عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-08, 09:07 PM   #19

المـايســترو
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 40197
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,512
?  نُقآطِيْ » المـايســترو is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل التاسع


استقلت سارة القطار المتجه الى الاسكندرية ... ولا تعلم الى أين هى ذاهبة ... انما أرادت أن تترك القاهرة .. ولاتخاف مما يخبئ لها القدر ..

ظلت سارة فى القطار تلتفت حولها .. تمنى نفسها أن يعود اليها حازم مرة أخرى .. ويصيبها اللهفة كلما وجدت أحدا يشبهه .. حتى تحرك القطار ..
وفى الطريق تتذكر تلك الذكريات الجميلة .. حين أصيبت يدها وحازم يضمد لها جراحها .. وحين أخبرها أنه يحبها .. وحين التقت عيناهما اثناء رقصهما سويا ..



**********


أما أنا فمازلت فى البيت .. وقد لمحت عينى ورقة مكتوب على ظهرها :- الى حازم ... فأمسكت الورقة بيدى .. وبدأت اتطلع فيها :
- ايه ده !! .. ده جواب من سارة ..

فوجئت بأن تلك الورقة قد كتبتها الىّ سارة قبل أن تغادر .. وعلى الفور قمت وجلست لأقرأ ذلك الخطاب .. وكان المدهش أنها كتبته بلباقة عالية ..
بدأت اقرأ الخطاب وقد كتبت تقول :

- الى من أحبه قلبى وعشقته كل جوارحى .. انه لايعلم مدى حبى لك الا الله ..
فى البداية اتأسف لأنى خدعتك , وكذبت عليك .. ولكنى وجدت تلك الفرصة الوحيدة كى أنجو بحياتى من حياة تعيسة لم أحبها طوال عمرى .. وأظنك تلتمس لى العذر عندما عرفت من أنا وكيف كانت حياتى من قبل ...

لقد نسيت أن أخبرك بشئ .. فأننى أعلم أنك طالما سألت نفسك كيف وافقت على المجئ معك الى بيتك دون أن أعرفك .. ولكننى أعرفك منذ زمن ... نعم أعرفك .. فقد كنت مع أختى بالمستشفى حين كانت مريضة .. وكنت أشاهدك من بعيد .. واستمع الى الجميع وهم يشكرونك .. وكم أعجبت بك وقتها .. ولكننى عدت وسألت نفسى أين أنا و أين أنت .. وحين وجدتك فى القطار , و أنت تحاول اللحاق به .. تذكرتك وتمنيت أن أحدثك .. ولكننى خدعتك لحبى لك .. و أنا اسفة مرة اخرى ..

اذهب وتعلق بمن هى فى مستواك العلمى والاجتماعى .. و أنا التمس لك العذر ..ولكن ما أريدك أن تعلمه أننى لست كأهلى .. وهذا مادفعنى للهروب .. لكن يبدو أنه قدرى ولا مفر منه .. وهو أننى سأظل هاربة طوال عمرى ..

ليتنى لم أقابلك .. فقد زاد الأمر سوء" .. ففى البداية كنت هاربة من أهلى .. لكنى أصبحت هاربة من حب أضاء ولو لمدة قصيرة .. سأظل هاربة لكنى لن أخدع أحدا بعد اليوم .. و أتمنى أن يرحمنى القدر .. أما أنت فانسانى كما سأفعل وأنساك .. ولكنى كيف أنسى تلك الايام .. وهى أجمل مافى حياتى ..

هنا دخلت أمى :
:- ياحازم .. الفطار جاهز ..
أجبت فى صوت يشوبه الحزن :
- حاضر يا أمى .. ثوانى ..
أمى :
- أيه الورقة دى .. و أيه اللى وقع كتبك كدة ؟
نظرت اليها :
- دى ورقة تبع شغلى .. وكتبى هنظمها حالا ..

قرأت الخطاب أكثر من مرة .. واسأل نفسى :
- هى كانت بتحبنى كدة فعلا .. ولا ّ الجواب ده خدعة جديدة ..؟

حاولت أن أقنع نفسى أنها ذهبت .. وأن مافعلته هو الصواب .. و أقول لنفسى .. أنها فترة وستمر .. ولكن دون جدوى ..



*********


قررت أن أعود لعملى بعد راحة دامت يومين .. وفى الطريق وجدت من ينادينى :
- يا دكتور حازم ..يا دكتور حازم

التفتت فوجدته عم اسماعيل الذى يسكن بالطابق الاسفل فى بيتنا .. و يعمل سائق تاكسى فنظرت اليه فى ابتسامة :

- ازيك ياعم اسماعيل..؟
عم اسماعيل :- نحمده يا دكتور .. كويس انى لقيتك ..
فى دهشة :- خير ياعم اسماعيل ...
أخرج عم اسماعيل شئ من معه:
- أنا من يومين وصلت الست سارة بنت عمك لمحطة القطر .. وبعد مانزلت .. لقيتها نست ده فى التاكسى ..




يتبع


المـايســترو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس