عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-10, 07:20 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- توأم الظلام

مع أقتراب اليخت من جزيرة بايلتار بدأت قمة جبلها تظهر في الأفق وترتفع وسط زرقة البحر المتوسط شامخة كمئذنة جامع عربي في الأندلس .
على سطح هذه الجزيرة أناس من جنسيات مختلفة أكثريتهم من الأسبانيين ذوي التأثير , الذين بنوامنازل لهم هناك فسكنوا الجزيرة وتحكموا بخبرتها وتجارتها.
أحست أنجي بمشاعر التأثر تنتابها وهي واقفة تراقب الجزيرة من اليخت , لقد غادرتها منذ ست سنوات طالبة في السادسة عشرة من عمرها , وها هي تعود أليها ممرضة قانونية متخرجة من أرقى الجامعات , لقد دعيت لتؤدي خدمة أنسانية رائعة في منزل كارلوس دي زالدو حاكم الجزيرة .
أنحرف اليخت بالركاب بأتجاه مرفأ الجزيرة الصغير وأثناء أنحرافه أنعكست أشعة الشمس على صفحة الماء , فألتمعت ببريق يأخذ الأنظار , أزاء شاعرية المشهد شعرت أنجي بحنين يشدها بقوة ألى هذا المكان , أن حنينها ألى هذه الجزيرة لم تخف وطأته بمرور السنوات الست التي قضتها بعيدة أناء دراستها , وتذكرت عندما كانت تأتي لتقضي قسما من عطلتي فصل الصيف وفصل الشتاء عند عائلة الحاكم.
كانت ماريا دي زالدو تدرس في أنكلترا في المدرسة نفسها التي تدرس فيها أنجي , ومنذ ذلك الوقت توطدت عرى الصداقة بينهما , وعندما أصبحت أنجي وحيدة بعد وفاة عمتها كيت , كان للدعوة التي وجهتها عائلة مايا لها للبقاء معها أطيب الأثر في نفسها , فقد أحست فورا برابط قوي يربطها بهم وشعرت بأن المنزل الأسباني الكبير الذي يقيمون فيه هو أجمل مكان في العالم على الأطلاق , لقد كانوا من أكثر أرستقراطيي الجزيرة تأثيرا ونفوذا ,وكان دون كارلوس نسخة عن نبلاء أسبانيا , يعيش مع أولاده بترف.
الأسبوع الماضي أختلطت ذكرياتها عن بايلتار بمشاعر مؤثرة عندما أتصلت بها مايا بالهاتف وأخبرتها بأن رايك دي زالدو أصيب بجراح بالغة في مهمة عسكرية في بلاد الباسك ( مقاطعة أسبانية مضطربة تقع في شمال أسبانيا قرب الحدود مع فرنسا ) ونقل ألى منزله وهو بحاجة لرعاية ممرضة.
قالت لها أنجي بعصبية وهي تضغط على سماعة الهاتف:
"أخبريني كل شيء ".
فأجابتها مايا بصوت مخنوق يلفه اليأس :
" أنه حادث مروع , أصابته شظايا القنبلة في وجهه ورأسه , لقد فقد بصره يا أنجي ".
كانت أنجي تسترجع شريط الذكريات وتحدق في اليم فيما يقترب اليخت بها من اليابسة , أنها تتذكر رايك جيدا , وكيف يمكنها أن تنساه ! لقد أقتنعت خلال تمضيتها آخر عطلة في منزل والده , أنها لن تلتقي أبدا مرة أخرى برجل يحتل قلبها مثله.
أنها تشعر بكل دقة مضطربة من دقات قلبها , فيما تسير بها سيارة التاكسي ألى المنزل عبر طريق مستقيم من ساحة الجزيرة الكبرى وحيث تنتشر المقاهي التي يجلس فيها الناس يشربون القهوة ويتبادلون الأحاديث.
على جانبي الطريق تنتشر المحلات والأسواق حيث كانت تتنزه مع مايا تحت أشعة الشمس , حينها لم يكن في الأفق ما يشير ألى أنها ستعود ثانية ألى بايلتار في ظروف محزنة , فيما سيارة التاكسي تقترب من منزل دي زالدو عبر مناظر طبيعية تخطف الأبصار , تساءلت أنجي في قرارة نفسها عما أذا كانت ستشعر بتبدل في مشاعرها عندما ترى رايك ثانية , لقد كانت غالبا ما تفكر به خلال عملها في المستشفى في أنكلترا .
أنعطفت سيارة التاكسي وسلكت طريقا تؤدي صعودا ألى كازيرا دي نوسترا حيث كانت أشجار النخيل تغطي مساحات واسعة من الأراضي بكثافة , حاجبة عنها أشعة الشمس الحارقة , ثم دخلت في طريق متعرج يمر عبر حديقة المدافن وهي حديقة واسعة جدا , كان من الواضح أن حب الجزيرة قد تأصل في نفس أنجي تماما , كحبها للأبن الأكبر لحاكم الجزيرة , هذا الحب بقي في طي الكتمان منذ نشأته فلم يعلم به أحد وعلى الأخص رايك .
بعد مرور ساعة من الزمن على مخابرة مايا دي زالدو لها , تدبرت أنجي أمرها مع مسؤولي التمريض حيث تعمل , وأستطاعت أن تستحصل على أذن بالذهاب ألى جزيرة بايلتار لتعتني بالرجل الحاضر أبدا في ذاكرتها , لقد كانت متأكدة تماما من جهل رايك لحقيقة مشاعرها نحوه , فأثناء فترة مراهقتها كانت تخجل منه وترتبك في حضوره , وخلال تلك الفترة بدا لها ناضجا ومنطويا يحب الأنفراد والتأمل .وعى أولاد كارلوس دي زالدو منذ البداية أهمية دور والدهم في جزيرة بايلتار , ومع ذلك وجدتهم أنجي بعيدين عن الغرور والتكبر , وكان طبيعيا في هذه الناحية , أن يميل طبع رايك قليلا نحو التعالي , فهو أبن حاكم الجزيرة , بالأضافة ألى نزعته نحو الأنفراد والسوداوية الرومنطيقية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس