الموضوع
:
23 -المـــلاك الحــارس ع.دار الكتاب العربي ( كتابة/ كاملة** )
عرض مشاركة واحدة
06-01-08, 01:52 PM
#
7
بلا عنوان
نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول
?
العضوٌ???
»
231
?
التسِجيلٌ
»
Dec 2007
?
مشَارَ?اتْي
»
30,617
?
نُقآطِيْ
»
-2-
رحلـــة إلى المجهـــول
فتحت كريستينا شباك غرفتها ، وخرجت إلى الشرفة تستنشق الهواء المنعش ، وتتمتع بحرارة الشمس الدافئة . وأخذت تراقب الفناء الداخلي للفندق الذي يتوسطه حوض سباحة ذو ألوان تتلألأ زرقة مخضرة كالفيروز . استاءت السيدة براندون من تأخر طيارتها إلى المارتينك بعد ظهر ذلك اليوم ، لكن كريستينا لم تشعر بأي انزعاج . لم تكن في عجلة من أمرها لركوب الزورق والإبحار إلى جزيرة سانت فيكتوار الصغيرة . لا باس من قضاء بعض الساعات في المارتينك والتمتع بمناظرها . أوت السيدة براندون إلى غرفتها ، وأشارت على كريستينا بالمثل لكنها لم تعبأ بنصيحتها . إنها لم تستوعب بعد كل هذه التطورات الجديدة في حياتها ، ولم تزدها رحلة الطائرة إلا شوقاً لاكتشاف هذا العالم الجديد.
لم تكن كريستينا تعرف الشيء الكثير عن المنزل أو المزرعة حيث ستعيش بعض الوقت . كل ما تعرفه أن الأخت مادلين وزوجها لقيا أجلهما عندما غرق مركبهما قبل سنوات قليلة ، وبدون أن تلم بتفاصيل هذا الحادث . تأكدت من شيء واحد . أن السيدة براندون تماماً كما قالت ، حادة الطباع ، سريعة الغضب ، اكتشفت ذلك بنفسها أثناء التسوق في لندن ، وعبر أسلوبها في التعامل مع موظفي الفندق ولم تدع أحداً يفلت من لسانها وأوامرها عندما توجهتا إلى المطار للإقلاع إلى المارتينك . مرت نصف ساعة وهي تهبط سلالم الفندق العريضة ، حيث خلعت ملابسها التي ارتدتها أثناء الطيران ، وارتدت تنورة قطنية قصيرة قرمزية اللون ، وقميصاً ابيض عقدت ذيله حول خصرها وأرخت شعرها فوق كتفيها ، فبدت اكثر نضارة واصغر عمراً إن السيدة براندون اقترحت عليها ارتداء ملابس صيفية وشجعتها على شرائها عندما كانت بلندن ، وها هي تنفذ أوامرها .
اشترت كريستينا دليلاً سياحياً ، وأخذت تطوف في الشوارع تقلب النظر في البيوت ذات الهندسة العجيبة ، وتتوقف قليلاً أمام كاتدرائية شاهقة ، أو محلات العطور أو اللعب والدمى . واشترت دمية صغيرة تزينها أزياء المارتينك الشعبية ولاحظت أن الأزهار تنتشر في كل مكان ، وتتدلى من الشرفات بألوانها الصاخبة المرحة وتدافع الباعة يعرضون عليها باقات الزهور المختلفة . تابعت السير إلى أن شعرت بالجوع . تمنت لو تدخل مطعماً لتناول بعض الطعام التي كانت تترامى رائحته الذكية إلى انفها . تذكرت تحذيرات السيدة براندون المتكررة وضرورة تناول الغداء في الوقت المحدد ،
عندما قررت العودة إلى الفندق ، سرعان ما اكتشفت صعوبة ذلك إذ لم تعد تعرف طريق العودة . أتذهب عبر هذا الشارع وتنعطف يساراً عند تلك الزاوية ، أم تسير في الشارع الموازي؟ وأخذت تخرج من شارع وتدخل في آخر .
وتحولت رحلتها السياحية إلى كابوس رهيب . أبطأت الخطى وهي تحدق حولها مرتابة . سمعت صوت طفل يبكي بكاء متصلاً وكأنه يمزق جوارحها المتعبة وارتفع وراءها وقع أقدام المارة ، فاطمأنت قليلاً أنها عثرت أخيراً على أحد تسأله عن طريق العودة إلى الفندق ، وحتى بلغتها الفرنسية المحدودة ولكن ما أن استدارت حتى تجمدت الكلمات في حنجرتها . كانوا ثلاثة صبية .
رأتهم يتوقفون على بعد خطوات قليلة وينظرون إليها ابتسموا بصمت ، وأدركت كريستينا مدى ذعرها وعجزها لأول مرة في حياتها . إنها حرب أعصاب ، خاطبت نفسها مرتاعة . فكرت أن تطلق ساقيها للريح لم يكن لها إلا الهرب ، وهي لا تستطيع التراجع إذا ما فاجأتها نهاية ذلك الشارع شبه المعتم . وفجأة تقدم أحدهم فأمسك بها ورماها أرضاً . أغمضت عينيها مذعورة ، وانطلقت صرخات استغاثاتها تدوي في الشارع المقفر . فتحت عينيها ثانية ، فأحست بصمت رهيب يخيم حولها . واستدارت ليقع نظرها على رجل طويل القامة يقف وراءها . أرادت أن تشكره لكنها قالت بفزع :
- لقد ذهبوا !
قال بهدوء :
- طبعاً . هل أنتِ بخير؟
كانت لغته الإنجليزية سليمة لاعيب فيها ودون لكنة أو لهجة غريبة . سألها :
- ما الذي تفعلينه في هذا الحي؟ هل يعرف أهلك أنكِ هنا؟
- أنا هنا مع ربة عملي .
تمعن في قسماتها قليلاً :
- ربة عملك؟ اعذريني . لم اعتقد انكِ في سن يسمح لك بالعمل . احزر! هل أنتِ ممثلة أم عارضة أزياء؟
بلا عنوان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى بلا عنوان
البحث عن كل مشاركات بلا عنوان