عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:47 PM   #15

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

كتمت دهشتها وخرجت مسرعة من تلك الغرفة. التعاطف شئ والبلاهة شئ اخر. انتمنحه القليل من التعاطف فهذا امر مقبول الى حد ما اما ان تسمح لتلك الافكار السخيفة بايجاد جذور عميقة لها في رأسها فهو الجنون بعينه. وابتسمت وهي تعبر القاعة متجهة الى غرفتها اذ تخيلت مدى الترفيه والتسلية وحتى السخرية لدى جايك لو انه يعرف بماذا كانت تفكر فمهما بلغت حدة غضبه من امكانية تورطها مع كيث فانه سيظل يعتبرها باردة لا بل متحجرة عاطفيا وشعوريا.
جايك لا يصدق ان لديها مشاعر قوية او ان بامكانها التفاعل والتأثر سلبا اوايجابا مع الاحداث المحزنة او المفرحة...باستثناء الفترة التي مات فيها والدها. كانموجودا آنذاك ويعرف اخرين في مجموعتها تصادقهم منذ سنوات عديدة ومن المؤكد ان بعضهم اخبره بأنها لا تتحمل تدليلا جديا او اي نوع اخر من المغازلة الحقيقية والمثيرة ويحتمل ان يكون هذا هو احد الاسباب الرئيسية لاختياره اياها زوجه له فكل شئ يمتلكه جايك هوارد يجب ان يكون كاملا وبحالة ممتازة.
وقفت امام المرآة في غرفتها واخذت تتأمل نفسها بدقة وتمعن هل حقا ينظر اليها هكذا؟ وهل فعلا يعتبرها كقطعة جليد؟ وهل هي فعلا من هذذا النوع من النساء؟ ازاحت وجهها عن المرآة بعصبية واشمئزاز فحتى ان كانت باردة المشاعر والعواطف, هل يهم؟ انها زوجة جايك هوارد...وهو من اولئك الرجال الذين لا يتخلون ابدا عن ممتلكاته.
بعد نصف ساعة تقريبا وفيما هيلين كانت مستلقية على سريرها سمعت طرقا خفيفا على الباب ففتحت الباب وشاهدة السيدة لايتمر تحمل لها طعام الغداء.
" احضرت لك الطعام يا سيدتي. السيد هوارد نائم على مقعد في غرفة الجلوس وتصورت انك لا تريدنني ان اوقظه. طبعا انكنت راغبة في تناول طعام الغداء في غرفة. . ."
" لا بأس على الاطلاق شكرا يا سيدة لايتمر "
ثم ابتسمت وتابعت حديثها بهدوء:
" في الحقيقة كنت على وش ابلاغك بعدم ايقاظه او ازعاجه انه مرعق جدا"
" نعم يا سيدتي. هل هناك اي شئ اخر تريده السيدة؟ "
" لا هذا يكفي ويزيد. شكرا "
حيتها السيدة لايتمر بتهذيب وغادرت الغرفة وهي تغلق الباب وراءها وبعد ذهابها تنهدت هيلين ونظرت لى ساعتها فنظرت ان الوقت تخطى الواحدة بقليل. خلال فترة قصيرة يجب ان تبدأ باعداد الثياب والحاجيات التي ستحتاج اليها اثناء عطلة نهاية الاسبوع. عندما يستيقظ جايك فانه يتوقع ان يجدها مستعدة وجاهزة. اما اغراضه هو فسوف تتولى توضيبها واعدادها السيدة لايتمر التي ترعاه كأم وليس كمدبرة منزل والتي تصل احيانا في رعايتها الى حد الازعاج.
فتحت هيلين خزانة الحائط والقت نظرة فاحصة على تلك المجموعة الضخمة من الثياب الانيقة والمتنوعة. كيف ستكون نهاية الاسبوع هذه يا ترى؟ اشخاص عديدون يصفون منازلهم الريفية بأنها عادية جدا في حين انها تكون اشبه بالقصور منحيث الترف والرفاهية. وتذكرت تلك المرات القليلة التي امضتها بضيافة جايلز وجنيفر عندما يكون جايك مسافرا وكيف ان منزلهما الريفي ينافس بيتهما في لندن في حجمه وتجهيزاته الحديثة واناقة اثاثه. جايك لم يخرها الكثير عن السفير اندانا وزوجته فماذا ستختار من الثياب؟ هل يملكان منزلا فخما في الارياف أم مكانا صغيرا ينسيهما المدينة وترفها؟ تنهدت مرةاخرى وشعرت أن الحيرة قد تعطل افكارها وتمنعها من اتخاذ القرار الصحيح ما لم تتحرك فورا وتختار الثياب المناسبة. بالطبع لم يكن لديها أي رغبة في طلب النصح من جايك اذ أن من شأن ذلك على الارجح ان يخلق جدلا هي في غنى عنه تماما. لذلك قررت فجأة ان تأخذ انواعا مختلفة من الثياب تناسب مختلف الاحتمالات والمناسبات.
عادت السيدة لايتمر لتأخذ اطباق الطعام فوجدتها كما كانت تقريبا. عقدت جبينها عندما شاهدت هيلين تضع احد فساتين السهرة في الحقيبة الجلدية الكبيرة وقالت لها بشئ من الاستغراب:
" كان بامكاني ان اقوم هذه المهمة عنك يا سيدتي لو وضعت ما سوف تحتاجين اليه على السرير لكنت اكثر من مستعدة ومسرورة لتوضيبه في الحقيبة "
نظرت اليها هيلين مبتسمة وقالت:
" شكرا لك يا سيدة لايتمر ولكني كما ترين انتهيت تقريبا من هذه المهمة. هل اعددت حقيبة السيد هوارد؟ "
" نعم يا سيدتي اعددتها في الصباح بعدما ابلغني انكما ستمضيان نهاية الاسبوع خارج البيت "
" حسنا...هل استيقظ السيد هوارد؟ "
" لا ادري يا سيدتي اذ انني لم امر بغرفة الجلوس. اعتقد انه سيصعد قريبا ليستحم ويرتدي ثيابه. هل تريدين مني ان اوقظه؟ "
" لا ليسذلك ضروريا. سأوقظ زوجي بنفسي ان كان لا يزال نائما "
ثم هزت كتفيها وقالت وكأنها تشكك في نفسها:
" ارجو ان اكون قد وضعت في الحقيبة كل ما احتاجه لهذه الرحلة! "
ابتسمت السيدة لايتمر وعلقت على هذا التساؤل بالقول:
" انها رحلة ليومين فقط يا سيدتي! وكذلك فأني اشك كثيرا في انهم يحبون الرسميات الى هذا الحد في لاندرانوغ! "
" لاندرانوغ!! "
قالت هيلين بدهشة واستغراب شديدين ثم سألتها:
" أليست لاندرانوغ في مقاطعة وايلز؟ "
" نعم يا سيدتي "
" هل تعنين أن المنزل الريفي الذي سنمضي فيه عطلة الاسبوع... موجود في وايلز؟ "
" نعم يا سيدتي. ألم يخبرك السيد هوار بذلك؟ "
احمر وجه هيلين وقالت بتلعثم:
" لا...لا, لم يخبرني ذلك بالضبط. لم...لم اسأله عن المكان...بالتحديد. كنت أظن...انه في...مكان آخر "
وهزت رأسها وعلامات الدهشة لاتزال بادية على وجهها ثم قالت وكأنها تحدث نفسها:
" لاندرانوغ! لم اعرف اننا سنبتعد الى هذا الحد! "
" انها ليست بعيدة جدا يا سيدتي. اعتقد انكما ستستخدمان الطريق السريع. لن تجدا طرقات ملتوية وكثيرة التعرجات قبل دخولكما مقاطعة وايلز نفسها. طوم وأنا امضينا هناك عطلة جميلة. انها منطقة رائعو وأخاذة "
هزت هيلين رأسها وقالت:
" ربما في الصيف يا سيدة لايتمر. نحن الان في الخريف انظري الى المطر!"
كان الطقس ماطرا والضباب كثيفا الى حد ما وبدا الطقس حزينا ولا يعد بعطلة ممتعة.
ولكن السيدة لايتمر كانت تنظر الى الموضوع من زاوية مختلفة اذ قالت:
" لو كنت مكانك لما قلقت ابدا. السيد هوارد سائق ماهر وباذن الله لن تواجها اي مصاعب على الاطلاق ".
بعد ذلك استحمت هيلين وارتدت ثيابها ثم نزلت الى غرفة الجلوس. كانت الساعة آنذاك تشير الى الثالثة والربع وكانت السيدة لايتمر تضع ابريق الشاي على منضدة صغيرة قرب المقعد المثير الذي استخدمه جايك خلال الساعات القليلة الماضية. اقتربت السيدة لايتمر من هيلين واخذت منها معطفها ثم قالت وهي تعلقه امام الباب:
" طلب مني السيد هوارد اعداد ابريق من الشاي لأنك ربما احببت شرب القليل منه قبل ذهابكما "
" انه دليل اهتمام وعناية من جانبه "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس