عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:29 PM   #6

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

حول جايك نظره بسرعة إلى وجه زوجته الذي احمر قليلا وشعرت هيلين فورا بتلك النظرة الحادة وبتأثيرها عليها. جايك قادر تماما على التظاهر بتوجيه كافة اهتمامه إلى مسألة ما في حين انه فعلا يكون مصغيا إلى موضوع أخر يختلف تمام الاختلاف من حيث الشكل والمضمون. وأحست انه يركز اهتمامه ألان على الجواب الذي ستعطيه ومن المحتمل أن يتوقع منها إبلاغ جنيفر بملاقاتها كيث مانرينغ.
ابتسمت هيلين وأجابتها بلهجتها الواثقة المعتادة :
" توقعت أن تكوني منشغلة هذه الأيام. أنا من ناحيتي كنت منهمكة في إجراء عدة تعديلات وترتيبات جديدة في البيت ثم انك تعرفين كيف أن جايك عاد بعد فترة غياب طويلة و. . ."
لم تكمل جملتها عمدا بل عمدت إلى توجيه نظرة باسمة تحمل أكثر من معنى إلى جايلز الذي كان يمد يده لمصافحتها .
" انك تبدين رائعة بشكل خاص هذه الليلة أيتها العزيزة "
قالها جايلز لهيلين وهو يشد على يدها ويرد على الابتسامة بالمثل ثم يده اليسر إلى العقد الثمين في حين أبقى يده اليمنى ممسكة بيد هيلين وقال:
" هذا عقد رخيص ومقلد وأنا متأكد من انه ليس من وولورتز "
كان جايك قد أنهى حديثه مع السياسي المتوسط العمر وحول اهتمامه الكلي لما يجري قربه ثم وجه نظرة طويلة إلى جنيفر وقال لجايلز بدون أن يرفع نظره عن زوجة صديقه:
" وهل أنت حقا مقتنع بما تقول؟ "
ثم تطلع إلى زوجته وسارع إلى القول ولكن بلهجة جافة وقاسية:
" لماذا لا نزيد الجمال جمالا والتحفة روعة وكمالا! "
ازداد احمرار وجه هيلين وشعورها بالضيق والانزعاج وقالت:
" اعتقد أن هذه المحادثة سخيفة جدا. أليس كذلك يا جنيفر؟ "
وقبل أن يتمكن احد من الرد أو التعليق على ما قالته سارعت إلى توجيه سؤال عن موضوع مختلف تماما :
" أوه جايلز! هل وجدت شيئا جديدا بالنسبة إلى تلك القارورة؟ "
جايلز سانت جونز لم يكن مجرد رجل أعمال وعضو مجلس إدارة في عديد من الشركات بل كان أيضا يهوى الأشياء القديمة التي تحمل قيمة تاريخية وأثرية ويمضي الساعات الطوال في إجراء دراسات وبحوث عنها. وكانت هيلين قد أعطته قارورة فضية صغيرة ليتأكد لها من صحة ما يقال عن أنها صنعت خصيصا لليدي هاملتون والقارورة الفريدة هدية لهيلين من جايك في عيد ميلادها الماضي.
اخذ جايلز يشرح مراحل التحقيقات التي يقوم بها فيما كانوا جميعا يتوجهون إلى قاعة الاستقبال. كانت هيلين تستمع إلى شرح جايلز المستفيض وتصغي في الوقت ذاته إلى لتفاصيل حادثة طريفة حدثت لجايك في إثناء وجوده في أمريكا ولضحكات جنيفر المتواصلة. أزعجها الغنج والدلال ولم تعد تسمع محاضرة جايلز أو نكتة جايك. عاد بها تفكيرها إلى تلك المناسبات النادرة التي كان الحزن العميق وحده يضطرها للتذمر لصديقتها جنيفر من تصرفات جايك وكيف أن جنيفر كانت دائما تأخذ جانبها وتتهم جايك بالحقارة والخسة وتذكرت أيضا انه في كل مرة يجتمع فيها الأصدقاء الأربعة تنسى جنيفر اتهاماتها وتتصرف مع جايك وكأنها تجده جذابا وساحرا للغاية. وللمرة الأولى منذ أن بدأت جنيفر تتصرف على هذا النحو شعرت هيلين بضيق وانزعاج شديدين. وفجأة تطلعت إلى الوراء فلاحظ جايك الانقباض الظاهر على وجهها و....في تلك اللحظة بالذات زلت قد جنيفر فأمسكت بذراع جايك محولة انتباهه عن زوجته. هل تعمدت تلك الحادثة البسيطة أم أنها وقعت قضاء وقدرا؟ ازداد تأثر هيلين وشهرت بألم حاد في معدتها. جايك لم يبحث معها تفاصيل رحلته الخيرة...لم يبحث معها أي شئ منذ أسبوع الحقيقة إنهما لم يتبادلا سوى بعض كلمات عادية وتقليدية فلماذا تغضب ألان إن هو اخبر جنيفر بعض ما حدث معه في تلك الرحلة؟ لا لن تغضب. تطلعت إلى جايلز وابتسمت. لم يلاحظ هو أي شئ غريب يزعجه فلماذا تزعج هي نفسها أو تتضايق.
قاعة الاستقبال الكبرى والغرفتان المتصلتان بها كانت تعج بالشخصيات الرسمية والاجتماعية. استقبلهم احد مساعدي السفير بتهذيب واحترام وتولى التعريف بينهم وبين عدد كبير من المسئولين والرسميين ثم تركهم يتحدثون مع بعض الضيوف فيما توجه هو لاستقبال القادمين الجدد. نظرت هيلين إلى زوجها فشاهدت في عينيه نظرات النمر الذي يستعد للانقضاض على فريسته وعلمت أن تفكيره كله مركز ألان على مواضيع العمل
والصفقات التجارية والمالية وفعلا اعتذر جايك منهم بدعوة انه سيتحدث إلى احد السياسيين القدامى الذين يعرفهم ثم اختفى في ذلك الحشد الكبير قبل أن يتسنى لأحدهم التلفظ بشئ. تطلعت جنيفر بصديقتها وكأنها ترثى لحالها وقالت:
" اعتقد إننا لن نرى زوجك قبل ساعة أو ساعتين من ألان. انه حقا لا يطاق...ألا تعتقدين ذلك؟ "
أحنت هيلين رأسها وردت بهدوء:
" بلى اعتقد ذلك "
ابتسم جايلز ووضع ذراعا على كتف كل منهما قائلا:
" خيرا فعل. الم يتركني مع أروع سيدتين في هذه القاعة! "
ابتسمت هيلين ولكن جنيفر هزت كتفيها ضجرا وقالت:
" ولكن أيها الحبيب الغالي ماذا سنفعل ألان؟ اعني...ألا تعرف أحدا جديرا بالاهتمام ضمن هذا الحشد الكبير؟ "
عقد جايلز جبينه وتطلع حوله باهتمام جدي ثم قال:
" ها! اعرف الرئيس (لباري) الذي يقف هناك مع زوجته كان زميلا لي في جامعة كامبردج. زوجته شابة طيبه ولطيفة وهي كانت ممرضة على ما اذكر"
ظلت جنيفر لبعض الوقت متأففة تشعر بالضجر والملل ثم سألت زوجها فجأة:
" من هو ذلك الرجل الذي يحدق بنا؟ ذلك الرجل المتوسط العمر الذي يقف هناك...هل تعرفه؟ "
" أوه اتعنين (برتي مالارد) نعم اعرفه "
ثم تابع حديثه بعد أن الرد التحية لذلك الرجل:
" انه في الحقيقة اللورد مالارد أنا متأكد من إنني ذكرت اسمه عدة مرات أمامك يا جنيفر. انه خبير ممتاز في المفروشات القديمة "
" بحق السماء يا جايلز! أين الإثارة والاهتمام...رئيس لإحدى الجمهوريات الصغيرة الفقيرة وزوجته الممرضة السابقة أو إحدى اللوردات المتخصصين بالمفروشات العتيقة البالية. إلا يحضر مثل هذه المناسبات أناس يفتحون الشهية؟ أشخاص في الثلاثين أو العشرين ويحبون الحياة؟ "
" طبعا, طبعا لنتنقل بين هؤلاء الناس علنا نجد مبتغانا! "
اضطرت هيلين لمجاراتهما في التنقل والمشاركة في الحديث ولكنها كانت متضايقة وتشعر بالانقباض جنيفر على حق جايك لا يطاق لماذا يحضرها إلى مثل هذه الحفلات عندما يكون مصمما على تركها وحدها طوال الوقت؟ مضت ساعة كاملة لم تلمح جايك خلالها ولو مرة واحدة وفجأة شعرت بيد رجل تداعب ذراعها استدارت سرعة ليواجهها كيث مانرينغ بابتسامة ودية
" كيث؟ ماذا...ماذا تفعل هنا؟ "
جايلز وجنيفر استدارا أيضا عندما سمعا صوتها وتلعثمها. جايلز يعرف كيث معرفة وثيقة ولذا حيا كل منهما الأخر بحرارة أما جنيفر فقد وجهت إليه ابتسامة عريضة قائلة له بلهجتها المعتادة:
" كيث أيها العزيز الغالي! ما أروع هذا اللقاء أنا متأكدة أيضا من أن هيلين مسرورة أيضا بلقائك زوجها هجرها منذ بداية هذه الحفلة...وكلنا نشعر بالضجر والسأم "
نظرت إليها هيلين بغضب واشمئزاز. إن أخر شئ تريده في العالم هو أن تتكون لكيث فكرة خاطئة عما تشعر به نحوه صحيح انه يعجبهما وأنهما صديقان ولكن هذا هو كل ما في الأمر. كيث شاب في مقتبل العمر وصاحب شخصية محببة وخاصة مع الفتيات. هيلين تعرف ذلك ولكن علاقتهما اقتصرت حتى ألان على الصداقة البريئة وهي تريدها أن تظل هكذا...صداقة تحتفظ بها دون أن تتطور أو تنقلب إلى عداوة ولكنها سمعته يقول لجنيفر:
" جئت خصيصا للقاء هيلين "
نظرت إليه بتعجب فشاهدته يبتسم ويوجه حديثه إليها قائلا:
" تمكنت من الحصول على بطاقتين للحفلة الموسيقية التي سيقيمها ماهلر والتي كنت ترغبين في حضورها. فما رأيك؟ "
يا للمصيبة! احمر وجهها وقالت بتردد واضح:
" أوه! أوه الحفلة لا ادري...لا اعلم! اعني أننا عندما تحدثنا بشأن هذه الحفلة كان جايك...لا يزال مسافرا. أما ألان...فهو هنا "
كانت جنيفر تصغي بتأفف لاعتذار هيلين ثم قالت لها بشئ من الدهشة والاستغراب:
"بربك يا هيلين! هل تعقدين أن جايك سيأخذك بعين الاعتبار إذا كان يرغب بالذهاب إلى مكان ما أو مرافقة إنسان ما؟ انه ليس سجانك قفي على قدميك بثبات واتخذي موقفا صارما...كوني مستقلة


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس