عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:35 PM   #9

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الوحدة القاتلة


كان المطعم في هذا الوقت من الصباح غاصا بالزبائن ومعظمهم من سيدات المجتمع الأنيقات اللواتي اخترن هذا المكان للقاء بعضهن بين فترات التسوق الصباحية وفي هذا الجو الذي يعج بالضحكات والثرثرة ويعبق برائحة العطور النادرة والباهظة الثمن كانت هيلين وجنيفر تشربان القهوة وتأكلان الحلوى. وفيما كانت جنيفر على وشك البدء بقطعة كبيرة ثانية من الحلوى تطلعت بقوامها منتقدة وقائلة:
" يجب أن أحاول بجدية حقيقية الحد من تناول الحلويات لن افرح كثيرا إذا أضفت إلى وزني بضعة كيلوغرامات أزياء العصر لا تتناسب مع السمنة "
نظرت إليها هيلين وقالت بلطف:
" لا اعتقد أن هناك خطر على قوامك يا عزيزتي انك نحيلة وذات قد جميل "
" نعم ولكن إلى متى أظل هكذا إذا واصلت التهام هذا القدر من الحلويات؟ "
ثم تنهدت وتابعت حديثها:
" هل تذكرين عندما كنا في المدرسة؟ كنا نأكل كميات ضخمة ولا ترف لنا عين! ولذا أعجب من تزايد وزننا كلما تقدمنا في السن "
قالت هيلين:
" اعتقد أن السبب الرئيسي يعود إلى قلة الحركة والتمارين بالمقارنة مع أيام الدراسة. اذكر أننا كنا نمارس السباحة بكثرة كما كنا نمضي عدة ساعات في الاسبوع في ملاعب كرة المضرب "
ابتسمت جنيفر ثم قالت:
" اوه نعم كرة المضرب! كنت جيده جدا في تلك اللعبة "
هزت هيلين رأسها وتنهدت بارتياح. ذكريات ايام الدراسة اراحت اعصابها نوعا ما. في تلك الايام كانت تربطها بجنيفر صداقة متينة فلماذا تغيرت العلاقة الى هذا الحد؟ بالطبع انهما الان متزوجتان وكل منهما اصبح لها بيتها ومسؤولياتها وواجباتها. ولكن المسألة لا تقتصر على ذلك فالمشكلة انه لم تعد تجمع بينهما تلك القواسم المشتركة وتلك الاهتمامات المتبادلة. وفجأة سألتها جنيفر ببساطة مصطنعة:
" بالمناسبة...كيف حال جايك هذه الايام؟ "
رفعت هلين فنجان القهوة مرة اخرى وقالت:
" بخير, على ما اعتقد...انه مسافر "
" مسافر؟! مرة اخرى؟ "
لم ترفع هيلين نظرها عن فنجان القهوة ولكنها أوضحت بشئ من التردد:
" انه ألان في شمال انجلترا ذهب لتفقد معمل للكيماويات "
" وماذا حدث تلك الليلة بعد حفلة الاستقبال في السفارة؟ هل كان منزعجا كثيرا من ظهور كيث على ذلك الشكل؟ "
كانت هناك حشرية واضحة في أسئلتها ونظراتها وشعرت هيلين أيضا بأن روحا من الشماتة تغلف هذه الأسئلة. نظرتها إلى جنيفر اختلفت كثيرا بعد الكلام الوقح الذي سمعته عنها من جايك بنفسه ومع أنها حاولت أن تقنع نفسها بعدم صحة ما قاله فقد ظلت تراودها بعض الشكوك حول تصرفات صديقة الدراسة ولكن...أليس من الممكن أيضا أن يكون ذلك هدف جايك بالذات؟ فرق تسد...هزت رأسها وأعادت الفنجان الفارغ إلى الطاولة. مهما كان الأمر فالواضح أن جنيفر تبدي اهتماما غير عادي بمجمل القضية وعليها بالتالي أن تدرس جوابها بدقة قبل أن تتفوه بأي كلمة قد يساء فهمها أو تنقلب ضدها:
" ولماذا يتضايق عندما يكون هو ذاته الذي اعد لذهابي مع كيث إلى الحفلة الموسيقية؟ "
بدت جنيفر غير مرتاحة لهذا الرد فعادت إلى السؤال:
" هل تعنين انه لم يكن متضايقا أبدا؟ "
تنهدت هيلين وأجابتها بهدوء:
" أنا لم اقل ذلك بالضبط ما قلته هو أن جايك لا يجب أن يتضايق لأنه هو الذي اعد لحضوري تلك الحفلة مع كيث "
" اعتقد انك أنت المذنبة بحق نفسك عندما تسمحين له بهذا التسلط. أنا لا يمكن أبدا أن ادع جايلز يتصرف بحياتي بمثل هذا الشكل! "
ابتسمت هيلين وقالت:
" جايك ليس هكذا على الإطلاق واعتقد أن الترتيبات المتفق عليها فيما بيننا تسير بصورة حسنه وطبيعية "
" ماذا! ماذا تحاولين قوله يا هيلين؟ جايك مسافر معظم الوقت وأنت قابعة في البيت تنتظرين! هل تعتقدين إنني اسمح لجايلز بالذهاب وحده إلى تلك الأمكنة الرائعة والمثيرة؟ لا, وحقك لا! أني أصر على الذهاب معه كل مرة يغادر فيها لندن "
قررت هيلين الاحتفاظ بالهدوء حتى النهاية لأن الانفعال في مثل هذه الأوقات ضار ومؤذي لذلك قالت لها:
" إن وضعك يختلف قليلا عن وضعي يا جنيفر أنت تحبين جايلز... وهو يحبك "
ردت جنيفر وهو تطفئ سيكارتها بعصبية ظاهرة:
" لم اعد متأكدة من أن هذا القول صحيح. نعم كان هناك حب متبادل في بداية الأمر ولم نتزوج إلا على هذا الأساس ولكن ماذا يبقى لك بعد ان تخف بهجة شهر العسل وفرحته؟ لا يبقى سوى علاقة تختلف في حرارتها وبرودتها بين يوم وأخر وزوج يتخيل أن الحب علاقة تقوم في الليل...ودائما في الظلام "
" جنيفر!! "
هزت جنيفر بكتفيها تململا وضجرا وقالت:
" ما بالك يا هيلين؟ إنها ليست نهاية العالم...أنا لم اكتشف فجأة ما اشعر به بالنسبة إلى حياتي الزوجية هذا الشعور يخالجني منذ سنوات ولكني اضطر للبوح به بين الحين والأخر. والمؤسف انك لم تكوني موجودة في المرات السابقة لكي اكتفي بكشف سري لك دون غيرك "
" ولكن...ولكن لماذا؟ أنا لا أفهمك يا جنيفر! لديك كل شئ! بيت جميل..سيارتك الخاصة..مال كثير..زوج يحبك. . ."
قاطعتها جنيفر بانزعاج قائلة:
" ولكنني اشعر بالضجر يا هيلين! بالضجر...هل تفهمين؟ "
هزت هيلين رأسها نفيا واستوت في كرسيها ثم قالت:
" انك متزوجة منذ خمس سنوات وأظن أن الوقت قد حان لإنشاء عائلة... "
" أوه كم أنت ضيقة ومحدودة التفكير "
قالتها جنيفر بانفعال ثم تنهدت وتابعت حديثها بعصبية واشمئزاز:
" عائلة! بالله عليك يا هيلين هل تظنين إنني أريد طفلا بقربي يصرخ طوال الوقت؟ هل تتصورين أنني أريد المزيد من المسؤوليات؟ "
" لم اعتقد أبدا بأنك تفكرين بمثل هذه الطريقة! "
" أنا لا أفكر هكذا...طوال الوقت على الأقل! وهذا من حسن حظي ألا توافقين على ذلك؟ "
ثم استرخت في كرسيها وأشعلت سيكاره أخرى وهي تسأل:
" هل تريدين المزيد من القهوة؟ "
" ماذا؟ "
كانت هيلين غائبة بتفكيرها وشاردة بذهنها فلم تسجل على الفور المعنى الصحيح لذلك السؤال الذي وجهته جنيفر بصورة طبيعية وكأن شيئا لم يحدث. ثم استجمعت قواها وقالت:
" أوه, أوه نعم بالطبع "
مالت إلى الأمام ورفعت إبريق القهوة صم صبت فنجانين وقالت لجنيفر :
" كيف وصلنا إلى مثل هذه الأحاديث المزعجة لا بل كيف بدأناها! أنا متأكدة من أن هناك مواضيع أكثر فرحا واقل إزعاجا. . . "
قاطعتها صديقتها بلهجة قوية وجافة"
" كنا نتحدث عن نواقص زوجك وعيوبه...وهي كثيرة ومتنوعة لدرجة انك أنت غير قادرة على نفيها أو إخفائها! "
احمر وجه هيلين ضيقا وذكرت نفسها بأن تصرفات جنيفر كانت فعلا تزعجها في بعض الأحيان وان ذلك الصباح لم يكن بالطبع أفضل من غيره وتمنت لو أنها لم توافق على الاجتماع بها ولكن شعرت بالوقت ذاته أن إزعاج جنيفر هو اقل شئنا وتأثيرا من البقاء في البيت وحيدة...وسجينة. ولما لم تعلق بشئ على ملاحظة جنيفر القاسية قالت لها:
" ماذا بك يا هيلين؟ يبدو انك تغيرت بعض الشئ. في البدء لم تكن صديقتي حساسة غالى هذه الدرجة عندما نتحدث سوية في شؤون زوجها. أما ألان...هل هناك مشكلة أخرى يا هيلين؟ هل بدأت تشعرين بأن المال ليس كل شئ؟ "
نفت هيلين تلك التهمة الشنيعة بحدة وحماسة قائلة وهي تكاد تغرز أظافر يدها في عنقها من شدة الغضب:
" أنا لم اعتبر أبدا أن المال هو كل شئ في هذه الدنيا! "
ابتسمت جنيفر بسخرية وقالت بتأفف:
" حسنا, حسنا ولكن بحق السماء لماذا تبدو عليك الدهشة والذهول كلما قلت شيئا؟ كل ما في الأمر أن مزاجي متعكر جدا وان من سوء حظك ان تكوني أنت ضحية لهجتي القاسية وكلماتي اللاذعة "
رشفت هيلين قليلا من القهوة وهي تحاول ضبط أعصابها والحد من انفعالها. ولكن كلمات جايك عن جنيفر وسهولة استسلامها له عادت تضج في رأسها رغما عنها ورأت نفسها تنظر إلى صديقتها من زاوية مختلفة وبمنظار أخر وتألمت كثيرا عندما تخيلت صحة أقوال جايك فيما يتعلق باستعداد جنيفر لإقامة علاقة معه! لا من المؤكد انه كان يكذب. الم يكن مفروضا عليها أن
تعتاد على ميوله ونزعاته الغريبة طوال سنوات الزواج الثلاثة؟ بلى ولكن المفترض شئ والواقع شئ أخر! إلا أن فكرة اهتمام جنيفر بجايك على هذا النحو أمر يستحيل عليها التفكير به أو تصوره. هل من المعقول. . .؟ ولكنها تفترض مسبقا حدوث شئ ربما لن يحدث على الإطلاق! ومع ذلك...فانه لم يعد بإمكانها النظر إلى جنيفر كما كانت تنظر إليها في السابق وما شاهدته وسمعته منها هذا الصباح لا يمكن تبريره أو مسامحته أو حتى...تناسيه.





لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس