عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-11, 12:56 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت تستغرب أحيانا , لماذا كان غاي يسحب نفسه منها وهما في ذروة العاطفة , ألقدرته على كبح جماح نفسه أم لنفوره منها؟ ومهما كان السبب فقد كان كافيا لأن يقيم حاجزا بينهما طيلة الصيف , وغاي موضوع خلافها مع أخيها , فمارتين لا يميل الى غاي ولا يحبذ سلوكه في السخرية من كل ما هو خارج حلقته الجذابة , والآن عليها الأعتراف بأن مارتين لم يكن مجرد أخ صارم , بل كان أكثر ذكاء مما تصورته , أن ما دفعه لأبعادها عن طريق غاي هو قلقه عليها.
أنها على يقين بمدى جمالها وجاذبيتها بدون غرور , وأن هناك قلة ممن يستطيعون مقاومة أغراء شعرها الحريري الأصفر الذي يتوج رأسها في عقدة رخوة , وعيونها الرمادية الواسعة بأهدابها السوداء , وظنت أن هذا ما أوقع غاي في هواها , ولم يخطر في بالها أنه كان لأبن عمها هدف خفي آخر.
( يا لي من غبية) همست بصوت مسموع وهي تضغط بيديها المضمومتين على عينيها الدامعتين , ثم أردفت ( يا لي من حمقاء) .
أخيرا تمددت هادئة , تتنهد بين حين وآخر , شعرت بأنها أنهكت جسديا ونفسيا , وجرحت في أعماقها أيضا.
ستترك بريوري وبسرعة , هذا ما قررته , لكن الى أين؟ حتى مدرسة الرسم التي كانت تبدو ملاذا محتملا , قد سلبت منها , والبقية الباقية من كبريائها تمنعها من سؤال باتريسيا عن أي عون , جلست في مكانها ضجرة , وأبعدت عن وجهها خصلات شعرها المتهدلة, بينما تجولت نظراتها الحزينة في أنحاء الغرفة حتى أستقرت مع وخزة ألم على بعض قطع الأثريات التي أختارتها أمها لهذه الغرفة حين جاءت الى بريوري لأول مرة عروسا , وعلى الموقد المرمري الأبيض علقت محاولة لأرورا كير سلاك الوحيدة في رسم صورة شخصية لنفسها قبل وفاتها بسنوات قليلة , توقفت نظراتها عندها , الوجه الصافي , العينان المرحتان , الفم المدور والمنحرف قليلا بظرف , ثم أنتقلت الى مجموعة المناظر الطبيعية على الجدار الآخر , هنا تبدو روح لاورا كير سلاك حاضرة تماما , كانت تطلق على هذه الرسوم مجموعة تريفينون , وهي مشاهد رسمتها أمها عن المكان الذي قضت فيه صباها , وبالرغم من أنها ولدت وعاشت سنواتها الأولى في لندن , لكن أندلاع الحرب العالمية الثانية دفع والديها الى البحث عن مكان آمن لها , وهكذا سافرت لاورا في أول شبابها الى كورنوول لتمكث عند بعض الأقرباء , وعندما علمت أن والديها قد قتلا في غارة جوية أصابت بيتهم , ظلت هي هناك ولم تعد ال لندن بعد ذلك أبدا.
نهضت موروينا وسارت لكي تتأمل الصور عن قرب , تبدو هذه المجموعة من بين جميع رسومات أمها , مشبعة بعنصر شؤم غامض , كانت موروينا وهي صغيرة , تحدّق في البيت الكبير الداكن اللون , القائم على المنحدر الصخري , بأبراجه ومداخنه الطويلة , وتستحضر في خيالها اليافع شخصية كاميلوت في قصة تريستان وأيزولت من خلال تلك الصخور الكئيبة , وكانت أمها تضحك من خيالاتها تلك وتقول أن تريفينون هي موطن عمال المناجم وليست موطنا للفرسان والسيدات الأسطوريات , عرفت موروينا أن الشاطىء هناك قد تحول الى مرمى لنفايات المناجم , وأن الأبنية والمداخن ما تزال باقية كشواهد على عصر مزدهر غابر , قالت أمها أن تريفينون قامت في مرحلة الأزدهار تلك.
وحين تعود موروينا بذاكرتها الى الوراء , تجد أن أمها لم تقل الشيء الكثير عن حياتها في كورنوول , كانت تبدو سعيدة هناك , أو هذا ما أستنتجته من أحاديثها , الى جانب هذا فأن أسمها كورنولي عريق , أختارته أمها بأصرار بعد أن عارضه الأب تحسبا من أثارة ذكريات حزينة , ووصف زوجته بأنها ( رومانسية ) رغم أنه خضع في النهاية لأرادتها كعادته دائما , وأستعمل العبارة نفسها كما تتذكر موروينا , حين تتأمل مجموعة تريفينون من اللوحات : البيت فوق قمة المنحدر , المنجم المهجور , القرية الصغيرة في مرفأ بورت فينور , والساحل بصخوره الدكناء الشامخة كأنها حراس من الغرانيت تقاوم هجوم الأمواج العنيفة.
أستعادت موروينا وجه أمها , وهي تخاطب زوجها , وكأنها البارحة:
" لماذا تقول هذا؟ لم أكن أرسم مجرد مكان , كنت أرسم شبابي وكل ما عرفته من سلام وطمأنينة وحب".
ثم نهضت وسارت اليه وأحاطته بذراعها وأراحت خدها على ده , وهي تقول له:
" أعرف أنك على حق , لكن دعني لأوهامي".
حين أعادت موروينا تلك الكلمات مع نفسها ثاني , أنتابتها رعشة خفيفة , وفكرت بحزن أن تلك الكلمات ما هي ألا نقوش على ضريح آمالها , ومن ثم جمدت في مكانها حين سمعت وقع خطوات قادمة عبر الممر , أستدارت حين أنفتح الباب ودخلت الليدي كير سلاك بشيء من الحدة:
" أوه أنت هنا يا موروينا , لقد بحثت عنك في كل أرجاء البيت,كنت أتساءل فيما أذا كنت راغبة في الأنضمام الينا للغداء".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس