟!!
صاح حبيب بحماس :" أخيراً يا حُسين ؟! حمداً لله على سلامتك "
همهم الآخر بنفور :" شكراً "
و جلس في المقهد المجاور لسُهى .. فخاطبه العم طاهر ممازحاً :" ابتسم .. ابتسم .. تشعرني بالكآبة بملامح وجهك هذه"
ابتسم حسين رغما عنه و هو يشيح بوجهه عن حبيب المهتم لأمره .. مما يزيد فضول سميرة أكثر فأكثر .. لكن الذي لفت أنظار الجميع سهى و هي تصب الحليب لحسين .. و تهمس :
" تعلم ؟ لقد نسيت ملامح وجهك .. فالفترة التي فارقتنا فيها طويلة.."
لم يكن حسين مهتما فقد كانت أنظاره مصوبة على الطفلين .. حتى قال :" من هذان؟"
ابتسمت سميرة :" أنهما ابنا السيد عبد الوهاب "
ثم استدركت قائلة :"قريبا .. سيأتي مستأجر جديد"
--
انصرف حبيب لعمله و خرجت سميرة مع العم طاهر ليصعدا سيارة أجرة توصلهما للمشفى لزيارة صباح .. و كذلك اتجه السيد عبد الوهاب لعمله بعد أن أوصل ابنيه لمدرستهما .. لم يبقى أحد في المنزل غير حُسين و سُهى ..!!!


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس