عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-10, 02:19 AM   #2

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

1– له مهما كان الثمن

- أتفضلين البقاء حبيسة في الدير على الزواج مني ؟
قال " كريستوس " هذا غير مصدق . كيف تفضل هذه الفتاة , أو المرأة البالغة الخامسة والعشرين , كما يدعي أبوها , أن تعيش متقشفة في دير , على الزواج منه ؟
إنه ليس همجيا , بالمقارنة مع الرجال اليونانيين الذين نشأت بينهم , بل إنه على العكس من ذلك , متمدن كثيرا .
ردت أليسيا ليموس ببرود : " سبق أن علمت جوابي , وما كان لك أن تضيع وقتك بالمجئ "
أدار ظهره للراهبة الواقفة في الجوار , حتى لا تتمكن من الإصغاء . فقد كلفت رئيسة الدير أن يرافقها أثناء اجتماعها به , ولكن ذلك لايبيح لها الاستماع لحديثهما الخاص .
- هل أخبرت أباك برفضي ؟ فأنت لم تخبريني , أنا بذلك حتى .
كان نادرا ما يرفع صوته إذ لم يكن بحاجة لذلك , لأن حجمه وسلطته كانا عادة كافيين للإقناع . لكن أليسيا ليموس رفعت حاجبيها : " ربما يتملك الغرور بعض النساء لهذا الإلحاح منك . إنما ليس أنا "
- جوابك إذن هو ... ؟
تزامنت ضحكة أليسيا المتشككة مع بريق عينيها السوداوين : " أنا أعلم أنك أميركي , ولكن من المؤكد أنك لست أحمق إلى هذا الحد "
قد يؤذي كلامها هذا رجلا أقل غرورا منه , لكنه ليس مجرد رجل عادي , وأليسيا ليست مجرد فتاة عادية إنه بحاجة إليها , وهو لن يغادر " أونوساي " من دونها .
- ألا تحبين الأميركيين ؟
- أبدا .
- هذا حسن , وربما سيسهل هذا مهمتنا عندنا ننتقل إلى نيويورك .
- تقابلت أعينهما وقد شحب لونها فجأة : " أنا لن أنتقل من هنا أبدا كما أننى لا أوافق أبدا على زواج مصلحة "
لم يهتم بقولها هذا , وأجاب : " إذا كنت قلقة , فأنا أعتبر نفسي يونانيا , أبواي ولدا هنا , في "أونوساي" , وهما ما زالا يعتبران هذا المكان وطنا لهما "
- آه , يا لهما من إنسانين سعيدين !
كاد يبتسم , فلا عجب فى أن أباها داريوس قد عاني من الإحباط , فهي لا ترغب أن تصبح عروسا يوما . أضاف : " لا أدري إن كان سيسرهما أن تكوني كنتهما , لكنهما سيتقبلان ذلك حتما "
- أنا واثقة من أنك أمك شغوف بك .
- بلا حدود , فالأمهات اليونانيات , يعشن غالبا لأجل أبنائهن .
- بينما البنات منبوذات .
لم يبد عليه أنه لاحظ الألم فى صوتها , وهي تقول ذلك بمرارة .
- ولكن بناتي سيكن مدللات .
كان فى السابعة والثلاثين وبحاجة إلى زوجة , كما أن داريوس ليموس كان بحاجة إلى زوج لابنته العنيدة . ومثل هذا لم يكن زواج حب , بل صفقة هيأ لها , في بنك في سويسرا .
- أنا ابن وحيد لوالدي , آخر فرد ذكر في فرع أسرتنا , وقد وعدتهما بأن يكون لهما حفيد قبل عيد ميلادي التسع والثلاثين وسألده .
- لا , بل أنت ترجو أن أكون أنا التى سألد .
عض شفتيه كيلا يبتسم : " أنا أحتمل أن يصحح لي الآخرون كلامي "
تقبضت يدا أليسيا . وتمنت لو تصفع ابتسامته المغرورة فتمحوها عن وجهه المتغطرس . لم تعرف قط رجلا مثله ثقة بالنفس , سوى أبيها فقط .
ابتلعت ريقها بتشنج وهي تحاول أن تفهم سبب عبوره المحيط الأطلسي ليبحث لها عن عريس . فقد كان أبوها يحتقر حديثي النعمة , ولابد أنه كان يشعر باليأس . حسنا , وكذلك هي . فقد كان يعرضها بالمزاد العلني . يعرض وريثته الوحيدة لمن يدفع أكثر .
غالبت دموعا ساخنة اندفعت فى عينيها .. ما كانت أمها لتسمح لأبيها بأن يفعل هذا .
- هناك عرسان أسوأ ، يا آنسة ليموس .
شعرت بسخرية لكنها لم تبتسم : " الزوج هو الزوج ، وأنا لا أريد زوجا "
- أكثر النساء يردن الزواج . إنه أمنية كل امرأة يونانية .
- أنا لست أكثر النساء .
ضحك بفظاظة : " هذا قولك أنت ، لكننى أسمع أن النساء متشابهات ، كلكن لديكن أحلام "
- أليس لديكم أنتم ؟
- أحلامى أنا واضحة ، أريد أطفالا . أنا بحاجة إلى أطفال .
وأخذ يتفحصها وكأنها فرس : " أنت شابة ، وستكونين أما ممتازة "
قالت بجفاء : " لا أريد أن أكون أما "
قالت هذا بجفاء . فهز كتفيه دون إهتمام :
- يمكننا أن نتزوج اليوم . . هنا . وحدنا فأنا أخشى أن لا يكون والدك موجودا .
- يا للفضيحة .
فلوى شفتيه بدهشة وشئ من الفضول : " انت تتكلمين كالبحارة "
- لأننى أقرب ما يكون من أعمال أبى .
- هل تهتمين بإدارة الأعمال .
- انا أهتم بعملى .
ليس العمل الذى شغف به أبوها أكثر من أى شئ آخر . لم يسمح لشئ بأن يقف بينه وبين سفنه . لم يسمح لأحد أن يتدخل فى أعمال "ليموس" الكبرى حتى أمها .
قال لها بعد هنيهة :
" أظن أن العمل سيصيبك بالسأم . مناقشاته ،عقوده ، أرقامه ، شحناته المملة . . "
- بالنسبة لعقلى الصغير ؟
التمعت عيناه وابتسم للهجتها الساخرة ، وقال ببشاشة :
- لا تضغى إلى كل ما يقوله أبوك . اصغى فقط للأشياء الجيدة التى يقولها عنى .
كان بإمكانها أن تصفعه بسهولة ، فهى تعلم جيدا سبب رغبة "كريستوس باتيراس" فى الزواج منها . كان طامعا فى بائنتها وأعمال أبيها . عندما يموت ابوها داريوس ، فسيرث "كريستوس" إمبراطورية "ليموس" . قالت له : " أراك واثقا من نفسك أكثر مما ينبغى "
- هذا ما يقوله نقادى .
- هل هم كثيرون ؟
- كثيرون جدا .
أشاحت بوجهها وهى تصر بأسنانها . إنه يمزح ، دون ريب ، ويعبث بها كما تعبث القطة بالفأر . جاهدت أن تتحكم فى طبعها ، وتوتر فكها الناعم .
- انت مجنون إذا كنت تفكر فى أننى سأتزوجك .
- لقد وافق أبوك على الزواج ، وقد تسلمت البائنة .
- أعدها إليه !
- لا يمكننى ذلك ، فأنا بحاجة ماسة إليك .
التفتت إليه ، فألفت عينيها تلمعان فى عينيه :
- بالرغم مما تظنانه ، انا لست مجنونة ولا ضعيفة الشخصية . وما دامت لديك صعوبة فى السمع ، دعنى أقلها مرة أخرى . أنا لنم أتزوجك ، يا سيد " باتيراس" ، ولن أتزوج أبدا يا سيد "باتيراس" . أفضل أن أكبر وأشيب فى هذا الدير على أن أحمل اسمك ، يا سيد "باتيراس" .
كبح كريستوس رغبته فى الابتسام وهو يهنز فوق كعبيه . قال أبوها انها عنيدة ، لكنه لم يذكر شيئا عن ذكائها أو حيويتها ، هناك فرق بين العناد والحيوية . العناد شئ كريه ، أما الحيوية فيجد الرجل متعة أكيدة فلا شئ مثل حصان جامح ، وطريدة جاسورة ، ولعبة تنس مثيرة . . وليس هناك أكثر جاذبية من امرأة تنفجر بالحيوية . وتمتم بنعومة : " آه ! أظننى معجب بك جدا "
- الشعور غير متبادل .
لوى شفتيه وأخذ ينظر إليها وهى تلقى برأسها إلى الخلف ، وعيناها تنظرات إليه بتحد . وإذ وقعت أشعة الشمس على وجهها ، أدرك أن عينيها ليستا بنيتين أبدا بل زرقاوين . . زرقاوين داكنتين غامضتين كسماء فى ليل . مثل بحر "إيجه" عندما يكون ساكنا ، شعر بلون العسل وعينان بلون بحر "إيجه" ! . بدت اشبه بصور رآها لأمها التى كانت نصف يونانية ، نصف إنكليزية والتى كانت تعد إحدى أجمل جميلات عصرها المعدودات .
- آمل أن تتمكنى من إحتمالى . فهذا يجعل الحياة الزوجية ناجحة . . . . .
تصاعدت نبضاتها بشدة أسفل عنقها ، لكن عينيها أخذتا تقذفان حمما من الغضب والعنف والإستنكار . إنها ستواجهه بأسنانها وأظافرها .
- سرعان ما أدعك بعد ذلك ، تضع لجاما فى فمى ، وسرجا على ظهرى .
- هذا شئ مغرى .
أصبحت وجنتاها بلون الشفق . . لقد اكتسبت لونها الرائع نتيجة امتزاج الدم الانكليزى باليونانى فى عروقها . عينان زرقاوان ، شعر قمحى ، بشرة ذهبية . وشعر برغبة عارمة فى التملك ، إنها له ولو كانت لا تدرى بعد .
هربت أليسيا إلى زاوية بعيدة من الحديقة المسورة ، وعقدت ذراعيها على صدرها ، بينما كانت أنفاسها السريعة المتلاحقة تضطرم فى داخلها .
تبعها ببطء ، فهو لا يريد أن يضغط عليها . ليس الآن على الأقل . . تحسس جيب معطفه العلوى فوقعت يداه على حافة صحيفة الصباح . لن تعجبها قصاصة الصحيفة هذه . إنه أول من أعترف أنها لعبة مخادعة بقصد السيطرة ، لكنه لا يريد أن يخسر الصفقة .
لقد كان وعد والديه بثروة يجبر بها فرع أسرته المنهك ، ومنذ ذلك الحين ، كل قرار اتخذه كان لملاحقة ذلك الهدف . ومنذ تعهد بذلك ، نمت ثروة الأسرة إلى حد كبير . . . كبير جدا . ولا بد أنها شعرت به يقترب ، فقالت له بصوت منخفض ينبض بالمشاعر : " أليس لديك أخلاق ؟ كيف تتزوج امرأة دون رغبتها ؟ "
- لن يكون الزواج دون رغبتك . إن لديك الخيار .
- أنت تثير اشمئزازى .
- عودى إلى الداخل إذن وأستدعى الراهبة ، إنها متلهفة إلى سماع حديثنا .
نظرت من فوق كتفها ، فرأت الراهبة . فضغطت شفتيها قائلة : " أنت مستمتع بهذا "
- إنه يوم عرسى ، ما الذى لا أستمتع به ؟
ابتعدت عنه خطوة أخرى ، وجلست على مقعد رخامى . فسار حول المقعد ليواجهها : " أليسيا ، لقد أقسم أبوك على أن يتركك هنا حتى نتزوج ، ألا يقلقك هذا ؟ "
- لا ، أنت لست أول رجل أرفضه ، ولن تكون الأخير ، أنا هنا منذ عام تقريبا . والراهبات رائعات معى ، وبصراحة ، ابتدأت أشعر بأن الدير بيتى .
الدير بيتها ؟ إنه لا يصدقها . . . ولا للحظة . . رغم جمالها النقى ، ووجنتيها العاليتين وحاجبيها المقوسين الأنيقين ، وعينيها المليئتين بالأسرار .
إنها لا تنتمى إلى ثوب الدير البسيط البنى اللون ، أكثر مما ينتمى هو إلى ثوب الكاهن ، والله يعلم ذلك .
شعر كريستوس بموجة عطف مفاجئة نحوها ، لكتها لم تكن كافية لكى يبتعد عن مائدة اللعب . لا . . إنه لم يفعل ذلك قط من قبل ، وهذا لا يعنى أنه يلعب بالورق ، بل هو يقامر بطرق أخرى ، مقامرات جريئة تخطف الأنفاس فى صناعة السفن اليونانية . فيجنى من ورائها أرباحا هائلة . لقد حقق نجاحا بالغا بالنسبة لأى شخص من مستواه .
- بيتك ، يا أليسيا ، سيكون معى . فقد أخترتك ، وأنت جزء من خطتى . وعندما أبدأ بتحقيق أى خطة ، فأنا لا أتخلى عنها ، أنا لا أهرب أبدا .
- من الأفضل أن نستخدم هذه المزايا الرائعة فى مكان آخر .
- ليس هناك مكان آخر ، ولا خيار آخر ، أنت وزواجنا هو المستقبل .
قال هذا بنعومة . وهبت نسمة حركت خصلة من شعرها المعقود باحتشام . ولم تحاول هى ان تسويها فأخذت الخصلة البنية الذهبية تتحرك بخفة الريشة .
أعجبه تماوج أشعة الشمس على كتفيها ووجهها . إذا تحول لون شعرها إلى ذهب ونحاس ، ولون عينيها إلى خضرة مياة البحر ، ورفعت حاجبيها : " أنا أعرف من أنت ، يا سيد باتيراس . أنا لست جاهلة بنجاحك . هل أخبرك بما أعلم ؟ "
- أرجوك ، فأنا أستمتع بقصة نجاحى .
- أنت يونانى أصلا ، ولدت ونشأت فى ضاحية للطبقة الوسطى فى نيويورك . تعلمت فى مدرسة أهلية مجانية قبل أن بقبلوك فى كلية عالية ذات أهمية .
- كلية " ييل " .
- وهذه جيدة جدا ، ولكن لماذا ليس جامعة "هارفارد" ؟ المفروض أن جامعة هارفارد هى الأفضل .
- لأنها غالية .
- هذا صحيح . فقد ترك أبوك موطنه "أونوساى" مفلسا مهانا.
- لم يكن مهانا ، بل فقيرا ، راجيا أن يجد حياة أفضل فى مكان آخر .
- اشتغل أبوك فى بناء السفن وترميمها .
- كان يعمل لحاما .
قال هذا بهدوء , مخفيا مشاعره في الأعماق . فقد كان وفيا لوالديه كثيرا , وخصوصا لأبيه , أبيه التقي المتين الخلق والمكرس حياته لأسرته . فاستطاع أن ينأي بها عن الذل زمن الأزمات المالية الكبري . كان هناك أيام شدة , أيام بالغة الشدة , هذا عدا نبذ المجتمع الأميركي – اليوناني لهم .



التعديل الأخير تم بواسطة * فوفو * ; 12-10-10 الساعة 02:23 AM
* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس