عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:23 PM   #4

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

فكيف تسمح لنفسها بلقاء ذلك الشاب اللعين في الوقت الذي يكون فيه زوجها خارج البلاد؟ ماذا سيقول الاصدقاء... وكيف سيفكرون؟
انهى حمامه وارتدى ثيابه وهم بالتوجه الى قاعة الطعام ولكنه شعر فجأة برغبة قوية للدخول الى غرفةهيلين. فتح باب الغرفة واخذ يتأملها بسخرية. اثاث رائع الجمال, الوان اخاذة, ذوق رفيع وغنى فاحش. اغلق الباب بعنف قبل ان يقدم على عمل متهور...مثلا كرمي كل شئ في الخارج او احراق المفروشات والستائر والسجاد! كيف تجرؤ على الخروج من البيت ليلة عودته؟ ومع مانرينغ بالذات! الا تعرف مع من ترتكب مثل هذه الحماقة؟ هل تظن هذه الغبية السخيفة على انه لن يعترض على ان قيامعلاقات بين زوجته ورجال اخرين؟ لا...هذه لا يحد ابدا مع جايك انتوني هوارد فهو عندما يمتلك شيئا يصبح ذلك الشئ كله ملكا له وحده...دائما...وطوال الوقت وليس فقطعندما يختار اخراجه من علبته بين الحين والاخر ليمتع ناظريه به.
" العشاء جاهز يا سيدي "
" حسنا حسنا... شكرا يا سيدة لايتمر"
جلس جايك الى مائدة الطعام وحاول جاهدا اظهار الاهتمام والرضى بنوعية الطعام وطريقة طهوه وكادت مشاعره المتأججة ان تغريه باستجواب مدبرة امنزله حول نشاطات زوجته اثناء غيابه. كان يتحرق لمعرفة كم مرة التقت هيلين فيها بذلك الوغد وما اذا كانت احضرته الى البيت. اه من تلك الفكرة كم هي شنيعة ومرعبة! كيث مانرينغ هنا...في بيته!.
ولكنه لم يقل شيئا ولم يسألها عن اي شئ بل حاول التصرف وكأن غياب هيلين ليس مهما. انهى عشاءه الذي كان سيستمتع به كثيرا لو لم يكن في مثل تلك الحالة من الغضب والانزعاج ثم شكر السيدة لايتمر واذن لها بالذهاب وهو يتوجه حاملا فنجان القهوة الى غرفة الجلوس.
جلس وحيدا وحيدا امام التلفاز يشاهد استعراضا غنائيا راقصا وهو امر قلما فعله في السابق ففي الفترات القليلة التي يمضيها في لندن تكون سهراته مفعمة بالحركة والنشاط فاما ان يحضر حفلة او مسرحية او يقيم حفلة في بيته لاصدقاء وزملاء العمل. وفي المرات النادرة التي لا توجد فيها هذه النشاطات المعتادة يحضر معه الى البيت بعض اوراقه ودفاتره ويعمل بهدوء وسكينة .
الا انه لم يتمكن من العمل هذه الليلة مزاجه لا يسمح له بالتركيزعلى تلك العقود التي كان ينوي العمل عليها بعد العشاء وبعد ان يروي لهيلين تفاصيل الرحله. انه ينتظر عودتها على احر من الجمر ليواجهها ويصب جام غضبه عليها ليفهمها بلهجة صريحة وواضحة ان عليها كزوجة واجبات معينة لا يمكن التساهل بشأنها مهما كانت علاقتهما سيئة وغير مرضية. لقد قبلت عرضه بالشروط التي حددها وهو لن يسمح لها ابدا بأي تجاوزات او تعديلات للاتفاق.
وفجأة تحول تفكيره دون ارادة منه الى تلك الشابة التي التقى بها مرات عديده خلال الاسابيع القليلة الماضية ولاحظ بسرور بالغ ان
((لويز كورللي)) كانت بالتأكيد عاملا رئيسيا في جعل اقامته اقل وحده واكثر متعة وكان عزاؤه لضميره بأن الوضع مختلف فهو رجل...اليس كذلك؟ ورجل له شهية الرجال! وخارج بلاده! يبعد الاف الكيلومترات عن بيته واصدقائه وعن اي شخص يمكن ان يثرر عن تلك العلاقة...اما هيلين فهي هنا في لندن حيث كل خطوة من تحركاتها تكون عرضه للتكهن والاقاويل من جانب الاصدقاء والاعداء على حد سواء .
مرت ساعات المساء بطيئة ومتثاقلة في حين كان غضبه يزداد حدة ويكاد يصل الى درجة الغليان. موسيقاه الكلاسيكية المفضلة لم تساعده كما في السابق على التخفيف من حدة توتره وانقباضه وفجأة سمع صوت الباب يفتح ثم يغلق...انها هيلين! واحس برغبة في الخروج للقاعة ومطالبتها بايضاح فوري قبل ان يبدأ بالصراخ والتحذير والتهديد ولكنه قرر البقاء في مكانه لانها هي ستأتي اليه. وبعد لحظات دخلت هيلين جميلة وفاتنة بشكل خاص. اه انها ترتدي ذلك الفستان الازرق المطرز بالفضة الذي ابتاعه لها من اليابان قبل ستة اشهر والذي لم تلبسه مرةواحدة قبل الان انه يريد تمزيقه لانها لم تلبسه الا لتخرج مع كيث مانرينغ. يا للوقاحة وقلة الحياء .
" مرحبا جايك. انك تبدو في حالة جيدة. كيف كانت رحلتك؟ "
سيطر جايك على اعصابه واجاب بلهجة باردة:
" ناجحة الى حد كبير "
" اوه هذا خبر جيد "
اضطرت هيلين للتطلع فيه مرةاخرى فشاهد القلق والانزعاج في عينيها وسمعها تقول متلعثمة:
" انا...انا اسفة لاني...لاني لم اكن هنا...عندما عدت الى البيت. كنت...كنت مرتبطة...بموعد "
" اعرف ذلك "
احمرت وجنتاها واخذت نفسا عميقا ثم قالت:
" من المؤكد ان السيدة لايتمر اعدت لك عشاء ممتازا و. . ."
انفجر جايك غاضبا وقاطعها قائلا:
" لتذهب السيدة لايتمر وعشاءها الممتاز الى الجحيم "
مدت هيلين راعيها الى الامام متوسلة الهدوء والتفهم:
" جايك ارجوك. . ."
" ارجوك ماذا؟ اللعنة على هذا الرجاء اين كنت يا امرأة؟ "
بلعت هيلين ريقها بصعوبة وتراجعت خطوة الى الوراء وقالت:
" لقد اخبرتك السيدة لايتمر بالتأكيد. . ."
" انا لست مهتما بالسيدة لايتمر وبما قالته انا اريد ان اعرف منك انت بالذات اين كنت ومع من؟ "
لم تجد هيلين بدا من الإجابة فقالت بصوت مرتجف:
" كنت في حفلة...مع كيث مانرينغ "
صرخ جايك بصوت عالي شاتما:
" أيتها الكلبة الحقيرة لا ادري كيف تكون لك الجرأة الكافية لكي تقفي أمامي هكذا وتقولين لي بمثل هذه البساطة انك كنت مع رجل أخر ومع ذلك الوغد بالذات مانرينغ! "
رفعت هيلين رأسها وأرغمت نفسها بصعوبة على التطلع بعيني جايك وقالت له بقلة اكتراث:
" ولم لا؟ "
" لم لا؟ ماذا تعنين بهذا السؤال الوقح الأجوف؟ لم لا؟ انك زوجتي أليس هذا جوابا كافيا ؟"
كانت هيلين في تلك اللحظة تداعب خاتم الماس الذي يقدر ثمنه بآلاف من الجنيهات والذي أهداها إياه جايك يوم إعلان خطوبتهما وكانت عيناها زائغتين وحائرتين ومشاعرها متضاربة وأفكارها مشوشة ثم سألته بهدوء:
" وأنت هل يكفيك أيضا هذا الجواب...بأنك زوجي؟ "
احتار جايك فسألها مستغربا:
" ماذا تعنين بهذا السؤال الارعن؟ "
رفعت هيلين مرة اخرى حاجبيها متضايقة وقالت:
" كنت اظن انه واضح جدا وليس بحاجة الى جواب او تفسير. هل تعتقد انا ما من احد من الاصدقاء سيتبرع بابلاغي انباء مغامراتك وانتصاراتك الغرامية؟ وبأنني لن اشعر بالقرف والاشمئزاز عندما تتكرر هذه الاخبار باستمرار ومن افواه اشخاص يدعون كذبا بأنهم مخلصون ومهتمون بمصلحتي؟ "
" رباه ماذا اسمع؟ وتعتقدين ان....ان تصرفاتي هذه تخولك التصرف على نحو مماثل اهذا ما تحاولين قوله؟ "
" لا! "
قالتها بعصبية وايجاز شديدين لفتا نظره وجعله يستدير لمواجهتها مرة اخرى. اما هي فتابعت قذف حممها باتجاهه:
" لا يا سيد جايك! انا لست مثلك! انا لست حيوانا يطلق لشهواته العنان ويستسلم لمطالب جسده محاولا تلبيتها كيفما كان بغض النظر عن الزمان او المكان.....او الشريك "
" وتعتبرين انني انا.....حيوان؟ "
احمر وجهها وقد حل الغضب محل الخجل والسخط محل اللياقة والهجوم محل الدفاع وقالت بلا اكتراث:
" الحقيقة يا جايك انه لم يعد يهمني من انت. ولكني لا ارى أي مبرر لشكواك من تصرفاتي. وفيما يتعلق بي شخصيا فان هذه الاشهر الثلاثة الاخيرة كانت القشة التي تقسم ظهر البعير. انني لا اجد سببا لاعزل نفسي عن اصدقائي لمجرد انني متزوجة منك و. . . "
هل انا مضطر لتذكيرك بأن من تسمينهم اصدقاء هجروك فور وقوع تلك الحادثة التي اودت بحياة والدك؟ "
وجهت اليه نظرة ثاقبة وقالت بضيق وانفعال:
" هذه ملاحظة تافهة ورخيصة "
هز جايك كتفيه العريضين وهو يتأملها بتفحص وتمعن. كانت تلك المرة الاولى التي يراها عصبية المزاج وقادرة الى حد ما من الدفاع عن نفسها ومواجهته بقوه وثقة بالنفس. ثم قال لها بدون ان يبعد نظراته عن عينيها:
" ولكنها ملاحظة صحيحة في أي حال! ماذا ستفعلين وبماذا ستعلقين عليها؟ ماذا ستقولين ازاء هذه الملاحظة القاسية والجافة؟ انني انسان غير مهذب انسان شبيه بذلك الوغد الوقح مانرينغ ؟ "
" كيث رجل مهذب ويحسن التصرف "
اوه اهذا ما تعتقدين؟ وما هو تفسيرك لكلمة مهذب يا ترى؟ هل الرجل السيد المهذب هو الذي لا يأكل حبوب الزيتون قبل ان يقطعها بالسكين؟ او الذي يذهب الى شاطئ البحر مرتديا سترة سوداء رسمية؟ "
" انت انسان فج ووقح! انا ذاهبة الى النوم "
هجم نحوها بخفة وسرعة وقال لها بعصبية ظاهرة:
" هل انت ذاهبة حقا؟ لا يا صغيرتي...لن تذهبي قبل ان اسمح لك او اطلب منك ذلك "
رفت رأسها ونظرت اليه وهي لا تصدق اذنيها:
" انت مجنون يا جايك! نحن الان في اواخر القرن العشرين...وانت لست سجاني! لا, لا يمكن ان تفرض علي القيام بكل ما تريد في أي وقت تريد "
ضم شفتيه بقوة وقال لها بسرعة وتهكم غاضب :
" لا يمكنني ها؟ لو كنت مكانك لما عولت كثيرا على هذا الشعور "
سارت هيلين نحو الباب ولكنها لاحظت انه لا يحيد عن طريقها فقالت له:
" جايك هذا الحديث لا يعجبني على الإطلاق وأتمنى لو انه لم يبدأ أبدا "
رد عليها جايك بحدة وسرعة:
" وأنا أيضا ولكن هل لي أن أذكرك بأن غيابك عن البيت هذا المساء هو السبب؟ :
" أنا متعبة جدا هل بالإمكان بحث هذا الموضوع غدا صباحا؟ اعتقد ان حديث الصباح سيكون أفضل وأجدى لأننا سنكون...سنكون اقل انفعلا واكثر عقلانية "
تطلعت هيلين بطريقة لا شعورية إلى الطاولة التي كان يجلس قربها ولكنها ندمت على ذلك وقالت بسرعة:
" لا هذا لا يعني شيئا "
تضايق جايك من تلك النظرة العفوية وقد فهم مغزاها والتهمة الصامتة التي كانت تحملها وقال:
" وهل تعتقدين إنني....أوه هيلين! هذا أمر لم يحدث من قبل وان . . . "
قاطعته بتهذيب وهدوء:
" ولا أريده ان يحدث. وألان هل تسمح لي بالذهاب إلى الفراش؟ "
ابتعد جايك عن الباب ولكن ملامحه القاسية والغاضبة لم تهدأ أو تنفرج. ثم سألها قبل ان تتحرك من مكانها:
" الست مهتمة بما أحضرته لك من الولايات المتحدة؟ كنت دائما اعتقد ان هذا هو سبب زواجك مني...أن تحصلي على اكبر قدر من الفوائد المادية من هذه الحياة! "
نظرت إليه هيلين بقسوة وتقزز وشعرت أنها على وشك توجيه صفعة مؤلمة ومخزية الى وجهه الساخر والحاقد ولكنها لم تفعل شيئا سوى شد قبضتها والتطلع إليه شزرا وهي تسرع بسرعة وانفعال إلى غرفتها.




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس