عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-08, 12:26 AM   #20

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

فتح جايك باب السيارة ونزل منها متمهلا وما أن شعر بأن قدميه غرقتا في الوحل حتى سمعته يشتم بغضب وعصبية وهو يتوجه نحو ذلك المنزل. ضحكت بصوت خافت لأنها لم تكن تتصور من قبل أن جايك يقبل بالسير في أرض وعرة كهذه تغطيها اوحال بمثل تلك السماكة وحبست ضحكاتها بسرعة فمهما كان الأمر يجب أن لا يراها جايك مسرورة لازعاجه أو فرحة بتعاسته وتمنت فقط أن لا يكون غضبه كبيرا عند عودته. الا أن تمنياتها تبخرت بسرعة وحلت محلها خيبة الأمل فقد عاد وهو يكاد ينفجر غضبا وصعد الى سيارته بدون أن يفكر حتى بتنظيف حذائه قليلا. ثم سألها وهو ينظر اليها شزرا:
" هل لديك أي فكرة على الاطلاق عما تقوله تلك اللوحة؟ انها تقول...أه منك يا هيلين! تقول...هنا مزرعة لانغرانوغ! هل تسمعين؟ مزرعة لانغرانوغ! "
اصابتها الحيرة والدهشة وسألته بسذاجة:
" هل تعني أن هذا هو المنزل الريفي الذي نقصده؟ "
رفع جايك نظره الى السماء متضايقا ومنفعلا وقال لها باشمئزاز:
" لا! لا اعني أبدا أن هذا هو منزل اندانا الريفي اعني أن هذا المنزل هو مزرعة لانغرانوغ وليس لاندرانوغ! "
فتحت فمها دهشة واستغرابا واتسعت عيناها حيرة وسألته بتردد:
" تعني...تعني أن هذه...هي الطريق الى لانغرانوغ...وليس الى لاندرانوغ؟"
نقر جايك بأصبعه على مقود السيارة وقد عيل صبره وقال لها بتهكم غاضب:
" اعني...اعني! أنت التي يجب أن تعرف. ألم تكن الخريطة معك وكنت أنت مساعد الطيار أو الملاح المسؤول عن توجيه السفينة في المسار الصحيح؟ "
سحبت هيلين الخريطة ووضعتها على ركبتيها وأخذت تلاحق باصابع مرتجفة الخطوط الصغيرة المتعرجة التي تنطلق من الطريق الرئيسي باتجاه لاندرانوغ واكتشفت بسرعة انها كانت تتبع خطأ الخطوط المؤدية الى لانغرانوغ. لم تكن تتوقع اسميين متقاربين الى هذا الحد في المنطقة ذاتها! وبما أن الطريق المؤدية الى لانغرانوغ هي الاساسية فقد أغفلت الخط الفرعي الذي يؤدي الى لاندرانوغ.
كان جايك آنذاك يراقب أصابعها بكثير من الأهتمام...والأنزعاج ثم سألها بلهجة طبيعية تقريبا:
" هل أبتعدنا كثيرا عن طريقنا؟ "
دلته باصبعها الى مكان الأنعطاف وقالت بخجل وحياء:
" حوالي...حوالي خمسةوعشرين كيلومترا "
تنهد جايك واسترخى في مقعده قليلا ثم اشعل سيكارة وقال لها بهدوء:
" حسنا...سنعود الآن "
قطبت هيلين حاجبيها وقالت له معتذرة:
" أنا...أنا آسفة لم أكن أظن أن ثمة اسمين متقاربين الى هذا الحد "
ابتسم جايك نصف ابتسامة وقال:
" وأنا أيضا لم أكن أعرف. كذلك فانه لا يمكنني القاء اللوم كلع عليك لأنني أنا أيضا كنت اقرأ اشارات الطرق "
ردت هيلين الأبتسامة بالمثل وشكرته بكلمة واحدة. هز برأسه متضايقا من الحالة التي وصلا اليها ثم أدار المحرك وضغط على دواسة البنزين الا أن العجلتين الخلفيتين اخذتا تدوران على نفسيهما بدون فائدة. سماكة الوحل كثيفة! حاول الرجوع الى الوراء ولكن السيارة ظلت في مكانها وغطى الصفير الذي كانت تطلقه العجلتان الغاضبتان على صوت المحرك القوي. شد بأصابعه على المقود صارخا:
" أوه, يا الهي! كيف سنخرج من هذا المأزق؟ "
عضت هيلين على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها. شعرت أنها هي المذنبة وتمنت لو كان بامكنها القيام بأي شئ لاخراجهما من هذه الورطة. فتح جايك باب السيارة ونزل منها ليغوص مرة آخرى في ذلك الوحل الكريه ولكنها هذه المرة لم تضحك بل كانت متأثرة وحزينة. شعرت به يركل العجلة الخلفية بعصبية ثم يعود ليقول لها:
" اجلسي وراء المقود يا هيلين "
اطاعته على الفور وبدون تردد فيما كان يوجه اليها التعليمات الضرورية.
" هل بامكانك تطبيق هذه التعليمات بدقة؟ "
" نعم...سأحاول "
توجه الى مؤخرة السيارة وطلب منها أن تبدأ فصرخت بلهفة:
" انتظر! "
عاد نحوها وقد اصبح آنذاك كقطعة قماش مبللة وسألها بتبرم وايجاز:
" ما بك الأن؟ "
اشارت الى رجليها وقالت بحياء واسى:
" المقعد بعيد جدا بالنسبة الي. هل بالامكان سحبه قليلا الى الأمام؟ "
تنهد جايك ولكنه لم يقل شيئا بل فتح الباب ودفع المقعد الى الأمام بسرعة وسهولة قائلا:
" هل هذا يكفي؟ "
" شكرا اعتقد أنني الأن على ما يرام "
" حسنا. لننفذ الآن ما اتفقنا عليه قبل قليل. تذكري أن تبدأي عندما اطلب منك ذلك "
عاد الى مؤخرة السيارة ووضع ذراعيه القويتين عليها مستعدا للدفع بكامل قوته. ثم صرخ بها:
" هيا...الآن "
الا أن السيارة لم تتحرك وسمعته يناديها بأعلى صوته:
" لا بأس, لا بأس! اوقفي المحرك! "
اخرجت هيلين رأسها من النافذة فشاهدت جايك يتقدم نحوها وقد غطاه الوحل من رأسه حتى أخمص قدميه لم تتمالك نفسها من الضحك بمثل هذه الطريقة الغبية التي تمكنت في المرة الأولى من كبتها. وفجأة شعرت بالاشمئزاز من نفسها وبالخوف من جايك فسارعت الى وضع يدها على فمها الا أن السيف سبق العذل فقد شاهد ضحكتها...اقترب منها ونظر اليها طويلا ثم سألها بلهجة تنذر بعواقب الأمور:
" هل تجدين الأمر مسليا ومرفها عن النفس؟ "
هزت هيلين رأسها نفيا وارغمت نفسها على الاجابة بعد أن شعرت أن الكلمات علقت في حلقها:
" انك...انك مغطى بالوحل! متأسفه جدا يا جايك ولكن منظرك يدعو الى الضحك "
" هل هذا صحيح؟ "
رفع يديه المبللتين ومسح الوحل عن وجهه ثم قال لها:
" طيب, ايتها الجميلة! الآن جربيه أنت "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس