عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-10, 02:50 PM   #2

عازف القلم

نجم روايتي وكاتب في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عازف القلم

? العضوٌ??? » 148240
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » عازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond reputeعازف القلم has a reputation beyond repute
افتراضي

2
لم تكن فردوس الارملة ذات الخامسة والثلاثين ربيعا , تهوي مغازلة الشباب حتى قادتها اصابعها الى مواقع الدردشة والمحادثات فاكتشفت نقطة ضعف الشباب تجاه أي شئ انثوي حتى لو كان مجرد اسم فقامت بسحب الشباب الى دوامة الغرام تستخف دمها على سبورة الدردشة حتى تجذب احدهم وتبدأ معه بجولة صغيرة في اوهام الصبابة والوله لتجعله قيس زمانه حتى تصدمه على صخرة الواقع بل وصل بها الجرأة انها تحدث احدهم في المحادثات الصوتية وتتصنع البكاء وانها لا تستطيع العيش بدون عشيقها المخدوع , وكما ضحكت على دردشات كثيرة عربية مثل دردشة ( العروس الخضراء ) التي تدعو الى التعارف بين الجنسين من اجل التزاوج !! ودردشة ( العيون الساهرة ) التي اشتهرت بتخفي اعضاءها خلف أسماء انثوية من اجل الضحك على الشباب الباحث عن قصة حب يعشيها مع إحداهن وتركت الدردشة جاعلة اعضاء الدردشة مختلفين في امرها هل هي ذكر ام انثى .
تنقلت من دردشة الى دردشة حتى عرفت برنامج ( حديث الاصدقاء ) الذي اصبح ميدانها تصول فيه وتجول كمهرة رشيقه فهي تذهب الى الغرف الاسلامية وتدعي التدين والنسك حتى حازت على ثقة اصحاب الحجرات فاصبحت مشرفة في اكثر من حجرة , لتنتقل إلى غرف الغزل والمعاكسات عائدة الى عادتها القديمة وهوايتها المفضلة ووقع المغفلين في شباك حبها واوشكت ان تريهم وجهها خلف اللثام بواسطة الكاميرا ولكنها خافت وترددت , حتى حطت رحالها في غرفة ( التهامية ) فحازة على اعجاب صاحبة الغرفة ( تهامية هانم ) التي وثقت بها وتجاوزت عن أخطاءها وكثرة الشكاوى من مشرفين الذين تضايقوا من تصرفاتها الصبيانية التي تؤثر على سمعة الغرفة .
لكنها اليوم أحست بشي من الإحباط عندما تجاهلها اللقب (فارس ) فخلال خبرتها الانترنتيه التي استمرت ست سنوات لم تجد شاب يتجاهلها ويحقرها بهذا الشكل , بالرغم من توغل صوتها الانثوي الى تجاويف ا ذنه .
( يبدو ان له قلب من حجر اليس في قلبه ذرة احساس ) قالتها متبرمة ململمة اغراضها في حقيبتها الجلدية ماركة ( لويس فيتون ) سابلة عباءاتها المزركشة على جسدها متجهة الى مشغلها المقص الذهبي فعندها ضغط كبير بسبب موسم الافراح في الاجازة الصيفية .
وفي مكتبها الصغير الاخذ حيزا صغيرا في طرف المحل وسط لفائف القماش ومجلات الازياء وضعت المحمول على طاولة صغيرة خشبية مزخرفة بحرفية عالية اشترتها من سوق الحميدية بدمشق الصيف الماضي كانت تمضي اجمل اللحظات في المشغل بعيدا عن شجار الولدين ورنين الهاتف المزعج الذي لا ينقطع من قريباتها فهذه تدعوها لحضور زواج ابن اخيها الذي ربته منذ ان كان صغيرا والثانية تعطيها نشرة مفصلة عن اخبار المجتمع فلان تزوج وفلان طلق وقصة الزواج واحداث الطلاق الدينماكية ولا بأس من اضافة بعض الاحداث حتى تعطي رونق خاص للسالفة , كانت تجلس في ركن هادئ مستمتعة بحديث الزائرات مع الخياطات تأتيها العميلات للإلقاء التحية عليها والاستفسار عن أمور عاجلة .. تسمي هذه الجلسة بجلسة ( الرواقة ) تهرب فيها من اتون الحياة وواقعها المر الهروب من جيش الخطابات اللاتي يعرضن عليها اجمل العرسان رغبة في عمولة مغرية تبلغ الاف الريالات ..
كعادتها توجهت بسرعه الى البرنامج وفتحت حجرة التهامية لتبدأ مغامرة من مغامراتها في اصطياد الشباب ذوي القلوب الخضراء والعيوان الزائغة لتجعلهم مضحكة وقصة تلوكها الألسن في حجرات البرنامج .
وجدت اكثر الالقاب موجودين ( المكار وحائك الصوف وتهامية هانم والرحال ) كان اللاقط بيد لقب تشاهده للمرة الاولى يتكلم بطريقة عفوية وغبية تدل على ضعف ثقافته عن العلاقة بين القلب والعقل . ثم تولى اللاقط مدير الجلسة ( المكار ) بعباراته المعتادة ( اهلا بنتي الشرسه بالله فكينا من شراستك الليلة )
فأدرجت ايقونه الخجل وقالت ( كيفك يالمكار ) .
واصل المكار حديثه وقال اللاقط لفارس .
تكلم فارس بصوت هادئ متزن , استمعت لحديثه بإنصات فلم تنجذب في حياتها لصوت شاب من قبل فجميع الشباب في نظرها تافهين وحقيرين وشهوانيين , أحست الصدق في حديثه وان هدفه ليس تمضية وقت فارغ او محاولة اصطياد بعض الاصوات الانثوية حاولت ان تعاكسه بإرسال همسة تثني فيها على اسلوبه فوجدت انه اغلق الحوار الخاص انتابها شئ من الغضب وأحست ان هناك تحدي في الموضوع .
انهى فارس حديثه هجمت على اللاقط لم تعر أي قيمة للأيدي المرفوعة حاولت كعادتها ان تغيض الموجودين لكن المكار بحزمه منعها واضعا امامها النقطة الحمراء وقال بهدوء مفتعل ( عيب ياشرسة عيب ارفعي يدك الا يوجد لديك احترام للأيدي المرفوعة الواقفة المنتظرة دورها وجزاء لك وردعا لأمثالك سأحرمك من اللاقط لمدة ساعتين ) .
تضايقت من خشونة المكار وكتابات الشماته من حائك الصوف الذي تعلم جيدا انه لا يعيرها أي اهتمام بل لايعير للنساء جميعا اهتمام فهو يرى ان الدنيا ستكون أفضل بدون النساء . دخلت على المكار في الحوار الخاص وطلبت رفع النقطة الا ان المكار رفض بحزم وانتهى الأمر إن تقبع في سجن النقطة الحمراء حتى تمضي المدة المحدودة .
دخلت عليها رئيسة العاملات ( عيشة ) الاثيوبية التي تتقن العربية بطلاقة لتخبرها بأن موعد اغلاق المحل قد أزف وان حراس الامن اعلنوا قرب اغلاق السوق ..
وقفت أمام المرأة نظرت الى وجهها البهي المشرق وميكاجها الخفيف وعيناها الساحراتان اللاتي تعلوهما حاجبين متقوسين بكل عناية , فوقهما غطاء حريري اسود مطرزة اطرافه بحبات من البلور رفعت غدفتها واحاطتها بوجهها ونظرت من جديد الى المرأة وتمعنت في ملامح وتضاريس وجهها وقالت بإعجاب شديد ( هذا الوجه الجميل لم يجد من يقدره ) .


ـــــــــــــــــــــــــ ـــ












3
كان دخول الانترنت الى السعودية نقلة نوعية وجديدة في حياة صباح الابادي الطالبة المتفوقة في المرحلة الثانوية فلم يكن مجرد تسليه او اشباع فضول بل وسيلة لتحقيق اهدافها واثبات ذاتها كان الانترنت سلوانها بعد فاجعة وفاة امها الحنونة بين يديها الامر الذي سبب لها رعشة خفيفة في اصابعها احيانا تقوى في نوبات مزعجه ولكنها نادره تخففها بتعاطي **** خاص بهذا الدواء .
بدأت دخولها في عالم الانترنت بصفحة شخصية باسم ( الحجازية الحره ) تعبر عن رسالتها في الحياة (سأثبت للعالم ان المرأة الشرقية ليست مجرد زوجة مطيعة او ام حنونه او بنت مدللة او اخت مزعجه بل امرأة اقتحمت جميع مجالات الحياة تحاول اثبات نفسها ) ..
قضى على هذه الصفحة الهجمات المتكررة لجماعات الهكر المخيفة التي من نتيجتها تعطيل كامل جهاز الحاسوب , اعتبرت هذا الهجوم ليس مجرد تسليه او عبث بل هو محاولة للتنقيص من قدر المرأة الشرقية .
انتقلت الى صفحات الدردشة وبرنامج المحادثة فلم تجد غير المغازلات والمعاكسات الحمقاء بين شباب اغرار وشباب متخفين في اسماء انثوية .
ثم انتقلت الى المنتديات فلم تجد غير النقل واللصق والتواقيع ذات المساحة الكبيرة المكتظة بصور اللاعبين والممثلين والشخصيات الوهمية, اسست منتدى باسم ( الحجازية الحره ) سرعان ما حجب لاعتقادهم انه موقع يحتوى على مضامين سياسية لكن سرعان ماغيرت اسم المنتدى الى (الحجازية ) الذي بدأ بداية طيبة وقوية بمشاركات فعالة من الشباب الحجازي خاصة والشباب السعودي المثقف بل اصبح المنتدى بوتقة لتجمع الشباب السعودي وبعض من الشباب العربي من خلاله تعرفت على صديقتها الشامية (صبح الدجى ) التي طرحت مقالات متميزة عن حقوق المرأة العربية بأسلوب علمي رزين متطابق الى حد كبير مع تعاليم الشريعة .
ومع كبر المنتدى وتوسعه انضم اليه الكثير من الشباب الفارغ الذي لم يجد مشاركات غير سرقة المقالات من المنتديات او المواقع الاخرى خاصة الصور الغريبة فيجد الشخص ان العضو فلان لديه اربعة الاف مشاركة ثلاثة الاف منها ردود سريعة ( شكرا – بارك الله فيك – احسنت – يسلمووو.. الخ الخ ) . وتسعمائة وتسعون موضوع مسروق من المنتديات الاخرى وعشرة موضوعات من بنات افكاره لكنها غبية وسطحية للغاية .
بدأ الاعضاء المتميزين ينسحبون عضو عضوا اضافة الى خلافتها مع بعض المشرفين على امور شكليه في طريقة ادراة المنتدى وكأنهم لا يرغبون بسيطرة المرأة حتى في عالم وهمي كعالم النت
تركت المنتدى ليديره احد الشباب الفارغين بموضوعاتهم السخيفة والمسروقة ليغلق بعد فترة وجيزة من خروجها . لم تخرج من المنتدى الا بصديقتها الأثيرة (صبح الدجى ) التي استمرت علاقتهما الى محادثات طويلة في الماسنجر ثم تطورت الى محادثات هاتفية ولم يتم اللقاء حيث تقيم في الدوحة وعلمت انها متزوجة ولديها ولد وبنت ومطلقة بعد ان تزوج عليها زوجها الثانية فهي لا تريد شراكة في الحياة الزوجة فامضت وقتها في تربية اطفالها والمكوث لساعات امام النت .
ابتعدت عن صفحات الويب وانغمست في دراستها الجامعية حيث تدرس في الجراحة الموضوعية وكان تطمح لعمل ابحاث واختراعات جديدة تفيد في بلدها خاصة في مجالات الجراحة حيث تخرجت في اربع سنوات وهذا زمن قياسي بعدها حصلت على بعثه لمدة ثلاثة اعوام في كندا في مقاطعة يتحدث اكثر اهلها باللغة الانجليزية الثقيلة والكريهة لنفسها , يرافقها احد اخوانها فهي البنت المدللة والأثيرة لوالدها العميد المتقاعد في الأمن العام فكل طلباتها مجابة وملبية فلم تجد صعوبة كبيرة في إقناع والدها بالبعثة اضافة الى اكمال شقيقها رشاد الثانوية ودراسته اللغة الانجليزية هناك .
تحمل في سفرها اشياء محببة الى نفسها لا يمكن ان تستغني عنها ( صورة مستطيلة محاطة بإطار مذهب لوالدتها التي رحلت قبل اعوام وهي تجلس على أريكة تركية و مصحف صغير مغطى بقماش مخملي بمبطن بالقطن مطرزة اطرافه وجهاز تسجيل أي بود ذا سعة كبيرة تتسلى فيه بسماع الاغاني والأناشيد وتلاوات لمجموعة من القراء خاصة في سفرها بالطيارة تضعها في حقيبة جلدية صغيرة من طراز إف سان لوران)
اصيبت بإحباط شديد عندما وصلت الى المدينة التي بها الكلية التي تدرس بها (كلية تودلز للعلوم الطبية) فالمدينة منظمة وصغيرة الناس يعيشون بنسق معين كأنهم الات سحناتهم باردة كئيبة متقوقعين على بعضهم كل شخص يهتم بزوجته وولدهم الوحيد ولا شئ اخر لا يهتمون بمظهرهم كثيرا فهم يرتدون ملابيس واردية وقمصان بسيطة كأن كل شخص لديه طقم او طقمين , لاحظت أنهم لا يكترثون لأزيائها الباهظة فقد تكلفت في شراء افضل الأزياء من ماركات عالمية معروفة لظنها بأن هذه الشعوب تقدر المظاهر على حسب ما ترى وما تسمع فأصبحت هذه الأزياء حبيسة الإدراج وخزانة الملابس .
اصيبت بحالة من الاكتئاب سببت في ازدياد رعشات يدها ونظرات الناس الى هذه الرعشات وكأنهم ينظرون الى مخلوق قادم من الفضاء . في احد محادثتها مع صديقتها (صبح الدجى ) بثت لها مايجول في قلبها من ضيق وتبرم فلا احد يحدثها او يسليها واخوها رشاد مشغول بدراسته وعلاقته مع اصدقاءه العرب الذي وجد في صحبتهم امر ينسيه وحشة الغربة .
- الوقت حان للبحث عن زوج مناسب فقد تجاوزت السادسة والعشرين وهو يعتبر سنا متأخر للفتاة في المشرق العربي , قالت ذلك صبح الدجى .
اجابتها بأن الوقت غير مناسب للزواج فالدراسة تأخذ جزء كبير من وقتها ولا تفكير بالزواج الا بعد نهاية البعثة .
- يكون القطار قد فات .
قالت غير قانعة بحديثها
- مجتمعنا الحجازي مختلف كثير عن مجتمعكم الخليجي فحاضرة الحجاز يبحثون عن المرأة العاقلة الرزينة وليس عن الفتيات الصغيرات .
- لماذا لا تدخلين حديث الاصدقاء
قالت وعلامات الاستفهام تطوف حول مخيلتها
- وماهو حديث الاصدقاء مجلة خاصة بالمبتعثين او موقع جديد .
- برنامج جديد تتواصلين فيه مع العالم كله وتتحدثين وتتناقشين وتجادلين في جميع الموضوعات وهو عبارة عن غرف كل غرفة لها توجه او نشاط معين فغرف إسلامية وغرفة للحوارات بين النصارى والمسلمين والشيعة والسنة وغرف كأنه محطات إذاعية لا تسمعين فيها غير الاغاني والموسيقى وغرف للمغازلات وغرف اباحية باختصار كل شئ يرغب فيه المرء يجده في حديث الاصدقاء ربما يصبح منافس للفضائيات في المستقبل .
- ارسلي لي البرنامج عسى ان يسليني في وحدتي , فأرسلت لها رابط عن طريق الماسنجر لموقع به شرح وافي عن البرنامج إضافة الى تنزيل البرنامج وهو مجاني وحجمه صغير .
ضغطت على الرابط ودخلت الى عالم حديث الاصدقاء لتمضي في طريق لا تدري ما نهايته .



التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 13-12-10 الساعة 04:32 PM
عازف القلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس