عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-11, 11:28 PM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع

هل يعود؟


بكت بليندا معظم ليلتها تلك. و تسلقت إلى سرير غارث مؤملة نفسها ، مع إقتناعها التام في قرارة قلبها بالعكس ، أن يعود غارث و يجدها هناك. و لكن في الصباح كانت ما تزال لوحدها..
و في المدرسة سألت براد ما إذا كان قد قال شيئا لنويل جيميز حول زواجها من غارث ، فقال:
-لا شيء البتة... عندما سألني هززت كتفي ، و أخذ هذا منطلقا لإستنتاج ما يريد..
و إرتاحت بليندا لقوله ، فقد كانت تثق به و كان جديرا بهذه الثقة.
-على كل الأحوال تبدين بصورة رهبية ، ما الأمر؟
-لقد رحل غارث الليلة الماضية يا براد ، بعد أن اتصلت بي و تكلمت مع نويل جيميز تشاجرت مع غارث و غادر المنزل.
-و لماذا بحق السماء؟ هل ساورته الظنون بك؟
-لست أدري متى سيعود ، أو إذا كان سيعود...
-يا فتاتي العزيزة.. هل تظنين أن هذه نهاية الطريق؟ كيف لأي رجل أن يهجرك إلى الأبد.. اخبريني فقط؟
-براد هناك لوسيا في حياته ، لدي منافسة ، لقد قلتها بنفسك. لقد أخذها معه إلى لندن. هكذا قال.
و وضع يداه على كتفيها ملاحظا:
-لدي حدس بأن كل شيء سيكون على ما يرام يا حلوتي.. و حدس عمك براد..
و لكن بليندا هزت رأسها بيأس.
مرت ثلاثة أيام دون كلمة من غارث ، و لم تعد تستطيع عد الأيام ، لأنها لم تكن تدري متى ستتوقف عن العد ، كل ساعة مرت كيوم ، و كل يوم كشهر ، لقد أتخذ الزمن لها معنى جديدا.
في مساء اليوم الثالث أخذت تتجول في المنزل على غير هدى ، محاولة التركيز على موضوع لرسم لوحة. و لكنها كلما فكرت بموضوع ، حل مكانه وجه غارث الغاضب. و سمعت قرعا على الباب ، لا دقة جرس ، و لا دقة ناعمة لغريب.
أول فكرة قفزت إلى رأسها إنه غارث. و لكن غارث ليس بحاجة لأن يقرع الباب بالطبع ، فلديه مفتاح. ربما براد؟ أو نويل؟ و تمنت أن لا يكون نويل...
و وقفت السيدة العجوز عند المدخل ، و وجهها المستدير يبتسم مظهرها المريح يبعث الراحة في النفس ، ثيابها شديدة الأناقة و مؤثرة كما كانت دائما.
-يا طفلتي الحبيبة.. ألست سعيدة برؤيتي؟
-سيدة دونيكان!..
و خطت الزائرة إلى الداخل ، و تعانقتا ، و قبلتا بعضهما البعض.
-ما هذه السخافة..؟ ناديني بعمتي إيلين ، أرجوك. أنت ابنة اخي الآن ، عن طريق الزواج!
و تحرك رأسها من جانب إلى جانب ، و جالت عيناها تستكشفان محتويات الردهة. كل شيء كما هو منذ أن غادرت.
-هل أنت مندهشة لرؤيتي؟
-آه.. يا عمتي إيلين ، لا أعرف ماذا أقول.. لقد ظننت...
-أنك لن تريني مجددا. و كذلك أنا.
و توقفت عند غرفة جلوس غارث:
-هل أدخل هنا؟
و هزت بليندا رأسها.
-أتعلمين.. لقد تملكني شعور غريب يقول لي "عودي إلى إنكلترا" و أنا لا أتجاهل أبدا مثل هذه المشاعر ، فتحركت على الفور ، لن أمكث طويلا ، فقط ما يكفي من وقت لـ... حسنا ، ما يكفي من وقت.
و جلست على المقعد و أشارت لها بالجلوس على ذراعه.. و لكن بليندا اتخذت الوضع المفضل لديها على الأرض إلى جانبها.
-كما في الأيام الماضية يا بليندا. كيف حال ابن أخي؟ أرجو أن يكون يتصرف كزوج كامل؟ تبدين شاحبة يا عزيزتي.. ألست في طريق لإنجاب طفل لي...
-لا يا عمتي إيلين..
و ساد صمت قصير...
-المكان هادئ بشكل غريب.. هناك شيء ما.. أستطيع أن أحس به في الجو... أعرف هذا البيت كما أعرف مكنونات قلبي... و أعرف عندما تكون السعادة فيه، و أعلم متى يكون حزينا. بليندا ، هناك شيء رهيب يحدث ، و هذا ما دعاني للعودة.. لقد دعاني هذا المنزل القديم... هيا يا طفلتي.. أخبريني كل شيء. أين ابن أخي... أين زوجك؟
-لا أعلم ، يا عمتي إيلين.
و استوت إيلين دونيكان في جلستها متوترة...
-لا تعرفين...؟ ماذا تعنين؟ هل هجرك؟
-آه يا عمتي.. لا أعلم.. لا أعلم.
و أراحت رأسها على حجر إيلين و بكت ، و أخذ النحيب يهز جسدها ، و بللت الدموع منديلها. و تركتها العجوز تبكي ، و قد أحست أنها المرة الأولى التي سمحت بليندا لبؤسها أن يظهر. و أخذت ترتب شعرها الأشقر ، منتظرة لتهدأ و تتكلم لتصغي لها.
و أخيرا رفعت بليندا رأسها و أعتذرت ، و وجهها مليء بالدموع و عيناها حمراوان و منتفختان.
-قولي لي كل شيء يا طفلتي العزيزة. خذي وقتك ، لدي ما يكفي من وقت لأستمع.
و هكذا و ببطء ، و تردد ، روت لها كل القصة. فصاحت إيلين:
-اتفاقية عمل... يا إلهي.. لقد ورث الكثير عني.. حتى أنا العنيدة القاسية ، و لم أزل حتى الآن ، تزوجت عن حب. و ظننت ، كم أنا غبية ، أنني قد دبرت خطة ثابتة لأجمعكما. لقد جمعتكما ، و لكنني لم آخذ بالحسبان ما قد تحدث بكما خطتي.
-و ما الذي يجعلك تظنين إنه لن يعود؟
-إنه لا يحبني يا عمتي.
-و لكن هذه سخافة.
-لم يقل لي أبدا إنه يحبني.
-إعذريني لسؤالي.. ألم تتعاشرا كزوج و زوجته؟
-مرة واحدة.. منذ أربعة أيام.
-مرة واحدة؟ يا للسماء.. مم هو مصنوع هذا الرجل؟
-لقد قال لي أنه سيكون زواج بالإسم فقط يا عمتي. و قال إنه تزوجني فقط لأحصل على المال و ليريح ضميره..
-أتمنى أن أعرف أين هو الآن. سأعطيه "اتفاق عمل" حقيقي... سأعطيه "الضمير".
-كل ما أعرفه أنه في لندن.. لقد أخذ معه لوسيا...
-لوسيا! و من هي لوسيا؟
-ألا تعرفين..؟ أعتقد أنني أستطيع القول أنها عشيقته.
-عشيقته؟ و لكنه رجل متزوج من زوجة شابة و جميلة. و ماذا يريد من عشيقة؟
-لقد كان يعرفها من الأرجنتين.. لقد فقدت زوجها و ترك لها ولدين.. و كان غارث كريما معها ، و أعتقد أنها عادت إلى هنا لترى إذا كانت تستطيع العيش هنا. إنها تعمل كسكرتيرة لمؤسسته ، لقد أتى بها إلى معرضي ، حتى أنه خرج معها للعشاء.
-كم سيبقى بعيدا؟
-لا أعرف.. لم يقل لي.
-يا إلهي لم أكن أعلم أنه قد يكون قاسي الفؤاد و عنيد إلى هذه الدرجة. أعتقدت أن الزواج قد يلينه ، لم أكن أتصور أن بإمكانه العيش مع فتاة جذابة مثلك في بيت واحد ، و يتزوجها ثم يغلق باب غرفة النوم في وجهها.
-ما عدا مرة..
-ما عدا مرة.. تقولين إنه لا يحبك؟ هناك طريقة لمعرفة الأمر. أنت معلمة مدرسة.. أتستطيعين أن تأخذي إجازة دون مرتب؟
-أجل.. أعتقد هذا.
-جيد.. أفعلي ما أقوله لك.. غدا يا عزيزتي.. قدمي طلبا لإجازة لمدة إسبوعين. و بعد غد سافري.. قرري بنفسك إلى أين ، و لا تخبري أحدا.. سافري فقط.. سأتصل بالسيدة هوغند ، و ستستمر بالمجيء إلى هنا لتنظيف المنزل ، و سأعطيها عنواني لتتصل بي في الفندق ، إنه "الأمباسدور" هل تعرفينه؟
-أجل إنه الفندق الذي أقام فيه حفلة زفافنا.
-أوه.. هل فعل هذا.. على الأقل كان من الإنسانية أن يفعل هذا لأجلك. حسنا.. عندما يحضر غارث إلى المنزل ستتصل السيدة هوغند بي. و عندما تستقرين زوديني برقم هاتفك. و سأبلغك بعودته. ستبقين بعيدة لأسبوع على الأقل بعد عودته.. هل هذا واضح؟
-أجل يا عمتي.. و لكن..
-من دون و لكن..
-و لكن كيف سيساعدنا هذا؟
-الأمر بسيط.. تستطيعين أن تعرفي بالطريقة التي سيتقبلك بها عند عودتك ، ما إذا كان يحبك أو لا.. فإذا مد ذراعاه لك ليحضنك هذا هو جوابك..
-و إذا لم يفعل؟...
-حسنا يا عزيزتي.. سيكون الجواب الآخر ، و لكنه جواب غير سعيد. و أظن أن هذا غير معقول. و لكن هكذا هو الأمر. لا يستطيع المرء أن يعرف كل شيء عن البشر حتى و لو كان ابن ابن أخيه ، حتى و لو حضنته بين ذراعي يوم مولده.
و صنعت بليندا بعض الشاي ، و أحضرت البسكويت الجاهز.
-ليس لدي توست أو مربى و زبدة.. إنني طاهية سيئة ، و هذا أمر آخر يحمله غارث ضدي. إنه بارع أكثر مني بالطبخ.. إنني فنانة حالمة فقط...
-أنت لست حالمة.. إنك فتاة موهوبة.. و حان الوقت ليقول لك أحدهم هذه الحقيقة.
-لست موهوبة كفاية لأحتفظ بزوجي..

في الصباح التالي لحصول بليندا على الإجازة و ضبت ملابسها و ركبت الباص بإتجاه الريف. كانت تأمل أن تكون إقامتها قصيرة.. لو أن غارث أخبرها فقط كم سيغيب. لو أنه أخبرها لماذا تركها؟ هل سيطالب بأن يتحرر من الزواج حتى يكون بإستطاعته أن يكون الزوج الثاني للوسيا؟ هل يعيشان الآن معا؟ كانت تحدق من نافذة الباص و هي قلقة.
و وصلت إلى البلدة التي ذهبت مع الأولاد و غارث إليها في السابق و توجهت إلى الفندق. و استقبلها الموظف ، و أعطاها غرفة و تبعته إلى فوق إلى غرفة ذات سقف مائل ، و نوافذ واسعة تطل على منظر جميل للريف.
و قال لها الموظف و هو يخرج:
-العشاء عند الثامنة مساء..
و غرقت بليندا في سريرها ، جالسة و يداها متشابكتان حول ركبتيها. ماذا ستفعل في أيامها هنا..؟ لديها في الحقيبة ، أقلام ، و ألوان و فراشي.. و إذا كان الطقس لطيفا تستطيع الخروج لترسم و تلون.. و إذا لم يكن؟ و سارت نحو النافذة.. يجب عليها إذا أن تبقى في الغرفة و تقرأ. فقد جلبت معها بعض الكتب و المجلات..
في اليوم التالي ذهبت إلى النهر ، حيث ساعدها غارث على عبوره فوق الصخور.. و تردد في رأسها صوت الولد و هو يصيح "إدفعها إلى النهر"... لقد دفعها الآن ، و لكن خارج حياته ، و خارج أفكاره ، و ذهب بعيدا دون أن يبقى حتى ليراقبها و هي تغرق.
ذلك المساء أتصلت بالعمة إيلين ، و أعطتها رقم هاتف الفندق ، و سألتها عن أخبار غارث.
-لا شيء يا عزيزتي... لا تقلقي يا بليندا سأخبرك عندما يتغير الموقف. و في هذه الأثناء ، إرتاحي جيدا... و إنسيه يا عزيزتي. إنسيه.
-لا أستطيع يا عمتي... لا أستطيع ، كلما ابتعدت عنه أكثر ، كلما...
-أنت تريدينه ، أعرف كيف تشعرين ، أوه يا عزيزتي ، ابن أخي هذا الغبي ، الأعمى العنيد..!
بعد ثلاثة أيام أبلغتها العمة إيلين بأنه عاد.
-لقد عاد يا عزيزتي ليلة أمس ، و سأل السيدة هوغند إذا كانت تعرف أين أنت ، فادعت أنها لا تعرف. دعيه ينتظر.. دعيه ينتظر و يتعذب.. و إياك و العودة إلى المنزل يا بليندا بعد.. و إلا فكل ما رتبناه سيفسد. إصبري.. عديني بذلك يا عزيزتي..
-شكرا لكل ما تفعلينه لأجلي يا عمتي..
-لا تشكريني يا طفلتي.. فقد ينتهي بك الأمر أن تلعنيني لتدخلي في حياتك. و إذا لم تلعنيني أنت سيلعنني هو. فلديه الكثير من أخلاقي ، و أنا لا أتحمل أن يتدخل أحد في حياتي!
و مر يومان آخران ، يومان مرا بالتساؤل و القلق... ماذا يفعل غارث لوحده في المنزل؟ هل هو سعيد لأن يكون المنزل له وحده؟ هل تخلى عن إنتظار قدومها و عاد إلى لندن.. إلى لوسيا؟




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس