عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-08, 09:13 PM   #20

المـايســترو
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 40197
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,512
?  نُقآطِيْ » المـايســترو is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل العاشر


أخرج عم اسماعيل شئ من معه :
- أنا من يومين وصلت الست سارة بنت عمك لمحطة القطر .. وبعد مانزلت .. لقيتها نست ده فى التاكسى ..

فوجئت بأن عم اسماعيل يعطينى ألبوم الصور الخاص بسارة .. بعدما نسيته فى التاكسى الخاص به .. فشكرته على ذلك .. و أخذت البوم الصور .. وقررت أن احتفظ به ..



**********


وصلت سارة الى الاسكندرية .. ولا تعلم الى أين تذهب .. حتى أوقفت تاكسى :
- وصلنى على أرخص لوكاندا قريبة لو سمحت ..

استطاعت سارة أن تجد مكانا يتناسب مع ما تمتلكه من نقود .. بعدها لم تضيع الفرصة .. وقررت البحث عن عمل شريف فى أسرع وقت ..

ظلت سارة تبحث عن عمل كثير وكثيرا .. وقد تعرضت لتعب شديد ..حتى ان وجدت عملا تشعر بسوء النية لصاحب ذلك العمل وطمعه فيها .. ولم تكف عن البحث .. وتحملت الكثير والكثير ..



***********


أما أنا فلم اتخيل أن أكون مفتقد سارة الى تلك الدرجة .. فكل يوم يمر يزداد شوقى أن أراها .. و أصبح البوم صورها لايفارقنى .. كلما أنظر اليه وأقلب صفحاته اتذكر كل شئ حدث بيننا .. واسأل نفسى :
- ياترى عاملة أيه ياسارة دلوقتى ؟
- ياترى القطر ده كان رايح على فين؟

حتى ظهر علىّ فقدان التركيز .. وكاد أن يتعرض أحد المرضى بسببى للخطر .. لكنها مرت بسلام ..
حتى صاح فى صديقى ماجد :
- ايه اللى بيحصل لك ده ؟
أجبته فى حيرة :
- مش عارف يا ماجد .. مش قادر أنسى سارة ..
ماجد :- لازم تنساها وتفوق لنفسك ..
:- حاولت .. بس مش قادر ..
ماجد :- كل ده عشان أخت الرقاصة ..
هنا نظرت اليه فى حدة وصحت فيه:
- ماجد ...

بعدها أصابنى غضب شديد .. وغادرت عملى.. بل و أصبحت تصرفاتى غريبة بعض الشئ .. فكنت أذهب الى محطة القطار كل يوم .. و انتظر بها ساعات لعلى أجدها و آخذها الى حضنى مرة اخرى .. وكلما وجدت من تشبهها ينتفض قلبى .. ولكنى أعود بخيبة الامل ..



**********


تمر الأيام .. ولا تزال سارة تبحث عن العمل الشريف .. وكاد ينفذ ما معها من نقود .. حتى فوجئت أثناء سيرها يوما برجلا عجوز ملقى مغشيا عليه .. و لا يوجد من يسعفه ..
اقتربت سارة منه .. وتأكدت أنه على قيد الحياة .. و بالفعل استطاعت بذكائها أن تستخدم هاتفه .. وتأتى له بالاسعاف

بعد ساعات استقرت حالة العجوز
الطبيب :- ألف سلامة عليك ياحاج ..
العجوز :- الله يسلمك يابنى .. أنا جيت هنا ازاى ؟!
الطبيب :- أنت كان عندك أزمة قلبية .. وربنا ستر ولحقناك فى الوقت المناسب ..
العجوز :- أنا مش عارف أشكرك ازاى يا دكتور ..
الطبيب :- أنت المفروض تشكر اللى جابتك هنا .. ولسة قاعدة برة عشان تطمن عليك ..
العجوز فى دهشة :- مين دى

هنا دخلت سارة باشراقتها الجميلة
الطبيب :- هى دى يا حاج ..
العجوز :- أنا مش عارف أشكرك ازاى يابنتى .. الدكتور قاللى على كل حاجة ..
سارة فى ابتسامة : - ألف سلامة عليك .. والحمد لله انك بقيت كويس ..
الطبيب :- طيب استأذن أنا ..
العجوز :- انتى منين يابنتى ؟
سارة :- أنا من القاهرة ..
العجوز :- و جاية تتفسحى ولا أيه فى الاسكندرية ؟
ابتسمت سارة :- اتفسح أيه بس يا حاج فى عز البرد ده .. يعنى زى ما تقول كدة بدور على شغل ..
العجوز :- ولقيتى ؟
سارة :- لسة .. بس أكيد هلاقى ان شاء الله ..
العجوز :- انتى باين عليكى بنت حلال .. وتستاهلى كل خير .. و أنا عمرى ما هنسى جميلك ده أبدا ..
سارة :- المهم انى اطمنت عليك قبل ما امشى ..
صمت العجوز قليلا :
- انتى بتدورى على شغل معين ؟
سارة :-لا .. أى شغل شريف أقدر أجيب مصاريفى حتى ..
فكر العجوز قليلا :
- طيب ايه رأيك .. أنا عندى وظيفة ليكى ..
سارة :- بجد يا حاج ؟
العجوز :- بصى يابنتى .. أنا قاعد لوحدى أنا ومراتى .. و خلاص كبرنا وربنا مقدّرش لينا ان يكون لينا أولاد ..فأيه رأيك تاخدى بالك مننا .. و هتاخدى المرتب اللى تقولى عليه ..

صمتت سارة :- بس بشرط ..
العجوز :- شرط أيه ؟
سارة :- لازم تعرف كل حاجة عنى الاول ..

وبدأت سارة تحكى ما دار لها فى حياتها .. فقد وعدت نفسها من قبل أنها لن تخدع أحد بعدما خدعت حازم .. و حكت له عن أسباب هروبها الحقيقية .. و يستمع اليها العجوز صاحب الملامح الطيبة والتى تدل على أصله الطيب ..

عادت سارة مع العجوز الذى كان يدعى الحاج حسن بعد استقرار حالته الى البيت .. حتى قابل زوجته السيدة رجاء :
- أنا جبت لكى معايا مفاجأة ..

ثم دخلت سارة .. وبدأ يروى لزوجته ما حدث فى المستشفى .. وقد رحبت بها كثيرا .. وبدأت سارة تشعر وكأنها ابنتهما .. فكم كانا يمتلكان من طيبة وحنان .. وكم كانا فى قمة السعادة من وجود سارة معهما .. وكانت سارة هى الأخرى فى قمة سعادتها .. ولكنها مازالت تتذكر تلك الأيام الجميلة فى بيت حازم .. وكم زاد اشتياقها أن تراه ولو لمرة واحدة .. وتمنى نفسها أن يعود اليها مرة اخرى ..



**********




.. بعد مرور ستة شهور ..


لم أكن أعلم أن فراق سارة سيعذبنى كل هذا العذاب .. فأصبحت ذكرياتها تحيط بى من كل جانب .. وكلما أحاول أن أنساها لا استطيع ... حتى شعرت أمى باضطراب حياتى رغم أننى لم أخبرها بما حدث بينى وبين سارة .. فوجدتها تحدثنى ذات يوم :

- حازم .. أنا خلاص مقدرش أكون زى الاول ..
فى دهشة من كلامها :
- ايه بس يا أمى .. أيه الكلام ده ؟!!
أمى :- بصراحة ..ومن غير لف ولا دوران
نظرت اليها :- هه
أمى :- أنا لقيت لك عروسة ..




يتبع


المـايســترو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس