عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-11, 12:39 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- رياح الواقع


" أريد أن أوضح أمرا واحدا منذ البداية , لا يمكنها البقاء هنا".
جاء صوت الليدي كيرسلاك قويا واضحا من خلال الباب المغلق لغرفة الجلوس , مسمرا موروينا في مكانها ويدها ممتدة لتدق الباب , تدافعت الأفكار الى رأسها وهي تستعيد كلمات أبنة العم باتريسيا ورأت أن من الأفضل لها أن تستدير وتبتعد متظاهرة بأنها لم تسمع شيئا ومعللة نفسها بأن مسترقي السمع عادة , لا يسمعون شيئا حسنا عن أنفسهم , لكنها عرفت في الوقت نفسه , أنه ليس في مقدور شيء أزاحتها عن مكانها خطوة واحدة , وسيكون مبعث راحة لها أن تكتشف حقيقة مشاعر أبنة عمها نحوها على عكس معاملتها اللطيفة لها حتى الآن , قالت فانيسا بصوت خفيض ولكن نافذ الصبر :
" أوه , أماه , ليس من السهل أن تلقي بها الى الشارع , أنها لا تملك أي تدريب أو مؤهلات , وتعرفين مثلي أنها ضيّعت وقتها في المدرسة , ما الذي ستستطيع فعله على ةجه الآرض؟".
أجابت الليدي كير سلاك ببرود:
" ليس ذلك خطأنا , هي التي أضاعت الفرص التي أتيحت لها , فليس من حقها الشكوى الآن أذا لم يتحملها أحد بعد , كان على أبيها وهو يدرك مدى تعقد قضية الميراث , أن يترك لها أحتياطا من المال وهو ما يزال حيا".
" ربما أنت على حق , لكن كان من المستحيل أن يتنبأ بأنه ومارتين سيقتلان معا في الحادثة نفسها , كان مارتين هو الوريث , لذا كان هو الوريث , لذا كان هو من سيعتني بأمر موروينا".
أحست موروينا وهي تقف في الصالة جامدة , بطعنة ألم من هذه الكلمات , لكن فانيسا كانت على حق , لم يكن بأمكان أحد التنبؤ حتى قبل أسابيع قليلة فقط , بأنها ستبقى وحيدة تماما في هذا العالم قبل أن يحل الظلام في ذلك اليوم الخريفي المشرق , لقد قتل والدها وشقيقها معا في حادث أصطدام مع شاحنة , تعطلت فراملها فجأة على سفح تل شديد الأنحدار خارج القرية.
كانت تعرف بالطبع أنها لا تستحق الأرث , وطالما أسفت هي ومارتين من الأصرار في هذا العصر على أن تكون السيادة للذكور , وأن تنحدر رتبة الوراثة والملكية من خلالهم فقط , لكنها لم تشغل بالها بأمر المستقبل وهي في الثامنة عشرة من عمرها , كانت تجد في ظل أبيها وشقيقها مارتين الطمأنينة دائما , الى أن حل ذلك اليوم , حين أرتها ريح الواقع كم كان هشا ملجأها , كان المحامون عطوفين جدا , شرحوا لها كل شيء بدقة وتفصيل , ومنه , أن ما ورثه أبن العم جيوفري , زوج أبنة العم باتريسيا , لم يكن بالمبلغ الكبير , وعلمت ولأول مرة في حياتها أن والدها كان مضاربا في البورصة , وعانى من خسائر كبيرة , غير أن السيد فرنشارد كان يأمل في تعويض هذه الخسائر لاحقا , أذ كان يثق بفطنته في مجال عمله , لكن القدر لم يمهله طويلا , خلال الأسابيع التي تلت حادثة أبيها وأخيها , شعرت موروينا بأنها تعيش في وسط غريب عنها , وتضاعف أحساسها هذا مع وصول أبن العم جيوفري وزوجته المستبدة باتريسيا.
عرفت أن باتريسيا توقعت أن تجد نفسها بين عشية وضحاها أمرأة ثرية , ورغم أنها أصبحت ( الليدي كير سلاك) وأحتلت المنزل , ألا أن ذلك كان أقل مما كانت تأمل فيه , لكن موروينا خمّنت بذكاء , أن حصولها على المنزل , وهو بيت ثمين من عهد الملكة آن , سيمنحها بعض السلوى , غمرت الليدي كير سلاك , موروينا بحنانها في الأيام الأولى , لكن مع الوقت أخذ سلوكها يتغير , وهذا لا يعني أنهاما كانتا على مودة في السابق , فموروينا لم تكن على وفاق حتى مع فانيسا , مع أن والدها كان قد أصر على أن تدخلا المدرسة نفسها معا , وأنفق مبلغا كبيرا على دراستهما , ولقد أستغربت منذ ذلك الوقت كون فانيسا قد حقدت عليها لهذا السبب , أولا لأنها كانت متفوقة عليها في الدروس , ومهما يكن السبب فعدوانية فانيسا أضحت واضحة مع الزمن , ولم تبد ألا القليل من اللين نحوها منذ وصولها الى كاريو بريوري , بل على العكس , شعرت أن فانيسا تتأمل بفرح التحول الذي حدث في حياتهم , أما هي فقد أصبحت أكثر حذرا في حديثها وسلوكها , متأكدة دائما من أن السيدة أبرشو , مدبرة المنزل قد ذهبت الى الليدي كير سلاك يتتلقى تعليماتها , ومتذكرة أيضا أن تدق الباب قبل أن تدخل الغرف حيث تكون العائلة مجتمعة , فجأة تحولت الى غريبة في بيتها , كانت الليدي كير سلاك تكرر القول بحدة:
" لا أدري لم أصبحت شديدة الأهتمام يا فانيسا , أنت لم تهتمي بها في يوم من الأيام , بشكل خاص".
" أنا لست مهتمة بها حتى الآن , لكن علينا أن نهتم بما سيقوله الناس , خاصة أن أباها ومارتين كانا محبوبين بين أهالي المنطقة , علينا أن لا نبدأ السير بخطوة خاطئة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس