وأنتهى الفصلان الثاني والثالث من دون أن يبدر عن كال أي تصرف يمنعهما من التركيز التام على المسرحية , وفي طريقها الى الخارج وضع كال يده عليها ليقودها وسط أزدحام الخارجين من المسرح . وعندما وصلا الى البيت وجدت أنطونيا طاولة عليها الشموع , أقيمت في غرفة الجلوس , وكان ماركوس واقفا ينتظر قدومهما للقيام بخدمتهما. وكان الطعام الذي أمر كال ماركوس أن يهيئه طعاما أسبانيا شهيرا , وبعد أن فرغا من الطعام وتناولا القهوة غادرهما ماركوس مودعا. وقال لها كال: " علينا من الأن فصاعدا أن نبحث عن بيت نشتريه لنا , وأحب أن يتم ذلك قبل نهاية السنة....". وتوقف عن الكلام , ثم تابع قائلا وهو يخرج دفتر شيكاته من جيبه: " على فكرة , هل لك أن تملأي أرومة الشيك الذي دفعت به ثمن هذا الثوب الذي ترتدينه؟". " لم أستعمل الشيك يا كال , كان هذا الثوب في خزانتي ولم ألبسه فرأيت أنه يناسب العقد الذي أهديتني أياه , وضعت الشيك في الغرفة الأخرى , فدعني أجلبه لك". وفيما هي تمر قربه أمسكها بمعصمها وقال لها: "لماذا لا تشترين به شيئا آخر؟". " هذا كرم فائق منك , ولكنني لا أحتاج الى شيء الآن , شكرا ". فقال لها كال بعصبية: " لم نسمع أن أمرأة أحتاجت الى ثياب قبلما تشتريها .. وبما أنني حرمت أن أن أنوع عنك ثيابك , فدعيني على الأقل ألبسك أياها!". قال هذا الكلام بلهجة جعلت خديها يتقدان حمرة , وحاولت أن تفلت معصمها من قبضته , ألا أنه زاد في الشد عليها , وجذبها اليه وأقعدها في حضنه وأخذ يعانقها وهي عاجزة مشدوهة. وقال لها: " سأنزع عنك حلاك...". ولم تبد أية مقاومة , بل أستسلمت اليه بصمت , وشعرت أنه لم يعد غريبا بالنسبة اليها , وأنما أصبح رجلا أخذت تغرم به شيئا فشيئا لشهامته وطول أنانه. وفي لحظة كانت أنطونيا عارية الكتفين , بينما راح كال يلتهم بنظراته عنقها الغض, وحين أدركت أنطونيا أنها لم تعد تستطيع المقاومة غلبها البكاء وهي تستسلم اليه , ونهض كال وأوقفها على قدميها وقال لها بصوت أجش: " لا ترتعبي... لن أحنث بوعدي لك هذه الليلة... يمكنني الأنتظار , ولكن لا الى وقت طويل". وفيما هو يخرج من الغرفة , همت بأن تتبعه , غير أنها شعرت , على الرغم من أنه لم يعد غريبا بالنسبة اليها , بأنها لم تصبح بعد مستعدة لمبادلته الحب بالطريقة التي يطلبها منها. وبعدما خرج كال من الغرفة أعادت ثوبها كالسابق وهي تعجب للتغيير الذي طرأ عليها منذ ليلة زواجهما حتى الآن , فهي لم تشعر كما شعرت تلك الليلة , بالنفور والأشمئزاز ولا بخيانة ذكرى باكو أن هي وهبت نفسها لكال الذي أثار فيها هذه المرة أحاسيس أعمق مما أتيح لها أن تختبره من قبل , وبدا لها الآن أن في أعماق نفسها جمرة متقدة أذا تعرضت لنسيم الحب تأججت وأستحالت الى لهيب..... فهل لهذا علاقة بالحب. |