عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-11, 07:42 PM   #6

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي


بعض الفرح ياصاحبي باطنه هم ؛

وبعض الهموم أفراح لو هي حزينة





اللذة الثالثة





في غرفتها الخاصة وفي بقعة منزوية عن باقي الغُرف

شاءت هي أن تكون هناكْ وفي وسط ظلمَة اختيارية

أحاطَت بها دموعها ، هِي متنفسها الوحِـيد !

لم تكُن تمارس الصراخ قبلاً حتى في بكائها ..

وكتجَربة أولى دكّت أركان قلبها

ومع من ..؟

مع شخَص أقرب مايكون للنسيان ،

فلمْ تكُن من الذين يحمّلون ذاكرتهم

عناء حفظ الوجوه / الأسماء .

أصوات نقَر على الباب تلاه دخولٌ مباشِـر ،

لا أحد يجرؤ على قطع خلوتها عداها .

جاء صوتها ،

.../ ليش جالسَة بالظلام ..؟

لم تجبها وإنما اعتدلت في جلستها

جمّدت كل ما يحيط بها وتركتها تقترب منها

وتلمس كتفيَها وهي تهمس بـ

../ حبيبتي أسيـل .. وش فيك .. ؟ ليش هالدموع ؟

وبصوت ضعيف

../ ولا شيء .. !

ابتسامة كئيبة تسللت لـ وجه العمّة

../ موب عليّ .. ؟ شكلك مضايقه .؟ قولي أحد تعّرض لك أو أذاك .. !

مسحَت بقّوة دموعها وهي تجيب ببرود

../ قلت لك ما في شيء .. ! بس تذكَرت أهلي وصَحت

أغمضت الأخرى عينيها بأسى

أتت على ذكَر ما جاءت للبوح به

لا تعلم هل تخبرها بالطامَة أم تعود أدراجها وتتركها

شيء ما في داخلها حثّها على المتابعَة

وآخر بدآ أقوى فحذرها ..

لكَن شفتاها كانت صاحب القرار

../ أسيل .. اليوم أنا جايَة أقول لك كلام لازم تستوعبينه زين .. وإلي أقوله حقيقة لازم تصَدقيها وتتقبليها بأي وجه كان .. اتفقنا

كلماتها كانت بمثابة المحفّز للأخرى

والتي بدت وكأنها تنتظَرها لتقول شيء ما بعينه

علقّت عينيها بشفتّي عمّتها

فحين تابعَت الأخيرة حين لاحظَت اهتمامها

../ أختك .. هديل .. جايّة بعد بكَرة

اهتزت شفتيها بألم

رغبَة عارمة في البكاء اجتاحتها

شيء ما أخترق جسَدها بعنف

كطيف لا يُرى

تلاشى جمود ملامحها

و أنفرجت شفتيها

بينما غاصْ قلبها داخلها

تابعت عمتها الحديث بينما بدت هي كالبلهاء

قبضَة باردة إعتصَرت حرارة فؤادها

تماماً حينما تتوقع أن توأم قلبك قد رحل للأبد

رحَل دون أن تودعَه أو تغمَره بتراب مسكَنه

أو تقبّله على جبينَه ، لِلوداع .

ليأتي أحدهم ويقول لكْ بكُل بساطَة

إنّه قادم وسيعود لكَ قريباً .!








*


سُحب من الدخان الأبيض تنطلق من طرفٍ ملتهب

لسيجارة متآكلة حتى المنتصَف

أصابعه الغليظَة تلقيها من النافذة بفظاظة

بينما هوت اليد الأخرى على رقبة شخص ما بجوآره

../ بتتكلم ولا كيـف ..؟

تأوه ذاك الجسَد الضعيف بقّوة وهو يجيب بحسَرة

../ يا أخي قلت لكْ مالنا شغُل بذآك الرجّل .. والله لو أعرفه بقول لكْ .. ما أدري عن وجهه ماقد جا لنـآ ولا طلب أي شيء منّآ

اشتدت قبَضته اليمنَى على رقبتَه بقّوة

وتلتها آهه موجعَة جحظَت على أثرها عينا الأخير

../ إذاً .. علمْ يوصَلك ويتعدآك .. قول لجماعتكْ المريضَة مثَلك .. إن سمعت ولا دريت إنكم مّريتوا مجرد مرور من هالقريَة ..لا تمّسون بالسجَن مشلولين على يدّيني هاذي .. تفهَم ولا لا ؟

أومئ الأول بصعوبَة بالغَة

ليفلته صقَر بقوة يرتطم معاها رأسه بالنافذة

ويداه تبحثَان بلهفة عن المقبض الباب

وينطلق خارجاً يجّري بسرعة ويختفي جسَده في ظلام

المزارع هناكْ

كالكلب المسعور تماماً

عينا صقر راقبته بحذَر ويده الأخرى

تعبث بهاتفه لينطلق صوته الغليظ

../ وينك فيه ...؟

../ توني نازل من الجبَل .. يا خوك ما لقيت أحد هناك



../ خلاص لا تتعب نفسك .. أظن مسكَت طرف الخيط

.../ ليـه .. وش صار ؟ لا يكون مسكت أحد بدون علمي

../ إيه وتفاهمت معه بطريقتي ..

../ من هّو ؟

../ خلّها بعديـن ..

../ إيه .. بعدين بعدين وش ورانا حنّا.. تاركين زواج وافي و جايين نراكض ورا بسم الله الرحمن الرحيم .. أقول تعال بس أنا واقف ع الطريق العام تعال لا تأخرنا يزعل علينا بعدها ..

../ جـآي ..

وأغلق الخط

تأكد الآن أن أحدهم يعبثْ بقلوبهم

أمسكْ بالأحمق هذا منذ قليل وسينتظَر مفعول تهديداته أن ينفذ

وسيعود لذلك الكهف مجدداً

وسيتأكد مّرة أخرى

وبنفسَه هذا المرة

*








دخَلت وهي تدفع أمامها طفل في السادسة

وبيدها الأخرى تمسك بطفل آخر في الرابعة

يبكي الأخير بصمت موجع

تكّلمت بقوة قاطعة صوت شهقاته وهي تمشي خلف وآلدتها

.../ يمّه شوفي لكْ صَرفة في ولدك وعياله .. يعني أنا رايحة هالزوآجه غصَب عنّي .. ثم يجيب هالبزرآن معنا عناد في دعااء .. لاآآ أنا أشوف هالوضَع ما يحتمَل

لمْ يكَن صوته المتذّمر أمراً مستغرباً فرغم كُل بهرجة العُرس

التي كانت تكسوهم إلا شيء من الحُزن أعتلى ملامحهم

تحدثت وآلدتها وهي تجَلس على الأريكة بتعب

../ يمّه وش بيدي أسوي ...ماغير أدعي له أن ربي يهديه

دلفت أبنتها الكبرى و التي كانت تحمل جنى بين ذراعيها

../ بس يمه كلام سلمى صح .. إلي سواه وافي قمّة التحقير .. موب يعني أخذت غيرها تقوم .. تقهرها كذآ..

وضعت جنى بين على الأريكة المنبسطة وهي تقترب من براء

.../ تعال حبيبي ماما اللحيـــن جايّة ..

عنادها الأول وظّل ملتصقاً بسلمى لأنها الأقرب له

والأكثر قرباً من والدته

وكأنه وجد فيها ما قد يواسيه فيَصبر

فأقحم رأسه في عباءتها ويبحَث عن رائحة والدته عندها

وهو يشهَق بقّوة متعمداً

.../ ماااااااااباااااااا .. جيبوووووووو لي ماااااااماااا أباااااااا مااااماااا

انحنت سلمى وهي ترفعه إليها وبصَوت متحشرج

.../ والله حرآم عليييييييييه إلي سوآآه .. حسَبيّ الله عليه .. جعله مايتهنى ف

قاطعتها أمُها

../ سلمى والعمـــى .. تدعيين على أخوك ياللي ماتستحين

لتنهار هي الأخرى وهي تشَد براء إلى حضنها

../ لييييييييش ما أدعي .. قولي لي لييييييييش .. موب حرام عليه هالأشكال على الأقل يخليهم عند أمهم .. يعني من زين الزيجة عشاان يأخذهم له

اقتربت منيرة منها وسحَبت براء قسراً من حضنها

فأخذ يركلها بقّوة رافضاً الإبتعاد عن عمتَه التي شاركته مشاعره

ومنيرة تصَرخ في وجهها بغضَب

.../ سلمى .. حرااام عليكْ تفجعيهم . شوفي معاذ قام يصيح هّو الثاني



بالفعَل أقترب الأخر بحياء وهو يلقي بنفسَهم في الحُضن الوحيد الشاغر له

فكان بذَلك مفتاح دمعَة نَزلت على وجنّتي جدَته وهي تمسح على رأسه

.../ جده وين أمـــي ..؟

مسحَت دمعتها بسَرعة وهي تومئ له بحنان

../ بتجيّ .. اللحيـن هي كلّمتنا تقول إنها بالطريق جايَة

نهَضت الصغيرة وبدأت تبكي بإنزعاج

فهَدأت الأصوات بعد بكـآئها

عدآ شهقات براء المكتومة وهو ينزلق من يدي عمته

التي حمَلت أخته لتهدئتها

ليقول هو بعصَبيّة وهو يمسَح دموعه عن وجنتيه بقوة

.../ بروح عنــــد مااامااا .. دحيــــــن






../ بـــراء .. وش فيكم ؟

أخرست الدموع

وتعّلقت عيون الناضجات هُناك في وجهها المصفَر

الخالي من الزينَة

عيناها القلقتان وكأنها تبحث في ملامحهم بخوف

عن أثر أي فاجعَة قد تُنبأ بها

حصتْ أبنائها فكُلّهم بخير ..

وبخطوتان تلقفَت رضيعتها من بين يدي منيرة

بينما قام الإثنان الآخران بإحتضانها

عيناها كانت مع ملامح الحُزن هُناك

وهمَست بتوجَس

../ وينَه وافي ...؟أتصَل عليه مايرد ..؟ ليش موب هنا ...؟ ماشفت سيارته برآ ؟

كُل تلك الأسئلة أفرغتها عليهم مرة وآحدة

بينما بقيت أعين البقَية تهرب من لقاء عينيها

اقتربت من والدة زوجها متجاهلة بكاء جنى بين يديها

../ عمَتي ليش فعيونك دموع .. وافي صار له شيء ..صح .. أكيد صار له شيء

شيء ما هوى في قلبها فجأة ليرتطم بحقيقة أدركتها

فيحركها جنون جعلها تقترب بسرعة من سلمى الجاثية تحتضَن وسادة صغيرة إلي حجرها

../ سلمَى .. وآفي ويييييييييينه .. سلمى .. ويييييييينه تكّلموا

التفتت تبحَث كالمحمومة عن منيرة

وكأنها تلاشَت من المكان واختفت

لتصَرخ هي وتتفوه بما هو خارج عن إرادتها

../ يآربي .. لاآ .. لاآ

بدت وكأنها تسكب دموعها

الحارة على قطَع من الجليد داخل قلبها

فيورثَها ذلك ألماً حاداً جعَلها ترتجف بوجع

لم تكًن أم زوجها تبكي بل منظَر الحُزن وبعض الندى على خديها

كفيل بأن يخبرها بما لا يسّرها

بينما كانت أخته الصغرى غارقَة في نحيبها وهي تحتضَن رأس مُعاذ

قسراً إليها وكأنها تتذرع بالشفقَة أمام وجه الحُزن الذي نَزل عليها

صوت رجولي عميق صَرخ بالقرب من الردهَة

../ يمَــــــه .. سلمـــى ..يا بنَت وش صاير عندكْم ..؟

بدآ وكأن صَوته بمثابَة السنّـآرة أمسكتها

فجعَلتها تقفَز من مكانها

لتجيبَه الأم وهي تنهضْ بتعَب

خَرجت إليه وهي تجيب بصوت حازم حزين

../ ما بــوه شيءْ يمّـه .. هذول الصغار يصيحون

مسَحت دعاء عينيها وهي تصَلح التفاف حجابها حول رأسها

حاولت النهوض فتناهى لها

../ دعااء .. أهديّ أول عشانْ أقول لكْ

وحينما لم تجَد منها جواب زفَرت بعمق وهي تقول

../ ترا وافي تزّوج !!

قد تكون في القلوب مسكن للمشاعر

والدليل خفقانَها المُضطَرب أمام أي موقف

ولكَن إن أخبرتكم إن قلبها هدأ

وبعد دقائق الصَدمَة

ابتسمت


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس