عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-11, 05:02 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2- نزهة في الغابة

كانت جولييت في غرفة الطعام حين وقع نظرها على دورين ينتزه في الحديقة وبرفقته تانيا , وكانت ترتدي ثوبا رائعا مفصلا بحيث يظهر قامتها الجميلة المتناسقة.
كانت جولييت تراقبهما بنظرة حالمة , وترغب لو أن دورين يقع في حبها هي , ولم لا ؟ حتى لو أنها لا توازي تانيا جمالا وجاذبية , تعرف عن كثيرات أقل منها جمالا حالفهن الحظ وتزوجن رجالا ذوي شأن......
ولسبب ما , تركت تانيا دورين بمفرده , دخل دورين غرفة الطعام وحين وقع نظره على جولييت خاطبها قائلا:
" ماذا تفعلين اليوم يا أميلي؟ لا أراك ألا نادرا".
صحيح , فهي منهمكة دائما بالأعمال المنزلية , أبتسمت جولييت وأجابته:
" كنت أعتني بالحديقة , وأنت؟".
" لقد أنهيت كتابة بعض الرسائل , ثم قمت بجولة في اقرية".
" أأحببت قريتنا؟".
أجابها مجاملا :
" كثيرا".
ثم بدا عليه الملل , وألقى نظرة نحو باب الغرفة , فقالت جولييت محاولة لفت أنتباهه:
" ما هي ألا دقائق معدودة وتعود تانيا".
" لا أعتقد , فأنا أعرفها جيدا , عندما تنهمك بتحسين مظهرها تنسى مرور الوقت ويستغرق الأمر ساعة على الأقل".
تبين لجولييت شيء من التذمر في صوته فسألته مستفهمة :
" لا شك أنك تنسجم مع تانيا , أليس كذلك؟".
قطب دورين حاجبيه وأجاب:
" طبعا".
وبدا على وجهه تعبير لئيم ومتعجرف أرتبكت له جولييت ..... وفجأة وجدت نفسها تخاطبه قائلة:
" دورين ما رأيك بمرافقتي في نزهة في الحديقة؟".
نظر اليها بدهشة وأجاب:
" حسنا , أذا شئت".
أبتسمت جولييت , وغمرت الفرحة قلبها , تمنت لو كانت ثقتها بنفسها أقوى مما هي , سألها دورين وأبتسامة ساخرة تعلو وجهه:
" أتصرين على النزهة في الحديقة؟".
" الغابة رائعة الجمال في طقس كهذا".
" الغابة؟".
" ألم تصطحبك تانيا الى الغابة بعد؟".
" لا".
" حسنا أذن , ستكون هذه المرة الأولى , وسنشارك معا مكانا خاصا , مكانا سريا".
تجهم وجه دورين ورمقها بنظرة عابسة مجيبا:
" يا لك من فتاة غريبة الأطوار يا أميلي".
" ماذا تعني بذلك؟".
" أعني أنه أمر غريب أن تطلب فتاة في سنك من رجل أن يتنزه برفقتها في الغابة , لو كنت في وطني اليونان , لأنهال عليك ولي أمرك بالضرب القاسي".
جمدت جولييت في مكانها وأرتعش قلبها وأجابت:
" لم يعجبني ما قلته أبدا".
" هذا ما كنت أتوقع".
" هل أنت غاضب مني؟".
" أريد أن أعلم ما يجوب في خاطرك".
لم تجب جولييت , فهي نفسها لا تعلم الدافع وراء هذه النزهة.... وغيرت الموضوع قائلة:
" هناك ممر يؤدي الى شلال رائع".
بقي دورين عابس الوجه ولم يجب , وفي طريقهما الى الشلال أقتربت منه جولييت ولمست يده قائلة:
" هل تمانع لو أمسكت بيدك؟".
" وأذا مانعت؟".
" لم ألمس يد رجل من قبل".
سألها والشك يساوره:
" أبدا؟".
ثم أستطرد قائلا:
" هل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟".
" لكنها الحقيقة".
ساد الصمت بينهما لدقائق طويلة , ثم وصلا الى حيث الشلال , فتوقف دورين وواجه جوليت قائلا:
" والآن ماذا تريدينني أن أفعل؟".
" كن معي".
وأحنت رأسها منتظرة منه أن يغازلها , أحنى دورين رأسه قريبا من خديها فأرتعشت كطير خائف , جذبها نحوه , فشعرت جولييت أنها غادرت طفولتها الى الأبد , وأنها أذا فتحت عينيها هذه المرة , ستواجه العالم كأمرأة ولدت من جديد , فجأة أبتعد عنها دورين قائلا:
" هل أعجبك ذلك؟".
" نعم".
وأقتربت منه متمسكة به , محاولة بطريقتها الساذجة الطفولية أن تعبر له عن حبها , لم تفكر لحظة أن كونه رجلا دنيويا يجعله لا يؤمن بالحب كما تعرفه هي , كانت جولييت تجهل أن الحب والزواج في وطنه أمران منفصلان تماما عن بعضهما , وأن تصرفهاأتجاهه يجعله يحتقرها , فبينما كانت تحاول أن تهبه حبها , أساء فهمها وظنها تريد الأستسلام له , ولا بد أنه كوّن في ذهنه صورة عنها كفتاة طائشة , رخيصة ترمي نفسها أمام أي رجل دون تردد , تماما كما فعلت تانيا , ولم يدر بخلدها حينئذ أن حبها له سيتحول فيما بعد الى كراهية مرة , كراهية ستلتهمها الى حد بعيد , بحيث ترغب من صميم قلبها أن تذله , أن تشوّه سمعته مهما أمكنها ذلك.
عانقها دورين من جديد ثم قال:
" هيا علينا أن نعود".
" لكن لم يمض على غيابنا سوى بضع دقائق".
أجاب دورين بصوت صارم:
" قلت علينا أن نعود".
وجعلها هذا تلازم الصمت وتتبعه متساءلة عما أغضبه , خاصة بعد أن تقاسما منذ قليل لحظات حميمة تبادلا خلالها عاطفة معينة كانت هي الحب.....كما تعرفه جولييت . أضطرت أن تسرع قليلا لتلحق به... وحين أقتربت منه قالت:
" دورين, أرجو ألا تكون غاضبا مني".
" أسكتي".
" لكن ....".
" لا , لست غاضبا منك".
" ولكن نبرة صوتك تدل على العكس".
وأمتدت يدها تمسح دمعة سالت على خدها وأستطردت قائلة:
" قضينا لحظات رائعة ولو كانت قصيرة..... ألا تعتقد ذلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس