عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-11, 11:24 PM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع
قلبي الخائن

سرت والدة بليندا سرورا عظيما بهدية ابنتها من المبالغ الشهرية المنتظمة. و اتصلت بها في المدرسة وقت الغذاء. إنها تستطيع الآن أن تتحمل مصاريف إجراء مثل هذه المكالمة المكلفة. و سألتها إذا كان الأمر مناسبا.. و هل تستطيع أن تتدبر أمرها دون هذا المبلغ.
و شعرت بليندا أن الأمر يستحق كل هذا العناء ، لتسمع سعادة أمها تكاد تقفز من الهاتف ، إنها تستطيع الآن إعادة فرش منزلها ، و أن تشتري للأولاد بعض الملابس الجيدة ، و شراء سجادة و ستائر جديدة... و كتبت إيلين دونيكان رسالة مليئة بالسرور لبليندا. و عنونت رسالتها "أعزائي المتزوجان حديثا" و أضافت في النهاية "أرجو أن لا يطول الوقت قبل أن تنجبا لي ابن ابن ابن أخ أو بنت".
عندما قرأ غارث الرسالة ، ابتسم و رفع حاجبيه ، محاولا التعليق و لكن نظرة التحدي التي رمقته بها بليندا أجبرته على السكوت.. و طوى الرسالة و أعادها إلى المغلف قائلا:
-لا تصدميها.. دعيها تحلم أحلام الحب... فستتعود بالتدريج أن تتقبل عدم ظهور طفل. فلن يكون في هذا البيت "وقع أقدام صغيرة...".
في إحدى الأمسيات دعاها إلى غرفة مكتبه. كان جالسا إلى طاولته ، و لكنه وقف بطريقة رسمية و عندما دخلت طلب منها الجلوس. و فكرت ببؤس أنه يتصرف و كأنها غريبة عنه أتت لزيارته بخصوص عمل ما. و لكنها اكتشفت بعد بضع دقائق أن هذا فعلا ما أراد أن يراها بخصوصه.
جلس.. ثم حرك كومة من الأوراق أمامه و أخذ يقلبها:
-هذه فواتير أشياء عادية مثل الكهرباء و الوقود و ما شابه ، كذلك لتصليح و صيانة المنزل. عندما عشنا معا هنا في البداية. قلت كرجل محترم تماما إنني سأتقبل مسؤولية هذه الأمور دون أن آخذ أي مال منك. و لكن منذ زواجنا ، تغيرت الظروف ، و إضافة إلى راتبك كمدرسة ، تتلقين الآن مبلغا محترما. و أظن أن الوقت حان لأن تدفعي حصتك من هذه الفواتير.. ألا تظنين هذا؟
-و لكن.. و لكننا متزوجان الآن...
-بالضبط.. و هذا جعل مزيدا من المال يصل إلى يدك. و هذا كان هدف المسألة كلها.. أتذكرين؟
و أخذت تفكر.. بما أنها تعطي أمها الآن المبلغ الآخر ، فهذا يعني أن راتبها لا يمس.. و هذا بالتأكيد يكفيها لتغطية حصتها من الفواتير التي يتحدث عنها.
-أجل.. أجل يا غارث.. سأدفع.. حصتي..
-علي أن أضيف أن هناك فواتير أكبر ستأتي. ربما لم تلاحظي أن أجزاء من المنزل بحاجة إلى إصلاح. يجب مثلا أن ننتبه للاهتراء الذي قد يصيب الخشب ، و المنزل بحاجة إلى ديكور جديد من الداخل و الخارج. و نحن بحاجة إلى سجاد جديد في غرفة الاستقبال و الجلوس... هل توافقين على كل هذا؟
بينما كان يتحدث شعرت بذعرها يتصاعد ، و أمسكت برقبتها:
-حسنا.. حتى أكون صادقة لم أكن أفكر بكل هذا...
فتنهد ، و أرجع جسمه إلى الوراء و قال:
-أعتقد أن هذا هو الجزء الذي علي أن أدفعه لزواجي من فنانة حالمة. إنها تعيش في عالم خيالي لا يمسه أبدا عالم الواقع...
و أطبقت يديها.. أمامها مشكلة الآن.. من أين ستجد كل هذا المال؟ من مدخراتها.. لا بد أن تسحب من مدخراتها ، و أن تبيع بعضا من لوحاتها...
بعد ظهر أحد الأيام اتصل بها غارث ، عندما كانت قد وصلت لتوها من المدرسة:
-لوسيا هنا.. و سآخذها لتناول العشاء.. أعتقد أنك لا تعارضين؟
أعارض؟ بالطبع أعارض؟.. كيف تأخذ صديقتك إلى العشاء و لا تأخذني؟ أنا زوجتك؟ و لكنها قالت بكبرياء:
-تستطيع أن تخرج مع كل النساء اللواتي ترغب بهن.. أنا لا أهتم...
-ألا تهتمين؟
-لا.. فلن أكون لوحدي.
-و ماذا تعنين بكلامك؟
-لدي لوحاتي... أليس كذلك؟
و أقفلت الخط ، ثم فورا طلبت رقم براد:
-براد.. أنا وحيدة. سيكون غارث في الخارج هذه الأمسية. أتحب أن تأتي لتؤنسني؟
و علمت أنها إنما تطلب المشاكل ، هكذا شعرت عندما تردد براد قبل أن يرد. و لكنها لم تهتم ، فغارث زوجها سيخرج مع إمرأة أخرى. فلماذا لا تستطيع هي أن تكون مع رجل آخر؟ براد مجرد زميل لها.. و هذا كل شيء ، لا يعني لها سوى أنه صديق...
-طبعا يا عزيزتي ، ما الأمر ، هل تشاجرت مع زوجك؟
-بالطبع لا... الأمر فقط...
-لقد فهمت.. سآتي عندك بعد العشاء.
عندما فتحت له الباب كانت في حالة بائسة ، فدعته للدخول.
-تعال لتشاهد لوحاتي.
فضحك و قال:
-هذه دعوة تقليدية.
-أنا أقصد هذه الدعوة.. و لكن ليس بالطريقة التي تفكر بها.
-لقد أرحتني.. فلا أظن أنني أناسب أن أكون ثالث زوايا المثلث. و أعتقد أنني لا أهتم أبدا بمواجهة غضب زوجك إذا شك في أنني.. حسنا.. ما يقال له عادة ، نوايا شريرة تجاهك.
-غارث؟ لم يهتم أبدا.. هل أقول لك الحقيقة؟ إنه سيخرج برفقة إمرأة أخرى هذه الليلة.
-آه.. لقد عرفت الآن دوري في اللعبة...
-قل لي.. ما رأيك بعملي.. هذه هي اللوحات التي كنت سأعرضها. و لكنني الآن لن أفعل بفضل نويل جيميز. و لكن غارث اقترح أن أقيم معرضا محليا.
-هذا ممكن.. أنا أعرف صاحب المكتبة العامة في البلد ، و هو أيضا المسؤول عن معرض الفنون سأتحدث معه.. إذا رغبتي.
-أوه.. هل تفعل هذا لأجلي يا براد؟
-أمر غريب كيف أن أصدقائك من الرجال يحضرون لإنقاذك دوما.
-ليس لدي اصدقاء يا براد.. و لا واحد.
و أدارت عينيها الواسعتين الحزينتين إليه ، فأشار إلى كتفه و قال:
-أتحبين أن تبكي على كتفي؟
فضحكت ، و هزت رأسها بالنفي. و تحدثا عن الفن لفترة طويلة. ثم سألته بليندا:
-أتحب أن تشرب شيئا؟
فأجابها بالإيجاب..
-إذا تعال إلى المطبخ لنحضر القهوة.
بعد أن حضرتها قدمت له فنجانا و أستغرقا في الحديث حتى أنهما لم يسمعا الحركة من خلفهما ، و نادى غارث:
-بليندا...
و جفل براد ، و لكنها وضعت يدها على ذراعه و أجابت:
-أهلا غارث لم أسمعك تدخل المنزل.
-لقد وصلت لتوي.. أنا آسف.
و استدار و خرج.. ثم عادت بليندا و براد إلى المرسم. وتابعا حديثهما و كأن شيئا لم يكن. و ضحكت بليندا للفكاهات التي كان يقولها براد ، بصوت عال ، أكثر مما تستحق ، و أدار غارث الراديو عاليا حتى أضطرا إلى رفع صوتهما ليسمعا بعضهما، كان هناك لمعان زائف في عينيها و نوع من الهستيريا في ضحكاتها ، إلى أن سمعت صوت الباب الخارجي يصفق. و علمت أن غارث لم يعد يسمعها. لا بد أنه الآن سيعيد لوسيا إلى الفندق.
-سأذهب الآن ، قبل أن يعود محبوبك.. فلا أحب أن أشاهد منظر شجاركما عندما يعود.
-لن يعود.. على الأرجح سيمضي الليل كله خارجا يا براد.. كل الليل..
-لا تقلقي يا عزيزتي.. لا شيء من الممكن أن يكون بالسوء الذي تظنينه.
و خرج تاركا بليندا تحدق بالجدار. و لم يعد غارث سوى بعد وقت طويل ، و كانت لا تزال جالسة تحدق بالجدار. حتى عندما سمعت صوت أقدامه تصعد السلم ، بقيت حيث هي.
و وقف بالباب ينظر إليها.
-لقد أخرجت نويل جيميز من حياتك ، و ها أنت الآن قدمت مكانه بزميلك الفنان لقد استغليت غيابي القصير.. أليس كذلك؟ هل تمتعت بوقتك؟ هل كان عند حسن ظنك؟
-و لم لا... هل يجب أن تحصل على المرح لوحدك؟ لماذا أحرم نفسي لمجرد أنني زوجتك؟ و لكنني لست زوجتك أليس كذلك؟ أنا لست زوجتك؟
و حذرها شيء في داخلها بأنها تثيره ، و لكنها لم تهتم. و أمسكها و جذبها عن الأرض.
-و هل هذا ما ينقصك؟ إذا كان هذا ، فأنا أستطيع أن أعطيك إياه بالكامل.
و جذبها إليه.. و حاولت التخلص ، و لكن لم تجد القوة لمقاومته.
و قالت شاهقة:
-لقد وعدتني.. قلت إنك لن تلمسني إلا...
-ماذا كنت تفعلين إذا ، ألم تطلبي مني؟
-لا.. لا لم أكن أطلب منك! أنا أكرهك.. أكرهك!...
و تركها فسقطت على الأريكة ، و وضعت وجهها بين يديها و أخذت تنتحب... و تركها و خرج.. و عرفت في أعماق قلبها أنها قد أفسدت شيئا بينهما.. شيء كان ينمو و يتطور في داخلها حتى دون إدراك منها.
بعد هذه الحادثة ، انطوى غارث على نفسه. كانا يلتقيان دوما و لكن دون تبادل كلمة واحدة. و للسخرية ، أصبحت بليندا شاعرة بوجوده أكثر من الوقت الذي كانت فيه علاقتهما حميمة. كلما اقترب منها في المطبخ أو في الردهة. شعرت ببشرتها تقشعر ، و مشاعرها تتوتر. و لكنه بدا و كأنه لا يهتم بها أكثر من ظل على الجدار.
في صباح أحد الأيام عند تناول الإفطار قال لها فجأة:
-بعد بضعة أيام ، أتوقع وصول زائر ، أحد كبار المسؤولين في المكتب الرئيسي في نيويورك سينزل في الفندق ، و لكن بصفتي مسؤول الفرع هنا يتوقع أن استقبله في بيتي في إحدى الأمسيات.
و استجابت له بشوق ، لأنه تحدث معها ، و قلبها يخفق:
-أجل.. أجل بالطبع يا غارث!
-أتوقع منك أن تحضري وجبة طعام.
-وجبة طعام؟ و لكن.. غارث أنت تعلم أنني لا أجيد الطبخ...
-على الأقل حاولي.
-طبعا سأحاول ، و لكن..
-ثقي بنفسك قليلا..
و حدق بها ، ثم تركها و ذهب إلى عمله.
كانت تريد كثيرا ان ترضي غارث ، فذهبت إلى السوق يوم زيارة الرجل و أشترت بعض اللحم. و في المساء ، و قبل أن يحضر غارث ضيفه ، وضعت كتاب الطبخ أمامها و أخذت تتبع التعليمات ، و أخيرا أصبحت الوجبة في الفرن ، و الخضار مقطعة ، و الحلوى جاهزة و موضوعة في البراد.
في غرفة الطعام ، أعدت المائدة ، و وجدت شمعتين ملونتين ادخلت طرفهما في عنق زجاجتين قديمتين. و فتشت عن الملاعق و السكاكين الفضية فوجدتها ، و لكنها كانت غير لامعة كفاية ، و لا يمكن ان تنظفها جيدا قبل وصول الرجل. و وضعت كؤوس الكرستال على المائدة.
و حان وقت لبسها.. و فتشت ضمن ثيابها ، و تمنت لو أنها سألت غارث ما إّذا كان يرغب أن تظهر بثياب رسمية أو عادية ، و لكنها اختارت البساطة ، فانتقت ثوبا أبيضا بسيطا له ربطة عنق جميلة ، و حزام أسود ، و أرتدت حذاء أسود.
و شعرت بالتوتر و هي تنزل السلم ، و تمنت لو تهرب إلى مرسمها و تغلق على نفسها الباب حتى تنتهي السهرة. لم تكن قد لعبت دور المضيفة من قبل ، وهذه الزيارة مهمة جدا لغارث.. لو أنها فقط تستطيع أن تتصرف كزوجة حقيقية أن تشعر كزوجة حقيقية!
و سمعت صوت المفتاح في قفل الباب ، ثم فتح و كان الرجل يقرأ الجملة المكتوبة فوق باب المدخل ، ثم قال:
-هذا كلام رائع يا غارث.
و شاهد بليندا واقفة في الردهة بخجل ، فمد يده ليسلم عليها سلاما حارا:
-سيدة غاردنر؟ سعيد بلقائك ، أنا فعلا سعيد بلقائك.
ثم استرعى انتباهه الجمل الأخرى المكتوبة في الداخل فوق الأبواب ، فتحرك ليقرأها ، ضاحكا بصوت مرتفع:
-لا بد أن من كتبها يكره النساء هل هو أحد أسلافك يا غارث؟ و لكنك لم ترث مشاعره و هذا واضح. مع زوجة مثل زوجتك؟ لا أستطيع التصديق!
-بليندا.. هذا السيد سترونغ.. رودريك سترونغ.. سيد سترونغ هذه زوجتي بليندا.
-لأجل السماء يا رجل ، نحن لسنا في العمل. إدعوني رود.. بليندا.. و أنت أيضا.
فابتسمت بليندا و رفع رود يديه!
-لديك زوجة جميلة يا غارث إبتسامتها كالشمس المشرقة!
-إنها ليست جميلة فقط ، إنها فنانة أيضا...
-أتعني أنها رسامة؟ أترسم لوحات؟
و أحنت بليندا رأسها و قالت:
-في الواقع أنا معلمة فنون ، و لكنني أمضي وقت فراغي بالرسم.
و نظرت بخجل إلى زوجها:
-هذا يبقيني بعيدة عن طريق غارث.
و ضحك رودريك سترونغ ، و قدم له غارث شرابا ، ثم إلى بليندا و رفع كأٍسه قائلا:
-لنشرب نخب زوجتي الجميلة الكاملة.
و ركز نظره على بليندا ، فشاهدت لمحة من السخرية في عينيه. و جلس على ذراع كرسيها. و أخذ يدها بين يديه و بدأ يعبث بأصابعها قائلا:
-سأقول لك سر... إنها فنانة عظيمة ، و لكنها لا تعرف كم هي عظيمة.
و احمرت وجنتاها من الخجل لتقديره هذا ، و لكنها قالت لنفسها إن هذا كلام زائف ، و إنه يقول هذا لإسعاد ضيفه.
-ماذا ترسمين يا بليندا؟ هل ترسمين الأشياء القديمة القبيحة مثلي؟
-أنت لست قبيحا سيد.. يا رود. في الواقع وجهك يثير الإهتمام!
-صحيح؟ هل تعنين هذا؟ ارسمني إذا.
و فتش في جيوبه عن ورقة:
-هيا ارسمني.
و أخذت ترسمه بينما استمر الحديث ، و قال غارث و هو يمثل دور الزوج النبيل الفخور بزوجته:
-في الواقع إنها تريد عرض لوحاتها. و آمل أن أٌقنع بعض المسؤولين المحليين ليسمحوا لها بإستخدام معرض الفنون هنا لعرض أعمالها.
و تمتمت بليندا دون قصد:
-لقد قال براد..
ثم توقفت مذعورة.
-و ماذا قال براد؟
-لا شيء.. لا يهم.
و سألها رودريك:
-أين هي لوحاتك.. لا بد أن لديك مرسم في مكان ما؟
-إنه موجود فوق.
-هل نستطيع أن نصعد و نرى لوحاتك.
-أرجوك رود.. بضع دقائق أخرى فقط...
-آسف يا بليندا لا أستطيع إلا أن أتحرك ، إسألي غارث ، أعتقد أنني لا أستطيع الجلوس لترسمي لي لوحة ، من سيرسمني يجب أن يركض ورائي و الفرشاة بيده محاولا اللحاق بي!
-ها قد إنتهيت...
و رفعت الرسم ليراه غارث.
-هل هو جيد؟
-جيد؟ يا حبيبتي إنه رائع! أريه لرود!
و تنهد رود قائلا:
-يا إلهي! كم أنا سعيد برؤية عصفوري حب مثلكما! تعالي أيتها الشابة دعيني أرى وجهي.
و أخذ الرسم منها و صاح:
-إنه جيد.. جيد.. وقعي لي عليه هنا ، لديك شيء رائع في يديك و رأسك.. أين هذه اللوحات يا غارث؟ خذني لأراها.
في المرسم أخذ رود يتجول ، يلتقط الفراشي ، العلب الفارغة ، أنابيب الدهان. و أرته بليندا لوحاتها ، فتفحصها واحدة واحدة ، معجبا بها ، مقدرا لها ، دارسا لكل تفاصيلها. و طوال الوقت سار غارث و يداه في جيوبه ، ينظر إلى الرسمات المتناثرة ، و الرسمات التي لونتها.. و قال رود و هو يرفع إحدى اللوحات:
-أستطيع فهم رسومات الأشخاص ، و أواني الفاكهة ، مزهريات الزهور.. و لكن هذه.. و هذه.. إنها أبعد من تفهمي الفتي... هيا قولي لهذا الشخص غير المثقف.. ما هذا؟
-إنها فن تجريدي ، في الواقع بسيطة جدا. أنظر إليها و كانها رموز ، و كأنها تمثل شيئا.. أترى.. في الفن ، يتم التعبير عن الشعور الإنساني بالرموز.. الفنان يستخدم الأشكال و الألوان ليعطي المعاني..
-اتعنين أن كل هذه الأشكال و لطخات الألوان تقول شيئا؟
-في أعماقي هناك مشاعر أستطيع أن أعبر عنها بطريقة يومية عادية ، و ها هي ، على الورق لا بالكلمات ، و لكن بخطوط و أشكال و ألوان.. لغة الفن.. و أنا أحب أن ألعب بالأشكال. هل لاحظت أن هناك نماذج محددة ، نماذج عادية رمزية في الطبيعة؟ ليس فقط أشكال ندف الثلج التي نعرفها كلنا ، بل أشياء مثل ذرات الغبار و قفير النحل و الدبور و حتى قطع من المرجان و الكرستال؟
-تابعي كلامك.. لقد سحرتيني...
-هناك نموذج عادي تكونه الريح عندما تضرب رمال الصحراء. و نفس النموذج موجود عند الشواطئ من صنع المد و الجزر ، تستطيع أن تجد نماذج جميلة بين الأصداف و أجنحة الفراشات و هناك نماذج و رموز في كل الطبيعة ، و كل منها له خاصيته و هدفه.
-هل هذا صحيح؟ و يقال إن الفنانون حالمون!
-هناك الكثير من علوم الطبيعة و الهندسة في الرسم ، دون ذكر ضرورة معرفة علم التشريح و ما شابه.
-و هل تعلمين كل هذا للأولاد؟
-للكبار غالبا. أما الصغار فلهم أسلوب آخر.
و وقف رود قائلا:
-أهنئك يا غارث على حسن اختيارك لزوجتك إنها إمرأة عظيمة.. فعلا عظيمة!
-هل عرفت الآن لماذا أردتك أن تلتقي بها؟
-يا رجل.. لديك شيء تفتخر به. هل هذه اللوحات للبيع؟ سأشتري العديد منها. قولي السعر الذي يناسبك؟
فضخكت بليندا:
-آسفة يا رود ، فأنا أتأمل أن أعرضها. بعد ذلك قد يكون هناك ما أستطيع بيعه.
-سأكون قد رحلت.
-حسنا.. ممكن أن استغني عن بعضها.
-جيد.. هذه الفتاة الشابة؟
-إنها فتاة ادرسها ، تستطيع أخذها.
-و هذا الشيء الملون؟ إنها عظيمة ، سأعلقها في منزلي ، و سأكون مسرورا و أنا أراقب الناس تحاول فهمها! أتعرفين ماذا سأقول لهم؟ سأقول إن الفنانة نفسها لا تعلم ما هي! و الآن كم ثمنها؟
و عندما ذكرت الثمن صاح:
-هذا فقط؟ أنت مجنونة؟ غارث عليك أن تضع رأسا تجاريا فوق أكتاف هذه الفتاة.
-رود صدقني إنها بارعة ، و هي تمتلك الحس التجاري. و ليست بحاجة إلى التعليم...
و نظرت بليندا غلى ساعتها بذعر ، "الطعام!" و أسرعت نحو المطبخ و قلبها يخفق. كان الجو عابقا بالدخان ، من الطعام المحترق! اللحم في الفرن ، و الخضار فوق النار كل شيء قد تلف! لقد نسيته كله.. كيف أستطاعت أن تنسى ، و هناك ضيف مهم عندها؟ و لحق بها غارث ، ثم رود ، و أخذت بليندا تصرخ:
-غارث.. لم يبق شيء لنأكله ، كل شيء احترق.. أوه يا غارث أن آسفة.. آسفة..
و أخذت تبكي.. و أحاطها بذراعيه و ضمها إليه ، و خبأت رأسها في كتفه و تعلقت به و هي تنتحب:
-لا أمل بي.. لست نافعة.
و ربت رود على ذراعها:
-هيا يا عزيزتي.. لا تبكي.. إنها غلطتي.. لقد شغلتك بالكلام ما رأيك يا غارث لنذهب للعشاء في الفندق.
و أبعدها غارث عنه قليلا و قال:
-ما رأيك يا حبيبتي؟ لا نستطيع فعل شيء آخر ، أليس كذلك؟ هيا غيري ملابسك... سأترك لك عشر دقائق.
و هزت رأسها ، ثم ركضت نحو غرفتها.. عشر دقائق.. ليس الوقت كافيا لتغير ملابسها.. و ترتب شعرها و تعيد تزيين وجهها.
و وضعت نصب عينيها مركز غارث ، و المكان الفخم الذي سيتناولون الطعام فيه ، فأخرجت من الخزانة ، ثوبا من المخمل الأزرق الغامق ، بطول الكاحلين عالي الياقة ، دون أكمم و يكشف عن الكتفين.
و قبل ان ترتديه ، شاهدت غارث يقف بالباب.
-قلت لك عشر دقائق...
و أخذ يتفحصها من قمة رأسه إلى أخمص قدميها ، و في حركة دفاع عن النفس ، مدت يديها بسرعة و التقطت الفستان.. و لكنه قال:
-إنتظري!
و تقدم نحوها ببطء ليقف أمامها ، و جذبها نحوه و تمتم:
-ألم يحن الوقت بعد لأن تتخلي عن موقف "لا تلمسني" الذي تبنيتيه ضدي؟ ألم يحن الوقت بعد لتدركي كم أنت سهلة المنال بالنسبة إلي؟ و نحن نعيش لوحدنا في هذا المنزل إذا كنت تظنين أنني سأنتظر إلى ما لا نهاية لأحصل على ما هو حقي بالقانون..
و تحركت يداه لتجذبها أكثر.. تجاوبها معه أذهلها... لو أنها سمحت له بالمضي اكثر.. سيكتشف الحقيقة ، حقيقة أنها تريده ، ليس "كشريك عمل" بل كإمرأة تريد زوجها الذي تحبه.
و تصلبت بين يديه ، و كأنها لا تطيق لمسته ، فتركها فورا ، و ابتعد:
-إذا فأنا أثير فيك النفور؟ يا للأسف. كان يجب أن تفكري بهذا قبل أن تقرري أن تنالي حبي و احترامي و العناية بي. أحببت هذا أم لا ، أحببتني أم كرهتني ، فقبل أن تمر أيام سأقتلك يا فتاتي ، سأقتلك جسدا و روحا.
-لقد وعدتني.. وعدتني أن لا تلمسني إلا...
و لكنه تركها و خرج.
في المطعم جلسوا يتحدثون إنتظارا لطعامهم. و تحدث الرجلان عن العمل أكثر الوقت ، و أخذت بليندا تسلي نفسها بمراقبة الناس ، و اعتذر رود لأنهما تجاهلاها لفترة.. و بعد إنتهاء وجبة العشاء قال رود:
-هل هناك مكان للرقص هنا؟
فرد عليه غارث:
-إنه في القاعة التي خلف قاعة الطعام.
-لقد ظننت هذا ، فقد سمعت الموسيقى ، هيا إذهبا و أرقصا. أعلم تماما كيف يشعر الشبان المحبون.
و أخذ غارث يدها و قادها إلى قاعة الرقص ، كانت الموسيقى ناعمة ، فأخذها بين ذراعيه ، و أمسك بها و كأنها من ضروريات جسده ، كتنفسه... و دخل رود بعد قليل و نظر حوله ، و رفع يده لهما ، ثم دخل المقهى... و جلس يتحدث إلى أحدهم و هو يشرب ، و يحدق بهما طوال الوقت. هل مظهرهما يذكره بأيام شبابه الضائعة؟ لم يكن هناك شك لدى بليندا ، أن غارث يمثل دور العاشق بشكل مقنع و كأنه كذلك فعلا.
عندما عادا للانضمام إلى رودريك سترونغ في مدخل الفندق قال لها:
-عندما تأتيان لزيارتنا في أميركا.. سأجعلك ترسمين لوحة لزوجتي قرب المدفأ’ في بيتنا الريفي.. ستحب ذلك كثيرا.. لدينا شقة أيضا في المدينة.. خذها معك يا غارث عندما تسافر إلى أمريكا.. أتعرف ، أنت أيضا ولد محظوظ.أنتما ولدان سعيدان ، افعلا المستحيل لتبقيا هكذا.
و قبل بليندا على خديها. و التفت لغارث:
-سأراك غدا صباحا قبل أن أذهب إلى لندن...
و رفع يده بالتحية و ذهب.
رحلة العودة إلى المنزل كانت ثقيلة و صامتة. و عندما أغلقا الباب وراءهما قالت بليندا:
-أنا آسفة يا غارث بخصوص وجبة الطعام. فأنا طباخة سيئة ، و لا أنفع كزوجة أيضا. و لا أعلم لماذا تزوجتني؟
-أنت تعرفين جيدا لماذا تزوجتك! لقد كنت مجنونا.
-أنا آسفة لأنني لست عند حسن ظنك ، حتى أنني لا أنفع أن أكون مضيفة منزل لك.
و رن جرس الهاتف ، فرد غارث ثم أعطاها السماعة:
-بيلندا هامر.. أعني غاردنر.
-أنا براد.. من رد علي.. شبح؟
-إنه.. زوجي.
-آه فهمت ، هل يغار؟ لا؟.. لا تصدقيه.. كنت أحاول الاتصال بك طوال السهرة.
-كنا في الخارج نتعشى و نرقص..
-آه.. كل شيء على ما يرام بينكما إذا. حسنا يا حلوتي لدي أنباء سارة لقد اتصلت بالمشرف على "الغاليري" في المدينة ، و قال إن هناك فرصة لاستخدام "الغاليري" كمعرض لمدة أسبوعين ، بعد ثلاثة أسابيع و أخبرته عنك و قال إنه سيكون سعيدا لرعايتك.
-هذا عظيم يا براد! لدي خمس و عشرين لوحة. هل تكفي؟
-إذا بقي فراغ نضع بعض رسوماتي. و بالنسبة للإطارات هناك صديق على استعداد لمساعدتي..
-براد.. هذا جيد جدا! لا أعلم كيف سأبدأ.
-سنبدأ فورا.. هل أنت مشغولة مساء الغد؟ سنتحدث حول الأمر.. عندي أو عندك؟
-عندك يا براد ، أظن هذا أفضل.
-حسنا... سآخذك مع اللوحات ، و سنبدأ فورا. سيكون أمامنا الدعاية في الصحف ، و الاتصال بأهم شخصيات المدينة و ما إلى ذلك.. ألست مسرورة يا حلوتي؟
-رائع يا براد ، و كأنني في حلم.
-قولي الخبر لشريك حياتك.. كم أود رؤية رد فعله.. أراك غدا...
كان غارث يقف عند باب غرفة الجلوس:
-لماذا كانت المكالمة؟
-معرضي بعد ثلاثة أسابيع أي بنهاية حزيران.. أليس هذا رائع يا غارث؟
و لكنه هز رأسه ببرود و دخل غرفة الجلوس. و حدقت بالباب نصف المفتوح... هل عليها أن تدخل عليه عاصفة ، مطيحة بالحواجز التي يحيط نفسه بها ، لتجبره على الكلام ، على أن يستمع لها؟ و إذا فعلت ، فإلى ماذا سيقود هذا؟ ألن يفسر العمل و كأنه "الدعوة" التي قال إنه ينتظرها منها؟ و تنهدت ثم صعدت السلم إلى غرفتها.
على الإفطار ، في الصباح التالي قال لها:
-عندما كان السيد سترونغ هنا الليلة الماضية شعرت بالإحراج لحالة أثاث المنزل.. ألا تعتقدين أن الوقت قد حان لأن نفعل شيئا حول الأمر؟
-أتعني السجاد و ما شابه؟ أعتقد معك حق.. متى...
-الأسرع هو الأفضل.. ألا تستطيعين أن تذهبي للتسوق بعد المدرسة؟
-أنا.. أتسوق؟ و لكن.. و لكن ألن تأتي معي؟
-ليس من طبعي.. آسف. سأترك الخيار لك.. أنت فنانة و لدي كل الثقة بذوقك. أنت تعرفين إنسجام الألوان و ما شابه.
-و ماذا بخصوص الدفع؟
-الدفع؟ ظننت أننا اتفقنا على أن تشاركي بدفع حصتك؟
-أتعني أنني يجب أن أدفع ثمن السجاد؟
-و لماذا لا؟
-و لكن يا غارث.. ستكلف ثمنا باهظا.
-طبعا.. سأتوقع أن تختاري الأفضل.
و وضعت يداها على خديها.. بحق السماء.. ماذا ستفعل؟ هل تستخدم مدخراتها؟ و لكن ماذا ستفعل غير هذا؟
-أنا آسفة.. و لكن للثلاثة أشهر القادمة يجب أن لا تعتمد على مالي.
-و لكن عليك أن تشتري السجاد اليوم. إشتري شيئا جيدا ، يبقى لفترة طويلة.. على الأقل مدة زواجنا.
و نظر إليها نظرة ساخرة و تركها و غادر المنزل.
في المدرسة ، تناقشت مع براد حول المعرض:
-هل تريدين أن أتولى أمر الدعاية للمعرض؟
-هل تفعل هذا لأجلي يا براد.. أوه كم أود معانقتك.
-لا يوجد هنا سوى دزينة أشخاص فقط.. هيا عانقيني...
و جالت بليندا بعد الظهر في المدينة من متجر إلى متجر إلى أن أصبحت ضائعة تماما بالألوان و النماذج و النوعية و الأسعار. و في النهاية أختارت سجادتين ، إحداهما لو اشترتها. ستبتلع نصف مدخراتها. و الأخرى ، و هي الأفضل نوعية ، ستبتلع كل المدخرات. و لم يكن أمامها أي بديل.. فقد قال غارث "إشتري الأفضل". و هكذا اشترت السجادة الغالية الثمن.
و عندما أخبرت غارث بالأمر قال:
-أعتقد أنك دبرت موعد قدومهم لتركيبها في المنزل؟
-تركيبها؟ لا.. لم أفعل.. نسيت.. أنا آسفة.
-إذا من تعتقدين سوف يدبر أمرها؟
-أنت.
-و لكن هذا عمل محترفين.. و أنا لا أعرف من أين أبدأ.
-و لكن يا غارث هذا سيكلف كثيرا...
-أخبريني.. على ماذا بالضبط تصرفين مدخولك الشهري؟ هل تأخذينه و توزعينه على الفقراء و المحتاجين؟ فأنا لا أرى دليل على صرفك المبلغ على لبسك أو حياتك.
-أنا.. أنا أصرف المبلغ على نفسي... معداتي و أدواتي و ما شابه.
-هل تستثمرين المبلغ؟
-أجل.. أجل.. هذا صحيح.. أنا أستثمره.
-و من يقوم بتقديم النصح لك.. هل لي أن أسأل.
-إنه.. إنه المحامي.
-مهما يكن.. عليك أن تتصلي بالمتجر و تطلبي إرسال أحد ليركب السجادة.
أمضت بليندا معظم أمسيات الأسابيع الثلاثة التي سبقت المعرض في شقة براد ، و قابلت غوردي الصديق الذي يساعده بالإطارات ، و انتقت نوعا مناسبا من الإطارات ، و راقبت الرجلين و هما يعملان ، و صنعت لهما القهوة و نظفت المكان.
و تمتعت بليندا بهذه الأمسيات. و كانت تذهب إلى المنزل مليئة بالسرور و الحيوية ، و الترقب. في البداية سألها غارث بغضب "أين كنت؟" ثم بعد يوم أو يومين قال:
-هل من الضروري أن تمضي كل هذا الوقت في شقة زميلك؟
-طبعا ضروري. مجرد سؤالك يظهر قلة خبرتك بالموضوع.
-حسنا أخبريني عنه.
-إنه.. حسنا إنه.. لا فائدة.. لن تفهم عن ماذا سأتكلم..
-أنا لا أفهم بالفنون.. أليس هذا ما تعنيه؟ بمعنى آخر أنا لست مثقفا.
و أخذت تفكر.. أتمنى لو تضع ذراعيك من حولي ، تحبني ، و تبني الجسور فوق الهوة التي بيننا.. عندها لن يعود أي شيء مهم ، و لن يهم أن ننظر إلى العالم من زوايا مختلفة.. و استوى في جلسته و سأل:
-ماذا تتمنين؟.. ماذا تتمنين؟
-أن أتحدث معك حول الفن ، أن ألتقي معك حول قواسم مشتركة.. أتمنى لو أنك تفهمني..
-أفهمك كزميل فنان أم كزوج؟ أم كحبيب؟
و بما أنها توصلت لما تريد.. فقد أصبحت خائفة ، و بينما احاطت بها ذراعاه ، كانت رغبتها فيه تغرقها ، تسحبها إلى الأسفل ، و التيارات تحملها بعيدا...
طالما لا تزال تملك أنفاسها ، قوتها ، يجب عليها أن تقاوم. إنه لا يحبها. كل ما يريده هو أن يثبت حقوقه عليها كزوج ، و على هذا الأساس لا تستطيع ، أن تسمح له أن يحقق ما يريد. و قاومته بضعف حتى تركها.
وقفت أمامه مصدومة ترتعش.
-هذا ليس إنصافا منك.. لقد قلت إن ما بيننا ترتيبات عملية. زواج بالإسم. و إنك لن تلمسني حتى..
-يا إلهي يا إمرأة..أنا من البشر. كم تتوقعين مني أن أصبر..؟ تقولين إنك تتمنين أن أفهمك و أن نلتقي حول قواسم مشتركة... و عندما أحاول أن أقدم هذه القواسم...
-و ما الفائدة؟ إذا كان ما تجده من قواسم هو جسدي؟ و روحا نحن عالمان منفصلان ، و ما فائدة ممارسة الحب لأشخاص مثلنا. و ماذا يبقى لنا بعد أن ننتهي؟
-بحق الله يا بليندا.. سنبقى لبعضنا.. ألن نكون؟ و ماذا تعرفين عن الحب..و ما يتبعه..؟
و مررت يدها على جبينها.. أهذا ما يقصده؟
-إذا كنتي بهذه الخبرة التي تبدو عليك.. فبحق السماء سآخذ ما هو من حقي أردتي هذا أم لا. و لو كنت أثير نفورك ، أو ستكرهينني بعد أن أنتهي.
و تحرك نحوها ثانية ، فتجنبته و هربت صارخة:
-أنت لا تفهم.. لن تفهم أبدا..
و أغلقت باب غرفة نومها بالمفتاح و وقفت و ظهرها إلى الباب تشهق و تبكي.. و هي خائفة...





* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس