نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | 2- نزهة في الغابة كانت جولييت في غرفة الطعام حين وقع نظرها على دورين ينتزه في الحديقة وبرفقته تانيا , وكانت ترتدي ثوبا رائعا مفصلا بحيث يظهر قامتها الجميلة المتناسقة. كانت جولييت تراقبهما بنظرة حالمة , وترغب لو أن دورين يقع في حبها هي , ولم لا ؟ حتى لو أنها لا توازي تانيا جمالا وجاذبية , تعرف عن كثيرات أقل منها جمالا حالفهن الحظ وتزوجن رجالا ذوي شأن...... ولسبب ما , تركت تانيا دورين بمفرده , دخل دورين غرفة الطعام وحين وقع نظره على جولييت خاطبها قائلا: " ماذا تفعلين اليوم يا أميلي؟ لا أراك ألا نادرا". صحيح , فهي منهمكة دائما بالأعمال المنزلية , أبتسمت جولييت وأجابته: " كنت أعتني بالحديقة , وأنت؟". " لقد أنهيت كتابة بعض الرسائل , ثم قمت بجولة في اقرية". " أأحببت قريتنا؟". أجابها مجاملا : " كثيرا". ثم بدا عليه الملل , وألقى نظرة نحو باب الغرفة , فقالت جولييت محاولة لفت أنتباهه: " ما هي ألا دقائق معدودة وتعود تانيا". " لا أعتقد , فأنا أعرفها جيدا , عندما تنهمك بتحسين مظهرها تنسى مرور الوقت ويستغرق الأمر ساعة على الأقل". تبين لجولييت شيء من التذمر في صوته فسألته مستفهمة : " لا شك أنك تنسجم مع تانيا , أليس كذلك؟". قطب دورين حاجبيه وأجاب: " طبعا". وبدا على وجهه تعبير لئيم ومتعجرف أرتبكت له جولييت ..... وفجأة وجدت نفسها تخاطبه قائلة: " دورين ما رأيك بمرافقتي في نزهة في الحديقة؟". نظر اليها بدهشة وأجاب: " حسنا , أذا شئت". أبتسمت جولييت , وغمرت الفرحة قلبها , تمنت لو كانت ثقتها بنفسها أقوى مما هي , سألها دورين وأبتسامة ساخرة تعلو وجهه: " أتصرين على النزهة في الحديقة؟". " الغابة رائعة الجمال في طقس كهذا". " الغابة؟". " ألم تصطحبك تانيا الى الغابة بعد؟". " لا". " حسنا أذن , ستكون هذه المرة الأولى , وسنشارك معا مكانا خاصا , مكانا سريا". تجهم وجه دورين ورمقها بنظرة عابسة مجيبا: " يا لك من فتاة غريبة الأطوار يا أميلي". " ماذا تعني بذلك؟". " أعني أنه أمر غريب أن تطلب فتاة في سنك من رجل أن يتنزه برفقتها في الغابة , لو كنت في وطني اليونان , لأنهال عليك ولي أمرك بالضرب القاسي". جمدت جولييت في مكانها وأرتعش قلبها وأجابت: " لم يعجبني ما قلته أبدا". " هذا ما كنت أتوقع". " هل أنت غاضب مني؟". " أريد أن أعلم ما يجوب في خاطرك". لم تجب جولييت , فهي نفسها لا تعلم الدافع وراء هذه النزهة.... وغيرت الموضوع قائلة: " هناك ممر يؤدي الى شلال رائع". بقي دورين عابس الوجه ولم يجب , وفي طريقهما الى الشلال أقتربت منه جولييت ولمست يده قائلة: " هل تمانع لو أمسكت بيدك؟". " وأذا مانعت؟". " لم ألمس يد رجل من قبل". سألها والشك يساوره: " أبدا؟". ثم أستطرد قائلا: " هل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟". " لكنها الحقيقة". ساد الصمت بينهما لدقائق طويلة , ثم وصلا الى حيث الشلال , فتوقف دورين وواجه جوليت قائلا: " والآن ماذا تريدينني أن أفعل؟". " كن معي". وأحنت رأسها منتظرة منه أن يغازلها , أحنى دورين رأسه قريبا من خديها فأرتعشت كطير خائف , جذبها نحوه , فشعرت جولييت أنها غادرت طفولتها الى الأبد , وأنها أذا فتحت عينيها هذه المرة , ستواجه العالم كأمرأة ولدت من جديد , فجأة أبتعد عنها دورين قائلا: " هل أعجبك ذلك؟". " نعم". وأقتربت منه متمسكة به , محاولة بطريقتها الساذجة الطفولية أن تعبر له عن حبها , لم تفكر لحظة أن كونه رجلا دنيويا يجعله لا يؤمن بالحب كما تعرفه هي , كانت جولييت تجهل أن الحب والزواج في وطنه أمران منفصلان تماما عن بعضهما , وأن تصرفهاأتجاهه يجعله يحتقرها , فبينما كانت تحاول أن تهبه حبها , أساء فهمها وظنها تريد الأستسلام له , ولا بد أنه كوّن في ذهنه صورة عنها كفتاة طائشة , رخيصة ترمي نفسها أمام أي رجل دون تردد , تماما كما فعلت تانيا , ولم يدر بخلدها حينئذ أن حبها له سيتحول فيما بعد الى كراهية مرة , كراهية ستلتهمها الى حد بعيد , بحيث ترغب من صميم قلبها أن تذله , أن تشوّه سمعته مهما أمكنها ذلك. عانقها دورين من جديد ثم قال: " هيا علينا أن نعود". " لكن لم يمض على غيابنا سوى بضع دقائق". أجاب دورين بصوت صارم: " قلت علينا أن نعود". وجعلها هذا تلازم الصمت وتتبعه متساءلة عما أغضبه , خاصة بعد أن تقاسما منذ قليل لحظات حميمة تبادلا خلالها عاطفة معينة كانت هي الحب.....كما تعرفه جولييت . أضطرت أن تسرع قليلا لتلحق به... وحين أقتربت منه قالت: " دورين, أرجو ألا تكون غاضبا مني". " أسكتي". " لكن ....". " لا , لست غاضبا منك". " ولكن نبرة صوتك تدل على العكس". وأمتدت يدها تمسح دمعة سالت على خدها وأستطردت قائلة: " قضينا لحظات رائعة ولو كانت قصيرة..... ألا تعتقد ذلك؟". |