نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | قالت له أنجي باللغة الأسبانية التي ساعدها آل دي زالدو على أتقانها أثناء وجودها بينهم . " رايك دي زالدو , لقد ألتقينا ثانية ". فرد عليها بلغة أنكليزية سليمة : " آه , لقد أتانا ملاك الرحمة , كما ترين , أنا في أيامي أعمى كخفاش في قبو وعلى حافة الجنون , أهلا يا أنجيلا". توجهت نحو كرسيه ووضعت أنجي يدها برفق على كتفه قائلة : " لا تغضب , فأنت تبدو مرتاحا هنا ,خرير الماء المتدفق في البركة يجعل من المكان واحدة راحة حقيقية لك". فقال بعصبية ظاهرة: "تماما , فأنا بقايا أنسان بحاجة للأسترخاء والراحة , فربما توقفت أذ ذاك عن رمي الأثاث من النوافذ , كيف حالك هذه الأيام؟ هل أنت مرتاحة ألى عملك؟". " أنا مسرورة جدا من عملي يا صديقي". كانت تود أستبدا عبارة ( يا صديقي) بعبارة لا تتضمن سوى أسمه رايك , لكنها أحست فجأة بالخجل , فهي , ومنذ فترة طويلة , لم تعد تلك الفتاة الصغيرة , لقد أحست فجأة بأنه يعتقد أنها عادت ألى هذا المنزل كمن يريد رؤيته في وضعه الجديد. " كم تبدين متفانية , هل ستتألميم معي؟". " لا , بل سأحاول أن أواسيك". قال لها ساخرا : " كيف , بأطعامي بعض الحلوى ". " هذا أذا كنت تحبها ". " وبعض الأكاذيب؟". "لا". " أيتها الممرضة , لقد بدأن لتوك بالكذب ". " أنني لا أكذب على المرضى أبدا , هذه ليست عادتي ". " أخبريني يا مايا, هل ستسه صديقتك على تغذيتي" وتابع مقهقها : " وتضربني عندما أمتنع عن الأكل؟". فقاطعته مايا معترضة: " لا تبدأ بمعاملتها بطريقة سيئة , لقد أصر الدكتور رومالدو على أن تعتني بك ممرضة , أنا أشكر المولى لأننا أستطعنا الأتصال بأنجي في الوقت المناسب , وألا لوجدت نفسك بين يدي تنين بدلا من يدي ممرضة". فأجابها بلهجة ساخرة : " عليّ أذن أن أتوقع من أنجيلا أن تعاملني برفق ! في كل حال تصرف كهذا لن يكون حكيما ". ثم تابع موجها كلامه ألى أنجي : "سوف أمزقك أربا عند أول هفوة فأنتبهي!". " بأنتظار ذلك سوف أراقب خطواتك لئلا تتعثر أنت يا صديقي". كانت أنجي متأكدة أن عليها أن تكون قاطعة معه فهذه هي الطريقة الوحيدة كي يتحسن نفسيا , أن أظهار مشاعرها الحقيقية أتجاهه ليس مفيدا له الآن. أستوى رايك في مقعده وكان التوتر باديا عليه والقلق يطل من عينيه المطفأتين اللتين تحدقان بأنجي , فجأة قال لها: " أذن , قررت أن تكوني نافذتي ألى العالم , أليس كذلك ؟ أيتها التعيسة , أنت شديدة البساطة لدرجة تحملك على الأعتقاد بأنني سأقبل هذا الأمر بكل بساطة ". ثم تلمس وجهه وتابع قائلا: " كان على هذه القنبلة أن تتابع معروفها معي وتجهز على ما تبقى مني , لم يكن من المفروض أن أبقى على قيد الحياة , الرجلان اللذان كانا معي نقلا ألى المستشفى وتوفيا لاحقا , أتظنان بأنني لا أعرف هذا؟". " آه , رايك". وأمسكت مايا بذراعه , لكنه , وبحركة عصبية تخلص منها وأنفجر قائلا: " لا تعامليني كقاصر بحاجة ألى تهدئة! لقد أخرج الأطباء من رأسي شظايا كان بأمكانها أن تحولني ألى مختل عقليا , أنت تعرفين هذا وأنا أيضا , فلنتوقف أذن عن الأدعاء بأن المسألة مسألة وقت قبل أن أعود ألى حالتي الطبيعية , أنا غارق في ظلام دامس لا أتلمس طريقي فيه , ولا أحد منكم يستطيع أن يقدر هذا ومدى الألم الذي يسببه في نفسي " وتابع بمرارة : " أن هذا الظلام يزداد كثافة يوما عن يوم , ليل متواصل بدون أمل بأنبلاج فجر جديد , أنه نفق مظلم طويل لا ينتهي ! أنه قبري ومع هذا علي أن أبقى على قيد الحياة.....". سمعت أنجي ما فيه الكفاية وأية كلمة زائدة ستفقدها أعصابها , فنهرته قائلة: " أنت تخيف أختك , فكف عن هذا الكلام , أشكر الله على أنك لا تزال حيا وبأمكانك أن تشعر بحرارة الشمس وأن تسمع غناء العصافير , لا أشك للحظة بأن الجنديين الآخرين كانا يتمنيان أن يكونا مكانك الآن". قال لها فجأة بهدوء يناقض تصرفه السابق: " لا أعتقد أن أحدا في العالم يتمنى أن يقوده الآخرون بدهم أنجيلا , عندما يفقد الرجل حاسة البصر لا يعود للأشياء حوله أي معنى , لا يعود حتى للنساء في حياة الرجل الأعمى أي معنى , فالرجل عندما يعانق المرأة يحب أن ينظر في عينيها......". قاطعته فجأة مايا وقالت له وهي تغادر الحديقة باكية: " آه , رايك , لا تعذب نفسك هكذا , أنت تنشغل بأشياء ثانوية الأهمية في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها!". |