نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | وجدت أنجي نفسها وحيدة مع هذا الكئيب الغاضب , وشعرت بأن هذا الرجل الجالس أمامها لم يبق فيه من رايك دي زالدو الحقيقي ألا الشكل الخارجي فقط هذا أذا لم تؤخذ بعين الأعتبار آثار الأصابة , كان من الصعب أن تصدق بأن هاتين العينين الجميلتين لا تريان الأشياء والألوان . " مايا ما زالت طفلة , ولوالدي اليد الطولى في ذلك , أذ أعتنى بها بطريقة مميزة , ولكن أنت.... أنت أنجيلا عملت بين المرضى ويجب أن تتفهمي بعضا مما أقوله وأشعر به , بحق السماء , أنا لا أقدر أن أكوّن فكرة عنك الآن , أن ما أحتفظ به في مخيلتي عنك هو صورة تلميذة المدرسة الصغيرة , لذلك حتى الآن لم أستطع الجمع بين صورتك كتلميذة وصورتك كممرضة , هل تسمحين بأن أتلمس وجهك ويديك لأكوّن فكرة واضحة؟". ردة فعل أنجي الفورية كادت أن تكون سلبية , لأنها أعتقدت بأنها لن تستطيع أحتمال لمساته لها, بسبب الشعور الذي تكنه له في قلبها . أحس رايك بترددها ولكنه أساء فهمه فقال لها : " هل فكرة ملامسة رجل أعمى لك تثير في نفسك الخوف ألى هذه الدرجة أنجيلا؟". " لا , أبدا". " أنني أتذكر الآن كيف كنت تهربين مني في الماضي وكأنك تخافين من شيء ما , كنت تنظرين أليّ بدهشة وخوف وكأنني مسعور , ما الذي أتى بك ألى هنا ما دمت تكرهينني ألى هذا الحد؟". كادت أن تخرج من شفتي أنجي صرخة أعتراض , ولكنها كانت أكيدة من أنه سيكرهها أذا حس بأنها تشفق عليه وسيحتقرها أذا داخله شك في أنها تحبه فقالت له بلهجة باردة : " أستطيع أن أؤكد لك يا صديقي بأنني شاهدت حالات أشد صعوبة من حالتك , الحروق مثلا وخاصة حروق الأطفال , هذا شيء لم تشاهده أنت , لقد أعتدت على كل هذا مع الوقت وكن متأكدا من أنني لست متأكدة من أنني لست متضايقة من رغبتك في تحسس ملامحي ". فرد ساخرا : " كم أنت كريمة , أيتها الممرضة , ولكنني أستطيع الآن أن أتذكر وجهك الخائف ولون عينيك الأسود". " لونهما ليس أسود , أنت تتكلم عن فتاة أخرى ". " آه , الآن تذكرتك , عيناك بلون البحر بعد الظهر وهما باردتان ونقيتان كالثلج , أليس كذلك ؟ أتذكر بأن سيب رسمك مرة ولكنه لم يتمكن من رسم التعبير في عينيك". لقد تذكرت أنجي فورا اللوحة التي رسمها سيب شقيق رايك كما لو كانت بين يديها الآن , كان سيب يريد أن يصبح فنانا , لكنه أصبح مدير أفلام سينمائية يعمل أساسا في أيطاليا وأحيانا في كاليفورنيا . ثم تابع قائلا بلهجة تهكمية : " هل حاول سيب الأتصال بك ؟ كنت تفضلينه عليّ". " كان يناسبني أكثر من ناحية العمر ". لقد قررت أن تدافع عن نفسها فلم تخبره بأن سيب أتصل بها عندما كان في لندن لحضور مؤتمر سينمائي , وتناولا الطعام ثم ذهبا لحضور أحد العروض المسرحية , كان صحيحا أنها أعتبرت سيباستيان دائما أسلس طبعا وأسهل للمعاشرة من رايك , فمعه لم تشعر أبدا بنبضها يتسارع ولا بخجل يعقد لسانها . قال لها رايك ببطء : " لا تقولي بأنك تحمرين خجلا الآت ؟". " ولماذا تعتقد بأنني سأحمر خجلا ؟". " لأن الأنكليز لا يحبون أن توجه أليهم أسئلة شخصية من هذا النوع". " أليس الجميع كذلك ؟ أنا أعرف بأن الأسبانيين متحفظون دوما بعض الشيء". " بالفعل , فنحن أيضا نرفض أن يشاركنا أحد في مشاعرنا الداخلية , هل تحلمين بأن يشاركك أحد في هذه المشاعر , شقيقي سيب مثلا ؟ هل عدت ألى الجزيرة على أمل القاء به؟". " أنت تعرف تماما لماذا أنا هنا , وتعرف أيضا بأن سيب ألطف منك". " آه طبعا , هو يعامل النساء بلطافة ونعومة أكثر مني , لقد عرفت هذا وأنت يافعة , واليوم تأكدت منه وأنت ناضجة , أليس كذلك؟". حدقت أنجي برايك فبدا لها أنه أكبر من سيب بعشر سنوات على الأقل , فيما يكبره فعلا بثلاث سنوات فقط , فالأيام والأحساس بالخطر والأصابة زادت من صلابة ملامحه , كان يبدو وكأنه تحسس الخطر بيديه , راحت تشعر أنجي بنبضات قلبها تتسارع .... أن دورها كممرضة لرايك لن يكون سهلا , أنه ليس ناعما وسهل الأنقياد كسيب......كان مصابا ووحيدا يهيم في ظلام دامس. |