عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-10, 11:43 PM   #2

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


-2-



كان الدقائق تمر علي بطيئه وانا في انتظاره....من بعد اتصال يوسف ...وانا اقوم بواجباتي اليوميه بعجل...وجلست على الكنبه اخيرا بعد ما خلدت اريج للنوم...ودخل عمي غرفته....
اطفأت التلفزيون وانوار الصاله....كنت انتظر زائـــر عزيز على قلبي...في مثل هذا الوقت من كل يوم ...كنت اقضيه في ملل وارق...واحيانا خوف من أي صوت اسمعه من خارج المنزل....

وهاانا انظر اليه واتأمل ملامح وجهه وهو نائم...واخير خرج زوجي من السجن...مااصعبها من كلمه....

السجن !!!

كان هو مسجون خلف القضبان ...وانا مسجونه بلا قضبان...مااصعبها حياة التي عشتها بعيدة عنه...تحملت مسؤلية البيت من بعده...وتهت في غيابه في دوامة من الاحزان والالام...قبل دخوله لسجن كنت اتباهى بان كل قصص الحب غير كامله الاقصة حبي انا....
قصة حب تقليديه لابن عمي....كتمت حبه داخل صدري....وما بحت لاحد بسري...
تفتح قلبي الصغير على حبه...وما ان اسمع صوته او يذكرون اسمه...الا واسمع دقات قلبي تدق كطبول...حتى يخيل الي ان كل من في البيت يسمع دقاته...
قاسيا هو الحب من طرف واحد....و لم اعلم انه لم يكن حب من طرف واحد.....
فمحمد يبادلني حبي الصامت كما علمت منه فيما بعد....
كنت زوجه لمحمد وانا لم اكمل الثامنه عشر من عمري...وهو يدرس في سنته الجامعيه الاخيره...تلك السنه كانت الاجمل والاحلى ...
كنا صغار...وزواجنا بين مد وجزر...
حتى خلافاتنا الصغيره كانت تافهه...انا بعنادي وهو بتعنته واستفزازه الدائم لي ... لكن مااعذب تصالحنا بعد حروبنا الطفوليه.......
وبعد ثلاث سنوات كانت الفاجعه بدخوله السجن.....

عدت للواقع عندما سمعت صرير الباب....

اطلت اريج بوجهها ونظراتها منصبه على النائم في السرير...مشيت بخفه وامسكت بيدها وخرجت واغلقت الباب بهدوء.....
رفعت اريج وجهها بنظرات كلها تساؤل وحيره....
تنهدت بعمق....الآن بدأت مهمتي في اخبارها واخبار عمي بوصول الحبيب الغائب...


-

احسست باانفاس حاره على وجهي....وفتحت عيني ببطئ...انتفضت بحركه لااراديه وفي نفس الوقت رأيتها تلوذ بالفرار.....تظاهرت بالنوم عندما رأيتها تطل مره اخرى...وبعينين شبه مغمضتين رأيتها تعود مرة اخرى كانت تمشى بخفه...والابتسامه تعلو وجهها البريء ....

واقتربت من السرير من جديد...وقربت وجهها من وجهي ...وهي تتأمل شئ ما في رأسي بتركيز اثار استغرابي....ماهو الشئ الغريب الذي يجعها تتفحصني بهذه الطريقه المريبه !!!
سحبت يدي من تحت الغطاء ووامسكت يدها بأحكام....وحملتها بخفه ووضعتها في حظني بعد ما عدلت جلستي....
كانت مستسلمه لي وابتسامه خجلى تعلو محياها......
أي مشاعر غريبه اجتاحت كل خلية في جسمي...
قبلتها ...قبله حملتها شوق وحنين سنين الحرمان التي مضت....
سألتها:
- عرفتي من انا؟؟

بصوت عذب ردت:
- انت بابا....

مااعذبها من كلمه.....
بابا...
كلمة تغلغلت الى اعماق روحي وحنايا وجداني....

وبصوت طفولي...
-انا اريج عرفتني...

- اكيد عرفتك...

وقفت ورجعت تتأملني ...وهذه المره كانت تتأمل شعري بنظرات متفحصه...

ابتسمت بخجل عندما رأت نظراتي المتسائله...وبكل براءه :
- انت عندك شعر ابيض...

اثار سؤالها استغرابي اكثر من نظراتها الغريبه...
-شعر ابيض!!!

-ايه شعر ابيض....

-ماادري انتي شوفي....

اقتربت اكثر... تجرأت وتفحصت شعري بااصابعهاالصغيره...وانا احاول ان اكتم ضحكتي....

- الحمد لله مافيه ابيض.....

ابتسمت بسخريه...اي شعر ابيض تبحثين عنه يااريج...والسواد الذي غطى حياتي منع أي بياض ان يتخلله حتى لو كان بياض الشيب....فعالمي حالك السواد ...يلفه اليأس من كل اتجاه....

تنهدت بارتياح...
-علشان تنقهر افراح...

- من افراح ؟؟

- بنت جيرانا...دايم تقول ابوك شعره ابيض...اللحين بقولها الحمد لله اني عندي ابو اثنين واحد شعره ابيض وواحد شعره اسود....

ضحكت على براءتها ضحكه لم اضحكها منذ زمن بعيد...وزاد حقدي على من حرمت بسببه هذه السعاده.....

جلست امامي....
- قريت رسايلي اللي ارسلتها...

اجبتها بحيره...
-رسايلك!!

- اكيد قراها....

جاني صوت سلمى المنقذ...
- اريج ابوي زعلان منك...ويسأل وينك؟؟

قفزت من فوق السرير بخفه....وشعرها يتطاير من وراها....

سألت سلمى بعد خروجها...
- وشي هالرسايل اللي تسأل عنها؟؟؟

- انا قايله لها انك مسافر....وكانت تكتب رسايل ورسومات وتطلب اوصلها لك...وكنت اوهمها انه وصلت لك....واحيانا اكتب لها رسايل
بااسمك لها...

-تصدقين توقعت ما تتقبل وجودي بهالسهوله...

ضحكت ...
-طول فترة غيابك...واريج ما تنام الا بعد مااحكي لها عن بابا...
وقصص بابا البطوليه...

بصوت ساخر...
- أي قصص بطوليه ياسلمى تحكينها لاريج...

وسمعت صوت اريج تنادي امها......

- فيه قصص كثيره...بعدين احكيها لك ان شاء الله لكن اللحين اريج تنادي... اكيد عمي طلب منها تناديك...
خرجت خلفها بتردد...وانا اقدم رجل وااخر الاخرى....

ورأيته واقف ينظر الي...خنقتني العبره عندما رأيته وقد امتلاءت عيناه بالدموع...هالني مظهره وقد انحنى ظهره...ورسمت المأساه خطوطها في وجهه على شكل تجاعيد عميقه...
.
.
.
.
كنت احتسي الشاي الساخن بشفتين فاترتين تجمد الاحساس فيهما...وعيناي مثبتتان على الدخان المتصاعد من كوب والدي ...حتى اتحاشى النظر الى عينيه...وانا استمع اليه وهو يحكي لي كل التطورات التي حدثت في حياته بعد دخولي السجن...وعن انتقاله بعد المضايقات التي كان يواجهه ...وعن متجره الصغير الذي استطاع من خلاله ان يكفل حياه مستوره لزوجتي وابنتي...
وبعد لحظات صمت سئلته سؤالي اليتيم الذي كان يدور في رأسي....

- ماتت وانا ماطلبت منها تسامحني...تتوقع سامحتني؟؟

واطلق زفرة حرى....
- الله يرحمها... عمرها ما شالت في قلبها عليك....

- اللي ذابحني يابوي انها ماتت وانا بعيد عنها...نهايتها كلها تعاسه وحزن ...وانا السبب...

- محمد ياولدي ...امك ماتت الله يرحمها وهي تدعي لك في كل ساعه.....وكانت تتمنى تشوفك وانت بين زوجتك وبنتك......لكن الحمد لله على كل حال...انسى الماضي ...وفكر في المستقبل وفكر في اهلك ومستقبلهم..........

أي مستقبل لانسان مثلي ...كلمات رددتها في سري بسخريه....

ربت بيده على كتفي بحنان...
- لا انا ولا امك قدرنا نشيل في قلوبنا عليك...انت والدنا الوحيد واملنا في هالحياه...احنا زعلانا على حالك....لكن الحمد لله على كل حال...















جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس