عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-11, 06:58 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



رمقها دورين بنظرة عابسة تملؤها التساؤلات , فهو لا يدري معنى تصرفاتها الغريبة , كيف له أن يعلم أنها أمضت حياة منعزلة ؟ حياة فتاة منبوذة ويتوقع منها الجميع أن تتعلم شعورا واحدا فقط.... هو الشعور بالأمتنان ؟ كيف له أن يعلم , أن اللحظات العابرة التي أمضياها معا... كانت بالنسبة لجولييت بحرا من السعادة ؟ لو علم دورين الحقيقة , وهي أنها لم تعرف الحب قبل الآن.... لو عرف شدة توقها الى الحنان , وحاجتها اليه.... لما فعل ما فعل, ولما كانت النتيجة أن يكره جولييت الى هذا الحد.
كان الصباح مشرقا والثلج يغطي التلال , ورائحة الطعام تملأ المنزل , أستيقظت جولييت من نوم عميق ودخلت المطبخ مرتدية ثوبا فضفاضا , ناعما يلائم قامتها الرشيقة.
" عيد ميلاد سعيد".
" شكرا ماغ , رائحة الطعام شهية جدا".
أجابت ماغ والأبتسامة تعلو وجهها:
" هذا لأنني طباخة ماهرة".
ثم أدارت رأسها نحو علبة مغلفة بورق أحمر ساطع.
" هديتك , تجدين بطاقة المعايدة في الداخل , أرجو أن يكون عيد ميلادك عيدا سارا مليئا بالمفاجآت السعيدة".
" شكرا ماغ".
وأقتربت جولييت لتكشف ما في العلبة , وجدت فرشاة للشعر فضية اللون.
" ماغ , أنها رائعة".
وراحت جولييت تسرح شعرها الذهبي الأشقر الذي كانت أشعة الشمس تتراقص فوق خصلاته الطويلة الحريرية.
" يسعدني أنها أعجبتك, أخترتها لك منذ شهر تقريبا , أردت أن أعبر لك عن أمتناني لأنك جعلتني أشاركك بيتك".
" أمتنان ؟ أرجو ألا تتفوهي بهذه الكلمة أبدا".
بدا التعجب على وجه ماغ , لكنها سرعان ما تطرقت الى موضوع مختلف وقالت:
" أتيك الآن بطعام الفطور الذي أعددته لهذه المناسبة".
وما هي ألا دقائق حتى عادت ماغ تحمل صينية وعليها طعام افطور.
" أنا اليوم في خدمتك , ما عليك ألا أن تأمري وسأنفذ".
ضحكتا معا , ثم جلستا لتناول الطعام قرب النافذة التي تطل على حديقة المنزل الجميلة.
همست جولييت:
" خمسة وعشرون".
ثم أضافت:
" لا شك أن حياتي تغيرت كثيرا خلال السنين الماضية".
رمقتها ماغ بنظرة تساؤل لكنها لم تعلق , ملأت فنجانها بالقهوة وعندما نظرت الى جولييت من جديد , وجدت على وجهها نظرة تجهم فسألتها:
" ماذا يعكر صفو أفكارك؟".
لم تجب جولييت ألا بعد لحظات من الصمت الطويل.
" رجل يدعى دورين كوراليس".
" رجل؟ لم أشاهدك يوما برفقة رجل".
" تعرفت على واحد أو أثنين , وخرجت معهما قبل مكوثك هنا برفقتي".
" وهذا الرجل , هل هو أنكليزي؟".
" لا , يوناني ".
" وأين تعرفت عليه؟".
" هنا في أنكلترا , خلال زيارته لهذا البلد".
شردت أفكار جولييت كأنها تحاول أن تسبر الماضي ,ثم قالت:
"نعم , لقد مضى وقت طويل منذ ذلك اللقاء".
" أعرفك منذ سنين , ولم تبوحي بشيء عن ماضيك بعد".
" لا أمانع في الكلام عن الماضي , بل يسرني أن أعرف شيئا عن ماضيك , فذلك يساعد في توطيد علاقتنا".
شرعت جولييت تسرد قصتها منذ البداية , وكيف صبغت شعرها بالأسود لتلفت نظره اليها , وعند سماعها ذلك صاحت ماغ:
" ماذا؟ صبغت هذا الشعر الأشقر الرائع ؟ لا شك أنك فقدت صوابك".
" صحيح , كنت قد فقدت صوابي , وقعت في حب هذا الرجل منذ أن أطلعت على صورته مع تانيا , أردته أن يلاحظني , أن يبادلني شعوري , لكنني كنت أحارب في معركة خاسرة منذ البداية , فتانيا ساحرة الجمال , بينما كنت أنا بسيطة المظهر الى حد البشاعة في ذلك الحين".
وأطلقت جولييت ضحكة عالية عند رؤيتها التعبير الذي أرتسم على وجه ماغ.
"لكن من المستحيل أن أصدق أنك كنت قبيحة المظهر".
أبتسمت جولييت , وأستمرت تتلو قصتها والحدثة التي جرت في الغابة بينها وبين دورين.
" يبدو أنه ظنك فتاة سهلة الأغراء".
" ربما , لكنني لن أغفر له ما فعل نتيجة تصرفي الطائش الساذج".
" قبل أن تتابعي , أخبريني هل تزوج أبنة خالتك؟".
" لا أعتقد , فالرجل اليوناني لا يتزوج خليلته , رغم أن تانيا جعلتني أعتقد في ذلك الوقت أنه طلب يدها للزواج , صدقيني أن هذا يجعلني أبكي طوال الليل , بقيت على هذه الحالة أياما عديدة لم أعرف خلالها سوى البرس والتعاسة وخيبة الأمل , كنت أياما لا أتمناها لأحد".
" هل علمت حينذاك أنهما كانا عاشقين؟".
" لا , كنت في السابعة عشرة من عمري , نشأت في القرية ولم أخرج برفقة رجل أبدا ,لم أكن أعرف شيئا عن العالم , كنت أعتقد أن العلاقة التي تربط تانيا بدورين علاقة بريئة , ولم أر فيها أي شر".
توقفت جولييت عن الكلام قليلا لتجمع أفكارها ثم قالت:
" مهما كانت الفكرة التي كوّنها عني في ذلك الوقت , ليس هناك ما يبرر ردة فعله , فلو لم يتسرع , لكان أدرك أنني أختلف تماما عن تانيا, فهي أستسلمت له منذ لقائهما الأول".
" وكيف تعلمين ذلك؟".
" كنت في الحديقة ذات مساء وسمعتها تقول له ( لم يمض على لقائنا سوى وقت قصير , وها نحن نقاسم بعضنا نعيما من الأحاسيس ) , طبعا لم أفهم معنى كلامها حينذاك ولكنني فهمت بعد أن بلغت مرا معينا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس