عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-08, 01:02 PM   #6

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني


تنهدت جيني التي كانت تجلس الى جانب سين في طريق العودة الى المكتب بعد ان انتهيتا من زيارة ال هاركورت وقالت:" بعض الناس لديهم كل الحظ."
تساءلت سين بشرود:" ماذا؟" فهي لاتزال ترتعد الى درجة لاتستطيع معها ان تخمن الى ماذا ترمي جيني . فقد امضت حوالي الساعة مع العروسين السعيدين تحاول ان تتفق معهما على تحضيرات زفافهما الذي سيجري في شهر آب- اغسطس. وقد حاول وولف ان يبدو موضوعيا من غير ان يثير اي محاولة للاحتكاك بها. وتنفست جيني نفسا عميقا اخر, وقالت :"ربيبكا ثورنتون, ليس من العدل ان يكون لها والد رائع وعريس جذاب تتهافت النساء عليه." لم تستطع سين ان تمنع الابتسامة الخفيفة من الظهور على فمها .قائلة بحسرة:" انا لا اعتبر انه من المهم ان يكون الاب وسيما." ردت جيني برضى :" ربما لا" ولكنها تابعت بتحسر :" ولكن وولف ثورنتون شيء اخر."
" انه شيء اخر...." قالت سين هذا مع علمها بحقيقة وولف الا انها لم ترد ان تخبر جيني بشيء.
تساءلت جيني مفكرة:" ولكنني اتساءل اين هو موقع البستاني من كل ذلك." لم تستطيعا بالتاكيد تخيل مدى اهمية العلاقة بين ريبيكا والبستاني الشاب.وحتمن وجهة ريبيكا على الاقل . فدخول جيرالد هاركورت الى غرفة الجلوس, حول انتباهمها من الحديقة الى المنزل. ولم تريا البستاني يخرج من الكوخ. ولكن ماشاهدتاه في البدية كان كافيا لتعرفا ان البستاني له دور في الموضوع.
لو كان اي انسان اخر هو العريس . لما ترددت سين للحظة, ولكن لا دخل لها في اختيار العروس. كل مايهمها هو ان تبدو العروس متأنقة يوم زفافها وتمضي امور الزفاف على مايرام, ولكن وولف هو العريس !
لم تستطع ان تصدق ذلك! ريبيكا كانت شابة صغيرة في العشرين من عمرها, وولف في الخامسة والثلاثين من العمر .رجل ناضج , وله خبرة في الحياة. ولكن لماذا يتزوج من فتاة صغيرة تكاد تكون من عمر ابنته؟ والاغرب من هذا ان ريبيكا تقيم علاقة مع البستاني في منزل والدها! لم تشك سين للحظة في ان وولف سوف يثور بشدة اذا ما اكتشف هذا الامر. ولم يكن في نية سين ان تطلع وولف عن الامر ولكن ماذا اذا اخبرته ريبيكا بنفسها؟
لقد راقبت سين الخطيبين. وبدا انه لابأس بهما كعاشقين, فقد كان وولف يعامل ريبيكا بنفس الطريقة التي يعاملها بها والدها. وكانت ريبيكا تسأل وولف عن كل شيء حتى من اين تشتري فستان الزفاف! لو كانت سين مكانها لما استشارته.رات سين ان زواج وولف وريبيكا هو في ورطة منذ الان. انها حقا فكرة محبطة عن زواج لم يبدا بعد .فعلى كل حال كانت زيارة سين لمنزل ال هاركورت من اصعب الاوقات التي مرت بها في حياتها. حيث انها قلقت من فكرة ان وولف قد يخطر له ان يطلع الاخرين على علاقته الماضية بسين . وما من شك في انها ستحرج, لانهما تصرفا كغريبين في البداية. ولا بد ان الامر سيحرجه هو ايضا.ولكن بما ان سين تعرفه حق المعرفة, فوولف لا يابه لما يفكر الناس به وهذا ليس في صالح سين. ومضى الوقت في ذلك المنزل زاد من توتر سين,اذ ان وولف لم يقل شيئا .خاصة وانه اخذ يسترضي اكثر كلما لاحظ توتر سين يزداد .بدا مستمتعا بقلقها ولم يبعد نظراته عن وجهها البارد.
عندما همت سين وجيني بالانصراف لاحظت سين من تعابير وجه وولف ان هذا لن يكون لقاءهما الاخير, فهي على ثقة من انها سترى وولف لاحقا لامحالة.
قالت جيني:"ربما لا دخل له على الاطلاق." وعندما لاحظت عدم استجابة سين للحوار اضافت:" وعلى كل, ما من امرأة في كامل عقلها تنظر حتى مجرد نظرة الى رجل اخر عندما تكون على وشك الزواج من وولف ثورنتون,"
جفلت سين مرتعبة , اي امرأة بالتاكيد! ولكن كم كانت جيني ساذجة . فهي لاتستطيع ان تدرك بعد , ان اختيار شريك الحياة يتطلب اكثر من الوسامة .ولكن السؤال هو : هل ادركت ريبيكا هذا الامر, خاصة وانها اصبحت على وشك الزواج؟
ابعدت سين عن تفكيرها زواج هاركورت-ثورنتون, حالما وصلت الى المكتب. فلقد كان لديها عمل يجب ان تنجزه وما كانت لتستطيع ذلك ووولف في تفكيرها.امضت سبع سنوات من دون ان تفكر فيه حتى في الاوقات الصعبة. كانت تنجح في ابقائه بعيدا عن تفكيرها.ولايحق له الان ان يقتحم حياتها وهي على مرمى حجر من تحقيق حلم النجاح الباهر . ولكن من سوء الحظ ان يكون عرس وولف وريبيكا هو نقطة التحول في حياتها.
امسكت بسماعة الهاتف اليا عندما رن جرسه لحظة دخولها الى المكتب وتوترت فور معرفتها المتكلمة, لقد عرفت عن نفسها قائلة:"ريبيكا هاركورت"
تساءلت سين بتحفظ:" بماذا استطيع ان اخدمك انسة هاركورت؟"
مع انها تعودت ربط اواصر لصداقة مع كل العرائس اللواتي تعاملت معهن . ومن خلال تجاربها عرفت سين انه من الافضل لكل منهما ومن الاسهل ان كانتا مستعدتين للكلام بصراحة.
طلبت منها الفتاة متوسلة :" سين ارجوك ماتستطيعينه لي هو ...."
"نعم؟" اجابت سين حين لاحظت ارتباك الفتاة واضافت بخفة:" اذا كنت لاترغبين بالتعامل مع وكالتي بعد كل هذا , افلا تشعرين بأنني قد اهان."
فإذا كان الامر كذلك , سوف تشعر بارتياح اذا وجدت نفسها خارج الموضوع." ربما وضعك والدك في موقف حرج."
ترددت ريبيكا محاولة ان تؤكد لها امرا:"ليس الامر كذلك. فانا متاكده من ان مساعدتك لي ستكون قيمة جدا."
وتحشرج صوت ريبيكا ولم تستطع ان تكمل.
رجتها سين :"نعم؟" ولكن بلطافة اكثر هذه المرة شاعرة بقلق الفتاة. وكان لدى سين شعور بان اللامر علاقة بالبستاني خاصة بعد ان قابلته ريبيكا في الكوخ الخشبي, وهذا الامر المهم.
قالت ريبيكا وكانها وجدت الكلمات المناسبة:" الامو تجري بسرعة, وانا متاكده من انني لست اول عروس تجدينها متوترة قبل الزواج.انني اريدك ان تتمهلي بترتيبات الزفاف, فلا يوجد داع للعجلة." ذكرتها سين بهدوء:"موعد الزفاف بعد اربعة اشهر فقط."
تابعت سين مشفقة عليها:" ماريك لو التقينا نحن الاثنتان على انفراد وتحادثنا."
فكما قالت ريبيكا, اعتادت سين على مفاجآت اللحظة الاخيرة ولكن اربعة اشهر لاتعتبر"اخر لحظة." الى جانب ذلك, تملكها شعور بان في الامر خطورة اكبر ممايبدو. اجابت ريبيكا بامتنان:" آه,نعم, سيكون ذلك رائعا عندها استطيع ان اشرح لك."
شككت سين بذلك.فلقد تملكها شعور بأن ريبيكا تحاول ان تنكر الحقيقة حتى عن نفسها.
: مارأيك لو اتي الى منزلك غدا ونستطيع ان ..."
قاطتعها ريبيكا بحده:"كلا , ليس هنا. ما اقصده هو..."
وحاولت ريبيكا ان تتكلم بشكل طبيعي:"لم لا نتناول طعام الغذاء معا في مكان ما ؟ فهذا على الاقل يجعل اللقاء مريحا؟" وتكهنت سين- انه كلما كان اللقاء بعيدا عن والدها كان افضل.
قبلت سين:" هذا جيد بالنسبة ليوماذا عن ..."
وهنا قطعت كلامها فجأة عندما فتح باب مكتبها من دون انذار, وحملقت بوولف بينما كان يقف بغطرسة عند الباب. وشدت بقبضة يدها بعفوية على سماعة الهاتف, وفاض الدم من وجهها وجف حلقها.لم لم تستطع السيطرة على نفسها؟لقدعرفت سابقا ان وولف لن بوداعه عودتها الى الظهور في حياته ايا كانت الظروف.
فبعد غياب سبع سنوات لابد وان يظهر عدم رضاه. لهذا بقي هادئا عندما كانا معا في منزل ال اركورت. وداعه؟ وولف لم يقبل اي امر بوداعة طوال حياته. وشعرت سين ان ريبيكا لاتريد



ان يعرف وولف عن مكالمتها الهاتفية. وبما ان الخط لم يقطع بعد بين الفتاتين, ولم يكن في نية سين ان تطلع ريبيكا على وصول الى مكتبها, وبدون ان يعرف وولف مع من تتكلم, لم تعرف سين ماذا عليها ان تفعل حينئذ! شاهدت وولف يتقدم داخل المكتب بعد ان اغلق الباب باحكام , ووقف اماها بتعجرف , بينما كان ينتظر ان تنتهي المكالمة باسرع وقت.
اجابت ين قائلة:"يبدو الغذاء فكر جيدة" واضافت بخفة بينما لاحظت التوتر في صوتها."ربما تستطعين ان تحددي اسم مطعم يكون مناسبا لكلينا؟"
راقبت وولف وهو يتجول في انحاء المكتب, وبين الحين والحين يلتقط بعض الاشياء يتفحصها ويعيدها من دون اهتمام.فلقد كان في مكتبها بعض كتب الزفاف, وبطاقات الافراح, وجدران مكتبها مزينة بورق الحائط
بلوني الزهر والكريم التي الصقتها سين بنفسها, اذ لم تستطع ان تدفع تكاليف خبيرة في هذه الامور.فلقد دفعت اجرة المكتب لسنة كاملة! اظهر وجه وولف المتعجرف درايته بامر فرش المكتب, ورفع حاجيبيه متعجبا, فسين كانت لا تزال تمسك بسماعة الهاتف.
ارادت سين بامتنان ان تنهي المكالمة, لو ان ريبيكا تقول فقط اسم المطعم.فهي تريد ان تنهي هذه المقابلة مع وولف بسرعة . وبعد ذلك مقبلتها مع ريبيكا التي احست انها ستذهب سدى هي ايضا, بالتاكيد وولف لايريدها ان تتدخل بامر زواجه من ريبيكا.
من حسن الحظ ان جيني ذهبت لتناول الغذاء بعد عودتهما, اذ انها ستشتعل بالفضول لرؤيتها وولف في المكتب بعد ان قابلتاه لتوهما في منزل خطيبته. فلم يكن في نية سين ان تقول للفتاة ان وولف اراد محادثتها بامر ما ولكن بعيدا عن اعين الرقباء.
اجابت ريبيكا اخيرا:"ماذا عن الريتز؟" كان من المحتمل ان ترفض سين ولكن رؤيتها لوولف يتجول في المكتب فلا بد من القبول.
ولكن الريتز لم يكن مناسبا لهما, او على الاقل مناسبا لميزانية سين, وبما انه غداء عمل, فهي لاتستطيع ان تضيع وقتها, وحتى اذا ما رفضت قد تخاطر بالكشف عن هوية ريبيكا.
"عظيم"وافقت سين وحددت موعد اللقاء عند الساعة الثانية عشرة والنصف واعادت السماعة الى مكانها. والتفتت ناحية وولف الذي كان يتفحص جدول اعمالها للاسابيع القادمة.
التفت ناحيتها فجأة واخذت نظراته الثاقبة تحدق فيها بإمعان, واحست سين بخصلات شعرها الفضية تتطاير فوق كتفيها, وبدا لون شعرها الزاهي فاتحا اكثر على قميصها , كانت شفتاها بدون احمر شفاه, فقد شربت للتو فنجان قهوة اعدته لنفسها. لم تكن هذه هي االطريقة التي اؤادت بها رؤيىة وولف وماكانت تتوقع رؤيته سريعا هكذا. ولكن كان عليها ان تعلم ان وولف يفعل دائما غير المتوقع. وارتد فمها الى الوراء عندما التقت نظراتها بنظراته الباردة.
فتحدته متسائلة:" ماذا تفعل هنا يا وولف؟"
من حسن حظها ان صوتها لايظهر كم كانت متضايقة ومتوترة من وجوده . فهما وحدهما تماما هنا . ولم يكن امام سين ثمة خيار اخر.
لوى فمه مبديا خطوط وجهه وقال متشدقا بسخرية:" بالتاكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟" واولاها نظرة ملؤها الشفقة على سذاجتها.
تنفست نفسا متقطعا وقالت:" واي حديث هذا الذي تقصده؟" ثم قوست حاجبيها متسائلة:" الذي جرى هذا الصباح ام الذي كان منذ سبع سنوات؟"
اخرج الكلمات من بين شفتيه بقسوة:" الاثنان مترابطان بالتاكيد!"
وحاول ان يسيطر على اعصابة بقوة كي لا يستعمل قوته الجسدية ويسحبها عن كرسيها ويوقفها على قدميها بقوة ويهزها الى ان تصطك اسنانها.
ارغمت سين نفسها علىالبقاء جالسة, في حين كانت تريد حقيقة ان تقفز عن الكرسي وتجري وتجري الى ان تتاكد من ان هذا الرجل لن يمسك بها . ولكن من تجربتها السابقة معه عرفت انه عندما يريد الامساك باحد فانه لابد سيفعل.
وهكذا بدلا من الهروب اظهرت حركة لا مبالية من راسها قائلة:" انا لم افهم ماتعنيه."
وكانت اصابعها تطبق باحكام على القلم الذي كانت تستعمله حين اتصلت بها ريبيكا.
وقطب وولف وجهه فيما عيناه تتاملان وجهها الشاحب وقال:" هل كان هذا جيرالد على الهاتف الان, يهيئ لموعد غداء معك غدا؟"
لم تتوقع ان يغير الموضوع كله حتى انها للحظة اختل توازنها من التحول المفاجئ. ولكن علامات الارتياح ظهرت على وجهها. قالت له :" اذا كان عو او لم يكن, فلا علاقة لك بهذايا وولف!" قالت ذلك وهي واقفة وهذا لم يكن في صالحها فهو اطول منها بقدم ولكنها اصبحت تستطيع التحرك اذا ما استدعى الامر الهرب. واضافت مندفعة:" استطيع تناول الغذاء مع من ارغب."ايقينت انه لم يتخيل ولو للحظة ان ترتيب موعد الغداء هو مع ريبيكا هاركورت ولم يكن في نيتها ان تطلعه على الامر.
وضع وولف يده بسرعة حول خصرها, ولكن لا . فهي لم تفكر بوولف هكذا منذ سبع سنوات ولم تستمح لنفسها بهذه السعادة, ولن تفعل ذلك الان, وهو على وشك الزواج من امرأة اخرى, فهو الجنون المطبق! نهرته بقوة:" دعني يا وولف" من دون ان تستطيع النظر في وجهه الجميل.
عاد فيض من الذكريات لتؤلمها من جديد, وبقوة لم تكن تعرف بوجودها, تخلصت من قبضة. كان الوجع الان جسديا وليس عاطفيا. فهي تستطيع التعامل مع الوجع البدني بسهولة اكثر من الوجع العاطفي الذي سببه لها هذا الرجل ذات مرة.
عرفت ان الندوب على يديها سوف تختفي ولكن ندوبها الداخلية سوف تبقى.
سألته بتعجرف وتحد:" كيف حال عائلتك , وولف؟"
وتجلت نظرات عينيه وهو يقول :"عائلة؟" ردد برقة مبطنة:" هناك امي وبربارة الان فقط؟" فقط امه وبربارة ؟ ليس هناك حاجة لشخص اخر فالاثنتان رائعتان لوحدهما!
اضافت بتعبير استفهامي :" وكيف حالهما؟"
لوى وولف فمه قائلا:"هل حقا تهتمين؟"
كلا . انها لاتهتم على الاطلاق, ولكن على الاقل ذكرهما قد ابعد انتباهه عن المكالمة الهاتفية التي قاطعها منذ قليل.
اجابت بصدق :" كلا " ولم تجفل من نظراته العميقة الخطرة, وتذكرت جيدا كم ان هاتين المرأتين قد كرهتاها فيما مضى, وكانتا تظهران كرههما لها في كل مناسبة
وهي متاكدة انهما ماكانتا لتكترثا لحالها الان بقدر ما تكترث هي بهما, بالاضافة الى ان كلوديا ثونتورن كانت الرافضة الاولى لها.ولم تكن راضية اطلاقا عن علاقة سين بولدها.وبربارة اظهرت نوعا اخر من التهديد مختلفا كليا هل مازالت؟ اذا كانت لاتزال , فان لدى سين دافعا اشد للشفقة على ريبيكا الان.
همس وولف:"لا اعتقد ذلك." فيما كان غضبه المكبوت في داخله يوشك ان ينفجر."
اطلقت سين تنهيده:"ماذا تريد مني يا وولف؟ واضافت مقطبة:"فإعادة الماضي لن تساعد احدا, يجب عليك التركيز على مستقبلك."
عادتفكيرها من جديد الى ريبيكا والمكالمة الهاتفية الغريبة التي تلقتها منها.كان وولف يراقبها, وقال اخيرا برقة:" وماذا تعنين بذلك؟"
لم يكن في ني سين خداع ريبيكا واردفت بغير اكتراث:"هل تحب ريبيكا هاركورت؟"
بدا ان وولف يعتقد ان في استطاعة العودة الى حياتها من جديد بعد سبع سنوات, متظاهرا بالبراءة, ويطلب منها ما يريد . ولكنها لن تعطيه نفس الفرصة!
"عواطف وولف" ازداته بسخرية وقالت مقطبة الوجه:"انا لا اصدق انك تملك شيئا مها اتجاه ريبيكا على الاقل ليس من نوع العواطف التي يجب ان تملكها تجاه المرأة التي تنوي الزواج منها."
تحرك وولف عابرا الغرفة بخطوات خفيفة ليقف على بعد خطوات منها. وسألها:"ماذا تعرفين انت عن ذلك او متى عرفت او اهتممت بما احسه انا؟"



هذا لم يكن عدلا.فلعدة اسابيع , اسابيع ثمينة اثرت على حياة سين , اعتقدت, انها تعرفت على هذا الرجل جيدا.ومع ان الحقيقة اثبتت غير ذلك, فان هذا الاثبات ماكان ليأخذ تلك الامور منها.
كانت متاكدة ان وولف لايحب ريبيكا! اذا لماذا يريد الزواج منها؟ لماذا لايتزوج بربارة كما ظنت انه قد يفعل؟
نظرت سين الى وجه وولف والدموع تحجب وجهه عنها, وكان هذا الحجاب قد محا عن وجه هذا الرجل كل ملامح الحدة. وعاد ذلك الشاب الذي عرفته منذ سبع سنوات.فمع انه كان يعرف قدراته , لم يملك غطرسة هذا الغريب الذي يشبهه.
ورمشت بعينيا لازالة تلك الدموع وذهبت صورة وولف القريب الى القلب الذي عرفته من قبل. وبقيت صورة ذلك الرجل الذي تملأ وجهه
ربما كان دئما هكذا وهي كانت متورطة مه الى درجة لم تلحظ لك؟ كلا! فهي لاتستطيع ان تصدق هذا.لان كل ما شعرت به ذات مرة تحول الى تفاهة. وهذا امر كان مهما جدا في حياتها.
نراجعت الى الوراء قائلة:" نحن لانبحث بأمري يا وولف." وسألته بانتباه"لماذا تتزوج من ريبيكا؟"
لوى وولف فمه ووضع يديه في جيبي سروالة, وسترته مرتدة الى والوراء باهمال, مظهرا شكل جسده المتناسق تحت صديريته.لقد كان وولف نحيلا ومايزال....
رد وولف برقة وفمه ينم عن السخريه:"لماذا تعتقدين انني سأتزوجها؟" كانت سين على وشك ان تترك حقها في التفكير باي شكل عن علاقته بريبيكا, ولكنها توقفت متذكرة علاقة وولف العائلية بجيرالد هاركورت وعلاقة الصداقة الواضحة بين الرجلين.وقد عرفت تماما لماذا سيتزوج وولف الفتاة ولماذ ايضا وافقت ريبيكا على الزواج منه.
قالت بنفور ظاهر:"زواج مصلحة , ياوولف." وهزت رأسها ثانية ونظرت صوبه باشفاق:"ماذا حدث لك ؟" ورد نظرتها بنظرة جليدية وقال :"حدث لي ؟"
حدقت فيه سين وكأنها لا تعرفه وكما لو أنها بالتأكيد لم تعرفه أبداً ." أهذا ما أصبحت عليه يا وولف ، رجل أعمال متغطرس مثل أليكس ؟"
قاطعها وولف بحدة :" دعي أليكس من هذا الأمر !"
وتشنجت يداه وهو يقول :" هو ميت ."
كانت تعلم أن أخاه مات ولكنه باقٍ في حياة وولف .
فأليكس كان من عادته أن يقود طائرته الملاروحية خاصته ويتنقل بها إلى أماكن عمله .
ولكن في إحدى المرات اصطدمت طائرته بأحد النتوءات الصخرية فوق جبال كامبريان ، فمات هو و مرافقه على الفور . ولكن وفاة أليكس لم تكن لتغير من كراهية وولف تجاه توسع أعمال أخيه باني امبراطورية العائلة والتي كانت تجعل وولف يرتجف من فكرة تورطه في ذلك العالم .
والآن كما يبدو ، ليس متورطاً فحسب ، بل أصبح بارد القلب وسافلاً أكثر من أليكس نفسه .
"لا تستطيع أن تتزوج من ريبيكا فقط من أجل مصلحة العمل ، يا وولف؟"
سألها متحدياً :" من يقول لا أستطيع ؟ أنت ؟ لقد انسحبت من حياتي عند أول إشارة إلى أن الأمور ستكون صعبة لفترة ، وهكذا..."
شهقت سين رافضة الاتهام :" هذا ليس صحيحاً ! لم يكن أمامي أي خيار آخر . أنت ..."
سألها مستفهماً :" نعم ؟ أنا ماذا ؟ لم أكن أستطيع أن أوليك الإهتمام الذي أردته بعد موت أليكس ؟"
وأضاف متألماً :" لقد اعتقدت أنك تفهمت كيف كان الأمر ." وهز رأسه بقرف وقال :" لكنك ما تركتني مع هذا الاعتقاد الخاطئ لوقت طويل ! لقد قررت أنه الوقت المناسب لإعلامي بعودتك إلى كولينز من جديد ." ولمعت عيناه ببريق الغضب وأضاف بقسوة :" هذا إذا كنت قد توقفت عن رؤيته."
طالبته مستفسرة واللون الأحمر يعلو وجنتيها :" وماذا تعني بذلك ؟" أشار وولف لا مبالياً بحركة من يده :" لقد كنت متورطة مع كولينز قبل أن أتعرف إليك . لقد كنا قريبين ... نحن ... فقط لعدة أسابيع ومن الطبيعي الإفتراض أنه ..."
انهى عبارته وعيناها تلمعان بشدة :" إنني استمريت بلقاء روجرز بينما كنت أخبرك بأنني أحبك . لهذا لم ..."
وأردفت مزدرية بقرف :" أرجو أن تعفيني من الباقي ."
فقطب وجهه متسائلاً :" يعني ؟"
" يعني " وانكسرت الكلمات مع تنهيدة ثقيلة . لم تكن سين غير منتبهة للخطر الظاهر على وجهه . ولكن في النهاية ما كانت تقصده هو أنه ما من داعٍ بعد كل الذي جرى احياء الماضي مع كل ذكرياته المؤلمة . وهزت رأسها لا مبالية :" هذا لايهم ."
" من الظاهر أنه كذلك " ثم اضاف وعيناه ما زالتا مشدودتان :" وإلا ما كنت وجهت الملاحظة أبداً."
أمسك بكتفيها قائلاً :" أخبريني ماذا قصدت يا سين ؟ لن أتركك قبل أن تخبريني ."
تطلعت نحوه بعينين معذبتين . لقد أحبت هذا الرجل كثيراً ذات يوم وكانت على استعداد لفعل أي شيء من أجله ، إلا أمراً واحداً طالبها به . لقد حذرها روجر عندما بدأت تخرج مع وولف من أن الطبقة التي ينتمي إليها وولف ثورنتون تعيش وفقاً لقوانين مختلفة عن قوانينهم . ولكنها كانت متيمة في ذلك الوقت إلى درجة لم تصغ لهذه التحذيرات . لقد دفعت ثمن ذلك غالياً لمدة طويلة من الوقت بعد أن خرج وولف من حياتها .
وبدأ جرس الهاتف يرن بدون توقف . ولكنها لم تكن تريد الرد عليه ، فلقد أرادت أن تعرف الإحساس الذي دفع وولف ليلثمها بمثل تلك الطريقة . فحرارة عناقه لم تكن تخطئها ، وكذلك استجابتها الطبيعية له . ولكن عندما رفعت رأسها لتسأله عن ذلك دفعها بعيداً عنه ، وعلت القسوة شفتيه .
ابتعد عنها بحركات فجائية وأمرها بقوة :" أجيبي على هذا الشيء اللعين." ولوى فمه قائلاً :" لابد أنها عروس فقيرة تريد الهرب من زفافها ، زكل شيء يتعلق به بما فيه العريس !"0
أحمر وجه سين عندما تذكرت حديثها مع ريبيكا هاركورت منذ وقت قصير . فإذا كان هناك من عروس تريد الهرب ، فإنها هي !
أمسكت بسماعة الهاتف ونظرتها العميقة مركزة على وولف الذي وقف باتجاهها ساكناً ينظر من النافذة إلى الشارع . يقع المكتب فوق مخبز . في بعض الأيام تهب رائحة الخبز إلى أنف سين وهي تشعر بالجوع ، هذا عدا عن أن الساعة هي الثانية والنصف ولم تتناول غداءها بعد .
فاليوم ليس هو مثل تلك الأيام !
حياها صوت رجل دافىء:"مرحبا ,سين .ل4قد ذهبت باكرا قبل لن تسنح لي فرصة التخطيط للقائك على العشاء الذي وعدتني به." جيرالد هاركورت ! رمت سين بنظرة يقظة إلى وولف ,من بين كل الناس يتصل بها جيرالد الآن!
كما لو انه لاحظ توترها ,استدار وولف ببظء لينظر الى وجهها الشاحب وهو يقول :"ماذا هناك ؟" تنفست سين بصعوبه. هذا مريع حقا .لم يسمع اجابة على عبارته المقتضبة:" هل اتصلت في وقت غير مناسب؟"
حاول ان يخمن بانه وقت حرج . لايستطيع ان يكون اسوا . ازدردت ريقها بصعوبه :" ليس في الحقيقه!" كذبت قائله :" والعشاء سيكون جميلا." ولم تستطع النظر ناحيه وولف.
لقد قبلت الدعوه . اذا لم تقبل الدعوة فانه سيطيل المكالمه .ومع وجود وولف في الغرفه وملامحه المكفهرة فهذا سيزعجها . تابعت الكلام مع جيرالد :" هل تسنطيع ان تصطحبني في الساعه الثامنه ؟" واضافت مستطردة:
"يوجد مطعم ايطالي بالقرب من هنا ,إلا إذا كنت لاترغب بالمعجنات؟" ومن كان يابه لما يحب او يكره ؟ فكل ما ارادته هو انهاء هذه المكالمه باسرع مايمكن لانها اذا لم تفعل ,فان وولف سينفجر!
وافق جيرالد سريعا :" تبدو المعجنات رائعه." وبدا واضحا انه مسرور لنجاحه السريع اذ بدا وكانه يخطط لاقناعها بقبول دعوته منذ وقت . اعطته سين عنوانها بسرعه مبقية عينيها على وولف! وهي تحاول انهاء المكالمه بدون ان تبدو فظه .لم يتحرك وولف من مكانه قرب الشباك واخذ يبدو مفزعا اكثر. وبقيت سين بالقرب من مكتبها ويداها مشبكتان امامها,تنظر اليه بقلق . وبقيا صامتين ,سين لانها لاتعرف ماتقول , اما وولف ,فكانت متاكدة ان لديه الكثير ليقوله!
سالها اخيرا باتهام واضح :"جيرالد؟"
اجابت :"نعم" وملات الحرارة وجهها لتبدو كتاكيد كاف.
وشد وولف فمه قائلا:"سوف تتناولين العشاء معه الليله؟"
رفعت وجهها بتحد :" نعم" مؤكدة على العبارة
هز رأسه , وعاد فمه من جديد مزدريا:" لقد سألتني منذ وقت قصير ماذا جرى لي؟" سوف اخبرك بكلمه واحدة ماذا جرى لي :" انت السبب. انت وشعرك الفضي وعينلك البنفسجيتانه وتعبير بريء خدعني منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد !" واغلق الباب بشدة اللا درجة ان الجدران قد اهتزت. سقطت سين على كرسيها بضعف ,ليس من جديد.
وولف قال هذا. ولكن مع ذلك فعناقه منذ وقت قصير في الغرفه بالذات يجعل من كلامه هذا كذبا . في الحقيقه اذا كان وولف قد عانقها بمثل هذه العاطفه الجامحة فانه لا يملك اي حق بالزواج من ريبيكا هاركورت!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس