الموضوع
:
عندمآ نستلذ الآلم .. للكآتبه :حمآم الحجآز ..
عرض مشاركة واحدة
08-04-11, 07:41 PM
#
5
taman
نجم روايتي
?
العضوٌ???
»
62057
?
التسِجيلٌ
»
Nov 2008
?
مشَارَ?اتْي
»
6,430
?
نُقآطِيْ
»
<<
,
أبيضَت قبضَتها وهي تعتصر
هاتفها المحمول و وشفتاها ترتجفان بغضَب
وصوتها يخرج من داخلها هامس
كفحيح أفعى لُمِسَت بيوضها
../ وش تقولون أنتم .. ليش هي الدنيا سبهللة عندكم .. مو المفروض مخبّريني من شهر عشان نستعد لإستقبالها .. تجون تقولون لنا اللحين يوم ما بقى غير أسبوع ... ماعندكم قوآنين ولا جهات عليا مسؤولة عنكم ..
ليجيبها الطرف الأخر بصبر
.../ إلا يـآ أخت ريم فيه وزارة مسؤولة عنّا .. بس حنا ماقصرنا أتصَلنا بكُل الأرقام إلي عندنا ورقم هذا الموبايل بالقوة لقيناه وغيره محد رد علينا
أومأت بقوة ويداها تضَرب الحائط أمامها وبقهر
../ زين زين ... صدقَتكم .. واللحين أعطينا كُل المعلومات عنها بسَرعة
أمسكت يداها بقلم وقلبت عُلبت المحارم الورقية
أمامها وبدأت تكتب بسرعة كُل مايسرد على مسامعها
شيء من الذهول أعتلى ملامحها
وبدأ خطها يكبر ويداها تثقُل
ثم قاطعت محدّثتها بإضطَراب
..../ متأكدين إن هاذي هديل
لأن الحقيقة بدت مختلفة
مختلفة تماماً عمّا يقال
يبدو أن تاريخ العائلة
سيوشك على الفناء
وأن القادم
محفوف بالخطر
ويالا شدة الظلام
,
أفاقت من نومها على إزعاج مُعتادْ
وبألم مسّدت على بطنها وهي تهمس
.../ أصبحنا وأصبح الملك لله .. وش تسّوي بين الدواليب ؟
.../ صباح الخير .. حبيبتي وين البنطلون الأسود ؟
ألقت برأسها على الوسادة بإعياء
فلم يَكون قد مضى على نومها سوى ساعة و نص فقط
../ في الدولاب الثاني أول رف ... أيي
أستدارت بجسدها نحو شقّها الأيمن في الوقت
الذي شعرت به يجلس خلفها
أقترب منها وهو يسأل بقلق
.../ ميسون .. وش يوجعكْ ...؟
أرتفعت عيناها نحو وجهه وحينما لمحت قلقه
سارعت بالإعتدال وأجابته بتعب
.../ لا مافي شيء .. ماغير ذيك الضربة إلـ,,,
علقت كلاماتها بحلقها عندما أدركت
فدآحة ما بدأت تبوح به
ليقول هو بتعجب
.../ وش إلي ضربك ...؟ صاير شيء .. وأنا مدري ..؟
أنغرس لسانها في حلقها وبدأ
عقلها يعمل بسرعة خرافية
ليستخرج أي كذبة قد يحتملها الموقف ثم قالت بعد ثواني
.../ هذا عيال أخوك عبودي رمى لعبته على بطني
أمسك ببطنها وهو يقاطعها بخوف
../ عسى ما تعّورتي
../ عوآر خفيف .. لا تخاف
../ متأكدة
../ والله .. والله لاتخاف لو مّرة يعور بقولك تآخذني المستشفى بس حتّى أظن موب منها لأنها ماكاانت قّوية .. اللحين بقوم أكَلم عمتي ..وبشوف رآيها
../ إيه أحسن .. بس موب اللحين اللحين نامي شوفي عيونك كيف صايرة
أستلقت مجدداً بسرعة
وكانها كانت تنتظر كلمته منذ البداية
ولتهرب بكذبتها بعيداً
لكَن سؤاله كان أقرب
../ ماقُلتي لي وش سويتي بجلستك الإولى ..
أجابته بصوت نائم ومكتوم
.../ جّربت مع وحدة .. كإختبار وقالوا لي إني نجحت وإني بمسك حالتها وبكرة بتوصلني اوراقها ....... وبندراللحين بنام ، لمّ أقوم بسولف لك .
وغرقت في نومها من جديد
بعد إعياء يومٍ كامل
وصور تلك الفتاة مطبوعة في ذهنها
وبدأت بلطف تداعب أحلامها
لم تَكُن تعلمْ
أي فتاة أختارت
وأي ألمْ ذلك القادم لها
,
هبطت درجات السلم برزانة .
واتجهت نحو وجهتها المعتادة المطبخ وضعت طبقها
وطفقت بتنظيفه
وما إن أنهته
حتى جاء صوته من خلفها
.../ السلام عليكم ... كيف حالك هديل ...؟
ألتفتت بجزع نحو الواقف بالقرب من الثلاجة
../ بسم الله ...
ثم أستدارت لتُنهي تجفيف الصحون
../ وعليكم السلام ... أنا أسيل لو سمحت
أومئ لها بهدوء وهو يقترب منها
.../ إيه .. أسيل .. ماشاء الله كبرتي والله
لم تَكُن تخشَى وجوده
لكَن الاشمئزاز المرسوم على وجهها
والذي أخفاه نقابها
وجود الخادمات حولها
جعل صوتها يخرج طبيعياً
.../ إذا عندك شي .. ودك تقوله قوله .. بدون لف ودوران .. وترا أنا مشغولة
أغلقَت كُل الطُرق المؤديّة إليها
وعيناها ملتصقتان بالأطباق أمامها
تشعر بنظراته تلتهم ظهرها رجفة غريبة
سرت في جسدها
صمته هذا أخافها
تركت مافي يديها
واستدارت خارجة قبلْ أن يفضَح أمرها
وتماماً كما شعرت
.../ أسيـــــل ...ترا هديل ما ماتت
وهنا أسقط في يديها
التمعت عيناها وهي ترمق عيناه لأول مرة مباشرة
وتركتها جملته في حلقة من الخواء
ورغبة عارمة بالصراخ قادتها نحوه
أخذت تقترب وعيناها تلتمعان بجنون
- كّذآآآآآآآآآآآآب .. أصلاً كُلكـم كّذابيـــن .. أختي ميّتَة .. تفهَم وش يعني ميّته .. ولا تجيب سيرتها الطاهر على لسانك يـآ حقير
صراخها المجنون أخرسه
وعيناها الغاضبتان زرعت ألماً مفاجئاً في قلبه
تحركن الخادمات فأبعدوها عنه
فقد بدأت دور حولها بجنون وكأنها تبحثْ عن خيط ما
دليل يثبت أن أختها بين الرمال تذود
ومن ثم لا شيء يذكَر
بألم قيدت لـ غرفتها نحو مكمنَها وخط دفاعها الأول والأخير
ليتركونها هناكْ
تدعو للرحيل
,
بدأ عمله بنشاط جمّ
فالليلة السابقة قضَى معظمها في النوم
خمس أيام مضَت منذ وصولهم إلى هنا
وأعدآد هائلة من المرضى وصَلت اليوم إلى هنا
التفجيرات بدأت تأكل أرجـآء المدينة
ولم يرى حسام منذ تلك الليلة
قلق عميق دبَّ في أعماقه نحو صديقه
ليقاطعه صوت طبيب آخر من نفس رحلته
.../ أوووووووووه دكتور فيصل ...
سّلما على بعضهما بينما أحتضَن الطبيب الأخر كف فيصَل بحرارة
وهو يقول بعتاب
../ ليش ماتزورنا في المخيم المجاور ... ؟ ولا نسيتنا ..؟
.../ لا مانسيتكم أبدْ ... بس شوفتك المكان فيه مرضى أنا مشرف عليهم ما أقدر أخليهم وأروح .. ولا ودي أجيكم
.../ يالله الجايات أكثر
../ إلا بسألك .. مين من البعثة معكم ..؟
.../ معنا رامي ومحمود مصطفى و حسام وممرضتين وبس .. ليش ؟
ربّت فيصل على كتفه وهو يقول براحة
../ إيه طمّنتني الله يجزيك الجنة بس كُنت قلقان على حسام ماشفته من جينا لهنا .. يالا منتظرين زيارتك لنا .. الله يحفظكْ
../ درب السلامة
وأفترقـآ هكذا منذ وصولهم إلى هُنا
لا يضمن أي منهم أن يلقى الآخر حياً
فكُل الصور هنا هي نظرات
أخيرة ربما
تحمل الحياة
أو الموت
التوقيع
taman
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى taman
البحث عن كل مشاركات taman