عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-10, 09:37 PM   #2

عروس القمر

نجم روايتي وكاتبة في مكتبة روايتي

 
الصورة الرمزية عروس القمر

? العضوٌ??? » 105752
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 820
?  نُقآطِيْ » عروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond reputeعروس القمر has a reputation beyond repute
افتراضي

دة الفصل الاول
و قضمت العجوز من الخبز قضمة كبيرة و تمتمت:
-
من دونه ،أشك في قدرتي على تكديس الثروة التي أمتلكها أو في التأثير الذي لي على العديد مندوائر العمل.
و ضحكت بليندا ، و تناولت قطعة من الخبز بدورها و قالت:
-
لقدقابلت اشخاصا أضخم جثة منك سيدة دونيكان.
و حثتها السيدة دونيكان قائلة:
-
ضعيالمربى و الزبدة على قطعة خبزك يا عزيزتي و لا تخافي. فأنت تعرفينني جيدا و تعرفينأنني لا أمانع.
و هزت بليندا رأسها و قالت:
-
إنه لطف منك ، و لكن لا يجب عليأن أفعل ، فسيجعلني هذا سمينة ، و من سمع من قبل بفنانة سمينة؟ سيفسد هذا شكلي. فالمفروض بالفنانين أن يبقوا جائعين لا أن يسمنوا بالمربى و الزبدة.
-
سيستلزمالأمر كثيرا لتسمني أيتها الشابة ، فأنت نحيلة ، و جميلة و جسدك متناسق بطبيعته. وطباعك حلوة غير أنانية تتناسب مع جمال شكلك.
و نظرت بليندا إلى الأعلى نحو وجهرفيقتها:
-
أتمنى أن لا تسافري سيدة دونيكان. فأنا أفضل أن أحتفظ برفقتك على أنأحتفظ بمالك أو منزلك ، أو حتى أن أشارك فيه.
-
هذا إطراء زائد يصدر عن فتاة شابةلإمرأة عجوز. و لكنني قد أتخذت قراري ، و سأهاجر.
و قطبت بليندا جبينها و وضعتآخر قطعة خبز في فمها ، و نفضت يديها:
-
هل أنت متأكدة من أن حفيد أخيك سيكونمتعاونا؟
-
أنا واثقة. واثقة تماما... و لماذا؟ لأنني أمرته بذلك ، و لم أطلب منهو لأنني عندما آمر شخصا بشيء ، حتى و لو كان عنيدا و رأسه يابس مثل حفيد أخي فيتعامله التجاري ، فهم عادة ينفذون ما أريد ، و كما ترين فإن حفيد أخي قد ورث الكثيرمن عناد عمته العجوز!. لقد كتبت له و أعلمته بالوضع. و سيعود اليوم من الأرجنتين. ويستطيع أن يحتج قدر ما يريد ، لقد أبلغت المحامين و وقعت على الوثائق التي أعطيبموجبها هذا المنزل له و لك لتتشاركا به على الدوام. و سيكون ملككما معا ، و أرجوأن تنتبهي لكما معا و ليس لنفسك فقط.
-
ولكن سيدة دونيكان ، عندما تعودين إلىإنكلترا أين ستسكنين؟
-
لن أعود إلى إنكلترا. سأقضي بقية أيامي في نيوزيلندا معشقيقتي.
و أظهرت بليندا بعض الإعتراض إلا أن المرأة العجوز أمسكتبيدها:
-
لنواجه الأمر. أنا عجوز و أيامي تكاد تكون معدودة. و لا أستطيع تحمل سوىرحلة واحدة بإتجاه واحد ، و عبر العالم مباشرة ، و لن أستطيع بعد خمس ، أو لنقل عشرسنوات إذا كنت محظوظة أن أتحمل رحلة العودة.
-
و لكنك ستحتاجين لمالك سيدةدونيكان.
و ابتسمت في وجه بليندا:
-
هل حقا تريدين التحدث معي حول كمية المالالتي تركتها لك؟ لن أحتاج إلى مالي. فشقيقتي أرملة ثرية مثلي ، يبدو أن هذا إرث فيالعائلة! و سيكون عندنا من المال أكثر ، بل أكثر بكثير ، مما نحتاجه في أواخرأيامنا.
ضغطت السيدة دونيكان على زر قرب المدفأة فأقبلت إمرأة مسنة و لكن أقلعمرا من مخدومتها ، و أنحنت مبتسمة للعجوز ثم لبليندا التي كانت تضع الأطباق فيالصينية و قالت:
-
لا تزعجي نفسك يا آنسة.. هذا عملي أنا...
و سألتهابليندا:
-
هل أنت تواقة للذهاب إلى نيوزيلندا يا ليديا؟
-
كثيرا جدا يا آنسة ،فلم أغادر إنكلترا من قبل.
و قالت إيلين دونيكان:
-
و بما أننا سنسافر بحرا ،فسنشاهد الكثير من العالم في الطريق...
و وقفت بليندا و قالت:
-
إعذريني سيدةدونيكان؟
-
طبعا يا عزيزتي.. فلديك عملك. و أنت مشغولة ، تماما كما حفيد أخيمشغول بعمله ، و لا وقت أمامكما لأي شيء آخر ، و لا تشغله إمرأة في حياته ، علىالأقل لا يتكلم عنهن. و لكن لا أعتقد أنه يقول لعمته الكبيرة كل شيء!
كلما دخلتبليندا الغرفة الكبيرة التي تدعوها المرسم تشعر بالنشاط. و بسبب كرم السيدة دونيكانالذي لا يصدق ، تستطيع أن تعتبر المرسم مرسمها الآن. فلم تعد تشغله إعارة أوإمتيازا ، و لكنه أصبح هبة.. نصف المنزل الآن ملكها... و لا يهمها واقع أن يشاركهافيه رجل لا تعرفه ، حسب وصف عمته له طبيعة مسيطرة و صعبة و غير مرنة. لكن لا بد أنيكون عنده بعض الصفات الإنسانية. و يجب عليهما أن يتوصلا إلى إتفاق ما بينهمابالنسبة لإدارة هذا المنزل... و قد أوحت السيدة دونيكان ، أن له مركز مرموق في عالمالصناعة ، كونه مدير قسم في شركة إليكترونيات عالمية. و قالت عنه:
-
إنه قاس فيتعامله التجاري. و أي رجل عند القمة يجب أن يكون هكذا. لا لكي يصل فقط إلى القمة بلحتى يبقى فيها.
و أخذت أدوات التلوين و بدات تخلط الألوان و هي تفكر... ترى كيفيبدو في تعامله مع الناس؟ ستعرف في القريب العاجل ، إذ يتوقع وصوله في أي وقت منهذا اليوم. لا بد أنه قطع آلاف الأميال من الأرجنتين إلى لندن ، و سيمضي لي
لته هناكقبل أن يستقل سيارة أجرة إلى دير بشاير ، حيث سيمارس عمله الجديد هنا.
و سمعتصوت سيارة تدخل الممر الذي يقود إلى مدخل المنزل و أسرعت نحو النافذة التي تطل علىالممر. و كل ما أستطاعت أن تراه كان شعر رأسه الأسود ، و عرض كتفيه ، و بقية طولجسده من الزواية التي تستطيع الرؤية منها. حركات الرجل كانت سريعة و ثابتة ، أخرجمعطفه و حقيبته الصغيرة من السيارة و أغلق الباب ، و فتح الصندوق و أخرج حقيبتينمنها في لحظات. و كأنما القادم الجديد في سباق دائم مع الوقت ، و يبدو أن الوقت هوالخاسر الدائم معه.
و لم تنزل بليندا إلى الأسفل ، فقد شعرت بالخجل من لقاءالرجل الذي ستكون شريكة له في ملكية هذا المنزل القديم و الجميل ، و شعرت بالخوفأيضا. فقد تكون شخصيته من الصعب التفاهم معها. و هي في حالتها هذه دخيلة و هو عضومن العائلة ، و الأفضل أن تحتجب عن المسرح و أن تستأجر مكانا تعيش فيه أو أن تعودإلى منزل والدتها الصغير ، و تجد لنفسها عملا بالقرب من هناك ، و قرعت ليديا بابالمرسم قائلة:
-
السيدة دونيكان تريدك يا آنسة. السيد غاردنر وصل و تريدك أنتقابليه!
و أخذت تنظف الدهان عن يديها ، ثم أخذت مشطا عن طاولة الزينة ، فقد كانالمرسم أيضا غرفة نومها ، زودتها مضيفتها فيه بسرير و عدة أدوات راحة أخرى ، و مشطتأطراف شعرها الطويل ، الذي طالما وعدت نفسها بأن تذهب إلى الحلاق لتقصه ، و لكن دونأن تجد الوقت الكافي.
هل تغير ثيابها؟ لقد كانت ترتدي ثياب العمل العادية ، وتبدو في كل مظهرها كفنانة حقيقية. و إذا كان يحب الفنانين ، فإنها تبدو رائعة ، ولكن ماذا إذا لم يكن؟..
إنه لا يحب الفنانين. تستطيع أن ترى هذا بوضوح في قسماتوجهه الأسمر القاسي ، الوسيم و عيناه الضيقتان. و كان طويلا أيضا ، و شعره كثيف وقاتم ، و ملابسه فاخرة ، و تصرفاته حادة. و الجو المحيط به هو لرجل ، على الرغم منتودده السطحي ، إلا أنه في الداخل يملك تحت هذه القشرة ذهن متوقد و صافي ، و تحفظمنعزل لا يمتلكه سوى النخبة المحظوظة. و بما أن بليندا لم تكن من النخبة المحظوظةهذه فقد استطاعت أن تلاحظ ذلك على الفور.
على كل الأحوال ، ابتسمت له ، و كانللإبتسامة عدة صفات مختلطة! كانت جميلة ، غير واثقة ، و مع ذلك مرحبة ، و تغطيالإرتبارك الذي ساورها عند مشاهدته. و قالت بثقة بالنفس لم تكن تشعر بها حقا:
-
مرحبا سيد غاردنر.
و نظر إلى يدها الممدودة ، ثم نظر إليها ، و للحظة فظيعةاعتقدت أنه سيرفض يدها و يقابلها بالتالي بإزدراء ، و لكن بأدب جم ، حتى و لو ظاهريوضع عدائيته الظاهرة للعيان ، جانبا و مد يده للقاء يدها.
كانت قبضته ثابته ،مصافحة عمل ، ليس أكثر ، و دامت ثانيتين كما خمنت بليندا. و من الغريب كيف شعرتبأنها "عدوته" بالرغم من أنه لم يوجه لها أية كلمة. و قالت السيدةدونيكان:
-
غارث.. أليست جميلة؟.. أليست بهية المنظر؟ أليست كل شيء قلتهلك؟
-
عمتي.. لا يمكن لإمرأة أن تبلغ حد الكمال كما وصفت الآنسة هامر ، بالطبع.. لقد كنتي كمن "يبيعني" إياها. و يحتاج الأمر إلى بائع قوي الحجة "ليبيعني" أيةإمرأة. إنهن مفيدات كسكرتيرات ، أو طباخات ، أو ممرضات عندما يكون المرء مريضا. ولكن ما عدا ذلك ، لا أرى أية حاجة ملحة لأن يمتلك الرجل واحدة منهن فيحياته.
-
غارث.. سفرك إلى الخارج لم ينفعك. لقد جردك من الصفات البشرية. لو أنرجلا يحتاج إلى إمرأة في حياته لتعيد الدم إلى عروقه فهو أنت يا إلهي يا ولد ، أنتفي الثالثة و الثلاثين من عمرك ، و مع ذلك تتكلم و كأنك أعزب جاف العاطفة سريعالغضب. و هذا ما يجعلني سعيدة لأن أكون بعيدة النظر بأن أضع الشروط التي وضعتها علىالمبلغ الهائل من الأموال التي جعلت المحامين يضعونها قيد الأمانة لصديقتي الشابةبليندا هامر.
و سألتها بليندا:
-
قيد الأمانة سيد دونيكان؟
-
أجل.. قيدالأمانة يا عزيزتي.
-
و ما كان قصدك ياعمتي؟ أنت عجوز غريبة الأطوار لا يمكنالتنبؤ بنواياك ، و أنا لا أثق بك أبدا..!
-
أشكرك يا ابن أخي العزيز... أنت تعنيبقولك التوبيخ ، و لكنني أتقبلها و كأنها إطراء لي. أعترف بأنني غريبة الأطوار ، وبثروتي أستطيع أن أكون ما أشاء. و أعترف بأنني لا يمكن التنبؤ بما أنويه ، فأنا علىالدوام كنت مسرورة بعمل كل شيء مسرف في الخيال، و هذا سبب قراري بالسفر آلافالأميال عبر العالم في عمري المتقدم ، الثامنة و السبعين هذا. و لو كنت في مكانك ،لما وثقت أبدا بنفسي أيضا!
و أشارت إلى بليندا التي كانت تقف إلى جانبها ، و دعتابن شقيقها ليقف إلى الجانب الآخر. و أخذت يديهما و جذبتهما أمامها حتى التقيا وقالت:
-
دعني يا غارث أقدمك لزوجة المستقبل بليندا هامر. بليندا هذا غارث غاردنر، زوج المستقبل...
و ردت عليها بليندا:
-
سيدة دونيكان لا يمكن انك تعنين ماتقولين!
و نظرت إليها إيلين ، ثم قال غارث:
-
عمتي هذا أمر غير معقول!
ونظرت إليه إيلين أيضا و قالت:
-
لقد حذرتك... و لكنني سأكون لطيفة معكما.. سأعطيكما ستة أشهر. إذا تزوجتما ستتسلم بليندا مبلغا محترما من المال كل شهرلمساعدتها في عملها الفني... و ستحصل على مال وفير تصرفه كيفما شاءت!
و قالتبليندا:
-
و لكن... إذا لم نتزوج؟
-
سيعود مالي إلى عمل خيري مفضل عندي "منزلالقطط" أنت تكره القطط ، أليس كذلك يا غارث؟ و حصتها في المنزل ستعود إليك و عندهاستضطر هي إلى مغادرة المنزل.
و قاطعتها بليندا:
-
و لكن سيدةدونيكان.
-
آسفة يا عزيزتي ، قد يبدو علي أني لطيفة ، و لكن في داخلي ، أنا قاسيةو عجوز مزعجة. و أحب أن أفعل ما أريد ، حتى و لو عنى ذلك الإساءة للناس. و حفيد أخيورث أخلاقي ، لذلك أحذرك عندما تتزوجان...
و صرخ غارث بالكلمات من بينأسنانه:
-
لن يكون هناك زواج! إنه أمر مناف للعقل! أنت مجردة من الضميرّ!
-
وأنت كذلك يا غارث... مثل الميل إلى الزواج من الرجال الأثرياء و وراثتهم بعدموتهم... مثل شقيقتي أتذكر؟... مثل هذه القسوة وراثة عائلية، و لا تستطيع أن تحتجيا غارث. فأنت تملك ما ورثته من العائلة من أخطاء. و أنا أتكلم معك بطريقتك: إما أنتتزوج هذه الفتاة ، و تأخذ المال مقابل الجمال و الذكاء و العاطفة ، و هذه أشياء لاتملكها أنت ، و تعطيها فرصة للعيش الهنيء ، إذا لم يكن الباذخ ، لما تبقى من حياتها، أو أن لا تتزوجها و ستعود إلى ما كانت عليه من الفقر و التشرد قبل أن أضمها تحتجناحي. و إذا تركت هذا البيت ، لن يعود عندها بيت تلجأ إليه.
-
لن يكون هناكزواج!
و ارتجفت شفتا بليندا لعنف لهجته و قالت:
-
لا أريد أن أتزوج سيدةدونيكان ، خاصة إلى... إلى...
-
لا يا عزيزتي... لا تستطيعين وصفه إنه جلف فظ ،إنه غير متمدن ، إنه.. إنه.
و ارتجف صوتها و اختنق ، و أسرع غارث ليقف أمامها ويمسك بيدها:
-
أنا آسف يا عمتي... أعتذر ، أعتذر بكل إخلاص... و لكن يا عمتي... الوضع مستحيل ، و يجب أن تعرفي هذا. لم أشاهد هذه الفتاة سوى منذ دقائق.. لا أستطيعأن أضع "السرج" على ظهري...
-
تضع "السرج"! مع مثل هذه الساحرة ، المحببةالجذابة..
فاستدار و نظر إلى بليندا:
-
لا شك أنها كذلك. فصديقتك الشابة ، قدسوقت نفسها لك بقدرة و خبرة بائع قدير. و كيف تعرفين أنها صادقة ، و أن البضاعةالتي باعتها لك ليست زائفة.. ثانوية... و مستعملة؟
و تصاعد الدم في وجه بليندا وقالت بغضب:
-
أرجوك المعذرة سيدة دونيكان.. لدي أعمال أريد أن أنهيها!
-
طبعايا بليندا..
و التفتت إلى غارث:
-
هذه الفتاة متعصبة لعملها. إنها مشغوفةبه.
-
و هذا ما يجعلنا إثنين من نوع واحد ، على الأقل أصبح لدينا شيء مشترك و هومحبة أعمالنا.
و نظرت إليه بليندا من عند الباب و قالت:
-
و هذا شيء ضئيل جداسيد غاردنر.
و إبتسم بسخرية و استدار إلى عمته:
-
لو أننا وافقنا على إقتراحكالسخيف بأن نكون رجلا و زوجته ، على الأقل لن نضطر لأن نقف في طريق بعضنا البعض. سأكون منشغلا حتى أعلى رأسي بالعقود و المشاريع و اللقاءات و ستكون هي في مرسمهامنشغلة تماما برسم خيبتها و صدمتها و اضطراباتها العصبية على الكانفا ، و الورق أوأي شيء يستخدمه الفنانون هذه الأيام.
و أجابته بليندا:
-
شكرا لك لتخفيضكمستوى قدراتي الفنية و مهنتي إلى درجة الإضطرابات النفسية. و إعذرني لقولي هذا ، ولكن مع أنك قد تمتلك الذكاء لتحويل نفسك إلى "ملك أعمال" فأنا أشك في إمتلاككالإحساس الضروري لتعجب بعمل فني حتى و لو شرح لك بالكلمات.
أنا أرسم لأريح نفسيمن التوتر العصبي. أنا أرسم لأني أحب الرسم ، و لأنه لا يوجد شيء بداخلي ، لا قوةغير مسؤولة تدفعني و لا تتركني لأرتاح. و أنت بما أنك رجل في القمة لا بد تعرف عنالقوى الدافعة و التي تعطينا شيئا مشتركا أيضا!...
و صفقت الباب وراءها ، و سمعتمن وراءه ضحكات سيدة المنزل التي كانت تطلقها برضى و سرور...
وقف غارث غاردنر فيمنتصف غرفة المرسم ، و يداه في جيوبه يتحدث إلى بليندا:
-
ماذا سنفعل بخصوصالموضوع؟ لقد دفعت عمتي إلى هذه النهاية أليس كذلك؟
-
لا بد أنني في نظرك مصابةبداء عصبي سيد غاردنر ، و لكنني لم أصل إلى هذا المستوى من الجنون. لا بد أنك لمتأخذ فكرة عمتك على محمل الجد؟
-
و هل تأخذينها أنت؟
-
بالطبع. لا...
-
هللديك أصدقاء شبان؟
-
واحد أو إثنان.
-
هل هناك واحد خاص؟
-
ربما ، على كلماذا يعني لك هذا لو أن عندي صديق؟
و إبتسم بسخرية و إتكأ على حافةالنافذة:
-
أريد أن أعرف مدى المنافسة التي سوف أواجهها ، و كم من منافس يجب أنأتغلب عليه لأكسب "الجائزة".
-
لا تهتم ، فالإتفاق لاغي ، بالنسبة لي لم أفكر بهأبدا. إعطني فقط ستة أشهر هنا و هذا كل ما أطلبه. و بعدها سأجد مكانا آخر أعيشفيه.
-
و تتخلين عن المال؟

و عضت شفتها و لم تجب. و أخذ يتجول في الغرفة ، يحدق بالصور غير المكتملة ، والرسمات البدائية المنتشرة على الأرض ، و التي أخذ يرفسها برجله ليديرها أو ليزيحهالينظر إليها. و التقط بعض طين الخزف ثم رماه من يده و نظفها بمنديله. ثم تقدم إلىجانبها يراقب ضربات فرشاتها على اللوحة.
-
هل هذا ما تفعلينه طوال اليوم؟ تستغلينعمتي كممول لك ، تقدم لك كل إحتياجاتك ، و ليذهب كل العالم إلى الجحيم؟
-
أنامدرسة ، إنني أدرس الفنون في مدرسة محلية كبيرة ، لهذا ترى أن لدي بعض من التفكير ،مع صغره ، و لكنه كاف لأن أكسب معيشتي و أهتم بنفسي حتى النهاية.
-
نهايةماذا؟
-
نهاية أيامي حتى لا يضع السرج على ظهري رجل.
-
بكلمة أخرى ليس لديكالنية أن تلتزمي برغبات عمتي؟ و في هذه الحالة لن تحصلي على مالها. كم أنت بحاجةلهذا المال؟
كم هي بحاجة لهذا المال؟ بحاجة إليه كثيرا ، و بيأس. من أجل والدتهاو ليس من أجلها شخصيا. و لكن لو قالت له الحقيقة ، سيعتبر أن ذلك بمثابة وضعه أمامأمر واقع ليتزوجها ، و ليريح والدتها من متاعبها المالية الكبيرة.
عليها أنتعترف أنها بحاجة إلى المال. و لكن ثمن الوصول إليه كان أكبر من أن تتحمله ، حتى ولو كان سيريح والدتها من الحمل حتى لا تعمل بعد الآن.
و لكنها تعلم أن عليها أنلا تدفع هذا الرجل ليكون مجبرا على الزواج منها أبدا. إنه قاس و لا رحمة في قلبه ،هكذا قالت عمته ، و صلب في مبادئه ، و ما عليها إلا أن تنظر إليه لتعرف هذا. و إذااقتنع بتنفيذ أمر ما فلن يتردد في الوسائل التي توصله إليه. و إذا كان بزواجه منهاسيقوم بعمل خير لوالدتها ، فلن يتردد بالزواج منها. و لكن فكرة الزواج من هكذا رجلأرعبتها. لذا قررت أن تلعب أوراقها بمهارة. فقالت:
-
إنني أريد المال برغبةكبيرة.
-
لمن تريدينه؟
-
و لمن غيري؟ سيكون مالي ، و سأحتفظ به! سأستخدمه لدفععملي ، و لكي أتحمل المنافسة ، سأصرفه على الثياب ، الثياب المكلفة الجميلة ، وسأشتري سيارة ، ليس سيارة صغيرة بل كبيرة ، و أتباهى بها على زملائي فيالمدرسة...
و تحرك عن النافذة ، و وقف في وسط الغرفة ينظر إليها قائلا:
-
شكراآنسة هامر لأنك قلت لي هذا... و أيضا لإظهار جزء من شخصيتك لي ، و التي أبقيتهامخفية عن عمتي.. ماذا قالت؟ حلوة.. مرحة ، جميلة المظهر ، ذكية و عطوفة؟ يا إلهي ،لا تعرف عنك سوى القليل لتقوله لي! و قد أستخدم كلمات بدائية لأصفك. كلمات مثل جشعةو و محبة للمال و أنانية بكل ما في هذه الكلمات من معنى!
و التقت عيناهما ،عيناها واسعتان غير مصدقتان ، و عيناه ضيقتان فيهما إزدراء ، و خرج من الغرفة. إذا.. ها هو الآن يحتقرها لجشعها و أنانيتها و هو تماما ما قصدت إليه ، لن يتزوجهابعد الآن بالتأكيد. و هذا ما أرادته.
و اختار غارث قسما منفصلا من المنزللأستخدامه الخاص ، غرفة نوم كان يستخدمها في الماضي ، و غرفة جلوس كانت تعرف بغرفةالإحتفالات. و غرفة الطعام الكبيرة التي رفضت بليندا أن تشاركه بها.
و هناك غرفةأصغر منها ملاصقة لغرفة جلوسه اقترحت السيدة دونيكان أن تستخدمها كغرفة طعام و أصبحمفهوما أن بليندا إضافة إلى المرسم الذي تشغله ، سوف تستخدم الغرفة الملاصقة لهكغرفة نوم.
كما أن هناك مطبخ كبير في الناحية الخلفية للمنزل ، و على الرغم منأنه مزود بأحدث الأدوات إلا أنه لا زال يحتفظ بطرازه القديم. و تم الإتفاق على أنيستخدمانه مشاركة و بالتساوي. و قال غارث إنه سيحضر طعامه بنفسه ، مما أدهش بليندا، إلا أنه أجاب أنه يفعل هذا عن قصد حتى يزيل أي حاجة للمرأة في حياته. فاحتجت عمتهقائلة:
-
لا لزوم لهذه الفظاظة..
و سألته بليندا و قد ظنت أنها تمكنت منه:
-
و ماذا بشأن الغسيل؟
-
أستخدم الغسالة ، أو الأفضل أن أرسل ملابسي إلىالمصبغة ، فتعود إلي نظيفة و مكوية و موضبة ، أفضل من عمل أية إمرأة ، و أيةزوجة...
فقالت بليندا:
-
يا إلهي من ستتزوجك سيكون أمامها مهمة صعبة ، سوفتمزق نفسها لتستطيع العيش بمستواك...
و أجابها:
-
لن تتزوجني أية إمرأة.
و تدخلت عمته:
-
غارث! ستغير رأيك. يجب ذلك ، و إلا سيثقل هذا ضميرك لماتبقى من حياتك ، لأنك عامدا متعمدا ستحرم هذه الفتاة من إستلام الهبة التي حضرتهالها.
-
و أنت يا عمتي عامدة متعمدة حضرت لي فخا لتدفعيني للزواج ، و لن تستطيعيإنكار هذا!
-
لن أنكره ، و طبعا فكرتي تناسب ما في ذهنك ، فأنت بحاجة إلى ترويضأيها الفتى ، و إمرأة وحدها ، جميلة و كاملة تستطيع...
-
لا تقولي هذا يا عمتي ،ليس هناك من لها هذه الصفات في هذه الأيام ، و بالتأكيد لن تكون فنانة قادرة علىادعاء مثل هذه الصفات الحميدة القديمة الطراز...
و لم تتابع العمة الموضوع ، ولكن بليندا كانت تعرفها جيدا لتعلم أنها مستاءة من تصرفات حفيد أخيها غير المحتملة، و لكن هذا أسعدها. فلم تكن تريد أن تتزوج هذا الرجل. و عزت نفسها بأنها لو لمتحصل على المال ، فإن أمها لن تستفقد الراحة المالية لأنها لا تعرفها أصلا.
وتركتهما السيدة دونيكان لوحدهما ، فقال غارث:
-
آمل أن تتذكري الأوقات التيأستخدم فيها المطبخ آنسة هامر..
-
لا تقلق سيد غاردنر. سأتذكر، فعقاب النسيانسيكون فظيعا!
و ضحك و تحول وجهه الوسيم القاسي القسمات إلى وجه دافئ. و كان لهذاالتحول تأثيره على سرعة نبضات قلب بليندا. و فكرت: الرجل من جنس البشر على كلالأحوال! و لكن هذه المظاهر البشرية لم تدم طويلا و عاد إلى سخريته عندما قالتله:
-
ليس لدي نية الصدام معك بأية طريقة. في الواقع سأكون مسرورة لو تدبرناأمرنا بحيث لا نلتقي حتى على مسافة للكلام.
-
هل وجودي ثقيل عليك؟ إذا الشعورمشترك آنسة هامر! أرجوك أن تبقي بعيدة عن طريقي ، فأنا رجل مشغول دائما ، و لاأستطيع إبقاء باب مكتبي مقفلا و أنا في مثل هذا المركز و سأمضي معظم امسياتي فيغرفة المطالعة على مكتبي. و كل ما أطلبه منك الهدوء ، و إذا كنت ستشاهدين التلفزيونأو تستمعين للراديو ، فأخفضي الصوت قدر المستطاع ، و سيكون كل شيء على ما يرام.
و إبتسمت متحدية:
-
و إذا لم أفعل؟
و قطب محدقا بعينيها الزرقاوينالواسعتين فأردفت:
-
لن تستطيع طردي... أليس كذلك؟
-
أستطيع أن أقابل الأذىبمثله آنسة هامر ، فلدي وسائلي الخاصة. و قد أكون أكره النساء ، و لكن معرفتي بهنأكبر مما تعتقدين. فلا يزال لهن مكان في حياتي ، مع أن هذا المكان صغير . و إذااحتجتهن للعمل ، أستخدمهن ، و إذا احتجتهن للمتعة ، أعرف أين أجدهن. إذاً.. إذاأزعجتيني زيادة أو دفعتيني زيادة ، فيجب أن تعرفي ماذا ستتوقعين...
و إبتسمت لهبعذوبة:
-
لقد أخفتني سيد غاردنر ، لقد جعلتني أرتجف.
و تقدم نحوها خطوةبطيئة متعمدة ، فأسرعت للخروج و أغلقت الباب وراءها ، ثم فتحته ثانية و قالت:
-
أحيانا أكون إجتماعية جدا ، فأقيم الحفلات الصاخبة للعديد من أصدقائي. ومعظمهم فنانون ، و عندما تستحوذ عليهم روح الحفلة ، لن تستطيع إسكاتهم.. أنا آسفة.
و أغلقت الباب ، ثم فتحته ثانية لتقول:
-
سنرحب بك دوما إذا انضممت إلىحفلاتنا.
و أقفلت الباب و هربت إلى غرفتها قبل أن يتمكن من الرد.
يوم سفرالسيدة دونيكان قالت لابن أخيها إن السيدة هوغند التي تنظف المنزل ستستمر بالحضورمرتين في الأسبوع و لكنه قال:
-
لا لزوم لها ، فأنا قادر على أستخدام المكنسةالكهربائية.
-
هنا أكثر من دفع ماكنة كهربائية أيها الفتى فوق السجاد. و إذا لمتأتي السيدة هوغند ، فستترك الأمور لبليندا لتجد نفسها تنظف و تنفض الغبار و تلمعالأثاث. و أنا أعرف طرق الرجال.. يقصدون عملا و يبدون بشكل حسن ، و لكن بعد ذلك... و عاملا الحديقة سيستمران في عملهما ، أجرة الثلاثة مع المحامين و سيرسلون لهمأجورهم كل أسبوع.
عند البوابة ، و الخادمة ليديا تنتظر في السيارة ، التفتتإليهما غامزة:
-
كل ما عليكما أن تفعلا ، هو أن تتعلما كيف تعيشان معا ، و هذاهو الزواج في الحقيقة.
و ضحك ابن اخيها عاليا و قال:
-
لقد قلت لك من قبل ،أنتعجوز ماكرة. و لكن ليس كل حيلك ستنجح ، فلست مستعدا لتغيير عادات حياتي ، بأنأغير معاملتي للنساء و أحمل أعباء زوجة لمجرد أن انقاد إلى حبك للخير الذي في بعضالأحيان تقوده العاطفة فقط.
-
أنت عنيد يا غارث. و لكنني أعند منك ، أنا أحبالقطط ، و أنت لا تحبها ، و مع ذلك فأنت مصمم أن تستفيد منك القطط ، أليس كذلك؟ وهل ستضع استفادة القطط من الثروة قبل مصلحة هذه الفتاة؟ لا أصدق يا غارث. أعرفك وأنت طفل ، و أنت لست شريرا كما تحاول أن تبدو. إنه ليس شريرا يا بليندا ،حقيقة!
و ضحكت بليندا:
-
سيلزمني الكثير لأقتنع بهذا!
-
استمع إليها ياغارث ، لقد بدأت بتمزيق صفحات كتابك. لقد قابلت أخيرا من هي ند لك. و لن تجد سهولةفي إكتسابها كما تعتقد.
و قال ببرود:
-
لن أحاول حتى أن أفعل.
عند البوابةعانقته و طلبت منه أن ينحني لتقبله. و قبلت بليندا و الدموع فيعينيها:
-
لقد كنتي لي كالحفيدة يا عزيزتي ، لقد كنت عجوزة مزعجة وكنت لطيفة معي ، و شعرت معك بأنني أصغر عمرا. استمري في رسمك و المال الذي ستحصلينعليه مني سيساعدك كثيرا يا عزيزتي.
و هزت بليندا ، رأسها و لم تستطع أن تتكلمفتابعت العجوز قولها:
-
قد لا تريني ثانية ، و أنت أيضا يا غارث. دعوني أركمامعا. ضع ذراعك حولها. دعوني ارى كيف يبدو منظركما معا لأحمل الصورة في ذهني إلىالجهة الثانية من العالم.
و ببطء محاولا عدم إظهار ضيقه ، أطاعها ، و استجابتبليندا عندما لمسها:
-عانقها يا غارث ، لمرة واحدة ، لأجلي أنيا ولدي العزيز ، سأكون مسرورة أكثر مما أستطيع التعبير عنه..
و تمتم:
أنتعجوز ماكرة.
و استدار لبليندا و وضع ذراعاه حولها و جذبها نحوه و وضعت يداهاحوله ، وبقيا هكذا ، و بدا لبليندا أنه وقت طويل ، طويل لجعل جسدها حارا و يرتجفإلى أن احترق وجهها بالإرتباك ، ثم الغضب.
لم يكن هناك لزوم لهذةالإطالة ، فلم يكن هذا ما طلبته السيدة دونيكان. لا بد أنه يفعل هذا لمجرد إزعاجها، و قد نجح. و لكنها علمت أن عليها أن لا تظهر الإنزعاج ، ليس أمام السيدة العجوزالتي من الممكن أن لا يرياها ثانية.
و عندما تركها آخر الأمر ، استدارت بليندامبتعدة عنه بإتجاه العجوز و هي تبتسم ، لتشاهد سرور إيلين الزائد. و قالتالعجوز:
-
ستة أشهر! كم كنت غبية! كان يجب أن أشترط ثلاثة فقط. هذا ما سيستغرقهالأمر بينكما. لقد أصبحتما في منتصف الطريق إلى الحب بالفعل!
و قالت بليندابسرعة:
-
سيدة دونيكان.. إنه ليس...
و لكن ذراع غارث حول وسطها اشتدت عليهامحذرة ، و قال مبتسما:
-
قد تكونين على حق يا عمتي إيلين... قد تكونين على حقتماما.
و لوحت العجوز بيدها مترددة ، و أطالت النظر إليهما ، قبل أن تخرج نهائيامن حياتهما...


عروس القمر غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]

بشرتك حليب ملساءُ
شفاك ورود ورديةْ
سوداء الشعرَ طويلتةُ
عيناك مروجٌ خضراءٌ زرعِيةْ
بسمتك تذيب الامى
والحزن يفارق احشائى
فتنتك تنافس احلامى
يااميرة كل بحورالعشقِِ
اسهر ليالىَ اوصفُكِ
واشابهك
فالقمر اعطاك بهائك
ونجومة وهبتك جمالك
وانا لست اكثر من احد اسراك
مولاتى
فى آخر سردى لاقاويلى ساصارحك
فانا من توجتُكِ لتكونى
عروساً للقمرِ
رد مع اقتباس