عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-10, 08:30 PM   #1

تحت الشجرة

? العضوٌ??? » 129048
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » تحت الشجرة is on a distinguished road
افتراضي الذي عاش واهماً ومات موهوماً ... كاملة


أنا اسمي جورج ..أعيش في مانهاتن، مانهاتن منطقة جميلة
أنها حقا رائعة
أعمل ألان في احد المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة ..وعملي هو تعبة أكواب المشروبات الغازية
صحيح أنها مهنة متواضعة ولكنها شريفة
تخرجت من كلية الصحافة من جامعة كناساس في يناير 2002
عملت في أحدى الصحف الكبيرة في نيويورك كصحفي مبتدئ ولكن سرعان ما ترقيت إلى مناصب أعلى
حتى كنت مثالا للصحفي المحترف الذي ذكره هوفنبرج في كتابة
كنت مميزا جدا في عملي حتى أن رئيسي في العمل قال لي ذات مرة
لو كنت معنا أثناء تفجيرات الحادي عشر من أيلول لكنا صنعنا أخبارا أكثر
فقد كنت اصنع الإخبار من لا شي كنت اجعل القضايا تبدوا اكبر مما هي علية وهذا هو النوع المفضل لكثير من مالكي وسائل الإعلام
إننا نخلق الإخبار
لازلت أتذكر الخبر ألذي ألفتة عن الشخص الملتحي الذي حاول أن يفجر نفسه في ميدان وولبرغ في نيويورك واسمه عبدا لجبار جاويدي

ولكن فشل بسبب تدخل إحدى شرطيات v.p.iوأبطلت مفعول القنبلة قبل ثانية واحدة من أنفجارها
انتشر الخبر وقتها في جميع وسائل الإعلام العالمية
وأصبح متداول عبر السموات المفتوحة
واتخذت حكومة الولايات المتحدة إجراءات احترازية ضد بعض الشعوب
وتبنت بعض المنظمات هذا الهجوم الفاشل
حتى إن احد المخرجين فكر في إخراج فيلم عن هذه الحادثة يتحدث عن شجاعة شرطية إلف بي أي في إنقاذ هذا العدد الكبير من الأرواح

الناس تصدق ما يقال بسهولة وتتفاعل معه بسهولة وتتخذ قراراتها أيضا بسهولة

واللي أذكره أن عبدا لجبار جاويدي هذا الذي جعلته بطلا لقصتي المزيفة كان حلاقا حلقت عنده ذقني أيام ما كنت في جولة في إسلام أباد


لازلت أتذكر أيام الدراسة لقد كانوا يقولون لنا الحرية الإعلامية والحيادية في نقل الإخبار

ولكن الحقيقة ليست كذلك ..فليست هنالك نعم ليست هنالك حرية ..حتى في زمن السموات المفتوحة
الإعلام يجب أن يسيطر علية شخص واحد فقط نعم شخص واحد أو مؤسسة واحدة

العلاقة بين مالكي وسائل الإعلام ..وبين الجمهور ..هي كا العلاقة بين الراعي والقطيع

القائمين على وسائل الإعلام كما قال لي رئيسي في العمل
هم الذين يضعون الأسس والأفكار التي تحدد معتقدات ومواقف وسلوك الفرد.

فصلت من عملي منذ عامين ...
بعدها استقريت في هذا العمل الشريف

على كل حال أنا لا أتحدث عن حياتي الشخصية فحياتي تافه ولا تستحق الذكر ....

لازلت أتذكر الحادثة التي تسببت في فصلي من العمل
كان ذلك قبل عامين في أواخر شهر كانون البارد عندما كنت عائدا من العمل
ذاهبا إلى إحدى الحانات القريبة من عملي السابق لأقابل مع خطيبتي السابقة آليين ونحتسي الفودكا ونخطط لحفل زفافانا والذي سنحتفل به أول رأس السنة الجديدة
جلست معها ..وأخذنا نتجاذب إطراف أحاديثنا الجميلة

كانت تقول لي كيف سنقضي شهر العسل في جاميكا
كانت تقول شواطئ جمايكا في الشتاء تكو ن رائعة
وتقول أننا سنكن في كوخ خشبي فوق البحر
ونشرب عصير جوز الهند من الثمر
ونتبادل القبلات تحت الشجر
وتحت أضواء القمر

في حينها وإثناء ما كنا ننتشي مع بعضنا

أتصل بي رئيسي في العمل وقال لي بصوت خافت قابلني عند المقهى القريب من مقر الصحيفة حالا لأمر هام
قلت له : ماذا حدث أنا في إجازة
قال:قابلني حالا
واقفل الهاتف:لا اعرف ماذا افعل سوى أنني اعتذرت من آليين وذهبت إلى المقهى الذي يقصده
ودخلت المقهى ووجدته جالسا على طاولة في ركن بعيد في المقهى ..يشرب القهوة ويدخن سيجارته
جلست في المقعد المقابل له رحبت به ورحب بي
قلت له: ماذا حصل يا سيدي
قال لي :.أريدك في مهمة
قلت ماذا؟ مهمة أنا في أجازه وفي الأسبوع المقبل سأعقد قراني وأنت تعلم ...حتى انك أهديتني بالأمس هدية الزواج
قال ..أعلم ..ولكنها مهمة مستعجلة .. وأنا رشحتك للقيام بها وأنا اعلم انك جدير بذلك
وان أحد غيرك لن يتقنها مثلما تتقنها أنت
قلت:ما هي
قال لي :قبل قليل انتحر شاب في احد الأبراج في البلوك السادس
قاطعته أنتحر شاب !! في أمريكا ينتحر شاب كل 20 ثانية
قال :لا تقاطعني هذا الشاب ليس أمريكي هذا الشاب يحمل جنسية المملكة السعودية
البلد الذي خرج منة بن لادن ومنظموا القاعدة
البلد الذي يحكمه الرداكاليين
قلت له بعدما تقوست شفتاي
وماذا يعني
قال لي بلهجتهٍ غاضبه
تريد أن ترفض هذه المهمة أنت الخاسر الوحيد
أنت تعرف يا جورج ماذا يحدث في كواليس الصحافة
إذا رفضت هذه المهمة تخسر العديد من الامتيازات وسيقف سلم الترقيات
وأنت شخص تحمل سمعة طيبة
واعتقد انك ستنال جائزة بوليتزر للصحافة في الأعوام القليلة القادمة

قلت له أنا لا اقصد ولكن ما الذي تريده من هذا
قال ...أريد أن تتصدر قصة هذا الشاب عناوين الصحف ووسائل الإعلام كافة
أريدك أن تصنع من هذا الشاب رمزا للشباب المسلم الذي يفتقد للحرية حتى في اختيار مصيره
في بلادهم حتى الانتحار محرم
تجعله رمزا مثل يسوع انتحر ليكفر عن خطايا شعبة الذي تسبب في قتل الآلاف في الحادي عشر من أيلول
أريد أن تجعل قصة مثل قصة الطفل الفيتنامي
مثل قصة الفتاة الفنزولية

أو تقول انه إرهابي فشل في تنفيذ مهمة وانتحر خوفا من قادته


أنت تعرف ماذا تفعل أنت موهوب في هذه الأمور .
لا اعرف ماذا أقول سأفعل ما تطلبه
بعدها اخرج من جيبه ورقة وقال
هذه تذكرة ستسافر اليوم إلى المملكة السعودية حجزت لك فندق هناك
قلت ماذا تذكرة لماذا أسافر
قال يجب أن تسافر لكي تكون ملم بالموضوع من جميع جوانبه
قلت سأفعل، سأفعل ما تطلبه
وبعدها مد يده تحت مقعدة واخرج كشكولا كبيرا وقال :هذه مذكراته وفيها كل شي وهذه بعض حاجياته قد تنفعك بشي
لا احد يعلم عن الحادث ولا احد يملك المذكرات إلا أنت وأنت

بعدها قام من مقعدة وقال لي بالتوفيق يا جورج أريد أن أسمع أخبار طيبة

ورحل
بعدها خرج من المقهى
واتصلت بآليين خطيبتي اعتذرت لها وشرحت لها الموضوع
ولكنها لم تقتنع أو أنها لم تغفر لي
والذي كنت متأكد منه أنها كانت المكالمة الأخيرة بيننا

وصلت إلى المطار متأخرا
ولكني وصلت
وركبت الطائرة
أفكر في آليين وأفكر في الشاب الذي انتحر

كانت رحلة طويلة جدا
وعندما اقتربنا من المملكة أخذت انظر من شباك الطائرة

يا لها من مدينة
أنها صحراء قاحلة
أنها قفارا في قفار

آه لو كنت في جمايكا ألان

لكنت احتسيت الخمر مع آليين على احد شواطئ جمايكا الجميلة
لو كنت في جمايكا لان لسرقت من آليين قبلة تحت الشجرة وتحت أضواء القمر

ولكن هذا مصيري

نزلت المطار كان أسمة مطار الملك خالد
كان مطار دون المستوى يشابه مطار بوركينا فاسو
الدولة التي زرتها قبل أعوام
ركبت سيارة أجرة وأعطيت السائق ورقة الفندق الذي حجز لي فيه
وفي طريقي إلى الفندق أخذت انظر إلى هذه العاصمة والتي لا تدل على أنها عاصمة إحدى اكبر الدول النفطية في العالم
مبانيها قديمة وليست تراثية أنها تشبه عاصمة الجزائر أو أنها اقل منها مستوى

سألت السائق الذي كان لا يتقن من لغتي الانجليزية إلا القليل
كان السائق يبلس مثل اللبس الذي يلبسه أبن لادن وجماعته
سألته
هل أنت سعودي قال لي :لا أنا أفغاني
قلت ..نعم وفي نفسي قلت السعوديين يلبسون القطعة التي تشبه المنشفة فوق رؤوسهم
وهذا لا يلبس منشفة فوق رأسه !
هذه عمامة مثل عمائم قصص ألف ليلة وليلة

بعدها وصلت إلى الفندق
دخلت الفندق الفخم الذي يحمل أسم الشيراتون
قابلني موظف الاستقبال بابتسامة عريضة رحب بي
وبعدما اجري لي إجراءات سكني عندهم

قلت في نفسي وأنا انظر إلية وهو مبتسم
بالتأكيد هذا سعودي وسعودي متأثر بالعولمة
سألته هل أنت سعودي

وبابتسامة عريضة أيضا قال ليلا ..أنا لبناني
قلت :نعم وفي نفسي السعوديون لا يبتسمون بهذه الطريقة !
وصعدت إلى غرفتي في الفندق
وعندما دخلت الغرفة الجميلة جاء الذي يحمل الحقائب ووضعها في الغرفة
أعطيته دولارين
شكرني
وفي نفسي : هذا هو السعودي أنا قرأت أنهم بسطاء ومعظمهم ريفيين ويحبون الوظائف البسيطة

سألته هل أنت سعودي ؟
قال ..لا ..أنا من نيبال
قلت نعم : السعوديون لا يأخذون البقشيش!
جلست في الغرفة قليلا أخذت حماما ساخناً
وبعدها خرجت لكي أرى ماذا يمكن أن أجد من معلومات عن هذا الشاب

ركبت سيارة أجرة وأعطيته عنوان هذا الشاب مررت من عند بيته
كان قصرا جميلا مساحة تتعدى 2000 متر مربع وبه حدائق رائعة

نزلت أمام البيت انتظرت كثيرا وأنا أرن الجرس ولم يرد علي احد
أخذت انظر حول البيت ابحث عن أي شخص أسئلة لم أجد أحد
الشوارع خالية شوارعهم كئيبة ركبت سيارة أجرة أخرى وقلت صلني إلى احد المقاهي عندكم

أوصلني إلى إحدى المقاهي الشبيه بمقاهينا وتحمل الاسم نفسه
أعطيته أجرته وفي نفسي :لا بد أن هذا سعودي انه يلبس ثوبا مثل الثياب التي يلبسها أمرائهم
سألته هل أنت سعودي ؟
قال : لا يمني
وفي نفسي السعوديون لا يعملون سائقي أجرة !
وبعدها لم أسال أحد
حتى إنني اعتقد أني لم أتعامل مع سعودي واحد أثناء أقامتي هناك

دخلت المقهى
جلست في إحدى الطاولات
طلبت القهوة ..والكيك
وفتحت الكتاب الذي يحوي مذكرات هذا الشاب
...الغريب في الأمر
أن هذا الشاب ..ورث عن أبية الذي مات قبل عام أكثر من 35 مليون دولار وذلك القصر الجميل
والشاب هذا له ثلاث أخوات متزوجات.
شاب وسيم مثل هذا ويملك هذا المال
لماذا ينتحر ؟
لماذا أمريكا ؟

يتبع.....



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 12-12-10 الساعة 01:32 AM
تحت الشجرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس