عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-11, 08:05 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تنتظره كي يعلق على جملتها , بل توجهت على الفور الى غرفتها وهي تسير بعزة واثقة...... متجاهلة بأزدراء نظرات الرجال وملاحظاتهم , كان تجاهلها التام لأهتمام الرجال بها حافزا قويا لهم على القيام بمزيد من المحاولات لكسب رضاها ومحبتها , ألا أن عدم أهتمامها لم يكن مصطنعا أو مفتعلا, بل حقيقيا ونابعا من الصميم.
لم تشعر أليزا بأنها تخلصت من النظرات الخسيسة والكلمات المقززة , ألا عندما أستلقت في حوض حمامها وغطت نفسها حتى العنق بالماء الساخن والصابون المعطر , خرجت من الماء , ولفت جسمها بمنشفة بيضاء كبيرة , ثم جلست أمام المرآة تنظر بعينين زائغتين الى نفسها , تذكرت أليزا أنها تمنت مرة واحدة فقط لو أنها ولدت كفتاة عادية بعيدة كل البعد عن هذا الجمال الباهر , ولكن ذلك التمني زال بسرعة , لأنها هي تحب الجمال والأشياء الجميلة.... ولأنها كانت ستمقت نفسها لو لم تكن بمثل هذه النضارة وهذا البهاء , وأدركت لتوها أنها لو كانت فتاة بسيطة عادية , لكانت بالتأكيد ذات طبيعة رومنطيقية سخيفة تجعلها تتأوه وتتنهد كلما شاهدت رجلا وسيما أو جذابا.
لا , أنها لا تقبل بذلك , ولهذا , تمكنت بنجاح من أن تسيطر على هذه المشاعر والأحاسيس الغنية , وأبتسمت بمرارة , وبشيء من المرح في الوقت ذاته , عندما أدركت مدى أمتنانها لوالدتها في تحقيق ما توصلت اليه من سيطرة تامة على عواطفها , أنفصل والداها عن بعضهما عندما كانت طفلتهما الوحيدة في الثالثة من عمرها , وبعد سنتين تقريبا قتل والدها في حادث سيارة , تعلقت طويلا بصورته وبما كان يرمز اليه من أبوة وحنان , ولكن تعداد الأزواج في حياة أمها جعلها تفقد الثقة بالرجال وبالزواج على حد سواء , بدا لها في حداثة سنها أنها ستمضي طوال حياتها في عهدة مارغريت وروي لتفسح المجال أمام شهر عسل جديد أو طلاق جديد.
كان الصيف وهي في سن الخامسة عشرة أكثر الأوقات عذابا وألما في حياتها , تعرضت خلاله لصدمة لم تشهد لها مثيلا من قبل , كان زوج أمها الثالث ثريا كبقية الأزواج , ولكنه أبدى أهتماما خاصا بالصبية التي بدأت تظهر عليها معالم الأنوثة بشكل ملفت للنظر , كان يأخذها كل يوم تقريبا في رحلة بحرية , بينما تبقى أمها على الشاطىء , لأنها لم تكن تحب البحر كثيرا , وأحست أليزا في أحدى تلك المرات يتحوّل جلي وواضح في أهتمامه بها.
كان يوما رائعا هدأ فيه الهواء وموج البحر ,ولم تسمع خلاله سوىأصوات الطيور التي كانت تحلق في الفضاء , تمددت أليزا على شطح المركب الشراعي الكبير , وهي ترتدي ثوب سباحة من قطعتين أبتاعته لها أمها في العام السابق , تذكرت كيف أقترب زوج أمها وراح يحدق بجسمها النامي بأعجاب ورغبة , وتذكرت كيف شعرت آنذاك بأستغراب تحوّل فجأة الى خوف وذعر , لأنهما كانا وحيدين وعلى بعد حوالي أربعة كيلومترات عن الشاطىء , جلس قربها وطلب منها بصوت أجش أن تحل شعرها من العقدة التي ربطته بها , فعلت ذلك وهي خائفة الى درجة كبيرة , مد يده وأخذ يداعب الخصلات الشقراء الذهبية , لاحظت أن في الأمر شيئا مريبا وغير طبيعي , فحاولت النهوض ..... ولكنه وضع يده الأخرى وأرغمها على البقاء ممددة أمامه , ثم أقترب منها وقال متمتما:
" ما رأيك في أعطاء عمك العجوز قبلة طيبة؟".
صرخت وركلت , وأستخدمت أظافرها , لتبعده عنها.. ولكن دون جدوى , لا تزال تذكر حتى الآن الأشمئزاز الذي شعرت به آنئذ , قبل أن تتمكن من الأفلات منه والقفز الى الماء , كانت سعيدة الحظ عندما شاهدت زورقا نقلها صاحبه الى الشاطىء حيث أخذت تبكي على كتف أمها المذعورة وتخبرها بما حدث.
لم يخفف طلاق أمها من ذلك الرجل وزواجها الناجح بعد فترة من دايل باترسون من الآلآم التي شعرت بها بعد ظهر ذلك اليوم اللعين , وبدأت أليزا منذ ذلك الحين تدرّب نفسها على التحفظ أتجاه الرجال وأطهار البرةودة والجفاف معهم , كانت تدرك طوال السنوات اللاحقة أن جمالها محط أنظار الجنس الآخر وسبب حسد رفيقاتها , لكنها لم تشعر بأي أهتمام يذكر أتجاه أي من الشبان الذين تعرّفت اليهم , لاحظت بأشمئزاز متزايد أن الشاب الذي كانت توافق على الخروج معه , لم يكن ليهتم كثيرا بالتحدث اليها أو مجرد الأستماع , حاولت في البداية تحمّل تلك العناقات التي كان يصر عليها الشبان لدى أعادتها ليلا الى البيت , ولكنهم كانوا يتوقعون المزيد في المرة التالية , بدأت ترفض تدريجيا جميع الدعوات التي توجّه اليها , لأنها لم تعد تتحمل ما كان يفترض بها فعله كلما لبّت دعوة أو قبلت مرافقة شخص الى سهرن ما , تجنبت جميع السهرات الأجتماعية تقريبا , أما تلك التي لم يكن بدّ من حضورها , فكانت تأخذ معها قريبها مايكل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس